الآثار الاقتصادية للزكاة ودورها في علاج مشكلة البطالة
عصام لوشان، وموسى رحماني
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ تعتبر الزكاة جزءاً أساسياً من النظام المالي الإسلامي، فهي فريضة إسلامية وركن من أركان الإسلام، فقد قرنت بالصلاة في كثير من الآيات وجاءت في وسط هذه الأركان ما يدل على أهميتها البالغة، فهي مورد هام من الموارد المالية للدولة الإسلامية، حيث تقوم من خلالها بإشباع الحاجات الضرورية للفرد غير المقتدر وتضمن له مستوى لائق من العيش، بالإضافة إلى دورها الفاعل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، ومعالجة الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.
وتدور هذه الدراسة المتواضعة حول (صندوق الزكاة)، وهي مؤسسة شرعية، تقوم بجمع الزكاة من المزكيين وتوزيعها على الأصناف المستحقة لها وذلك من أجل توزيع هذه الثروة على أفراد المجتمع المستحقين لها، وكذلك تحريك عجلة الاقتصاد من خلال الآثار التي تخلفها الزكاة مثل (زيادة الاستهلاك)، و(تشجيع الاستثمار) بقصد التخفيف من "ظاهرة البطالة" و"تعطيل الثروات"، والحد من ظاهرة الفقر.
فالاقتصاد الإسلامي يعني بمشاكل المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ويعمل على حلها وذلك على أساس التشارك في المخاطر وهو الأساس الذي يعتمده هذا النظام، وهي الصفة التي تميزه على باقي الأنظمة الوضعية الأخرى، ف(المشاركة في الربح والخسارة) هي قاعدة التوزيع العادل بين رأس المال والعمل، وهي أساس الذي يحقق العدالة في التوزيع.
ويعتبر الاقتصادي الإسلامي هو النظام الوحيد الذي يتفرد بمورد الزكاة، حيث يجعل الإسلام حل كل مشكل التي تواجه أفراد مجتمعه إحدى أولوياته، ولعل أكبر ضمان لنجاح ذلك هو الربط بين النواحي الروحية والمادية والحصول على الثواب والعقاب للمساهمة في علاج مشاكل المجتمع.
فالزكاة تعمل على إعادة توزيع الدخل وذلك باعتبارها إقتطاع من مداخيل وثروات الأغنياء، فهي تنقص نصيباً في الذمم المالية للأغنياء، على أن توزيع هذه الأموال على الفقراء المستحقين للزكاة، وبذلك تضيف إلى هؤلاء الفقراء نصيباً في ذممهم المالية، وكنتيجة لذلك فإن فريضة الزكاة تقوم على أساس نظرية تناقص المنفعة الحدية للدخل عند الأغنياء وتزايدها عند الفقراء يعتبر عاملاً رئيسياً لتحقيق الرفاهية الاقتصادية في المجتمع.
بالإضافة إلى دور الزكاة الرئيس في تحقيق التنمية في المجتمع المسلم، إلى جانب تحقيق التكافل داخله، فلهذه الشعيرة العديد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الفرد والمجتمع، فهي تؤمن كذلك للفقيد مصدر دخل دائم يكفيه السؤال المستمر، أو حتى تخرجه من دائرة مستحقي الزكاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق