أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 24 يونيو 2023

اللآلئ البهية شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية تأليف أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

اللآلئ البهية شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية

تأليف أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد: هذا شرح أنيس لنظم نفيس، من بحر الكامل؛ وهي لامية ابن تيمية في بيان مجمل أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، شرحها العلامة أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي، في كتابه الذي سماه (اللآلئ البهية)، وهو أول شروحها التي اطلعنا عليها، وانتهى منها ضحوة نهار الثلاثاء، من سنة ١٢٦٣ هـ، والمرداوي نسبة إلى قرية (مردا) قرب مدينة نابلس في فلسطين، وقد تُلفَظ (مرداء)، وهي قرية خرج منها علماء وفقهاء ومحدثون، وأكثرهم إن لم أقل كلهم حنابلة. وأكثرهم بالشام ويلقبون كذلك بالمقادسة.

وعلوم المؤلف وثقافته تشبه إلى حد ما ثقافة الحنابلة المتأخرين، خاصة في القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر للهجرة. فكان ينقل كثيراً عن متأخري الحنابلة، وكان له ميل للتفويض في الأسماء والصفات، يظهر ذلك في بعض الصفات الخبرية، وهذه مسلك سلكه بعض متأخري الحنابلة، وكذلك أكثر من استخدام الروايات الضعيفة والمنكرة، وهذا يدل على قلّة بضاعته في الحديث، وغير ذلك من الأمور التي تبين شخصية الشارح.

وهذا لا يعني أنه اتجه بكليته إلى مذهب التفويض؛ فقد أطال الحديث عن صفة الاستواء، وبين أن المراد بها العلو الذاتي لله تعالى،  

وبيّن -رحمه الله -أن مذهب السلف هو المذهب المنصور والحق الثابت المأثور، وأهله هم الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، التي هي بكل خير ،فائزة، من الشفاعة، والورود على الحوض، ورؤية الحق، وغير ذلك من سلامة الصدور، والإيمان بالمقدور، والتسليم لما جاءت به النصوص.

ومن المحال أن يكون الخالفين أعلم من السالفين كما يقول بعض مَنْ لا تحقيق لديه - ممن لا يقدر قدر السلف. ولا عرف الحق حق المعرفة: (أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم)، وهؤلاء إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بالصفات دون معرفة معانيها، والحق أنهم عرفوا معانيها، وتوقفوا في كيفياتها.

وقد اعتمد -رحمه الله -في شرحه على عدد من كتب أهل السنة، منها: (الإبانة في أصول الديانة) لأبي الحسن الأشعري، و(لوامع الأنوار) للسّفاريني، و(فضل علم السلف على الخلف) لابن رجب، و(زاد المسير) لابن الجوزي، و(العرش) للذهبي، و(الفصول في الأصول) لمحمد بن عبد الملك الكرجي، و(طرف الطرف في مسألة الصوت والحرف)؛ لأحمد بن عوض المرداوي الحنبلي، و(فتح الباري) لابن حجر، و(البرهان في حقيقة القرآن) لابن قدامة، و(أقاويل الثقات) لمرعي بن يوسف الحنبلي، و(الغنية) لعبد القادر الجيلاني.

 بالإضافة إلى عدد من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، مثل: (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة)، و(الفتاوى المصرية)، و(قاعدة في القرآن)، و(الحموية)، و(التدمرية)، و(التسعينية)، كذلك بعض كتب ابن قيم الجوزية (كالنونية)، و(حادي الأرواح)، و(مفتاح دار السعادة).

كما استعان المؤلف بكتب أخرى نقلاً عنها مباشرةً أو بواسطة، مثل: (قواعد الاستقامة والاعتدال) للطوفي، و(عقيدة الشيباني الشافعي)؛ لابن قاضي عجلون الشافعي، و(البدور السافرة) للسيوطي، و(القول السديد في حرمة الاجتهاد ووجوب التقليد) لحسين الدوسري، و(السيف المشهور في عقيدة الأستاذ أبي منصور) للتاج السبكي في كتابه السيف، و(شرح مسلم) للنووي، فهذه هي الكتب التي ذكرها المؤلف وبعضها نقل منه مباشرة.

والسلف رحمهم الله أثبتوا الصفات ومعانيها

والأدلة على ذلك كثيرة منها:

١. يبين ابن تيمية مذهب السلف يظنون أن مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها أنه لا يفهم أحد معانيها لا الرسول ولا غيره فيجعلون مضمون مذهب السلف أن الرسول بلغ قراناً لا يفهم معناه بل تكلم بأحاديث الصفات وهو لا يفهم معناها وأن جبريل كذلك وأن الصحابة والتابعين كذلك وهذا ضلال عظيم.

٢. إن الله تعالى قد أمر بتدبر كتابه؛ فقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} (ص: 29) ولم يقل بعض آياته وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} (النساء: 82)، وأمثال ذلك من النصوص التي تبين أن الله أمر الناس أن يدبروا القرآن كله ومحال أن يكون ذلك مما لا يعلم معناه. 

٣. عندما سئل الأمام مالك عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5) فأجاب: "بأن الاستواء غير مجهول، والكيفية غير معقولة، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.

قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله - : قوله: (الاستواء غير مجهول): موافق لقول القائلين أمروها كما جاءت بلا كيف فإنما نفوا الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول فإن الإستواء حينئذ لا يكون معلوماً بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم. 

وأيضاً : فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات وأيضاً: إن من ينفي الصفات الخبرية أو - الصفات مطلقاً - لا يحتاج إلى أن يقول بلا كيف فمن قال إن الله على العرش لا يحتاج أن يقول بلا كيف فلو كان مذهب السلف نفي الصفات . في نفس الأمر لما قالوا بلا كيف.

شرح لامية ابن تيمية عبد الكريم بن عبد الله خضير

ومن الشروحات المنتشرة للامية شرح الدكتور عبد الكريم الخضير، وأصل هذا الشرح دروس ألقيت على الطلاب، وتم تفريغها في هذا الكتاب، وتحدث فيها عن عدة قضايا، أهمها:

أولاً: ابتداء الناظم بالبسملة دون الحمدلة والصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.

ثالثاً: أهل الذكر الذين يجب سؤالهم، والرد على المتصوفة في تنزيل الآية عليهم.

رابعاً: العمل مطلوب، وهو الذي يعين صاحبه على تحصيل العلم.

خامساً: بيان الطريقة الصحيحة للتفقه في الدين، سيما في الفروع.

سادساً: الحذر من الاستماع إلى أهل البدع.

سابعاً: تجنب الألفاظ المجملة في العقيدة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق