الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة
جمال الدين يوسف بن محمد بن مسعود السُّرمرَّي الحنبلي
(696 - 776 هـ)
تحقيق: محمد خير رمضان يوسف
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السّلام حنونة
تمهيد/ هذا جزءٌ حديثيٌّ نفيس في موجبات الجنَّة، وهي الأعمال التي تُدخل صاحبها الجنَّة، استقرأ فيه الجمال السَّرمرّي أربعين خصلة من أعمال البر اليسيرة التي تُعد مثل منيحة العنز أو دونها، وهذه الخصال كلها من سُنن الهدى، وأعمال البر، وقد أمر بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وحضَّ على فعلها، وفي كل خصلة من هذه الخصال منافع عظيمة، وفوائد كبيرة، تعود على المرء بعظيم الثواب والأجر، وحسن المآل والعاقبة.
وذكر -رحمه الله -في كل خصلة حديثًا أصله من الصحيحين أو أحدهما، وعلّق عليه بما يوضح معناه من تفسير غريبٍ أو استنباط معنى، مستدلا لذلك بعدة أحاديث في الباب، يخرج بعضها دون بعض.
وينبغي التنبُّه إلى أن بقية الأحاديث المذكورة في التعليقات والشرح؛ فيها الصحيح، والحسن، والضعيف، بل والموضوع؛ فينبغي على القارئ معرفة ذلك، والنظر في هامش التحقيق.
ويذكر -هنا -أنَّ السَّرمرّي بنى جمعه لهذه الأربعين على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: (أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما مـن عامل يعمل بخَصلة منها؛ رجاء ثوابها وتصديق موعودها، إلا أدخله االله بها الجنة)، ولـم يبنهـا على حديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمرِ دينِها بعثهُ اللهُ يومَ القيامةِ في زُمرةِ الفقهاءِ والعلماءِ)؛ لأن الناس تكلموا في صحة الأخير، وبيَّنوا ضعفه.
قال: والترغيب في هذه الأربعين أولى من الترغيب في تلك؛ لأن كل خصلة منها موجبة للجنة، أمـا تلك الأربعون فهي بجملتها موجبة للحشر مع الفقهاء والعلماء... وأشار إلى أنه لم يسبق إلى هـذا الموضوع.
والمراد بالمنيحة هي المنحة أو العطيَّة أو العاريّة، التي يمنحها المسلم لغيره لينتفع بها، وهو حديثٌ يُكرِّس قاعدة التكافل الاجتماعي في الإسلام، وأهميَّة مواساة المسلمين لبعضهم، وتفقُّد أحوالهم، والتشارك في الخير، حيثُ يُعطي الرجل جاره أو صاحبه أو المحتاج شاةً ينتفع بلبنها زمناً ثُم يردُّها،
وموضوعات الأحاديث بحسب ترتيبها:
1.في رحمة الله تعالى بمن يرحم المخلوقات:
(بينَما رجلٌ يمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بهِ العَطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها، فشرِبَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهَثُ، يأكُلُ الثرى من العَطشِ، فقال الرَّجُلُ: لقد بلغَ هذا الكلبُ من العَطشِ مِثلَ الَّذي كان بلغَني، فنزلَ البِئرَ فملأَ خُفَّهُ ثمَّ أمسكَه بفيِه فسَقى الكلبَ فشكرَ اللهُ لهُ، فغَفرَ لهُ. قالوا: يا رسولَ اللهِ وإنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟ قال: في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجرٌ).
2.فيه عدَّة خصال من تنفيس الكرب عن المؤمنين:
(مَنْ نفَّسَ عن مؤمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِهِ نَفَّسَ اللهُ كُرَبَهُ يومَ القيامَةِ ومَنْ سَتَرَ على مؤمِنٍ عورَتَهُ ستَرَ اللهُ عورتَهُ ومن فرَّجَ عن مؤمِنٍ كُرْبَةً فرَّجَ اللهُ عنه كُرْبَتَهُ).
3. في اتقاء النار بيسير الصَّدقة:
(ما منكُم من أحدٍ إلّا سيُكلِّمُهُ ربُّه، ليسَ بينَهُ وبينَهُ ترجمانٌ، فينظرُ أمامَهُ فتستقبلُهُ النّارُ، وينظرُ عن أيمنَ منهُ فلا يرى إلّا شيئًا قدَّمَهُ، وينظرُ عن أشأمَ منْهُ فلا يرى إلّا شيئًا قدَّمَه، فمنِ استطاعَ منْكم أن يتَّقيَ النّارَ ولو بشقِّ تمرةٍ فليفعَل).
4. في رفع الأذى عن الطريق:
(رأيتُ رجلاً يتقلَّب في الجنَّة في شجرةٍ قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس).
5. في إيثار العيال على النفس:
(جاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَها، فأطْعَمْتُها ثَلاثَ تَمَراتٍ، فأعْطَتْ كُلَّ واحِدَةٍ منهما تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إلى فِيها تَمْرَةً لِتَأْكُلَها، فاسْتَطْعَمَتْها ابْنَتاها، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتي كانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَها بيْنَهُما، فأعْجَبَنِي شَأْنُها، فَذَكَرْتُ الذي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَها بها الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَها بها مِنَ النّارِ.).
6. في إنظار المعسر:
(من أنظر مُعسراً، أو وضع له، أظلَّه الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه).
7. في المشي إلى المساجد:
(من غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنَّة نُزلاً كلما غدا أو راح).
8. في سؤال الوسيلة لمحمد صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه:
(إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثلما يقول، ثُمَّ صلوا عليَّ؛ فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشراً).
9.في حفظ اللسان والفرج:
(من توكل لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، تركلتُ له بالجنَّة).
10.في احتساب المصيبة عند الله:
(ما من مُصبةٍ يُصاب بها المؤمن إلا كُفِّر عنه من خطاياه؛ حتى الشوكة يُشاكها، والنكبة يُنكبها).
11.في السلام وما يؤدي إليه من المحبّة والإيمان ودخول الجنة:
(لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ على شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
12.في الصدق وما يؤدي إليه:
(إنَّ الصدق يهدي إلى البّر، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة).
13.فيه عدَّة خصال في التي تجعل صاحبها في ظلِّ العرش يوم القيامة:
(سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلّا ظلُّهُ الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابّا في اللهِ اجتمعا علَيهِ وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبتهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقالَ إنِّي أخافُ اللَّه. ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ أخفاها حتّى لا تعلمَ يمينُه ما تُنفقُ شمالُه، ورجلٌ ذَكرَ اللَّهَ خاليًا ففاضت عيناهُ).
14.في حُبّ أهل الدين والخير من الأنبياء وغيرهم:
جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسأله: متى السَّاعة؟ فقال له: (وماذا أعددت لها؟) قال: حُبُّ الله ورسوله، فقال له: (المرء مع من أحبَّ).
15.في ترك التهاجر والتشاجر:
(تفتَّحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ والخميسِ فيغفرُ فيهما لمن لا يشرِكُ باللَّهِ إلّا المُهتَجرَينِ، يقال: ردُّوا هذينِ حتّى يصطلِحا).
16.في عيادة المرضى:
(من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنَّة) أي جناها.
17. في الحمد والشكر على الأكل والشرب:
(إنَّ اللَّهَ ليَرضى مِن العبدِ أن يأكُلَ الأَكلَةَ فيحمَدَهُ عليها، ويشرَبَ الشَّربَةَ فيحمَدَهُ علَيها).
18.في التسمُّح في المعاملة:
(رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى).
19.في عدَّة خصال، ما اجتمعت في امرئٍ إلا دخل الجنَّة:
(مَن أصبحَ منكُم اليومَ صائمًا؟ فقال أبو بكرٍ: أنا فقالَ: مَن أطعَم منكُم اليومَ مِسكينًا؟ فقال أبو بكرٍ: أنا فقالَ: من تبعَ منكُم اليومَ جنازةً؟ قال أبو بكرٍ: أنا قال: مَن عاد منكُم اليومَ مَريضًا؟ قال أبو بكرٍ: أنا فقالَ رسولُ اللهِ: ما اجتَمعَت هذهِ الخِصالُ قطُّ في رجُلٍ في يومٍ إلادخلَ الجنَّةَ).
20.في الخوف من الله عزَّوجل:
(لقد دخَل رجُلٌ الجَنَّةَ ما عمِل خَيرًا قَطُّ، قال لأهلِه حين حضَره الموتُ: إذا أنا مِتُّ فأَحْرِقوني، ثُم اسحَقوني، ثُم اذْروا نِصْفي في البَحرِ، ونِصْفي في البَرِّ، فأَمَر اللهُ البَرَّ والبَحرَ فجَمَعاه، ثُم قال: ما حمَلكَ على ما فعَلْتَ؟ قال: مَخافَتُكَ، قال: فغَفَر له لذلك).
21.في القناعة بالميسور:
(قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتاهُ).
22.في الحِلم والأناة:
(إنَّ فيكَ خَصلتينِ يحبُّهُما اللَّهُ: الحِلمُ، والأناةُ).
23.في تقبيل العيال ورحمتهم:
(من لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ)، (الرّاحمون يرحَمُهم الرَّحمنُ ارحَموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السَّماءِ).
24.في حُسن الخُلُق:
(البِرُّ حسنُ الخلقِ والإثمُ ما حاكَ في صدركَ وخشيتَ أن يطلعَ عليهِ الناسُ).
25.في فضل مجالسة أهل الذكر:
(إنَّ لِلَّهِ تَبارَكَ وَتَعالى مَلائِكَةً سَيّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّماءِ الدُّنْيا، فَإِذا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلى السَّماءِ، قالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: مِن أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فيَقولونَ: جِئْنا مِن عِندِ عِبادٍ لكَ في الأرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قالَ: وَماذا يَسْأَلُونِي؟ قالوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: لا، أَيْ رَبِّ قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قالوا: مِن نارِكَ يا رَبِّ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا نارِي؟ قالوا: لا، قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا نارِي؟ قالوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قالَ: فيَقولُ: قدْ غَفَرْتُ لهمْ فأعْطَيْتُهُمْ ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ ممّا اسْتَجارُوا، قالَ: فيَقولونَ: رَبِّ فيهم فُلانٌ عَبْدٌ خَطّاءٌ، إنَّما مَرَّ فَجَلَسَ معهُمْ، قالَ: فيَقولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقى بهِمْ جَلِيسُهُمْ).
26.في العدل في الحكم فيما استرعاه الله تعالى:
(المقسِطونَ على منابرَ من نورٍ على يمينِ العرشِ الَّذينَ يعدِلونَ في حُكمِهم وأَهاليهم وما وُلُّوا).
27. في حُسن الظن بالله عز وجل:
(أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء).
28. في التوكل على الله تعالى في ترك التداوي:
(سَبعونَ ألْفًا يَدخُلُونَ الجنةَ بِغيرِ حِسابٍ ولا عذابٍ، هُمُ الذينَ لا يَرقُونَ، ولا يَسترقُونَ، ولا يَتطيَّرُونَ، ولا يَكتَوُونَ، وعلى ربِّهمْ يَتوكَّلُونَ).
29.في رجاء العبد العفو من الرّب مع المعاودة إلى فعل الذنب:
(يقول الله عز وجل: أذنَب عبدي ذنبًا. فقال: أيْ ربِّ أذنَبْتُ. فقال: أذنَب عبدي ذنبًا فعلِم أنَّ اللهَ يغفِرُ الذُّنوبَ ويأخُذُ بالذُّنوبِ ثمَّ عاد فأذنَب فقال: أيْ ربِّ أذنَبْتُ فقال: أذنَب عبدي وعلِم أنَّ ربَّه يغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ بالذَّنبِ اعمَلْ ما شِئْتَ فقد غفَرْتُ لك).
30.في الصبر على ذهاب البصر احتساباً:
(إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ).
31.في ترك الحسد والغش للمسلمين:
(لا تباغَضوا، ولا تحاسَدوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا).
32.في الدلالة على الخير:
(مَن دَلَّ على خيرٍ، فلَهُ مِثلُ أجْرِ فاعِلِهِ).
33.في النهي عن المنكر بالقلب:
(مَن رأى منكم مُنكرًا فليغيِّرْهُ بيدِهِ فإن لم يستطعْ فبلسانِهِ فإن لم يستطعْ فبقلبِهِ)
34.في التأمين خلف الإمام عند قوله {ولا الضّالين}:
(إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا، فإنَّه مَن وافَق تَأمينُه تَأمينَ المَلائِكَةِ غُفِر له ما تقَدَّم من ذَنْبِه).
35. حديث فيه عدة خصال من عيادة المريض، وإطعام الجائع، وسُقيا العطشان:
(إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ وكيفَ أُطْعِمُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي. يا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أسْقِيكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أما إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي).
36.في الحثِّ على القُربات والنوافل مجملاً:
( إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).
37.في المسلم يُحبُّ للمسلم ما يُحبُّه لنفسه:
(لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
38. في التواضع والمسكنة لله تعالى وترك التكبُّر والتجبُّر:
( ألا أخبرُكم بأَهلِ الجنَّةِ؟ كلُّ ضعيفٍ متضعِّفٍ، ألا أخبرُكم بأَهلِ النّارِ؟ كلُّ عتلٍّ جوّاظٍ مستَكبرٍ).
39. في الرجل يسأل ربَّه ما يُوجب له الجنَّة بصدق نيَّة:
(مَن سأَل اللهَ الشَّهادةَ بصدقٍ بلَّغه اللهُ منازلَ الشُّهداءِ وإنْ مات على فِراشِه).
40.في الرجل يُظهر الخير ويموتُ ويشهدُ له النَّاس به:
(مُرَّ بجَنازَةٍ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُثْنِيَ عَلَيْها خَيْرًا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ: وَجَبَتْ (ثلاثاً)، وَمُرَّ بجَنازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْها شَرًّا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ: وَجَبَتْ (ثلاثاً)، قالَ عُمَرُ: فِدًى لكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بجَنازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْها خَيْرٌ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بجَنازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْها شَرٌّ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: مَن أَثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا وَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وَمَن أَثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا وَجَبَتْ له النّارُ، أَنْتُمْ شُهَداءُ اللهِ في الأرْضِ، أَنْتُمْ شُهَداءُ اللهِ في الأرْضِ، أَنْتُمْ شُهَداءُ اللهِ في الأرْضِ).
41. حديثٌ يجمع عدة خصال من الخير ليس من الكتابين (يعني البخاري ومسلم).
(مَن بَلَغَهُ عنِ اللهِ شيءٌ فيه فضيلةٌ، فأخذ به إيمانًا به، ورجاءَ ثَوابِهِ، أعطاه اللهُ ذلك، وإن لم يَكُنْ كذلك). وهو حديث موضوع.