أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 سبتمبر 2021

عقيدتنا في الولاية والأولياء بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

عقيدتنا في الولاية والأولياء

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

1- الولاية في اللغة: القربُ والمحبة والنصرة والتأييد والإعانة.

2-وولاية الله لعبده: هدايته إلى طاعته، ومحبته، ونصرة دينه.

3-وولاية العبد لله: تقتضي الإيمان به سبحانه، والتقرب إليه بطاعته، وترك مساخطه، وخشيته ومراقبته،

فالوليُّ: هو العالم بالله تعالى، المواظبُ على طاعته، المخلصُ في عبادته،

وبعبارة أخصر، هو كل مؤمنٍ بالله، تقيٌّ في دينه، مؤثرٌ طاعة ربه على هوى نفسه.

4- وولاية الله لعبده ليست عن افتقارٍ أو حاجةٍ إليه، إنما يواليهم إكراماً لهم وتفضلاً عليهم، لغناه سبحانه عمن سواه، وافتقار كل من عداه إليه.

5- والولاية نوعان:

-عامةٌ لكل المؤمنين، وحاصلةٌ لهم بقدر إيمانهم وتقواهم،

-وخاصَّةٌ، وهي لمن قام لله بجميع حقوقه، وآثره في جميع الأحوال، حتى صارت مراضي االله ومحابه هي همه ومتعلق خواطره.

6- قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (يونس: 62 - 64).

3-وأعظم الناس ولايةً لله تعالى، وأفضل الأولياء على الإطلاق هم الأنبياء عليهم السلام، وأفضلهم الرسل، وأفضل الرسل أولوا العزم منهم، وأفضل أولي العزم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

4- ثم بعد الأنبياء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وأفضلهم أكابرهم، لا سيما الذين جمعوا بين العلم والجهاد، وأفضلهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون، وأفضلهم أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان ثم علي، ثم الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر رضي الله عنه، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل الدار، ثم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ثم أصحاب بدر، ثم أصحاب بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضوان الله عليهم.

5-ثم من بعدهم من الأولياء من التابعين وأتباعهم، وأفضلهم أويس القرني، ومن ثمَّ عامة الأولياء في القرون الثلاثة المفضلة، الذين لا يُحصيهم إلا الله تعالى.

6- ثم من جاء بعدهم من العلماء العاملين، الذين آمنوا بالله ورسوله، الذين بيَّنوا للناس ما شرعه الله تعالى، ودفعوا عن الناس البدع والجهل والغلو، وصاولوا أهل الإلحاد والزيغ والزندقة، واعتقدوا عقائد السلف من الإثبات والتوحيد.

6- والولاية تتفاوت بحسب الإيمان والتقوى والعمل الصالح؛ فكلما ازداد يقين العبد وترقَّى في درجات الكمال والصلاح، واتصف بالتقوى كان أعظم ولايةً عند الله سبحانه وتعالى.

7- وأولياء الله سبحانه المتقون، هم المقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فيفعلون ما أمر به، وينتهون عما زجر عنه، فيؤيدهم الله بملائكته، وروحٍ منه، ويقذف في قلوبهم من أنواره، ولهم الكرامات التي يُكرم بها أولياءه المتقين.

8- والأولياء -عدا الأنبياء -غير معصومين بل هو معرضون للخطأ، ويجوز عليه ما يجوز على غيرهم من المعاصي والوقوع في الكبائر والصغائر.

9-وإذا وقع منهم الذنب بادروا إلى التوبة، ولا يخرجهم ذلك عن كونهم أولياء لله تعالى.

10-ولا يجوز للولي أن يعتقد في كل ما يحصل له من الواقعات والمكاشفات أن ذلك كرامةً من الله سبحانه له، بل قد يكون ذلك من تلبيس الشيطان ومكره به، ويعرف ذلك من جملة أحواله.

11- ويجب على الولي أن يعرض أوقواله وأفعاله على الكتاب والسنة، فإن كانت موافقةً لهما فهي حقٌّ وصدق، وإن خالفتهما، كان ذلك باطلاً ومردود، وكان ممكوراً به. 

12-ويجب على الوليِّ أن يكون ممتثلاً كتاب الله عز وجل، مقتدياً بالسُّنة، وازناً لأفعاله، مُميزاً للشريعة المطهرة، واقفاً على حدودها، غير زائغٍ في شيءٍ من أمور الدين.

13-وإذا ورد عليه واردٌ قلبي يُخالف الشريعة ردَّه، واعتقد أن هذا من الشيطان، ويدافع ذلك بحسب استطاعته، ومن خالف في هذا فليس ولياً لله تعالى.

14- وليس من الكرامة ترك الطعام أو الشراب، على ترتيب معروف، وقانون معلوم، حتى تمضي عليه مُدة، ويزعم أنه أدرك ما لم يُدرك غيره، وليس من الكرامة الضرب بالشيش، أو المشي على الجمر، أو الضرب بالسكين، وإنما ذلك من أفعال الشياطين الذين لهم أتباعٌ من الجن، ويظهرون ذلك على أيديهم بما يظنون أنه كرامة وهو في الحقيقة من المخاريق الشيطانية.

15-والمجانين والمعاتية ليسوا من جملة الأولياء المقربين، ولا الأعداء المبعدين، وإن ظهر على ألسنتهم مكاشفات صحيحة، وعبارات ظاهرة، لكنهم ملتاثون بالنجاسات، وغير متنزهين عن القاذورات، ويظن بعض من لا حقيقة عنده أنهم من الأولياء وليسوا كذلك.

16- ومن أخصِّ أوصاف أولياء الله تعالى أن يكونوا مجابي الدعاء، وهذه أعظم كراماتهم، مع رضاهم التام عن الله تعالى في كل حال، وقيامهم بفرائضه، وتركهم لمناهيه، وزهدهم في دنيا الناس، وتواضعهم مع الخلق، غير معجبين بأنفسهم، مع حُسن الأخلاق والعمل، وعظيم الحلم، وعظم الاحتمال.

17-ونعتقد أن كل بدعةٍ ضلالة، وكل مبتدعٍ فهو مُبعدٌ غير مُقرب، وأنه أحقُّ بوصف العداوة من الولاية، ويشمل ذلك ما يفعله الراقصون من المتصوفة، أو المطبرون من الشيعة، وأذنابهما.

19-ونعتقد أنه يجب الإيمان بجميع ما أخبر به الأنبياء عن الله عز وجل، وتجب طاعتهم فيما يأمرون به؛ بخلاف الأولياء فإنهم لا تجب طاعتهم في كل ما يأمرون به ولا تصديق كل ما يخبرون به؛ بل يعرض أمرهم وخبرهم على الكتاب والسنة، فما وافق الكتاب والسنة وجب قبوله وما خالف الكتاب والسنة كان مردوداً.

20-ونعتقد أن مقام الولاية تبع لمقام النبوة، فلا يكون الولي ولياً لله تعالى حتى يعتقد أن النبي أفضل منه ومن البشر أجمعين، ومن ظن غير ذلك فقد فتح على نفسه باباً من الزندقة.

21-وأن الأولياء لا يأمرون الناس بعبادتهم، ولا اتخاذهم أنداداً ولا شفعاء، ولا وسطاء بين الله وخلقه، ويعتقدون أنهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، ويُحرمون على أتباعهم دعاءهم أو الاستغاثة بهم بعد موتهم، ولا يرضون أن يُفعل ذلك عند قبورهم، ويتبرءون ممن يفعل ذلك أتمَّ البراءة، ويعادونه أتمَّ المعاداة، ومن خالف ذلك فهو من أعداء الله لا من أوليائه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق