أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 5 أغسطس 2023

حقوق آل البيت تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

 حقوق آل البيت

تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد: هذا الكتاب يعالج فيه الإمام ابن تيمية الانحراف الشيعي في محبة آل البيت من الناحيتين العقلية والفقهية، ويبين فيه ضلال فرقتين من الناس وهم الغلاة من الشيعة، والجفاة من النواصب، وبعد كلا الفريقين عن المذهب الوسط، الذي ارتضاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأمته، وسار على هديه الإمام علي رضي الله عنه، وذريته الطيبين الأطهار.

ودعا ابن تيمية إلى الاعتصام كتاب الله تعالى وسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإنهما العصمة لمن اعتصم بهما، ثم بيّن حرمة سب الصحابة، وبراءة أهل البيت من ذلك، وأن سبب الضلال في الناس هو الجهل المبني على اتباع الهوى، وبين خطورة البدع التي تفعل عند قبور الصالحين من آل البيت، وكون بعضها يفضي إلى الشرك والعياذ بالله، الأمر الذي لا يرتضيه كل مسلم فضلاً عن آل البيت الأطهار.

وقد خدم المحقق الكتاب خدمة جليلة، فقد وضح في مقدمته الفرق بين حب آل البيت النابع من النفس وبين الحب الذي يجتمع فيه العقل والقلب، والذي تمتزج فيه الفكر بالوجدان، وبين كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم نجح في وصل نفوس أصحابه بعقولهم وهم يعبرون عن حبهم له، فكان حبهم له وسطاً، لا إفراط فيه ولا تفريط، بل قد عبّر الصحابة عن حبهم له، بالعمل على مقتضى سنته ومقتضى القرآن لا يحيدون عنهما ولا يكسلون.

وقد كان الصحابة يعلمون علم اليقين أن الحب هو الموافقة في القول والعمل والسمت والحلية، ولم يكن آل البيت بمنأى عن هذه الحقيقة؛ فقد كانوا قادة في العمل والدعوة، ولما حاول بعض الغلاة تأليه بعض أهل البيت، ونسبتهم إلى العصمة، رفضوهم، وفضحوا أمرهم، الأمر الذي لم يرق لبعض الزنادقة الذين نقلوا هذه الخصائص إلى بعض الدعاة والملالي والأبواب.

والحق أنه لما بسط الفاطميون نفوذهم على مساحات شاسعة من العالم الإسلام، وزعموا أحقيتهم في الخلافة، من أجل عراقة النسب، ابتدعوا أموراً لم تكن موجودة من قبل، فبنوا الأضرحة على مقابر آل البيت والصالحين بشكل يكاد يكون واحداً في كل صقع من الأصقاع، وأوقدت القناديل، وأحرق البخور، ونحرت الذبائح، وأقام المنتفعون والمرتزقة حولهم يذيعون الخرافة، ويبتزون أموال الناس بغير حق، باسم آل البيت، ومحبة آل البيت.

ثم تحول حب آل البيت في القرون المتأخرة من الموافقة في الهدي والسمت إلى الصراخ والعويل والتطبير، واللطم، والنذور الباطلة؟!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق