الولاء والبراء في الإسلام
سؤال وجواب
إعداد: أبو عاصم البركاتي المصري
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا كتاب عقديٌّ نفيس في صورة سؤال وجواب، ويتعلق بمبحث الولاء والبراء، الذي يعتبر من أهم المباحث المتعلقة بصحة الإيمان وكماله، وعلى أساسها تبتنى الكثير من أحكام الكفر والردة أو الفسوق والعصيان، وقد تضمن تسعةً وستين مسألة وجوابها.
ونحن أحوج ما نكون لمعرفة هذه المسائل -في الوقت الذي نصادف فيه طغيان الجاهلية المعاصرة على العالم الإسلامي أفراداً وجماعات، حكاماً ومحكومين، وقد انتُزعت فكرة الوحدة الإسلامية من قاموس المسلمين، ووضعت أمام ذلك كل العوائق والعقبات؛ ودبَّ شعور الضعف والعجز والاستكانة في نفوس كثيرين من أبناء هذه الأمة، وتحولت المولاة والمعاداة إلى قضايا سياسية ووطنية لا علاقة لها بالدين.
وفي هذا الكتاب الحديث عن معنى الولاء الذي هو القُرب والمحبة والنصرة، والبراء، الذي هو التنزه والبعد مع البغض والعداوة، وإلى من يُصرف كُلٌّ منهما، فيكون الولاء خالصاً لله وللرسول والمؤمنين، وذلك بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم دين الإسلام، ومحبة المسلمين، ونصرتهم، وفي المقابل البراءة من المشركين والكافرين والطواغيت التي تُعبد من دون الله، من الأصنام المادية والمعنةية؛ كالأهواء والآراء.
وأدلة الولاء من الكتاب والسُّنة كثيرةٌ جداً، منها قول الله تعالى: {ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} (المائدة: 56)، وقوله سبحانه: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (التوبة: 71)، وقال سبحانه: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (آل عمران 28)، وقال جل شأنه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} (الممتحنة: 1).
وفيه بيان منزلة الولاء والبراء من الإسلام، وما يجتمع في الإنسان من الولاء والبراء، والمحبة والبغض، بحسب طاعته ومعصيته، واتباعه وابتداعه.
وحكم هجر المسلم العاصي، ومظاهر موالاة المؤمنين، ومظاهر معاداة الكافرين، وحكم الموالاة الصغرى للكافرين وحكم الموالاة الكبرى لهم.
وحكم التجسس للكفار على المسلمين، والأمور التي يُتوهم أنها من الموالاة وليست كذلك، ومباحث فرعية أخرى، مثل: معنى البر، وحكم مصادقة الكفار، ووصف النصارى بالمسيحيين.
وحكم السفر لبلاد الكفر، والتجنس بجنسية دولة كافرة، وحكم الاستعانة بالكفار في القتال، ومعاونة بعض الكفار في قتال بعضهم لبعض.
وحكم إعانة الكفار في حربهم للمسلمين، وحكم التشبه بالكفار وحكم مخالفتهم، أو التسمي بأسمائهم، وتقليدهم في سلوكياتهم.
وحكم عيادة مرضاهم، وأكل طعامهم، والاحتفال بأعيادهم، وتهنئتهم فيها، وتعزيتهم فيمن مات منهم، وحكم الاستغفار لموتاهم، والزواج من نسائهم، وزواج نسائنا منهم، وحق جوارهم، وحكم التسليم عليهم، ورده، ودفع الزكاة أو الصدقة لفقرائهم، وحكم قبول تبرعاتهم وأموالهم.
وحكم التهادي معهم، واستعمال منتجاتهم، وحكم استقدام عمالهم واستعمالهم، وحكم العمل لديهم، وحكم استعمال آنيتهم وثيابهم، والتوارث بيننا وبينهم، وحكم من صحح دينهم، والرضا بكفرهم، والتحاكم إلى قوانينهم.
وحكم الدعوة إلى توحيد الأديان، وتولية الكافر أمور المسلمين، وحكم بناء كنائسهم، وحكم القراءة في كتبهم، وبيع العقارات والأراضي لهم، والثمار الطيبة لتحقيق الولاء والبراء، والثمار السيئة لتضييع الولاء والبراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق