الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية
فتحي يكن
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد: إن نشد الحق والدلالة عليه من أهم المطالب، ونيله من أعظم المكاسب، وأحق ما ينشده المرء في دنياه، هي الجماعة المؤمنة، والفئة الصالحة، التي ننشد من خلالها المجتمع الفاضل، والأمة الحرة، ولا شك أن طموح مثل هذه الجماعة أكبر بكثير من قدرات الفرد وحده، فمثل هذه الجماعات تقي البلاد من فتن الشهوات والشبهات، وستكون الراعي الأول للمواهب والطاقات.
وهي الدرع الحصين أمام تيارات الإلحاد والمروق والدجل، والحامي الأمين للعقيدة والمقدسات، والضمان الوحيد لخلود القيم، وبقاء الحق وانتصاره، تلك هي دعوة الإخوان -المسلمين، التي حاول الكثير أن يبهتها، وينال من تاريخها، ولكنها بقيت على مر السنين، لم تتغير ولم تتبدل، بينما بقي غيرهم يتسكع في الطرقات، ويتخبط في الغايات، ويحاول القيام وهو كسير حسير.
هذه الدعوة التي جاءت لترث واقعاً مريراً، وتحاول أن تشحذ الهمم كي يصنعوا من الواقع فجراً منيراً، تضيء له عتمات الهزيمة والجمود، هذه الدعوة الشامخة، التي لا تؤثر فيها الأعاصير، والتي رفضت الهوان والذل والفقر والحرمان، ورنت بطول صبرها وجلدها إلى انتشال الأمة من نير الاستبداد والاستعباد إلى فضاء الحرية والعدالة.
وهذا الكتاب كما يقول المؤلف هو محصلة معاناة طويلة، وثمرة تجارب قاسية ومريرة عايشتها في واقع العمل الإسلامي في أكثر من قطر وأكثر من موقع. وقد وضعه في فترة إقامة شبه جبرية في منطقة من مناطق بلده، خلال شهر رمضان المبارك من عام ١٤٠٢ هـ الموافق لشهري (حزيران) - تموز من عام ۱۹۸۲م،
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا نعني بالاستيعاب؟
هي قدرة الدعاة اجتذاب الناس، وربحهم على اختلاف عقولهم وأمزجتهم وطبقاتهم وثقافاتهم ... الخ
فالناس مختلفون اختلافاً نوعياً في كل شيء، في (نمط التفكير، ومستوى العيش، والمزاج، وعيار الذكاء) وهذا يعني الاختلاف في كافة القدرات النفسية والحركية.
والداعية الناجح هو القادر على التأثير في الناس بدعوته وفكرته، فيؤثر في أكثر الناس على اختلاف عاداتهم وطبائعهم، ومشاربهم، ومستوياتهم.
والحقيقة ان القدرة على الاستيعاب يعتبر المؤهل الأهم والأول في شخصية الداعية - وبدونها لا يكون داعية ولا تكون دعوة.
تفاوت القدرة على الاستيعاب:
ومما لاشك فيه أن الداعية كبقية الناس، الذين يتفاوتون في قدراتهم على الاستيعاب ولکن لا بد أن يكون هنالك الحد الأدنى من القدرة على الاستيعاب، وبدونها لا يكون عاملاً ولا يكون داعية في إطار الدعوة.
فکم من أناس اعتبروا دعاةً أو عاملين في الحقل الإسلامي أضروا بها ولم ينفعوا، وهدموا ولم يبنوا، ونفروا ولم يبشروا، وكانواحجةً على الدعوة بين أبنائها وأعدائها
وهناك آخرون عاشوا في أجواء الدعوة، وعاشت بهم الدعوة، أولئك هم الدعاة حقاً، وهم رجالها الذين يحتاج الإسلام إلى أمثالهم، لرفع رايته، وبناء دولته، وإقامة دولته، وجعله حجة على العالمين.
وفي حديث أبي موسى الأشعري، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -"مثل ما بعثني الله من العلم والهدى كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس؛ فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها، إنما هي قيعان لا تمسك الماء، ولا تنبت الكلأ، ل فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى، ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ومن لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
الاستيعاب ونجاح الدعوة:
فالعلاقة بين الاستيعاب ونجاح الدعوة، علاقة جذرية إذ لا نجاح بدون قدرة على الاستيعاب.
الاستيعاب الداخلي والخارجي:
فالخارجي: هو الاستيعاب من خارج الدعوة والحركة (تكوين المواد الخام)
الداخلي وهو استيعاب الناس داخل الحركة أي استيعاب المنتظمين والملتحقين بالعمل الإسلامي والحركي ( التصنيع الذي يحفظ الخامات من التلف).
أبرز المتطلبات الله يحتاجها الدعاة إلى الله في عملية الاستتباب الخارجي:
١-الفقه من دين الله:
إن المسلم كي يكون داعية إلى الله بحث، مستقيماً على الصراط، راشداً مسترشداً، يحتاج أولاً إلى قدر مقبول من الفقه في دين الله (لاستبانة الحلال من الحرام، والخير من الشر- ومعرفة الفرائض والواجبات.. الخ)، يقول تعالى. {ويرى الدين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد}.
إن اجتذاب الناس إلى الإسلام، هو الأساس، وهو الطريق الصحيح؛ حيث يجعلهم مسلمين مرتبطين بالإسلام، متشبثين به، في حين أن اجتذابهم إلى الحركة سيجعل ولاءهم للتنظيم والحركة وليس لشرع الله، ولقد ابتلي الإسلام اليوم بدعاة يدّعون الناس إلى تنظيماتهم بدلاً من أن يدعوهم إلى الإسلام، ويبينون محاسن التنظيم بدلاً من أن يبينوا محاسن الاسلام ومزاياه.
وهذا ما جعل ارتباط الفرد بالدعوة ارتباطاً جزئياً وليس ارتباطاً عقائدياً، بل وجعله ارتباطاً شخصيا وليس مبدئياً، وبالتالي جعل ميدان الدعوة الإسلامية غصّة بالتنظيمات والأحزاب والفرق والحركات وإن معظم ذلك مرده إلى الجهل بحقيقة هذا الدين الذي يمثل الحياة لجميع المسلمين.
والداعية الذي لا يملك من المفاتيح ما يفتح به العقول والقلوب لن يتمكن من اجتذاب أصحابها واستيعابهم، وستبقى دعوته لهم صيحة في واد ونفخة في رماد.
ومن الفقه في دين الله تعالى التزود بالثقافات والمعارف المختلفة في زمن كثرت فيه الثقافات وتعددت الاتجاهات، بل يحول بينه وبينهم مئة سؤال والف شبهة، يقول تعالى {أو كظلمات في بحرٍ لُجّيّ}.
استنقاذ الناس من براثن الأفكار والتصورات المشوهة التي يحملونها أمر صعب يحتاج الى جهد في الحوار والإقناع.
في الحرب يواجه الإنسان عدواً واحداً، أما في عمل الدعوة إلى الله عز وجل فهو يواجه أعادءً كثر: (ماركسي، شيوعي، قومي، اشتراكي، عالم مغرور، جاهل صاحب هوى، صاحب النزعة الجاهلية الخ).
هذا هو حقل الدعوة بعد الاستعانة بالله والفقه في دين الله، الأمر الذي يحتاج الى عمل كي يكون قد أدى حق الله عليه ورحم الناس.
٢- القدوة الحسنة:
الناس لا يتأثرون بلسان المقال بل بلسان الحال، وكيف يدعو إنسان إلى الصدق هو كاذب، أو إلى الكرم وهو بخيل .. الخ)؛ فلذلك فادعُ واستقم کما أُمرت..
٣-الصبر:
الداعية يحتاج إلى صبر على الناس؛ فالناس أصحاب أمزجة شتى، وعيوب شتى، وطبائع شتى، وحاجات شتى، ومصالح مشتى، والناس مشاكلهم وهمومهم كبيرة، يحتاجون إلى من يتسع لهم، وهذا يحتاج إلى صبر طويل. إن الداعية بحق هو الذي يعيش لغيره لا لنفسه، وتهمه سعادة الآخرين ولو على حساب سعادته.
٤-الحلم والرفق:
يجب أن يكون الداعية حليماً على الناس، رفيقاً بهم، فالناس يمقتون العلف وأصحابه، وينفرون من القسوة وأهلها، {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}، ومن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم موقفه من الأعرابي الذي جذب رداءه وقال له: أعطني من مال الله الذي عندك؛ فالتفت النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وضحك ثم أمر له بعطاء.
٥-التيسير لا التعسير:
معالجة الأمور باليسر والتيسير لا بالعسر والتعسير، على قاعدة: (سيروا على سير أضعفكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى).
٦- التواضع وخفض الجناح:
فالكبر يشكل حاجزاً وجداراً بين الداعية والناس، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد"
٧-طلاقة الوجه وطيب الكلام:
فالوجه هو عنوان الداعية، والمرآة التي تعكس نفسيته وأعماله، فإن كان مبتسماً أوحى بالبشر والخير، وإن كان مكشراً أوحى بالشر والجفاء، فكلام الداعية هو وسيلة الاتصال بالناس، ووسيلة للتعبير عن المعانى؛ فإن كان الداعية قادراً على انتقاء الكلام الطيب والتعبير الحسن، كان قادراً على كسب قلوب الناس والولوج إلى ذواتهم ونفوسهم.
٨-الكرم والإنفاق على الناس:
فالكرم والسخاء والعطاء، دليل أكيد على كرم وسخاء وعطاء نفسه الإنسان، والبخل والحرص والشح، دليل على بخل وشح النفس؛ فالإنفاق على أصحاب الحاجة من (الفقراء المساكين - والأيتام - الخ) لا يمكن أن يتحلى بها البخلاء.
٩-خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم:
إن الدعوة والداعية يجب أن ينتقلا نقلة نوعياً تجعلهما يعيشان هموم الناس، (من بات ولم يهتم بأمر المسلمين؛ فليس منهم)، والمشي في حاجات الناس أمور به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقيام بما يستطيع هو المطلوب.
الاستيعاب الداخلي:
هو القدرة والأهلية على الاستيعاب ضمن الدعوة وفي صفوفها سواء كان ذلك من قبل القيادة أو الأفراد. فإذا كان الاستيعاب الخارجي، يحقق استيعاب الناس إلى الإسلام، فإن الاستيعاب الداخلي يحقق حسن الاستفادة من هؤلاء في العمل للدعوة والإسلام، وكذلك فإن عملية تحويل خامة بشرية إلى طاقة موجهة وقدرة فاعلة، لا بد من أن يتم ذلك عبر مراحل الاستيعاب العقائدي والتربوي، ويكون عبر تنقيتهم من الشوائب والرواسب الماضية، وما علق بها من معطيات غير إسلامية، فنصحح عقيدتهم، ونقوم سلوكهم، ونحدد أهدافهم. ونوجه رغباتهم بما يحب الله ويرضيه.
وهذا بمثابة الأساس للبناء كله: صحيح أن الناس يتفاوتون في قدرات العمل والتحمل والالتزام، ولكن هذا لا يصح أن يدفع إلى التساهل في القواعد والأسس التي تقوم عليها الشخصية الإسلامية، ولذا فإن الاستيعاب التربوي يجب أن يكون قوياً متيناً، قائمٌ على إدراك سليم لأحكام الشريعة، ومعالم الحلال والحرام، ومن ثمَّ الالتزام بذلك كله، ولا یکون قائماً على المبتدئين، ومعطلاً عن المتقدمين، لأن المتقدمين أخطر في انحرافهم على الدعوة من المبتدئين.
ولا بد أن يكون نمط الاستيعاب ملائماً لكل فئة، وأن يغطي المساحة التربوية كلها فكرياً وروحياً، ويجب أن يوزن بموازين الشرع، سوء كان في العزم أو الرخصة أو غيرهما.
* سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تكوين المسلم:
لقد بينت السنة النبوية الشريفة نهجاً فريداً في تكوين الفرد، بما يتناسب مع کمال المنهج الإسلامي، والفطرة التي فطر الله الناس عليها، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم تنظر للإنسان كإنسان، وتعامله كإنسان متکامل الميول والنوازع والحاجات؛ فهي لم تتعامل معه كملك لا يخطئ، ولم تتعامل معه كحيوان لا يميز.
قواعد أساسية من السنة:
١- تغليب الايجابية على السلبية:
فقد كانت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حرباً على السلبية والجمود والتقوقع والرهبانية من أول يوم؛ فدعوة الإسلام حيّة متصلة؛ ولذا نجد من المسلمين من فهم الاسلام فهماً ضيقاً دفعهم إلى تعطيل طاعة الفرد، بجحة العزوف عن الدنيا، ومنهم من اعتزل الناس، ومنهم من دفعه غلوه إلى الامتناع عن الصلاة في المساجد بحجج واهية، وهذا يصطدم مع طبيعة الاسلام الحركية، وإنما المطلوب أن تسير الدعوة على قاعدة (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم).
٢- تغليب الاعتدال على التطرف:
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والتطرف؛ فقال: (هلك المتنطعون)، وقال: (إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق)، وقال: (خير دينكم أيسره)، وقال: (إن الدين يسر).
٣-قليل دائم خير من كثير منقطع:
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على المداومة والاستمرارية في أعمال الخير والبر، مهما كانت ضئيلة؛ لأنها بذلك تكون أصيلة ومتأصلة، وفي مقدور الإنسان أن يقوم بها من غير عناء، وفي كثير من الأحيان تكون الالتزامات القاسية عبارة عن ردة فعل لا تدوم. وقد تتلاشى، وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "أدومها وإن قل".
٤-السنة وتغليب الأولوية في التكوين:
وهذا يعني تقديم الأهم على المهم، يقول تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا}، وقال جل شأنه: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من اتقى}.
٥-التكوين من خلال القدوة:
ولا شك أن تكوين الشخصية الدعوية من خلال القدوة أمر معتبر؛ لأن الحال أوقع في القلب من لسان المقال، قال تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة وأسوة للعالمين.
٦- التكوين الكلي لا الجزئي:
ومن خصائص الأسلوب النبوي في تكوين الفرد (الكلية لا الجرئية)، وقد اهتمت السنة النبوية في تكوين الشخصية الإسلامية في جميع جوانبها: (العقل - الجسد -الروح..الخ)؛ ففي تكوين العقل، قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، وفي تكوين النفسية الإسلامية أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن لا يميت الناس القلوب بكثرة الطعام والشراب، لأن القلب كالزرع، يموت إذا كثر عليه الماء، وقال صلى الله عليه وسلم: (روحوا عن القلوب ساعة فساعة)، وفي تكوين الجسد، قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).
٧-سلامة البيئة في التكوين:
وذلك من خلال ابيئنة البيتية أو العائلية، والتي تعتبر المحضن الأول، والتربية في هذه المرحلة من مسئولية الأبوين، ويمكن في هذه المرحلة غرس القيم من خلال التربية العملية والنظرية، وفي الحديث: (كل مولود يولد على الفطرة..).
بالإضافة إلى حسن اختيار الأصدقاء؛ لخبر: (المرء على دين خليله)
كذلك لا بد من تنظيم المجتمع، وتنقيته من عوامل الفساد، درءاً للمفاسد، وذلك يساعد الفرد على الاستقامة - وكما جاء في المثل: درهم وقاية خير من قنطار علاج".
٨-أثر الثواب والعقاب في التكوين:
قال تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}، فالعقاب يكون عند استيفاء كل أسباب الإصلاح، وعند الضرورة القصوى.
٩- الاستيعاب الحركي:
هو الاستفادة من طاقات الأفراد لتكون كثيرة الأثر؛ فينفع الله بها المجتمع والمسلمين.
أولاً: ما يتعلق باستبعاب الحركة لأفرادها:
وهو الشرط الأول والأساسي لنجاحها؛ لأنها تستفيد من جميع الطاقات والإمكانيات.
فما هي الشروط التي تمكن الحركة من استيعاب أفرادها واستغلال جمیع طاقاتهم:
١- أن تكون قد نجحت في البداية في عملية التكوين ومرحلة التربية.
٢-ان تكون قد اكتملت لديها الطاقات والإمكانيات لعملية الاستيعاب كالقدرات التربوية والتخطيط والقدرات الفكرية - الخ
٣-أن تعرف حقيقة أفرادها، وتعرفهم حق المعرفة، وتكتشف طاقاتهم وميولهم، ومواطن القوة والضعف منهم.
٤-أن تقوم بتجنيد كافة أفرادها للعمل وليس جزءاً منهم.
٥- أن توظف القدرات بشكل جماعي وليس فردي.
ثانياً: ما يتعلق باستيعابها، هي:
إن الدعوة قيادة وأفراد بحاجة إلى الاستيعاب الحركي والقيادة يجب أن تكون مُعنيّة قبل غيرها بذلك عن طريق ما يلي:
١- الاستيعاب الصحيح للأهداف والوسائل، فكل لبس أو تشوه في التصور أو الأهداف ينشأ عنه خلاف، وتباين في الآراء.
٢- الاستيعاب الكامل والصحيح للتنظيم وطبيعته؛ فعدم الوضوح يؤدي إلى عدم معرفة الحقوق والواجبات، وإذا حددت صلاحيات فرد أصبح من الخطأ تجاوزه.
ثالثاً: الاستيعاب الكامل لطبيعة الأصدقاء والأعداء؛ فمن الخطأ عدم معرفة ذلك.
رابعاً: الاستيعاب الكامل لمختلف جوانب العمل وطبائعه واحتياجاته.
خامساً: عدم الاستنكاف عن مخالطة الناس، وإلا تكون أمام خيارين:
-أن تبقى الدعوة دعوة لأصحابها قاصرة عليهم، صالحین غیر مصلحين.
- أن تكون الدعوة للناس كل الناس؛ لتحمل شعار الهداية للجميع.
الداعية الناجح هو الذي يعرف كيف يبدأ، ومن أين يبدأ، مع ضمان الوصول للنتيجة التى ترضى الله ورسوله، قال تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، أو أن نكون نحن أصحاب الرسالة الخالدة وهي رسالة الاسلام.
كتب فتحي يكن
۱ - الإستيعاب في حياة الدعوة والداعية.
٢- أبجديات التصوّر الحركي للعمل الإسلامي.
٣- الإسلام فكرة وحركة وانقلاب.
٤ - الإسلام والجنس.
٥- حركات ومذاهب في ميزان الإسلام.
٦- الشباب والتغيير.
۷ - العالم الإسلامي والمكائد الدولية.
٨- قوارب النجاة في حياة الدعاة.
٩ ـ كيف ندعو إلى الإسلام.
١٠ ـ ماذا يعني انتمائي للإسلام.
۱۱ - مشكلات الدعوة والداعية .
۱۲ - نحو حركة إسلامية عالمية واحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق