أرشيف المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 أبريل 2021

رسالة موجزة في بيان براءة الإمام مالك وأصحابه وكبار أتباعه من مذهب الأشاعرة أ. د. أحمد محمد عبد الحفيظ -بقلم. أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة

رسالة موجزة في بيان براءة الإمام مالك وأصحابه وكبار أتباعه 

من مذهب الأشاعرة

أ. د. أحمد محمد عبد الحفيظ

رئيس لجنة الإفتاء بليبيا

بقلم. أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ جاء الإسلام ليُخاطب في الإنسان عقله وقلبه معاً، ولهذا ذمَّ الذين لا يعقلون، ولا يتفكرون، كما أنه ذمَّ الذين لا يُذعنون لآيات الله الشاملة لخبره وأمره ونهيه، وما أنزل من الحقِّ على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه هي قضيتنا الأولى مع الفرق الكلامية، الذين يجعلون من العقل حاجزاً سميكاً، يحول بينهم وبين معرفة الحق وإدراكه، بينما أهل السُّنة يُوظفون طاقات العقل في فهم مراد الشَّارع ومعرفة مقاصده.

وفي هذا الكتاب نجد إشارات بليغة وكلماتٍ نفيسة تُعلن بوضوح عن براءة الإمام مالك (ت 179 هـ) رحمه الله تعالى، وأصحابه من مذهب الأشاعرة، باعتباره مذهب كلاميٌّ منحرف، يقضي بتحريف صفات الباري سبحانه، وتعطيلها عن معانيها، مع بيان زيغهم في باب الأسماء والصفات، وهو تلخيصٌ لكتاب (الردود الأثرية على شُبه أدعياء المالكية) للمؤلف نفسه.

والأشعرية فرقة تنتسب لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رحمه الله في مذهبه الثاني بعد رجوعه عن الاعتزال، وكان تلميذاً لأبي علي الجبائي، رئيس المعتزلة، ثم خالفه وعارضه، وبل وأعلن برائته من مذهب المعتزلة، وذلك لما رأى فيه من الضلال والفساد.

وعامة الأشاعرة ينفون عن لله تعالى جميع الصفات الخبرية عدا سبعة صفات، يسمونها بالصفات العقلية (أو صفات المعاني)، بمعنى أن لها معانٍ زائدةٍ على الذات، وهي: العلم، والقدرة، والإرادة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، وإنما أثبتوها لأن العقل لا يُحيلها، دون أدنى التفاتةٍ إلى وجوب التسليم للشَّرع بما جاء به، كذلك هم موافقون للمرجئة في الإيمان، والجبرية في القدر، ووما هم عليه مخالفٌ لمذهب أهل السنة والجماعة.

وقد ثبت رجوع الإمام أبي الحسن الأشعري عن مذهبه في التعطيل إلى طريقة أهل السُّنة والجماعة في الإثبات، ونقل ذلك عنه كبار الأئمة؛ كابن كثير، والذهبي وغيرهما. واستقرَّ على عقيدة السلف إجمالاً، وقد أودع ذلك في آخر كتبه وهو (الإبانة عن أصول الديانة)، وأصرَّ جماعةٌ من الأشاعرة على هذا المسلك في التحريف، واهتموا بإقامة البراهين على أنَّ الألوهيَّة تختصُّ بالقدرة على الخلق والاختراع، كابن فورك والباقلاني، ومن تبعهما من متأخري الأشعرية.


وقد ركَّز المؤلف على ثلاث محاور أساسية:

الأولى: لمحة تاريخية موجزة عن مذهب الأشاعرة ومؤسسه أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى، وكيف ابتُلي أهل المغرب الإسلامي به، وعلى يد من كان ذلك، ومن الذي قدم به إليهم؟ ومن نشره بينهم؟! وفيه بيان أنه لا قيمة لهذا المذهب الكلامي وكتبه عند المالكيين علماء ودعاة وعامة، وقد نقل ذلك ابن خلدون في (تاريخه)، والسَّلاوي المالكي في تاريخه (الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى).

وأول من أظهر الأشعرية في المغرب الإسلامي هو السَّفاح محمد بن تومرت (ت 524 هـ)، وفكره خليطٌ ما بين التشيُّع والتصوف، وكان قد ادَّعى لنفسه العصمة، وأنه الإمام المهدي، وأنه يعلم الغيب، وأنه من الذي يخطُّون على الرمل، وقد سمَّى أتباعه وطريقته في التحريف (الموحدين)، وألف في العقائد الأشعرية (المرشدة في التوحيد).

الثاني: بيان أن مؤسس هذا المذهب ترك مذهبه وتبرأ منه، وعاد إلى ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، والأئمة الفقهاء مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، والشافعي، الذين أثبتوا لله ما أثبته لنفسه في كتابه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سُنَّته من غير تحريفٍ، ولا تعطيل، ولا تمثيلٍ، ولا تأويل.كذلك ذكر شيء من تراجعاته التي أعلنها في كتبه مثل (مقالات الإسلاميين)، و(الإبانة عن أصول الديانة)، و(الموجز والمسائل)، و(رسالته إلى أهل الثغر).

وذكر توبة أكابر أئمة المذهب الأشعري؛ كالفخر الرازي، والغزالي، وأبي المعالي الجويني، وأبي عبد الله الشهرستاني، وغيرهم، وعليه فالمذهب الأشعري هو مذهب مخذولٌ متروكٌ،، فلا يتمسَّك به إلآ جاهلٌ لا يعي خطورة ما هو عليه من الانحراف، أو إنسانٌ متَّبعٌ لهواه.

الثالث: نقل كلام كلام أئمة كبار المالكية الذين ذمُّوا طريقة أهل الكلام والفلسفة من الأشاعرة وغيرهم، وحضِّهم على اتباع سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

ومن أعيان علماء المالكية الذين ذمُّوا المذهب الكلامي والأشعري على وجه التحديد وحاربوه، وذموا المتكلمين:

1.الإمام عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون (ت 212 هـ).

2.الإمام أصبغ بن الفرج (ت 225 هـ).

3. والقاضي عبد السلام بن سعيد التنوخي (ت 240 هـ).

4. والإمام ابن أبي زيد القيرواني (ت 386 هـ).

5.والإمام الأديب أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين (ت 399 هـ).

6.والإمام أبو بكر محمد بن وهب التجيبي (ت 406 هـ).

7.والإمام القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي (ت 422 هـ).

8. والإمام أبو عمر أحمد بن محمد  المعافري المالكي (ت 429 هــ).

9. والإمام الفقيه أبو عمرو الداني المالكي (ت 444 هـ).

10. والإمام أبو الحسن بن بطَّال البكري (ت 449 هـ).

11. وحافظ المغرب الإمام أبو عمر بن عبد البر (ت 463 هـ).

12.الإمام ابن خويز منداد المالكي في كتابه في الخلاف.

13. والإمام أبو الوليد بن رشد المالكي (ت 520 هـ).

14.  أبو محمد عبد الواحد المراكشي المالكي  (ت 647 هـ).

15.والعلامة أحمد بن مشرف التميمي (ت 1285 هـ).

وعليه فإن من نَسب الأشعرية إلى مالك أو أحدٍ من أصحابه؛ فهو جاهلٌ أعمى، لأن مالكاً وأصحابه قد ماتوا قبل أن يولد الأشعريّ ذاته، ومن ينسب الأشعرية إلى مالكٍ أو إلى أحدٍ من أصحابه فهو مُفترٍ كذّاب.





الجمعة، 2 أبريل 2021

رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سُنَنه -للإمام أبي داود سليمان بن اشعث السجستاني (ت 275 هـ)

رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سُنَنه

للإمام أبي داود سليمان بن اشعث السجستاني (ت 275 هـ)

تحقيق: د. محمد لطفي الصّباغ

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنُّونة


تمهيد/ هذه رسالةٌ ثمينة، وبحثٌ ماتع، نتعرف من خلاله على سُنن الإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، المولود بسجستان سنة (٢٠٢ هـ)، والمتوفى بها سنة (٢٧٥ هـ)، وهو كتابٌ نفيس، ألَّفه أبو دواد وهو في طَرَسُوسَ مرابطٌ في أحد ثغور المسلمين على بلاد الروم، ومكث في تأليفه ما يُقارب العشرين سنة، وقد أراد بذلك جمع السننِ الواردةِ عن النبي -صلى الله عليه وسلم -على سبيل الاستقصاء، ولكنه مع ذلك لم يستوعب جميع السُّنن، وفي ذلك يقول الإمام التوويُّ رحمه الله: إن سنن أبي داود لم تستوعِب الصحيحَ من أحاديث الأحكام ولا مُعظمها، وكم في "صحيح البخاري" و"مسلم" من حديث حُكميّ ليس في "سنن أبي داود".

وعدد أحاديث كتابه (٤٨٠٠) حديث، وقد اختارها من بين (٥٠٠) ألف حديث، حيث قال: "كتبتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبتُ ما ضمنته وجمعتُ في كتابي هذا أربعة آلاف وثمانمئة حديث من الصحيح، وما يُشبهه وما يُقاربه" يعني من الحسن والضعيف المنجبر.

ويعتبر الإمام أبو داود أحد الأئمة الكبار المعروفين في زمانه، وقيل في كتابه السنن: من كان في بيته سنن أبي داود؛ فكأنَّ فيه نبياً يتكلم.

  وقد بيَّن فيه الإمام أبي داود كثيراً من مقاصده وأصوله في كتابه "السنن"، ووضحَّ فيه نهجه الذي سلكه في تأليفه له، وما ميَّز كتابه عن غيره، وكان أبو داود يفتحر بكتابه "السُّنن"؛ حتى قال: لا أعلم شيئاً بعد القرآن ألزم للناس تعلُّمه من هذا الكتاب، ولا يضرُّ رجلاً ألا يكتب من العلم بعده شيئاً، ومن نظر فيه عرف مقداره.

وهذه الرسالة برواية: الإمام عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (ت ٦٠٠ هـ). عن أبي الفتح ابن البطي (ت ٥٦٤ هـ)، عن أبي الفضل بن خيرون (ت ٤٨٨ هـ)، عن أبي عبد الله الصُّوري (ت ٤٤١ هـ)، عن أبي الحُسين الغساني (ت ٤٠٢ هـ)، عن محمد بن عبد العزيز الهاشمي، عن أبي داود (ت ٢٧٥ هـ).

  • دلالة هذه الرسالة على شخصية أبي داود:

١) التعرف إلى التفكير المنهجي الذي تمتع به الإمام أبي داود.

٢) التعرف إلى المستوى العلمي الرفيع الذي بلغه الإمام أبي داود.

٣) معرفة اطلاعه الواسع على الكتب المؤلفة في السُّنن والآثار.

٤) عنايته الكبيرة بالأحاديث الواردة في الكتاب حيث عدَّ ما فيه من المتصل والمرسل.

٥) التزام أبي داود بأدب الإسلام في نقل الخلاف، ونقد الرجال.

وقد طُبعت هذه الرسالة بمصر سنة (١٣٦٩ هـ) في مطبعة الأنوار بتحقيق الكوثري، الذي كانت طريقته سيئة في التحقيق، حيثُ يتصرف بكثيرٍ من عبارات الكتاب، تصرفاً يُفسد المعنى. وله سوابق في هذا المضمار، وله تعليقات غير مناسبة؛ فيُطيل أحياناً في الدفاع عن أبي يوسف، أو أبي حنيفة، بالإضاف إلى نيله من بعض الأعلام كابن المبارك، والرجل لا يؤمن جانبه في التحقيق العلمي، لا سيما وأنه مُحاربٌ لعقيدة السَّلف، وهو حاقدٌ أشدَّ الحقد على أئمة الهُدى، ومتعصِّبٌ إلى الغاية لمذهبه الحنفي، وكان يمله تعصُّبه على النيل من كبار أئمة السلف، ويقع في أعراض العلماء الصالحين، وانظر (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل) لعبد الرحمن المُعلمي اليماني، و (حول ترحيب الكوثري بنقد تأنيبه) لمحمد عبد الرزاق حمزة..

تنبيه: في الجواب على أبي داود السجستاني في قوله في كتابه إلى أهل مكة (ص: ٢٤): "وَأما الْمَرَاسِيل فقد كَانَ يحْتَج بهَا الْعلمَاء فِيمَا مضى مثل سُفْيَان الثَّوْريّ، وَمَالك بن أنس، وَالْأَوْزَاعِيّ، حَتَّى جَاءَ الشَّافِعِي فَتكلم فِيهَا، وَتَابعه على ذَلِك أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره رضوَان الله عَلَيْهِم".

يقول الشيخ مشهور حسن: وهذا مردود؛ فقد قال سعيد بن المسيب وهو إمام التابعين: إنه ليس بحجة، كذا نقله الحاكم في المدخل، ونقله ابن الأثير في مقدمة جامع الأصول عن الزهري، والأوزاعي، وصح ذلك عن عبد الله بن المبارك وغيره، وفي مقدمة صحيح مسلم، عن ابن عباس أنه لم يقبل مرسل بعض التابعين، وصح ذلك عن ابن سيرين، وكان يحيى بن سعيد القطان -وكنت وفاته قبل الشافعي- شديد الإنكار للمرسل.

مسألة قبول منقطع ابن المسيب دون قيد أو شرط

إن هذا الأمر ليس صحيحاً، وهو قبول منقطع سعيد بن المسيب دون قيد أو شرط، ومذهب الإمام الشافعي في ذلك كمذهب غيره، وبيَّن أن الذي استقر عليه الشافعي هو عدم قبوله، وهو المقرر في مذهبه، وكتبه، وكتب أصحابه بخلاف مراسيله، فكان يُرجح بمراسيل سعيد بن المسيب خاصة، لأن أكثرها وُجد متصلاً من غير حديث.

ولم يجعل منها الشافعيُّ أصلاً يُحتجُّ به على إثبات الحكم، وإنما يحتج بها إذا اعتضدت بقول صحابيٍٍّ، أو جاءت من وجهٍ آخر مرسلاً عن غيره، وهو الصحيح في مذهب الشافعية على ما قرره الخطيب البغدادي.

وقد بيَّن البيهقي في المدخل: أن الشافعي لا يقبل المراسيل إلا إذا انضم إليها ما يؤكدها، وإلا لم يقبله سواء كان مرسل سعيد بن المسيب أو غيره.

فالإمام الشافعي وضع شروطاً وضوابط لقبول الحديث المرسل، وبيَّن ذلك في كتابه (الرسالة)، وعقَّب عليها بقوله: "ومتى خالف- أي التابعي- ما وصفتُ، أضرَّ بحديثه، حتى لا يسع أحداً منهم قبول مرسله، وقرَّر هذا الذي وصلنا إلأيه، جمعٌ من العلماء المُحررين المُدققين.

قال النووي في (الإرشاد) بعد كلام: "فهذا كلام الخطيب والبيهقي، ولهما المنتهى في التحقيق، ومحلهما من العلم مطلقاً، ثم منصوص الشافعي، ومذهبه معروف".

وأيد ذلك الحافظ الزركشي في نكته على قواعد ابن الصلاح، ثم قال: "والمذاهب إنما تُعلم من كلام أربابها، فاشدد يديك بهذه الفائدة، فإنها تُساوي رحلة". كذلك أيده ابن دقيق العيد في (شرح العيون).

وهناك مرسلات لسعيد بن المسييب لم يقل بها الشافعي، حيث لم ينضم إليها ما يؤكدها، ومراسيل لغيره قد قال بها، حيث انضم إليها ما يؤكدها، كمرسل الحسن، وابن سيرين، وعطاء، وسليمان بن يسار، وزيادة ابن المسيب على غيره في هذا: أنه أصح التابعين إرسالاً فيما زعم الحفاظ، والله أعلم. 

وقد احتجَّ الشافعي في (أحكام القرآن) بمرسل الحسن البصري: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل". واحتج بمرسل طاوس في كتاب الزكاة والحج والهبة وغير ذلك، واحتج بمرسل عروة بن الزبير، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يسار، وسليمان بن يسار، وغيرهم من كبار التابعين في مواضع من كتبه، اقترن بها ما أكده، أو وُجد ما هو أقوى منه.

كذلك فإن الشافعي لم يقل بمرسل سعيد بن المسيب، حيث رُوي عنه بإسناد صحيح أن النبي فرض زكاة الفطر مُدين من حنطة، وبمرسله أن النبيَّ، قال: لا بأس بالتولية في الطعام قبل أن يستوفى، وبمرسله أن النبيَّ، قال: ديةُ كُل ذي عهدٍ في عهده ألف دينار، وبمرسله أن النبي قال: من ضرب أباه فاقتلوه.

والخلاصة، هو ما قاله البيهقي في رسالته إلى (أبي محمد الجويني): "وعلى هذا فتخصيص مرسل ابن المسيب بالقبول دون من كان مثل حاله من كبار التابعين على أصل الشافعي لا معنى له، والله أعلم".

فمذهبه في ذلك هو مذهب غيره، وقد صح عن يحيى بن معين، والإمام أحمد، وغيرما: أصحُّ المراسيل هي مراسيل سعيد بن المسيب.

وقد فصَّل الإمام الماوردي في الحاوي الكبير(٦/ ١٧٨- ١٧٩)، فقال: "وإنما خُصَّ سعيد بن المسيب بقبول مراسيله؛ لأمور:

١-منها: أن سعيداً لم يرسل حديثاً قط إلا وُجد من طريق غيره مُسنداً.

٢-ومنها: أنه كان قليل الرواية، لا يروي أخبار الآحاد، ولا يُحدث إلا بما سمعه عن جماعة، أو عضده قول الصحابة رضوان الله عليهم، أو رآه منتشراً عند الكافة، أو وافقه فعل أهل العسر.

٣- ومنها: أن رجال سعيد بن المسيب الذي أخذ منهم، وروى عنهم، هم أكابر الصحابة، وليس كغيره الذي يأخذ عمن وجد.

٤-ومنها: أن مراسيل سعيد كانت مأخوذة عن أبي هريرة، وكان يرسلها لما قد عرفه الناس من الأنس بينهما والوصلة، وإن سعيداً كان صهر أبي هريرة على ابنته، فصار إرساله كإسناده عن أبي هريرة.

ثم قال: ومذهب الشافعي الجديد: أن مرسل سعيد وغيره ليس بحجة، وإنما قال: مرسل سعيد عندنا حسنٌ لهذه الأمور، التي وصفنا استئناساً بإرساله، ثم اعتماداً على ما قاربه من الدليل، فيصيرُ المرسل حينئذٍ مع ما قاربه حجة.

 والذي يصير به المرسل حجة أحد سبعة أشياء:

"إما قياس، أو قول صحابي، وإما  فعل صحابي، وإما أن يكون قول الأكثرين، وإما أن ينتشر في الناس من غير دافعٍ له، وإما أن يعلم به أهل العصر، وإما أن لا يوجد دلالة سواه، وقد اتصل بمراسيل سعيد هذا أكثر هذه السبعة".

مسألة: الزعم بأن للشافعي في مراسيل سعيد مذهبين، فيه نظر. 

وهذا الإطلاق فيه نظر، وإن حكاه جمعٌ من الشافعية، مثل: ابن السبكي في تكملة المجموع، وابن الملقن في المقنع، والأمر على ما قررناه، وينبغي أن يُلتفت إلى هذا، وعدم ضرب كلامه بعضه ببعض.

 مسألة: 

اعتراض تاج الدين الفزاري، وإلكيا الطبري، على قول من قال: 

(إن مرسلات سعيد بن المسيب إنما احتج بها؛ لأنه وجدت  مُسندة من طرق أخرى)

يشكل على هذا أنها إذا كانت مسندة فلا أثر للمرسل إذاً، لأن الاعتماد والحالة هذه يكون على المسند ؟! 

ويُمكن أن يُجاب على هذا الإشكال، بأن الاحتجاج بالمسند، إنما يُنهض به إذا كان في نفسه حجة، ولعل الشافعي أراد بالمسند هنا ما لا ينهض بنفسه، فإذا ضُمَّ إلى المرسل قام به المرسل وصار حجة، وهذا ليس عملاً بالمسند بل بالمرسل، إذا زالت التُّهمة عنه، وسكتا لمُصنف عن اعتراضهم في الاعتماد عليه إذا جاء من وجهٍ آخر مرسلاً، فإن ضُمَّ الضعيفُ إلى مثله لا يُفيد كما في شهادة الفاسق مثله.

وقد يُجاب بأنه إذا تعددت طرق الحديث الضعيف أنه يرتقي إلى رتبة الاحتجاج به، وغرض الشافعي من هذه الأشياء حرفٌ واحد، وهو أن إذا جهلنا عدالة الراوي للأصل لم يحصل عليه الظن بصدق الخبر، فإذا انضمت إليه قَوِي بعض القوة، فيجبُ العمل به دفعاً للضرر المظنون.

ما هو شرط الإمام أبي داود في سننه ؟

يشترط أبو داود في "سننه" أن يكون صالحًا للاعتبار والاحتجاج به، ويترك ما هو شديد الوهن، ولا يروي عن من اجتُمِعَ على تركه حديثه من الرجال، حيث قال: "ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض".

وكذلك يحتجُّ بالمراسيل؛ قال: "وأما المراسيل فقد كان يحتج بها العلماء فيما مضى، مثل سفيان الثوري، ومالك، والأوزاعي حتى جاء الشافعي، فتكلم فيها وتابعه على ذلك أحمد بن حنبل، وغيره. فإذا لم يكن مسند غير المراسيل، فالمرسل يحتج به، وليس هو مثل المتصل في القوة".

وأما الحديث الغريب فيتركه ولو كان مرويًا من الثقات، ويستند إلى أقوال السلف في ذلك مثل قول إبراهيم النخعي: "كانوا يكرهون الغريب من الحديث"، وقول يزيد بن أبي حبيب: "إذا سمعت الحديث فأنشده كما تنشد الضالة، فإن عرف وإلا فدعه".

منهج الإمام أبي داود في سُننه (باختصار):

١) أن أحاديث السُّنن أكثرها مشاهير يعرفها أهلُ الحديثِ؛ وعبَّر عن ذلك بقوله (وهي عند كل من كتب شيئاً من الحديث).

٢) ولم يورد في كتابه حديثاً غريباً؛ لأن الغريب لا يسلم من الطعن، وقد قرَّر أن الغريب لا يُحتجُّ به، ولو كان من رواية الأئمة المعروفين.

٣) ذكر أحاديث ليست بمتصلةٍ، وهي مرسلة أو مدلسة، إذا لم يجد في الباب حديثاً مقبولاً يغني عنها، ولم يوجد حديثاً يخالفه مما هو أصحُّ منه.

٤) وإذا سكتَ عنه؛ فهو صالحٌ: يُحتجُّ به، وبعضها أصحُّ من بعض

٥) ليس في سنن أبي داود حديث رجلٍ متروك، فما دونَه -والمتروك هو المجمع على ضعفه ولا يعتد به في المتابعات والشواهد.

٦) اشتراطه أن يُبين الحديث الذي فيه وهنٌ شديد؛ فإذا ذكر حديثاً مُنكراً أو فيه ضعفٌ شديد بيَّن ذلك.

٧) اختياره أحد الحديثين الصحيحين؛ لقدم حفظ صاحبه (لأنه أعلى إسناداً) أو أقوم إسناداً، ولا يوجد ذلك في كتابه سوى عشرة أحاديث.

٨) قلة أحاديث الأبواب؛ فيكتفي بحديثٍ واحدٍ أو حديثين، وقد يزيد بحسب الحاجة. 

٩) جمع أصول المسائل الفقهية التي احتجَّ بها مالك والشَّافعي، واقتصاره على الأحكام، ولم يذكر فيه الزهد وفضائل الأعمال.

١٠) إعادة الحديث الواحد في الباب؛ لزيادة لفظة، أو كلمة.

١١) اختصاره في الحديث، واقتصاره على موضع الشاهد دون تطويل.

١٢) استقصاؤه في جمع السُّنن الواردة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ حتى لم يُبقِ منها شيئاً بحسب علمه، وهو محمول على ما انتهى إليه مِن السنن، وإلا فقد فاته عدد غير قليل منها حتى الأحاديث المتعلقة بالأحكام، ولكن الإمامَ أبا داود إذا ما قُورِنَ بأصحاب السنن، كان أكثَرَهم إيراداً لها.

١٣) جمع في "سننه" بعض ما أُثِر عن الصحابة الكرام من اجتهاداتهم واختياراتهم؛ فأضافها إلى السنن الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك بحسب ما يناسِبُ المقام.

١٤) التزم أبو داود ترتيب كتابه على الموضوعات الفقهية على طريقة الأبواب، فجمع الأحاديث الدالة على مسألة خاصة وأطلق عليها لفظة (باب)، وأطلق على الأبواب المجتمعة من جنس واحدٍ لفظة (كتاب) كالطهارة والصلاة والبيوع، وأطلق لفظة.

أهمية سُنن أبي داود:

عدَّ بعض العلماء كتاب الإمام أبي داود في المرتبة الثالثة بعد "الصحيحين"، وعوّل أهلُ العلم على ما دوَّنه فيه من أحاديث وآثار، لأنه رحمه الله قد تكرر منه النظر فيه والمراجعة والتثبت، وقُرىْ عليه مراتٍ عدة، حتى إنَّ تلميذه أبا علي اللؤلؤي قد قرأه عليه في مدةِ عشرينَ سنة.

وقال الإمام النووي: وينبغي للمشتغل بالفقه وغيره الاعتبار بسنن أبي داود بمعرفته التامة فإن معظم الأحاديث التي يحتج بها فيه، مع سهولة تناوله وتلخيص أحاديثه، وبراعة مصنفه، واعتنائه بتهذيبه.

من الشُروح المتعلقة بسنن أبي داود:

ولما كان كتاب أبي داود عمدة لأهل الفقه وأهلِ الحديث، أقبل أهلُ العلم عليه دراسة وشرحاً وتعليقاً وتهذيباً واختصاراً، ومن ذلك:

١- "معالم السنن" للإمامِ أبي سليمان حَمْد بنُ محمد بن إبراهيم ابن خطاب الخطابي.

٢ - "شرح الإمام النووي" (ت ٦٧٦ هـ) لكنه لم يتمه.

٣ - شرح الشيخ قطب الدين أبي بكر بن أحمد دَعْسَين (ت ٧٥٢ هـ).

٤ - شرح الحافظ علاء الدين مُغَلْطاي (ت ٧٦٢ هـ).

٥ - شرح الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد المقدسي (ت ٧٦٥ هـ).

٦- شرحُ الحافظ أبي زرعة ولي الدين العراقي (ت ٨٣٦ هـ).

٧- شرحُ الإمام أحمد بن حُسين أرسلان (ت ٨٤٤ هـ).

٨- شرح الإمام محمود بن أحمد الحلبي (ت ٨٥٥ هـ).

٩- شرحُ الحافظِ جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ).

١٠ - شرح العلامة أبي الطيب شمسِ الحق العظيم آبادي (ت ١٣٢٩ هـ)، واسمه (عون المعبود شرح سنن أبي داود).

١١- شرحُ المحدثِ العلامة خليلُ أحمد السهارنفوري (ت ١٣٤٦ هـ)، واسمه (بذل المجهود في حلّ أبي داود).

١٢- "مختصر سنن أبي داود"  لزكي الدين عبد العظيم  المنذري (ت 656 هـ).

١٣- "تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته" لابن قيم الجوزية (٧٥١ هـ)، وهو أشبه ما يكون بالحاشية منه بالتهذيب.

١٤- شرح الإمام سراج الدين علي بن الملقن (ت ٨٠٤ هـ).





الخميس، 1 أبريل 2021

فرض طلب العلم لأبي بكر محمد بن الحُسين بن عبد الله الآجري -بقلم: أ. محمد ناهض عبد السّلام حنُّونة

فرض طلب العلم

لأبي بكر محمد بن الحُسين بن عبد الله الآجري


تحقيق أبي عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان


بقلم: أ. محمد ناهض عبد السّلام حنُّونة


تمهيد/ العلم حياة القلوب، ورياض النفوس، وجنَّة الأرواح، به يُعرف الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والسُّنة من البدعة، والخير من الشر، وهو النجاة لمن طلبه بصدق، وأما من طلبه للمكاثرة أو المفاخرة والرياء والسُّمعة والجدل فقد هلك وأهلك، ومن لم يكن معه علمٌ خاض في الفتن، وتنازعه الأهواء وأردته المحن.

والعلم كما قال السَّلف -إما آية محكمة، أو سُنَّةٌ قائمة، أو فريضةٌ عادلة، وهذا هو العلم الذي ينفع صاحبه في الآخرة. وكما قال سهل: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.

ويقول الإمام ابن رجب الحنبليِّ: "إنَّ العلم مصباحٌ يُستضاء به في ظلمة الجهل والهوى، فمن سار في طريقٍ على غير مصباح لم يأمن أن يقع في بئرٍ بوار فيعطَبْ..، قال ابن سيرين: إن قوماً تركوا العلم واتخذوا محاريب فصلوا وصاموا بغير علم، والله ما عَمِلَ أحدٌ بغيرِ علمٍ إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.." (لطائف المعارف، ص 299، ت: علي عامر ياسين).

قال الله عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114). وقال جلَّ شأنه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (المجادلة: 11).

وقال جل في علاه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 9). 

وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر: 28).

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين) وقد رُوي من حديث: ابن عباس، وأبي هريرة، ومعاوية رضي الله عنهم، فمن اصطفاه الله عز وجل لهذا الأمر فينبغي أن يتواضع ويُثابر، ولا يمنعه الحياء أو الكبر عن السؤال والاستزادة منه. 

وفي الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنَّة)، وروي أيضاً -من حديث صفون بن عسّال المُرادي، وأبي الدرداء عُويمر بن عامر، وهذا الفضل لمن حَسُنت نيته.

وهذا كتابٌ نفيس في بيان طلب العلم النافع، وفيه (70) أثراً في بيان فضل طلبه، والترغيب فيه، وما يجبُ تعلُّمه منه، وما لا يسع الطالب جهله، وفضل مجالسة العلماء، وما في موتهم من فقد العلم وذهاب أهله، والحثُّ على مجالسة من يعود نفعه عليه، في العلم والأدب ومكارم الأخلاق.

وذكر الآجري في كتابه أيضاً- الرحلة في طلب الحديث، فذكر رحلة أبي أيوب الأنصاري من المدينة إلى مصر للقاء عُقبة بن عامر، وذكر أن المقصود من الرحلة أمران:

(الأول): تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع.

(الثاني): لقاء الحُفّاظ ومذاكرتهم، والاستفادة منهم.

وأما المنهج الذي سار عليه الإمام الآجري، فهو ذكر الحديث، والتعليق عليه بذكر معناه إجمالاً، أو فائدة تسنح، أو إشكال يحلُّه، أو مسألة يُجيب عليها، ويبدأ بما صحَّ في كل باب، ثُم  يتبعه بالضعيف والواهي، إلا إن لم يكن في الباب غيره؛ فيورد الضعيف.

وقد رتَّب الإمام الآجرُّي العلوم التي يجب تحصيلها بحسب أولويتها؛ ويُمكن إجمالها في أربعة أقسام.

أ. علم (العقائد) وهو علم يتعلق بمعرفة الله تعالى وصفاته، وأصول الإيمان الخمسة، ويترتب عليه صحَّة توحيد المكلف لله عزَّ وجل، وصحه أعماله.

ب. علم (الفرائض) وهو علم ما تعبَّدنا الله به من العبادات والفرائض كالصلاة والزكاة، والحج، والصيام، الحلال والحرام والأحكام والمواريث.

ج. علم (الإخلاص)، وما طُبعت عليه النفوس، وهو كل ما يُنقِّي المُسلم به قلبه من الشواغل والصوارف والشوائب من الكبر والحسد والعُجب والحسد.

د.علم (الموبقات) وهو معرفة المحارم واجتنابها، ومعرفة مكائد الشيطان والحذر منها.

  • أبواب الكتاب:

1-باب فضل من فقهه الله في الدين.

2-باب فرض طلب العلم على المسلمين.

3-باب فضل طلب العلم لله عز وجل.

4-باب فضل مجالسة العلماء.

5-باب ذكر تواضع العالم والمتعلم.

6-باب ما جاء في قبض العلم واستفتاء الجُّهال.

7-باب أيُّ العلم أولى بالإنسان أن يتعلَّمه.


  • فهرس الفوائد:

  • معرفة العلم الذي يجب على الإنسان معرفته وتعلمه.

  • أفضل العبادة: التفقه في الدين والتفكر.

  • إذا أراد الله بعبدٍ خيراً: فقهه في الدين.

  • إذا أراد الله بعبدٍ خيراً: زهده في الدنيا.

  • إذا أراد الله بعبدٍ خيراً: بصره بعيوبه.

  • كيف صفة من فقهه الله في الدين؟

  • فقيهٌ واحدٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابد.

  • لا يُعذر الجاهل المفرط.

  • مخالفة السنة هلاك.

  • الذي يعمل بغير علم: يُفسد أكثر مما يُصلح.

  • ما هو العلم الذي يجب تعلُّمه على كل مسلم.

  • ما هو العلم الذي لا يُعذر أحدٌ بجهله.

  • من أراد التجارة فيلزمه أن يتعلم أحكامها.

  • معنى: (اطلبوا العلم ولو بالصين).

  • الرحلة في طلب العلم.

  • ما هو العلم الذي يُعذر الإنسان بجهله.

  • فضل طلب العلم لله تعالى.

  • تحسين النية في طلب العلم.

  • كيف يكون تحسين النية في طلب العلم.

  • صفة طُلاب العلم الذين تضع الملائكة أجنحتها لهم.

  • التعوذ من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل.

  • وصية لقمان لابنه بمجالسة العلماء.

  • فضل مجالسة العلماء.

  • التفاضل بين مجالس الذكر ومجالس العلم.

  • حضور مجالس القُصّاص والجلوس إليهم.

  • إذا اجتمع في مسجد مجالس كثيرة لأهل العلم، فمع من تجلس؟

  • لا تجلس إلا مع أحد رجلين.

  • صفة تواضع المتعلم للعالم.

  • الحياء والكبر يمنعان من طلب العلم.

  • كيف يتواضع العالم مع من يُعلمه.

  • كيف يُقبض العلم.

  • كيف ينقص الإسلام.

  • الأمر بتعلم العلم؛ لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له.

  • العلم كالمصباح الذي يُضيء لك الطريق.

  • من عرف مقدار العلم ومنزلته لم يؤثر عليه شيئاً.

  • العلم يخلص الإنسان من الفتن.

  • معنى حديث: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من قلوب الناس…).

  • القرآن أول ما يبدأ به طالب العلم.

  • من العلم الذي لا ينبغي جهله: العلم بالحلال والحرام.

  • ما العلم الذي لا ينبغي أن يجهله: علم الفرائض.

  • ماذا يعمل من اشتغل بالقرآن ولم يستطع كتابة العلم.

  • صاحب القرآن ينبغي أن يُعرف بحسن خلقه.

  • ذكر المصنف أن له كتاباً اسمه: فضائل القرآن.

  • العلم ثلاث: آة، وسنة، وفريضة.