صفة الجنة لأبي نُعيم
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ الجنة هي دار الكرامة التي أعدها الله لعباده المؤمنين، وحظرها على الكفار والمشركين، وجعل ثلثي أهلها من هذه الأمة، وشرفها بكونها أول الأمم دخولاً لها، وأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن عامة من يدخلها هم الفقراء والمساكين، وقد جعلها ربنا -سبحانه -خضراء ناعمة، ذات أنهار مطردة، وثمار طيبة، وزينها لأهلها عند قدومهم إليها، ولم يجعل فيها كدر ولا قذر ولا حجر ولا مدر، ووهبهم فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأعلاها جنة عدن التي هي منازل الأنبياء والشهداء والصالحين، ودونها الجنات عن يمينها وعن يسارها.
أما عن نفقات البناء في الجنة؛ فيقول الحسن البصري: الملائكة يعملون لبني آدم في الجنان، يغرسون ويبنون، فربما أمسكوا، فقيل لهم: قد أمسكتم! فيقولون: حتى تأتينا النفقات، فقال الحسن: فابعثوهم -بأبي أنتم وأمي -على العمل.
ومن العجيب أن أهل الجنة يتحسرون لا لأنهم عصوا ربهم في الدنيا، بل لأنهم تركوا فيها ساعة لم يملأوها بذكر الله عز وجل، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعةٍ مرّت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها) [رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب، كما في صحيح الجامع (5322)].
ويشرح ذلك الإمام الأوزاعي -رحمه الله -بقوله: "ليس ساعةٌ من ساعات الدنيا إلا وهي معروضةٌ على العبد يوم القيامة، يوماً فيوماً، وساعة فساعة، ولا تمرُّ به ساعة لم يذكر الله فيها إلا انقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرّت به ساعة مع ساعة، ويوم مع يوم، وليلة مع ليلة" [مع العارفين (ص 19)].
وهذا الكتاب بأجزائه"الأول والثاني والثالث" يتناول الأحاديث الواردة في الجنة، وخلقها، ومكانها، ومفتاحها، وسعتها، ودرجاتها، وثمنها، وطلبها، وعددها، وأبوابها، وأول من يدخلها والسابقين إليها، وأصناف أهلها، وذكر من يدخلها بغير حساب، والمكارم التي حوتها، وكونها محفوفة بالمكاره، والأمر بتذكرها وعدم نسيانها، وعامة ساكنيها، وطيب نسيمها واعتدال هوائها، ولونها وتربتها، وحجبتها وخزانها، ونسائها، وحورها، وأسنان أهلها، ورؤيتهم لمولاهم، وأنهارها، وكلام أهلها، وعموم نعيمها الوارد في الحديث الصحيح الثابت: «في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».
وجملة ما في هذا الكتاب من الأحاديث (٣٥٤) حديثاً ما بين مرفوع وموقوف ومقطوع، صحيح وضعيف وشديد الضعف، وفيه بعض الموضوعات، وهو بالجملة كتاب نافع من الأمهات، ينبغي الاعتناء به.
أهمية الكتاب:
يمكن أن نتلمس أهمية الكتاب من عدة أمور:
۱- شخصية المؤلف المشهورة، وخصوصاً من خلال كتابه «حلية الأولياء».
۲ -أنه مرجع جيد في بابه، وموضوعه، وخصوصاً لمن ألف في هذا الموضوع، من أمثال المحقق ابن القيم في كتابه «حادي الأرواح»، والحافظ ابن كثير في كتابه «النهاية»، والحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب»، وغيرهم.
٣- تنوع مادته، وعلو إسناده نسبةً لغيره من العلماء كالحافظ المقدسي مثلاً في كتابه «صفة الجنة» ، والذي لم يصلنا كاملاً.
٤-ـ التعرف على ثروة ضخمة من مشايخه.
٥- هناك أحاديث قد يتفرد بها المؤلف كالحديث الذي عزاه المنذري في الترغيب : (٥٢٣/٤ ) رقم (٦٢)، فدراسة هذه الأحاديث تمكننا من الحكم على أسانيدها، ومن ثم الحكم على درجتها من صحة، أو ضعف.
ترجمة الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني
أ-اسمه ونسبه:
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني.
وذكر الذهبي، والسبكي: أنه سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، إلا أن الدكتور محمد لطفي الصباغ ذكر أن المؤلف نفسه قد ذكر أن أباه هو سبط محمد بن يوسف، ثم أضاف الدكتور: وجد الوالد جد للولد، فقد يكون هناك تساهل يُجيزه العرف.
ب ـ أصله:
فارسي، وجده الأعلى مهران مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
ج - ولادته وبلده:
ولد في رجب سنة ٣٣٦ هـ على الراجح في أصبهان.
هـ ـ ثناء العلماء عليه:
قال الحافظ الذهبي: وكان حافظا مبرزاً عالي الإسناد، تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي، وهاجر إلى لقية الحفاظ. وكان الذهبي قد ذكر في بداية ترجمته، قوله: الإمام الحافظ، الثقة العلامة، شيخ الإسلام.
وقال أحمد بن محمد بن مردوية: كان أبو نعيم في وقته مدخولاً إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منه. يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، لم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع.
وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقى أبو نعيم ١٤ سنة بلا نظير، لا يوجد شرقاً، ولا غرباً أعلى منه إسناداً، ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنف كتاب (الحلية) حمل الكتاب إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار.
وقال الخطيب البغدادي: (لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين هما: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو حازم العبدوي الأعرج).
وقال الحافظ ابن كثير: (الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة).
وكذا أثنى عليه السبكي، وابن خلكان، وابن النجار، وابن تيمية.
وقال الحافظ الكبير ابن عساكر الدمشقي: الشيخ الإمام أبو نعيم الحافظ، واحد عصره في فضله، وجمعه، ومعرفته صنف التصانيف المشهورة مثل (حلية الأولياء وطبقة الأصفياء)، وغير ذلك من الكتب الكثيرة في أنواع علوم الحديث والحقائق وشاع ذكره في الآفاق، واستفاد الناس من تصانيفه لحسنها.
وقال ابن العماد الحنبلي: تفرد في الدنيا بعلو الإسناد مع الحفظ والاستبحار من الحديث وفنونه.
و - مذهبه: كان أشعري الاعتقاد، شافعي المذهب، زاهداً على طريقة الأوائل رحمه الله تعالى.
ز - شهرته ومنزلته: يقول الدكتور الصباغ: أتيح لأبي نعيم في حياته شهرة نادرة المثال، وأهم أسباب ذلك فيما يبدو لي:
۱ - طول عمره، فلقد عمر أربعاً وتسعين سنة، وكان متمتعاً بقواه العقلية ونشاطه العلمي.
٢ – علو أسانيده.
٣- تفرد بالرواية عن أقوام متقدمين، وكان الفضل في ذلك بعد الله لأبيه، وهذا التفرد بالرواية عن أولئك المتقدمين مكنه من إلحاق الصغار بالكبار.
٤ - كثرة مؤلفاته وكان يوصف دائماً بأنه صاحب التصانيف.
٥- جمعه لجوانب عديدة فهو محدث كبير، وصوفي شهير، ومشارك في الأمور الأخرى، فقد وصفوه بالعلم والحفظ والفقه.
٦ - حيويته وسعة اتصالاته وكثرة تلامذته ومشايخه.
ح - مؤلفاته: ذكر الدكتور الصباغ لأبي نعيم خمسين مؤلفاً.
ط - مواقف العلماء من أبي نعيم ومآخذهم عليه:
ذكر الدكتور الصباغ في كتابه (أبو نعيم وكتابه الحلية) ( ص ٣٧ - ٥١ ): بحثاً مطولاً ممتعاً في الكلام على مواقف العلماء منه، ولولا خشية الإطالة لنقلته بتمامه، غير أني أذكر هنا ملخصاً لبعض ذلك من «سير أعلام النبلاء» (١٧ / ٤٥٩ - ٤٦٢ ):
فمن ذلك معتقده الأشعري المخالف للحنابلة، - وقول الخطيب البغدادي: قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها، منها أن يقول في الإجازة: أخبرنا من غير أن يبين، إلا أن الذهبي رد عليه بقوله: هذا شيء قل أن يفعله أبو نعيم ، وكثيراً ما يقول : كتب إليَّ الخُلدي، ويقول: كتب إلي أبو العباس الأصم .... ولكني رأيته يقول في شيخ له: أخبرنا عبد الله ابن جعفر بن فارس فيما قريء عليه، فيوهم أنه سمعه، ويكون مما هو له بالإجازة، ثم إطلاق الإخبار على ما هو له بالإجازة مذهب معروف قد قد غلب استعماله على محدثي الأندلس، وتوسعوا فيه ... فبطل ما تخيله الخطيب، وتوهمه، وما أبو نعيم بمتهم، بل هو صدوق عالم بهذا الفن، ما أعلم له ذنباً ـ والله يعفو عنه ـ أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه، ثم يسكت عن توهينها.
ي - وفاته:
مات رحمه الله ، في ۲۰ من المحرم سنة ٤٣٠ هـ وله ٩٤ سنة.
فهرست الموضوعات
مقدمة التحقيق ٧
ترجمة المؤلف ١٧
كتاب صفة الجنة لأبي نعيم الحافظ ٢٩
ذكر تحثيث الله تعالى على المسابقين إلى جنته العريضة وساحته الفسيحة التي خلقها عدة لمن وحده وألقى الشرك وعبده ٣١
قوله تعالى: والله يدعو إلى دار السلام ٣٣
ذكر جنات عدن وأنها دار الرحمن والجنان حولها ٣٦
ذكر الأرض التي جعل الله للصالحين من عبيده ميراث راثاً ومآباً ٤٠
ذكر خلق الجنة وأمر الله عز وجل إياها بعد الخلق بالكلام ٤١
ذكر المكارم التي حوت الجنة، وحث النبي ﷺ على الاستباق إليها والتشمير والمجاهدة في الظفر بها ٤٩
نوع آخر تحثيثه على طلب الجنة وتشويقه إلى ما فيها ٥٤
ذكر الجنة وأنها محفوفة بالمكاره ٦٥
ذكر الجنة وأنها معروضة لمن اختارها وسلعة لمن ابتاعها ٧٠
ذكر ثمر الجنة ومفتاحها ٧١
ذكر تفضيل قيد سوط من الجنة على الدنيا وما فيها ٧٥
ما ذكر من الجنة أنها محظورة إلا على الموحدين ٨٢
أمر النبي ﷺ بتذكار الجنة وتسميته إحدى العظمتين ٨٩
ذكر مسألة الجنة وشفاعتها إلى الله في من طلبها واشتاق إليها ٩٠
ما ذكر من أن عامة ساكنها الضعفاء والفقراء ٩٥
ذكر أول من يسبق إلى الجنة ويدخلها ١٠١
ذكر من اشتاقت إليهم الجنة ١١١
ذكر اشتياق الحور العين إلى أزواجهن المؤمنين ١١٤
ذكر الأمان لأهل سكان الجنة من الموت والطعن فيها وما ينادون به من التباشير عند دخولها ١١٥
ذكر تحية الرب تعالى وتسليمه على سكانه في جواره ۱۱۸
ذكر دخول الملائكة - عليهم السلام ـ واستئذانهم عليهم بالتسليم ۱۲۱
ذكر الملك الكبير لمن أسكن جواره في داره ١٢٤
ذكر ما يبشرون به من الخلود والفرح بالذبح لقوله تعالى آمنين لا يذوقون فيها الموت ۱۳۱
ذكر القصور المنجدة والمقاصير المعدة مما عجزت عن رؤيته العيون وعن إدراكه الخواطر والظنون أعدها الله تعالى لأوليائه نُزُلاً ١٣٥
ذكر اتفاق أسماء ما فيها من النعيم، أسامي ما في الدنيا واختلاف طعمها وذوقها ١٤٧
ذكر طيب نسيمها واعتدال هوائها ١٤٨
ذكر لون الجنة ١٥٠
ذكر مكان الجنة وقراره ١٥٢
ذكر بناء الجنة ١٥٧
ذكر أرض الجنة وبياض تربتها ١٦٣
فهرس الأحاديث الواردة في الجزء الأول حسب ترتيبها هجائيا ١٧١
فهرست الموضوعات ١٧٩
________________________
فهرس الموضوعات الواردة في الجزء الثاني والثالث
ذكر تربة الجنة ٥
ذكر عدد أبواب الجنة ٩
صفة أبواب الجنة ٢٠
ذکر مسافة ما بين المصراعين من مصاريع الجنة وسعتها ۲۱
ذكر اليوم الذي تفتح فيه أبواب الجنة ٢٨
ذكر حلق أبواب الجنة ٣٠
ذكر حَجَبَةِ الجنة وحُزانها ٣٣
ذكر مفتاح الجنة ٣٨
ذكر ريح الجنة ٤٠
صفة الجنة ٤٨
ذكر أسامي الجنة ٤٩
صفة نعيم أهل الجنة ودورها ٤٩
باب صفة أرض الجنة ٥١
ذكر نهار الجنة ونورها ٥٢
ذكر سرج أهل الجنة ٥٥
ذكر رفع النوم عن أهل الجنة ٥٦
ذكر بكر الجنة وعشيها ٥٧
ذكر عدد درجات الجنة ٦١
صفة درج الجنة ۷۱
صفة حيطان الجنة ٧٢
ذكر عدد صفوف أهل الجنة ٧٥
ذكر ما أعطي أهل الجنة من الصورة الحسنة الفاضلة وتمام الخلقة والجثة الكاملة ٧٨
ذكر أسنان أهل الجنة وميلادهم وقامتهم ۹۹
صفة رجال أهل الجنة ١١٠
صفة أساوير أهل الجنة ١١١
صفة كلام أهل الجنة ١١٢
ذكر إسماع الرب تعالى كلام القرآن لأهل الجنة ١١٤
ذكر قراءة أهل الجنة القرآن ١١٥
ذكر قول سكان أهل الجنة عند استقرارهم فيها ١١٥
ذكر ما أخبر من أن أهل الجنة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس ١١٧
ذکر سروره بتعجيل شهوته إذا اشتهي في الجنة شهوة ۱۱۹
ذكر ما يُستقبلون به من الكرامات عند مصيرهم إلى الجنة ودخولها ۱۲۳
ذكر غاية أماني أهل الجنة وشهوتهم ۱۳۱
ذكر ما يُعطون من شدة السرور وغاية الفرح عند دخولها ١٣٤
الجزء الثالث ۱۳۷
ذكر معرفتهم منازلهم في الجنة وتهديهم إليها ۱۳۸
ذكر ما يُنادون به حين دخولها من البشارة العظيمة والمواهب السنية ١٤١
ذكر تطهير هم بانتزاع الغل من صدورهم وانسلال السخائم من قلوبهم ١٤٦
ذكر ما فيها من العيون والأنهار ١٥١
صفة جري أنهارها وأنها سابحة تجري في غير أخدود ١٦٠
ذكر نهر من الأنهار يُنبت الجواري الأبكار ١٦٦
ذكر ما أعطى أهل الجنة من القوة على الأكل والشهوة له ١٧٢
ذكر أصناف لحوم الطير وأنواع اللحمان ۱۸۰
ذكر ما فيها من الأواني والصحاف ١٨٤
ذكر ثمار الجنة وتشابه ألوانها وأجناسها واختلاف طعومها ولذتها ١٨٥
ذكر لباس أهلها وكسوتهم ١٩٤
ذكر نكاح أهلها وتعانقهم حورها وسكان مقاصيرها ۱۹۹
ذكر نساء أهل الجنة وأنهن يَعُدنَ أبكاراً ۲۲۱
ذكر زيارة أهل الجنة معبودهم تعالى وتنعمهم بتجلية تعالى لهم ٢٢٥
ذكر مضارب أهلها وخيمهم ۲۳۰
ذكر الغراس والزراعة ۲۳۱
ذكر أشجارها وبساتينها ۲۳۱
ذكر شجرة طوبى ٢٤١
ذكر السرر والكلال والأرائك والحجال ٢٤٩
ذكر قصورها ومساكنها ٢٥١
ذكر أسواقها ٢٥٣
ذكر تزاور أهلها بعضهم بعضاً ٢٥٨
ذكر مطايا أهلها ومراكبهم وخيولهم ٢٦١
ذكر حبور أهلها واجتماعهم على الغناء والطرب ٢٦٨
ذكر سدرة المنتهى ٢٧٤
ذكر الفردوس وأنهار أعلى الجنة وأوسطها ٢٧٥
ذکر خزانها و قهارمة سكانها ۲۷۹
صفة الجنان وفضل درجاتها، وذكر ما يعطي الله تعالى آخر من يدخلها من النعيم والحبور ۲۸۳
ذكر أسفل أهل الجنة منزلاً و مقاماً ٢٨٥
الفهارس العامة ۲۹۷
فهرس الأحاديث والآثار ۲۹۸
فهرس الرواة المترجم لهم ٣٠٦
الكنى والألقاب ۳۱۷
المصادر والمراجع ۳۱۹
فهرس الموضوعات ٣٤١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق