أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 14 أكتوبر 2022

موت القلوب وحياة الغافلين محمد أحمد علي الصايم بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

موت القلوب وحياة الغافلين

محمد أحمد علي الصايم

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة



تمهيد/ إن المتأمل والناظر في أحوالنا اليومية، وفي تعاملنا مع الله ومع الناس، يجد قصوراً أو خللاً كبيراً، يظهر ذلك واضحاً في عدم الخشوع في الصلاة والعبادة، وعدم التأثر بتلاوة القرآن الكريم، وعدم التورع عن الشبهات والمحرمات، والظلم الذي عمَّ وطمَّ في كل مكانٍ وفي أبسط الأشياء، والجفاء والقطيعة والتدابر والتنافس على الدنيا وسوء الظن.

إذن نحن أمام شيءٍ يُسمى (قسوة القلوب)؛ فلا رحمة ولا لين ولا تأثر ولا خشوع، ولعلَّ أكثرنا يعاني من تفشي هذا المرض الخطير بين الناس، حتى أمام قضايانا الكبرى نحن كمسلمين، وأذكر هنا صورة الطفل السوري الصغير الذي لفظته شواطئ تركيا، وبقي ممداً يعتنق الرمال لساعات، والسماء تظله بشفقتها، بينما الناس لا يرقُّون لمثل هذا الصغير البائس، أذكر أيضاً طفلةً صغيرة يمسك بها بعض شباب الخليج ويدبون بها في الماء لتموت غرقاً، وأخرى هنا تولد لتوضع في المرحاض -عياذاً بالله تعالى، وآخر يطعن أمَّه بالسكين، وآخر يقتل أباه بالسُّم، وامرأةٌ هنا تُحرق من قبل زوجها، وزوج تُقطعه زوجه وتدفنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهذا الكتاب جاء تنبيهاً للغافلين، وتذكيراً للناسين، وإيقاظاً للنائمين، ورداً للشاردين، لعلهم يتوبوا، ويؤوبوا ويرجعوا ويعودوا، وذكر فيه بعض الأمراض التي تفتك بالقلوب والتي يجب إزالتها عنه: من اتباع الهوى والشهوات، والعُجب، والكبر، والرياء، والحسد، وحُب الدُّنيا، والغيبة التي سماها "سوس القلب"، وتطرق إلى كيف يحيا الغافلون، وحقيقة هذه الدنيا وأنها دار لهو ولعب، ثم تطرق لبعض الكبائر كشرب الخمر، والحشيش.

ثم أتبع ذلك بالأمور المنجيات، وهي: إعلان التوبة لله عز وجل، والزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة، والرغبة إلى الله بالدعاء، والإكثار العمل الصالح، وهي جميعاً تزيد الإيمان، والخشوع، والتقوى.

_________________________________________

انظر أيضاً: (مصطلح القسوة في القرآن الكريم)

زهران عمر زهران، د. عودة عبد عودة عبد الله، نادي حمد الله خروب

جامعة النَّجاح الوطنيَّة، فلسطين

* أهمية هذا البحث المتواضع:

1-فهم مصطلح (القسوة)، والوقوف على المعاني والدلالات ال ُمتعلِّقة به.

2-معرفة الأسباب التي تُؤ ِّدي إلى قسوة القلوب، والآثار الناتجة عن ذلك.

3-بيان القيم التي تعين على اللِّين والخشوع والرحمة

* وفق منهجية التفسير الموضوعي، فقد توصلت هذه الدراسة إلى ما يلي:

1-أن القسوة معناها: غلظة القلب وصلابته بسبب انحرافه عن مراقبة الله جل وعلا، وقد يعبر عنه بالسلب، فيُقال: هو نزع الرأفة والرحمة واللين، وعدم الانتفاع بالوعظ والنصح والتذكير، والقلوب القاسية: هي القلوب المغشوشة بمرض الذنوب والكفر.

2-أن مصطلح (القسوة) جاء مقترناً بالقلب في كل مواضعه؛ وما ذاك إلا لأن القلب هو سيِّد الأعضاء وهو مصدر هذه القسوة؛ فإن قسا قست. 

3-وجاءت القسوة أيضاً مذمومةً في سائر المواضع، حيث ورد لفظ القسوة بمشتقاته في القرآن الكريم سبع مرات في ست آيات قرآنية، أربع منها في سور مدنية.

4-أسباب قسوة القلب، كثيرةٌ، منها: 

أ- طول المكث في الغفلة.

ب-الاستغراق في المعاصي.

ج-عدم الاكتراث بالمواثيق التي يعقدها الإنسان.

د-عدم التَّدبر في آيات القرآن الكريم

5-الآثار الناتجة عن قسوة القلب كثيرةٌ، منها:

أ- الضلال والانحراف الفكري والعقدي والسلوكي.

ب-الجرأة على الذنوب والمعاصي.

ج-قلة المبالاة بالمعاصي ومآلاتها وعقوبتها.

د-استمراء الخيانة والاستخفاف بها.

6-أن السبيل للنجاة من قسوة القلوب هو ذكر الله تعالى، والتمسك بأمره واللجوء إليه، والتفكر في عاقبة القاسية قلوبهم ومآلهم. 

7-والقلوب صنفان: قلب ليِّن خاشع، وقلب قاس صلب، نسأل الله تعالى أن يُحييى قلوبنا بذكره، ويلهمنا الشكر والصبر.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق