أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 أبريل 2023

القول السديد في اجتماع الجمعة والعيد أحمد بن صالح بن على بافضل بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

القول السديد في اجتماع الجمعة والعيد

أحمد بن صالح بن على بافضل

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

تمهيد/ الصلاة عمود الدين، وركنه العظيم، وهي أولى ما يتقرب به المتقربون إلى ربهم جل وعلا، وأوكدها فريضةً هي صلاة الجمعة، وقد وردت بعض الأخبار التي صرّحت بسقوطها عمّن صلى العيد في يومها، وتعددت الأقوال التي حاولت فهم هذا الحديث، فبعضهم أسقطه جملةً لضعفه أولاً، ولمعارضته ما هو قطعي الدلالة ثانياً، وبعضهم أوّله جمعاً بين الأدلة، وبعضهم جعله على ظاهره، حيث لم يظهر له التعارض، أو سلك به وجهاً ارتأى منه أن إعماله أولى من تأويله وإهماله، وذلك بعد أن حسَّنه بشواهده.

وهذه الرسالة الصغيرة الحجم، الكبيرة القدر، تناقش هذه المسألة المهمة، من حيث بيان تلك الأقوال التي أوصلها إلى أربعة أقوال، ودليل كل فريق، ثم بيان الرأي الذي يميل له الباحث، والذي أحب أن أضع خلاصته هنا، وهو: 

أن المسألة خلافية اجتهادية، تحتملها الأدلة، والأولى للمسلم الحريص على زيادة الخير فعل الجمعة، خصوصاً مع قرب المساجد في زمنا هذا، وتوفر وسائل المواصلات.

فالأولى بالمكلفين صلاة الجمعة -حتى ولو أدى به أن يتأخر عن خطبة الجمعة - فقد قيل بأن حضورها فرض كفاية .. غير أن هناك فسحة لأصحاب الأعذار والمشاغل ممن يذبحون الأضاحي، أو ممن يريدون زيارة أقاربهم خارج البلد أن يتركوا الجمعة ويصلون الظهر تقليداً لمذهب الحنابلة. 

وهذا -يعني ترك الجمعة إلى الظهر -لغير الإمام، أما هو فالأولى القول بلزوم الجمعة عليه ليؤم من أراد صلاة الجمعة من الناس.

نصُّ الرسالة

تصوير المسألة: 

اختلف العلماء عند اجتماع العيد والجمعة في يوم واحد على أربعة أقوال: 

* فقيل: لا تسقط الجمعة بفعل العيد على كل أحد.

* والثاني: تسقط الجمعة على أهل القرى ممن ليسوا في بلد الجمعة ويسمعون النداء.

* وقيل: يسقط وجوب الجمعة ويخير المكلف بين الجمعة والظهر.

* والقول الرابع: يسقط وجوب الجمعة والظهر معاً بفعل العيد.

وبيان هذه الآراء في الآتي:

القول الأول: وجوب الجمعة على كل أحد: 

فلا تسقط الجمعة بفعل العيد مطلقاً، وهو رأي الحنفية وأحد قولي المالكية:

-قال الحصكفي الحنفي: ((ويوم العيد والجمعة؛ فلو اجتمعا لم يلزم إلا صلاة أحدهما، وقيل الأولى صلاة الجمعة، وقيل صلاة العيد كذا في القهستاني -عن التمرتاشي: قلتُ: قد راجعت التمرتاشي فرأيته حكاه عن مذهب الغير وبصورة التمريض فتنبه)).

وقال ابن عابدين -معلقاً -: ((قوله "عن مذهب الغير" أي مذهب غيرنا، أما مذهبنا فلزوم كل منهما، قال في «الهداية» ناقلاً عن «الجامع الصغير»: عيدان اجتمعا في يوم واحد فالأول سنة والثاني فريضة، ولا يترك واحد منهما)) اهـ.

وهو أحد قولي المالكية، قال في «الذخيرة»: (ولا - تسقط الجمعة -بصلاة العيد إذا كانا في-يومٍ، خلافاً لابن حنبل محتجاً، بما في أبي داود -أنه عليه السلام، قال: «قد اجتمع في يومكم عيدان؛ فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون»، ولنا آية وجوب السعي، ولأنه عمل الانصار في سائر الاقطار، وأما الخارج عن المصر؛ ففي الكتاب: لا يتخلفون، وروى عنه: يتخلفون لإذن عثمان رضي الله عنه لأهل العوالي، ولما في انتظارهم أو رجوعهم من المشقة).

ووجوب الجمعة؛ حتى على من هو خارج البلد -هو المنقول في «المدونة» ونصها: ((كان مالك يقول: لا يضع ذلك عنه ما وجب عليه من إتيان الجمعة، وقال مالك: ولم يبلغني أن أحداً أذن لأهل العوالي إلا عثمان، ولم يكن مالك يرى الذي فعل عثمان، وكان يرى أن من وجبت عليه الجمعة لا يضعها عنه إذن الإمام -وإن شهد مع الإمام -قبل ذلك من يومه ذلك عيداً)).

واستدلوا:

١. بأن الأصل والثابت هو وجوب الجمعة -والأخبار عامة فيها، ولم يرد ما يعارض هذا الأصل، وما أورده المخالف من التخيير لم يثبت، كما أن سقوطها على من هو خارج البلد في أثر عثمان الآتي قد يُراد كم من لا يسمعون النداء -كما فسره الشافعي.

٢. ومن أدلة وجوب الجمعة قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}.

٣. وما رواه مسلم في (صحيحه)، عن عَبْدَ اللَّهِ بن عُمر، وأبي هريرة، أنهما سمعا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يقول على أعواد منبره: ((ولينتهينَّ أَقوام عن وَدعِهِمْ الجمعات أو ليختمَنَّ اللَّهَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ من الْغَافِلِينَ)).

٤. وقد أجمع المسلمون على وجوب الجمعة، قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن الجمعة واجبة على الأحرار البالغين المقيمين الذين لا عذر لهم.

فما كان كذلك لا يعارض بأحاديث غير ثابتة، أو على الأقل تكلم فيها.

القول الثاني: رخصة الاكتفاء بالعيد عن الجمعة

وهذا في حق غير الإمام، مع القول وجوب الظهر، ومذهب الحنابلة سقوط وجوب الجمعة عمن صلى العيد، وأيده ابن تيمية، وهو رأي الزيدية أيضاً.

قال ابن قدامة: (وإن اتفق عيد في يوم جمعة، سقط حضور الجمعة عمن صلى العيد، إلا الإمام؛ فإنها لا تسقط عنه إلا أن لا يجتمع له من يصلي به الجمعة، وقيل في وجوبها على الإمام روايتان). 

وقال البهوني الحنبلي: (وإذا وقع عيد في يومها -أي الجمعة -سقطت أي الجمعة عمن حضره -أي العيد -مع الإمام في ذلك اليوم... وأما من لم يصل العيد أو صلاهُ بعد الإمام؛ فيلزمه حضور الجمعة فإن اجتمع العدد المعتبر أقيمت، وإلا صلوا ظهراً لتحقق عذرهم، إلا الإمام فلا يسقط عنه حضور الجمعة).

 واستدلوا بـ :

١. ما رواه أبو داود في (سننه)، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -أنه قال: «قد اجتمع في يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَاهُ من الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجْمَعُونَ».

وفي رواية زيد بن أرقم، قال: شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم -عيدين اجتمعا، فصلى العيد، ثم رخص في الجمعة وقال: «من شاء أن يصلي فليصل».

وقد روي هذا الحديث بأسانيد فيها مقال -قال ابن عبد البر: (وهذا الحديث لم يروه فيما علمت عن شعبة أحدٌ من ثقات أصحابه الحفاظ، وإنما رواه عنه بقية بن الوليد -وليس بشيء في شعبة أصلاً -وروايته عن أهل بلده أهل الشام فيها كلام، وأكثر أهل العلم يضعفون بقية عن الشاميين وغيرهم وله مناكير، وهو ضعيف ليس ممن يحتج به)

ومما يزيد احتمال ضعفه تقييده في رواية -وإن كانت ضعيفة -بأهل العوالي. قال ابن حجر في (التلخيص): (وَرَوَاهُ البيهقي من حديث سفيان بن عيينة عن عبد الْعَزِيزِ مَوْصُولًا مُفَيَّدًا بِأَهْلِ الْعَوَالِي وَإِسنادُهُ ضَعِيفٌ).

وهذا الحديث نصٌ جليٌّ في المسألة، غير أن في ثبوته -كما قلنا -مقالاً، وقد بين طرقه وعللها عدد من العلماء -منهم ابن الملقن في «البدر المنير».

وأجاد في بيان طرقه، وما فيها من علل فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن فوزي بن عبد الله

محمد الحميدي الأثري في رسالته: قلائد المرجان في تخريج حديث إذا اجتمع عيدان. 

وإن كان النووي قد صرح بأن الحديث جيد الإسناد، فإن أسانيده يصعب تصويبها، ومن ثم حكم الألباني بضعف الحديث إلا أنه قواه بمجموع طرقه -والله أعلم.

القول الثالث: يسقط وجوب الجمعة عمن هو خارج البلد 

بخلاف من هو داخل خطة البلد، أو من هو خارجها- ممن يسمع النداء، وهو قول عند المالكية والمعتمد المقرر عند الشافعية:

قال النووي : ( فرع ... مذهبنا وجوب الجمعة على أهل البلد وسقوطها عن أهل القرى)

واستدلوا:

١. بما جاء في «صحيح البخاري»: (قال أبو عُبيد: ثم شهدت مع عُثْمَان بن عَفَّانَ فَكَانَ ذلك يوم الجمعةِ، فَصَلَّى قبل الخطيةِ ثُمَّ خطب، فقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لَكُمْ فِيه عِيدان فَمَنْ أَحَبُّ أن ينتظر الجمعة من أهْلِ الْعَوَالِي فلينظرُ، وَمَنْ أَحَبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَوَلَتُ له).

والعوالي: القرى التي بقرب (من) المدينة من جهة الشرق وأقربها على أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، وقيل : اثنان.

القول الرابع : سقوط الجمعة والظهر معاً بفعل العيد

وهو مشهور عن عبدالله بن الزبير - رضي الله عنهما ـ وقال به عطاء.

ورغم تبادر بعُده؛ لأنه يسقط حتى الظهر والتي تجب على المعذور عن الجمعة، ومن ثم قال البغوي في «شرح السنة»: (وأما صنيع ابن الزبير، فإنه لا يجوز عندي أن يحمل إلا على مذهب من يرى تقديم صلاة الجمعة قبل الزوال).

أقول رغم هذا التبادر لبعده إلا أن في الآثار ما يقويه، وسياق كلام النووي في «المجموع» يدل على إقراره بقوته، قال النووي حين قال رحمه الله: (واحتج عطاء- بما رواه هو -قال: ((اجتمع يوم جمعة ويوم عيد على عهد ابن الزبير؛ فقال: عيدان اجتمعا تجمعها جميعا فصلاهما ركعتين بكرة لم يزد عليهما حتى صلى العصر)) رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم، وعن عطاء، قال: ((صلى ابن الزبير في يوم عيد يوم جمعة أول النهار، ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدم ذكرنا ذلك له، فقال: أصاب السنة)) رواه أبو داود بإسناد حسن أو صحيح على شرط مسلم، واحتج أصحابنا بحديث عثمان وتأولوا الباقي على أهل القرى لكن قول ابن عباس من السنة مرفوع وتأويله أضعف).

الرأي الذي يميل إليه الباحث

يميل جامع هذه الوريقات. -عفا الله عنه -إلى الرأي الثالث القائل بسقوط وجوب الجمعة على من هو خارج البلد، مع القول بأن الرأي الثاني القائل بجواز فعل الظهر بدلاً -عن الجمعة لمن صلى العيد فهو رأي معتبر في الخلاف؛ لقوة احتمال الدليل له كما تقدم؛ فيمكن تقليده خصوصاً لمن اشتغل بزيارة أو ذبح أو غيره.

أما القول الرابع القائل بسقوط الجمعة مع الظهر لمن صلى العيد؛ فرغم احتمال بعض الأدلة له، إلا أنه لم يعمل به فليترك.

ويؤيد مسلكنا هذا الأمور الآتية:

١. قطعية ثبوت فرضية الجمعة، وما قابله من احتمال عدم ثبوت في حديث اجتماع العيد والجمعة والرخصة في تركها، لما في أسانيده من مقال، وقد بين طرقه وعللها عدد من العلماء، منهم ابن الملقن في (البدر المنير)، وقد أجاد في بيان طرقه ـ كما قدمنا ـ وما فيها من علل فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري في رسالته: (قلائد المرجان في تخريج حَدِيث إِذَا اجْتَمَعَ عِيدان) كما قدمنا قبل صفحات.

٢. رغم أن القول الثاني هو المقرر المشهور عند الله الحنابلة، وابن تيمية رحمه الله -وهو المختار عند اللجنة الدائمة بالسعودية، فقد خالف الشيخ العلامة عبد الله عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله ونص فتواه: (إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة؛ فالجمهور على وجوب صلاة الجمعة، وعدم سقوطها لأن صلاة العيد سنة والجمعة فريضة، ولعل الأقرب أنه يسقط حضور الجمعة عن أهل القرى النائية الذين يشق عليهم تكرار الحضور لبعد مساكنهم ولا تسقط عن القريب الذي يسمع النداء وليس عليه مشقة).

٢. ما ذكره ابن عبد البر من أن سقوط الجمعة بالعيد مهجور، وهذا أيضاً يجعل رأي ابن الزبير كالمتفق على خلافه.

٣. وثبوت أثر عثمان في «صحيح البخاري» يدل على مرجوحية القول بوجوب الجمعة على كل أحد، ولذلك فقد استدرك في منح الجليل على إمامه مالك - رحمه الله -فقال بعد ذكره حديث السراويل في الحج - : (وقال مالك رضي الله عنه في «الموطأ» في السراويل لم يبلغني هذا ابن عبد السلام، وعندي أن هذا من الأحاديث التي نص الإمام -رضي الله عنه -على أنها لم تبلغه إذا قال أهل الصناعة إنها صحت؛ فيحب على مقلدي الإمام رضي الله عنه العمل بها؛ كهذا الحديث وحديث أذن الإمام لأهل العوالي إذا وافق العيد الجمعة انظر التوضيح وابن غازي).

٤. ومسلك عدم سقوط وجوب الجمعة هو رأي أكثر الفقهاء، والأكثرية وإن لم تكن دليلاً إلا أنها تعطي نوعاً من القوة .. 

والخلاصة أن فالمسألة خلافية اجتهادية تحتملها الأدلة، فالأولى للمسلم الحريص على زيادة الخير فعل الجمعة، خصوصاً مع قرب المساجد في زمنا هذا، وتوفر وسائل المواصلات، فالأولى به صلاة الجمعة حتى ولو أدى به أن يتأخر عن خطبة الجمعة - فقد قيل بأن حضورها فرض كفاية .. غير أن هناك فسحة لأصحاب الأعذار والمشاغل ممن يذبحون الأضاحي، أو ممن يريدون زيارة أقاربهم خارج البلد أن يتركوا الجمعة ويصلون الظهر تقليداً المذهب الحنابلة. وهذا لغير الإمام أما هو فالأولى القول بلزوم الجمعة عليه ليؤم من أراد صلاة الجمعة من الناس.

نسأل الله أن نكون على صواب وأن ينفع بهذا المسطور كاتبه وقارئه آمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

وكتبه الفقير إلى عفو ربه:

أحمد بن صالح بن على بافضل

تريم: اليمن؛ لثمان خلون من ذي الحجة سنة ألف وأربعمائة وثلاثين




الأربعاء، 26 أبريل 2023

جمع النيتين في عمل واحد دراسة من الجزئيات إلى القاعدة د. أحمد صالح علي بافضل بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

جمع النيتين في عمل واحد

دراسة من الجزئيات إلى القاعدة

د. أحمد صالح علي بافضل

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/  من فضل الله تعالى على هذه الأمة، أن كتب لها بالأعمال القليلة الأجور الكثيرة، فضاعف لها في الثواب، ومكنها من جمع النيات والقصود في العمل الواحد، وقد كثر سؤال الناس عن هذا الموضوع، سيما إن اتحد الزمان أو المكان، وظهرت الخصوصية بالثواب والفضل، أو بالأمر والرتبة، لا في الهيئة والصورة.

فهل تجمع إلى هذا العمل نية غيره، أم أن هذا العمل لا يقبل التشريك فيه، وبعبارة أخرى: هل يمكن تحصيل ثواب عملين في عمل واحد بمجرد أن نجمع بينهما في النية أم لا؟

ولعل أشهر تطبيقات هذه القضية، هي: إذا أراد المكلف صيام القضاء مع ست من شوال، أو مع صوم يوم عرفة، فهل يجزيه ذلك، أم أن لكل واحدة منها عمل مستقل، وقد اختلف الفقهاء في بحث هذه المسألة والحكم عليها، فمن مجيز، إلى مانع، إلى مفصل، وكلاً لديه أصوله التي ينبي عليها حكمه وتطبيقه. 

وتنوعت آراء الفقهاء في فهم جواز ذلك من عدمه، بالنظر إلى توجه الخطاب إلى شغل الزمان والمكان، أو توجهه إرادة الفعل المجرد، ومدى كونه مستقلاً عن غيره أو تبعاً لغيره، وهل العدد مقصود في الفعل أم غير مقصود، وهل صورة الفعل تحتمل النيتين أم لا؟ 

والحاصل أنهم اتفقوا على اندراج بعض الجزئيات في قاعدة التشريك، واتفقوا على خروج بعضها، واختلفوا في بعض الصور التي يمكن تجويز الشركة فيها، ويالإمكان منعه، نظراً لاختلاف التخريج والقياس الفقهي.

وقد أراد الشيخ المؤلف أن يتتبع المسائل -التي فيها جمع بين النيات في العمل الواحد، وكلام العلماء في ذلك، وتطبيقاتها الكثيرة في العبادات خاصة، مع أن ذلك كثيرٌ في المعاملات، وذلك لإخراج ضابط لها في مذهب الإمام الشافعي. 

ومن باب التيسير على الناس، يمكن القول بجواز الجمع بين نيتي قضاء رمضان وبين صيام الست من شوال وهو قول ابن حجر الهيتمي، وجماعة من فقهاء الشافعية.

وقسم الباحث بحثه  إلى مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة، وهي -كالآتي:

الفصل الأول: في سرد لبعض التطبيقات التي يكون فيها جمع نيتين في عمل واحد.

الفصل الثاني: دراسة جزئية من هذه التطبيقات، دراسة واسعة بتفصيلاتها وخلافاتها وأدلتها، وقد اختار موضوعاً، لذلك فيه جمع نية قضاء صيام رمضان مع صوم النفل.

الفصل الثالث: محاولة استخلاص القاعدة وما يدخل فيها وما يستثنى منها.

الخلاصة: بين فيها ما توصلنا إليه.

الجزيئات والتطبيقات

بتتبعنا للفروع الفقهية، وجدنا أن هناك أمثلة كثيرة، جمع فيها بين عملين من نية واحد وعمل واحد، بل أن بعض هذه الأعمال قد يصح فيه ايقاع نيات كثيرة، وها نحن هنا نسرد هذه الجزيئات بعد تقسيمها الى ثلاث أقسام، جمع الفريضتين ثم جمع الفريضة والنافلة، ثم جمع النافلتين:

أولاً: جمع الفريضتين:

١. جواز جمع الحج والعمرة في حالة القران.

٢. الغسل الواجب والوضوء الواجب من عمل واحد. 

٣. جواز جمع نيتين لحجتين من حجة واحدة؛ لكن في هذه الحالة لا تقع إلا إحداهما.

٤. جمع في الطواف بين طواف الفرض وطواف الوداع لا يكفي، وذكر السيوطي أن الاكتفاء أي محتمل، فلا دم على ترك طواف الوداع.

ثانياً: جمع الفريضة والنافلة، ومن أمثلتها:

١. الجمع بين قضاء صيام رمضان والست من شوال

٢. الجمع بين قضاء صيام رمضان والسنن الأخرى كعرفة، وعاشوراء

٣. مسح كامل الرأس جمعاً بين المسح الواجب والمسنون

الجمع بين غسل الجمعة وغسل الجنابة

٤. الجمع في سلامة بين نية الخروج من الصلاة ونية السلام على الحاضرين.

٥. الجمع بين عمرة الفريضة مع حج التطوع

٦. الجمع بين حجة الإسلام مع عمرة التطوع .

٧. نوي الصلاة لنفسه مع قصدة أيضاً تعليم الناس

٨. الجمع بين نية حجة الإسلام ونية حجة تطوع يجوز وتقع فقط عن حجة الإسلام

٩. أخرج دراهم ونوى الصدقة مع الزكاة، فتقع الصدقة فقط دون الزكاة

١٠. جمع بين خطبة الجمعة ونية سنة خطبة الكسوف، صحت للكسوف دون الجمعة

١١. نوى دعاء الاستفتاح المسنون مع نية البدلية عن القراءة عجز عنها

١٢. كبر المسبوق والإمام راكع -تكبيرة واحدة -ونوى بها التحرم والهوي إلى الركوع لم تنعقد أصلاً للتشريك.

١٣. جواز جمع أي فريضة مع السنن النافلة التي تندرج مع غيرها، وهي:

تحية المسجد، وصلاة الحاجة، وسنة ابتداء السفر، وسنة اختتامه، وركعتي الطواف، وركعتي الإحرام، وركعتي الزوال، وركعتي الوضوء، والركوع للغافل، وركعتي دخول المنزل، والخروج منه، وبعد الخروج من الحمام، وركعتي النفل والصلاة بأرض لم يعبد الله فيها.

ثالثاً: جمع النوافل مع بعض، ومن أمثلتها :-

١.  الجمع بين نية غسل الجمعة وغسل العيدين

٢.  الجمع بين حجة تطوع وعمرة تطوع بالقران.

٣. جمع نية صيام الاثنين أو الخميس مع نية صيام يوم عرفة

٤. جمع جمع السنن النافلة التي تندرج مع الصلوات المسنونة كالرواتب والوتر والضحى وغيرها.

٥. بالإضافة إلى جواز جمع هذه السنن المندرجة مع بعضها البعض ولو بجميعها، وهذه السنن المندرجة هي التي تقدم ذكرها في مبحث جمع الفريضة والنافلة.

٦. إضافة صلاة مع ركعتي الاستخارة هنا.

وقد نظم بعضهم هذه السنن بقوله:

تحية، وحاجة، كذا استخر .. كذا ابتداء واختتم من ذي السفر

وركعة الطواف والإحرام وال .. زوال والوضوء كذا لمن غفل

الفصل الثاني: عرض آراء العلماء في جزيئة من التطبيقات

بعد أن استعرضنا -سرداً -من التطبيقات، نحاول الآن أن نتطرق لبحث إحداها لنرى إمكانية تطبيق قاعد جمع النيتين في عمل واحد، وقد اخترنا مسألة جمع نية الصيام قضاء رمضان مع نية صيام الست من شوال، ونحوها من عرفة وعاشوراء، فنقول وبالله التوفيق:

اختلف العلماء وتباينت آراؤهم، فمن مجيز، إلى مانع، إلى مفصل، والمجيزون عندهم تفصيل، فنذكر آراؤهم مع بضعة من أدلتهم أولاً، ثم نذكر المانعين مع أدلتهم.

أولاً: المجيزون: 

يمكن تفصيل أقوالهم الى ما يلي:

القول الأول: من صام قضاء رمضان من شوال -وقع صيامه عن ست شوال، وإن لم ينوي صيام شوال مع القضاء، وقال بذلك الرملي الجمال، وأبوه الشهاب -رحمهما الله عز وجل -وسواء كان الفرض قضاءً أو نذراً أو غيرهما، أي ككفارة مثلاً، أو كان الجمع بين نافلة ونافلة كالجمع بين صيام ست شوال مع نية قضاء نحو صيام عاشوراء.

وقال بذلك أيضاً البارزي، والأصفوي، والناشري، والفقيه علي بن صالح الحضرمي، وغيرهم -كما نقل ذلك عنهم الإمام الرملي رحمه الله في (النهاية)، ونصُّ عبارته: 

[ولو صام في شوال قضاءً أو نذراً أو غيرهما أو من نحو يوم عاشوراء، حصل له ثواب تطوعها كما أفتى به الوالد -رحمة الله تعالى -تبعاً للبارزي والأصفوي والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل لهم الثواب الكامل المرتب على المطلوب، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوال؛ لأنه لا يصدق علية المعنى المتقدم].

القول الثاني :أنه يصح جمع صيام نية الست من شوال أو عرفة مع نية قضاء رمضان (ومع سنة صوم أخرى) كالاثنين مثلاً، ويحصلان بشرط نيتهما معاً، لا أحدهما، وممن قال بذلك: الشيخ ابن حجر -رحمه الله تعالى، ونص عبارته في كتابه (إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام):

((ولو كان علية قضاء لم يتقدمه، فالأولى البداءة به، ثم إن شاء نوى عنه وتحصل، وإن شاء آخرها إلى أنه يوقعها في شوال وحدها)).

بل ذكر في (الفتاوي): أن حكم جمع القضاء يحصل أيضاً حتى مع عرفة، أو حتى مجرد جمع نية نافلة صوم مع نافلة صوم آخر؛ كالاثنين مع عرفة، ونص جوابه على سؤال حول جواز جمع عرفة مع القضاء أو مع نفل الإثنين قال رحمة الله: 

((الذي يقتضيه كلامهم أن القصد إشغال ذلك الزمان بصوم، كما أن القصد بالتحية إشغال البقعة بصلاة، وحينئذ فإن نواهما حصلا، أو نوى أحداهما سقط طلب الآخر ولا يحصل ثوابه ...).

القول الثالث: من صام قضاء رمضان أجزأ مع نية صيام يوم عرفة، ولا يجزئه صوم شيء من الست من شوال، وقد نقل هذا القول السمهودي (رحمه الله)، والعلامة بامخرمة (رحمة الله) في فتاويه، ونص عبارة مختصر فتاوى بامخرمة:

 ((مسألة -عمن عليه قضاء من رمضان، صوم شيء من الست من الشوال قبل إتمام قضائه -وفاقاً للسمهودي -وإذا نوى قضاء شيء من رمضان وصوم شيء من الست لم يجز عن واحد منها، ويوم عرفة إذا صيم عن قضاء أو كفارة أو نذر أجزأ عن الفرض والنفل عند المحلي، وزكريا، والسمهودي، وغيرهم ..)).

من أدلة المجيزين:

١-القياس على صحة نية فرض الظهر وتحية المسجد، بجامع أن القصد مع في المقيس عليه شغل البقعة (المكان) بصلاة، وفي الصوم المقيس شغل هذا الزمن بصوم.

قال الشيخ ابن حجر -رحمه الله -في (فتاويه الكبرى):

((والمعتمد كما بينته في -شرح العباب -أن من نوى صوم القضاء يوم الاثنين مثلاً؛ فإن نوى سنة صوم الإثنين مع ذلك حصلا وأثيب، وإلا أثيب على الثاني لكن يسقط طلبه، كما لو نوى فرض الظهر وتحية المسجد بجامع أن القصد ثم شغل البقعة بصلاة، وهنا شغل هذا الزمن بصوم)).

ويمكن أن يفهم من كلام ابن حجر: أن كلاً من الزمان والمكان ظرف يصلح لإقامة العبادة فيه؛ فشغل المكان بصلاة الظهر وتحية المسجد شاهد على المكان، وشغل يوم بصيام القضاء وسنة صيام الإثنين مثلاً شغل للزمان بها، والظروف يقاس بعضها على بعض.

٢- ويمكن أن يستدل لهم أيضاً: بأن هناك مطلوبات للشرع طلب فعلها مستقلة، كصيام شهر رمضان، وهناك مطلوبات كان المقصود منها فقط مجرد الفعل، يقول العلامة السيد عبد الله بن سليمان الجوهري الشافعي في كتابه (المواهب السنية في مسألة جواز التشريك بين نيتين في الصلاة)، قال -رحمه الله تعالى: 

((كالتحية؛ فإنها لا تبطل بالتشريك مع فرض أو نفل آخر، ومثلها كل ما المقصود منه الفعل...)) قال محشيه الفاداني قوله: ((كل ما المقصود منه الفعل أي لا حصوله مستقلاً)).

٣- ومن الاستدلالات على جواز جمع نيتي نفل صيام الاثنين وصيام يوم عرفة، اجتماع سببين متلازمين، يقول العلامة عبد الله بن محمد باقشير في كتابة القلائد -ما نصه:

((وإذا اجتمع سببان متلازمان كيوم الإثنين وعرفة كفى لهما صومٌ واحد… )).

ثانياً المانعون:

يرى فريقٌ من العلماء عدم وقوع جمع نيتي قضاء رمضان مع نية صوم نفل، إلا أنهم اختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:

القول الأول: من صام بنية قضاء رمضان ونوى معها صيام الست من شوال؛ فلا يجزي عن واحد منهما، وكذلك لو نوى مع القضاء نية صوم عرفة، وممن قال بذلك العلامة عبدالله بن عمر بامخرمة (رحمة الله)، جاء في (مختصر فتاويه) ما نصه: 

((وإذا نوى قضاء شيء من رمضان وصوم شيء من الست لم يجزي عن واحد منهما، ويوم عرفة إذا صيم عن قضاء أو كفارة أو نذر، المعتمد انه لا يجزيه عن واحد منهما...)).

القول الثاني: لا يجوز الجمع بين نيتي قضاء رمضان مع نية صيام الست من شوال، ويجوز الجمع بين نيتي صيام نفل يوم عرفة ونية قضاء رمضان ونحوه، وممن قال بذلك السمهودي -رحمه الله تعالى -كما نقل ذلك عنه في مختصر فتاوي بامخرمة ونص عبارته:

((مسألة عمن عليه قضاء من رمضان لا يجزيه صوم شيء من الست قبل إتمام قضائه - وفاقاً للسمهودي .. ويوم عرفه إذا صيم عن قضاء أو كفارة أو نذر أجزأ عن الفرض والنفل عند المحلي والسمهودي وزكريا وغيرهم...)).

القول الثالث: إذا جمع وشرك بين نية قضاء رمضان ونية صيام الست من شوال لم يحصل القضاء، ولكن إن قصد كونها -يعني الست -تابعه للقضاء فقط حصل القضاء وصح، ولم تصح ولم تحصل نية صيام الست، وقد قال بذلك العلامة عبدالله باقشير -رحمه الله، ونص عبارته في كتابة القلائد: 

((...ما يقصد العدد فيه؛ كالقضاء، وست شوال، فلا على ما يتجه خلافاً لما قيل من دخول الست فيه لمن نواها، بل الظاهر أنه إن قصد التشريك بينهما لم يحصل القضاء، أو كونها تابعه له حصل دونها وهو ما أطلقه بعضهم)).

من أدلة المانعين:

١- استدل العلامة بامخرمة -على عدم جواز جمع نيتي نفل عرفة مع القضاء في الصيام على عدم جواز جمع نيتي صلاة الضحى ونية قضاء الصبح؛ وكأن الجامع هو أن كلا الأمرين عبادة تحتاج إلى نية -والله اعلم- ونص عبارة مختصر فتاويه: 

((والمعتمد لا يجزيه عن واحد منهما، كمن صلى ركعتين بنية قضاء الصبح وصلاة الضحى)).

٢-كذلك جعل العلامة باقشير عدم كفاية الصوم الواحد لقضاء رمضان والست من شوال -كون كُلِّ منهما يقصد العدد فيه، فكأنه جعل قصد العدد فيه عِلَّه للمنع، يقول رحمه الله- في كتاب القلائد ما نصة: 

((وما يُقصد العدد فيه؛ كالقضاء وست من شوال فلا -يعني لا يصح التشريك فيه -على ما يتجه)).

٣- ومما يستدل به للمانعين من جمع نيتي قضاء صيام رمضان مع نية الست من شوال، هو أن التشريك مبطل -كما نقله السيوطي -رحمه الله تعالى عن الإسنوي في (الأشباه والنظائر) ونص عبارته: 

((صام في يوم عرفة مثلاً قضاء أو نذراً أو كفارةً ونوى معه الصوم عن عرفة؛ فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما، قال: وكذا إن أطلق فألحقه بمسألة التحية، قال الإسنوي: وهو مردود، والقياس أن يصلح من صورة التشريك واحد منهما.. ))

الفصل الثالث: بيان قاعدة جمع النيتين في عمل واحد

بعد ما تقدم من التطبيقات يمكننا إطلاق أن هناك جزئيات عديدة يمكن أن تدخل تحت قاعدة كلية هي ((جمع النيتين في عمل واحد))، بيد هذا الإدخال لبعض الجزئيات ليس محل اتفاق بين العلماء من ناحية، ومن ناحية أخرى ليست كل جزئية قابلة للدخول في هذه القاعدة، فلذا نستطيع القول بأن هذه القاعدة ليست قاعدةً مطردة، بل من الجزئيات ما يدخل فيها باتفاق، ومنها ما يدخل فيها الخلاف، ومنها ما تستثنى من الدخول في هذه القاعدة.

فمن أمثلة ما يدخل في قاعدة ((جواز جمع النيتين في عمل)) باتفاق:

* جمع الفريضة أو أي نافلة مع تحية المسجد في عمل واحد.

* جمع الحج مع العمرة في عمل واحد وهو القران .

ومن أمثلة ما يدخل فيها ((مع خلاف بين العلماء)):

* جمع صوم قضاء رمضان مع صوم نفل كالست أو عرفه.

ومن أمثلة ما يستثنى من القاعدة ولا يدخل باتفاق:

* جمع الظهر مع راتبته.

* جمع قضاء الفجر مع صلاة الضحى

أخيراً فإن الكلام على قاعدة جواز جمع النيتين في عمل واحد يقتضي بيان قاعدة أخرى هي نقيض هذه القاعدة قاعدة وهي أن التشريك يقتضي البطلان، فهل يمكن الجمع بينهما؟

نقول -وبالله التوفيق -بأنه يمكننا فهم القاعدتين معاً، فقاعدة الجمع بين النيتين في عمل واحدة تأتي إذا قُصِدَ من العمل مجرد الفعل دون قصد استقلاله أي مستقلاً. 

فإذا وُجد أن كلا العملين الذي نويناه ما هو في حد ذاته مقصود فعله استقلالاً، فتأتي القاعدة الأخرى وهي أن التشريك مقتض للبطلان، قال السيد العلامة عبدالله بن سليمان الجوهري الشافعي في كتابة المواهب السنية ما نصه: 

((واستثنيت من عدم التشريك أشياء (كالتحية)؛ فإنها لا تبطل بالتشريك مع فرض أو نفل آخر و مثلها كل ما المقصود منه الفعل..))، قال الفاداني في حاشيته: ((قوله كل ما المقصود منه الفعل أي لا حصوله مستقلاً )).

وقال الشيخ ابن حجر -رحمه الله -في تحفته: 

((وإنما ضرت نية ظهر وسنته مثلاً؛ لأنها مقصودة لذاتها بخلاف التحية)).

فمن هنا نجد أن التشريك مضر لتحية المسجد مع غيرها عند نذر ركعتي التحية؛ لانتقالها من قصد الفعل إلى الاستقلالية المقصودة، قال علي الشبراملسي: 

((ينبغي أن محل ذلك حيث لم ينذرها، وإلا فلابد من فعلها مستقلة -أي تحية المسجد -لأنها بالنذر صارت مقصودة؛ فلا يجمع بينها وبين فرض ولا نفل ولا تحصل بواحدة منها ع ش)).

الخلاصة والخاتمة

يمكن القول بأن هناك قاعدة هي جواز جمع النيتين في عمل واحــ مع استثناءات، كما أنه يمكننا ان نقول بان التشريك ليس مقتضى للبطلان عندما يكون العملان اللذان نيوناهما كل واحد مطلوباً منهما باستقلال دون مجرد قصد الفعل، فقد رأينا أن تحية المسجد لا تشرك مع غيرهما من المستقلات كالضحى إذا نذرت لكونهـا أصبحت مقصودة في ذاتها -والله أعلم 




الاثنين، 24 أبريل 2023

اتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر تأليف محمد بن علي الشوكاني (ت ١٢٥٠ هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

اتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر

تأليف محمد بن علي الشوكاني (ت ١٢٥٠ هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ الحمد لله الذي جعل من أهل السنة حماةً للحديث، ورفعهم على الناس درجة في القديم والحديث، وجعل اجتماعهم ذباً عن الدين والحديث، ولولاهم لانمحت رسوم تلك العلوم، واختلط الصحيح بالخبيث، وقد ثبت لمن هم أهلٌ لهذه الصفة كل فضل حثيث، وكانوا هم أهل الشرف والتوريث.

وقد أحب المحدثون هذا العلم حُباً جعلهم لا يقوون على الابتعاد عنه، أو تفويت أدنى فرصة لتحصيله، حتى قدموه على كثيرٍ من آبائهم وأبنائهم وعشيرتهم، وتكلفوا في سبيله المشقة والمصاعب، وحرصوا على جمعه وكتابته مهما كان ثمن الحصول عليها مضنياً وباهضاً، وأول من سن الرحلة في طلب الحديث، هم الصحابة رضوان الله عليهم.

ومن أشهر تلك الرحلات: رحلة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه -حيث سار شهراً ليسمع حديثاً بلغه عن رجل بالشام، سمعه من رسول الله -وهو عبد الله بن أنيس، حيث خشي أن يدركه الموت قبل سماعه له ممن سمعه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث واحد في وصف القِصَاص.

وكانت الرحلة في عـصـر التابعين أوسع، حيث إن كل من أراد منهم طلب الحديث حرص على علو الإسناد، فكانوا يحرصون أن يسـمـعـــوه ممن رواه من الصحابة مباشرة -إن كان راويه على قيد الحياة -وكان الصحابة قد تفرقوا في الأمصار بسبب انتشار رقعة الفتح الإسلامي وذهابهم مجاهدين في سبيل الله، إلى كل صقع عقد له لواء، وقد تكون الرحلة لسماع الحديث إلى من هو أقرب من رواته إلى الصحابي راوي الحديث، طلباً لعلو الإسناد إن تعذر الوصول إلى الصحابي لموته، واستمر هذا الأمر في الأمة، حتى خبت جذوته في الأعصار المتأخرة إلا من رحم الله.

وقد برز الإمام الشوكاني في جوانب شتى من العلوم الإسلامية، وبز فيها حتى مشايخه وأقرانه، فذاع صيته في كل صوب، وسار الركبان بإنتاجه العلمي إلى كل صقع من بلاد المسلمين، فكان شاهداً حياً على سعة اطلاعه وأصالة ثقافته، وكان نبوغه -رحمه الله- في علوم الشريعة محل إعجاب من عاصره وكل من أتى بعده من العلماء.

وهذا الثبت الحديثي النفيس، جمع فيه مؤلفه الإمام الرباني، محمد بن علي الشوكاني أسانيده إلى العلماء والأثبات، في أكثر الفنون والمصنفات، مرتبة على حروف الهجاء العربية، ابتداءً بالألف وختاماً بالياء، ويروي فيه عما يقارب المئة عالم مصنف وجهبذ إمام، من طريق عدد من شيوخه لم يتجاوزوا العشرين شيخاً، كما ذكر المحقق في مقدمته؛ فلله دره، وعلى الله ثوابه وأجره، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وفيما يلي مقدمة المحقق خليل الجبور السبيعي، وهي نافعة إن شاء الله، يلي ذلك الفهارس التي وضعها على الكتاب موسومة بأرقام الصفحات تسهيلاً على الباحثين.

الإسناد من الدين ومن خصائص أمة سيد المرسلين

للمحقق خليل بن عثمان الجبور السبيعي

قبل أن نتكلم عن أهمية الإسناد، وأنه من خصائص هذه الأمة المرحومة، يحسن بي أن أعرف السند لغة واصطلاحاً.

فالسند لغة: (بفتح السين والنون) ما ارتفع من الأرض، في قبل الجبل، أو الوادي، وفلان سند أي معتمد.

واصطلاحاً : الطريق الموصلة إلى متن الحديث.

والعلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي، إما أنه أخذ مما علا وارتفع من سفح الجبل، لأن المُسند يرفع الحديث إلى قائله .

أو من فلان سند -أي معتمد، فسمي الإخبار عن طريق المتن سنداً لاعتماد الحفاظ عليه في صحة الحديث وضعفه.

والإسناد: مصدر أسند ولذلك لا يثنى ولا يجمع، وكثيراً ما يراد به السند، فيثنى ويجمع تقول: هذا حديث له إسنادان، وهذا حديث له أسانيد.

وأما السند: فيثنى ولا يجمع، تقول: هذا حديث له سندان؛ ولا يقال: هذا حديث له أسناد (بوزن أوتاد). وكأنهم استغنوا بجمع الإسناد بمعنى السند عن جمعه، وقد ذكر بعض اللغويين أن السند بمعانيه اللغوية لم يجمع أيضاً.

علم الإسناد وأنه من خصائص هذه الأمة

هذا العلم - أعني علم الإسناد - هو من خصائص أمة محمد ﷺ، وليس لأحد سواها من الأمم، فضل الله يؤتيه من يشاء وهو كرامة لها وليس لأحد سوى المسلمين.

ولذا تضافرت كلمات الأئمة علماء الجرح والتعديل، وحملة الآثار النبوية في أهمية الإسناد ومكانته وإليك بعضاً منها:

* قال الإمام محمد بن سيرين (ت ١١٠هـ): إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. وقال: اتقوا الله يا معشر الشباب، وانظروا عمن تأخذون هذه الأحاديث، فإنها دينكم.

* وقال مطر بن طهمان الوراق (ت ١٢٥هـ) في تأويل قوله تبارك وتعالى: {أَوْ آثارةٍ مِنْ عِلم} [الأحقاف : ٤]، قال : إسناد الحديث.

* وكان ابن شهاب محمد بن مسلم (ت ١٢٤هـ) إذا حدث أتى بالإسناد وقال: لا يصلح أن يرقى السطح بلا سلم. 

* وقال أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج (ت ١٦٠هـ): إنما يعلم صحة الحديث بصحة الإسناد. وقال: «كل شيء ليس في الحديث سمعت فهو خلّ أو بقل». 

* وقال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة (ت ١٧٩هـ): إن هذا العلم هو لحمك ودمك، وعنه تسأل يوم القيامة، فانظر عمن تأخذه.

* وقال الإمام يزيد بن زُريع (ت ١٨٢هـ): لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد. 

* وقال الإمام أحمد بن حنبل (ت ٢٤١هـ): طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف. وقال: طلب إسناد العلو من السنة.

* وقال الإمام أبو حاتم الرازي (ت ٢٧٧هـ): لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم يحفظون آثار نبيهم، وأنساب سلفهم مثل هذه الأمة.

* وقال أيضاً: «لم يكن في أمة من الأمم أمة يحفظون آثار نبيهم غير هذه الأمة. فقيل له: ربما رووا حديثاً لا أصل له قال: علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم.

* وقال عبد الله بن المبارك (ت ١٨١هـ): الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.

* وقال الإمام محمد بن حاتم بن المظفر: إن الله قد أكرم هذه الأمة، وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها قديمها وحديثها إسناد، إنما هو صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم فليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل، وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوها عن غير الثقات. وهذه الأمة، إنما تنص الحديث عن الثقة المعروف في زمانه، المشهور بالصدق والأمانة عن مثله، حتى تتناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ والأضبط فالأضبط، والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجهاً أو أكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل، ويضبطوا حروفه، ويعدوه عداً؛ فهذا الله على هذه الأمة فنستودع الله شكر هذه النعمة 

* وقال أبو بكر محمد بن أحمد (ت ٤٨٩ هـ): بلغني أن الله خص هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها الإسناد، والأنساب، والإعراب. وقد جاء نحوه عن أبي علي الجبائي المعتزلي.

 * وقال الإمام سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله (ت ١٦١هـ): الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل ؟.

* وقال الإمام الشافعي رحمه الله (ت ٢٠٤هـ): مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل، يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري.

* وقال الإمام أبو محمد ابن حزم - رحمه الله - (ت ٤٥٦ هـ): نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم -مع الاتصال، خص الله به المسلمين دون سائر الملل، وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود، ولكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم، بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصراً، وإنما يبلغون إلى شمعون نحوه - إلى أن قال: وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط. وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين فكثير في اليهود والنصارى -ثم قال: وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن اليهود أن يبلغوا إلى صاحب نبي أصلاً، ولا إلى تابع له، ولا يمكن النصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص)..

* وأختم نقولات الأئمة بما ذكره الإمام إبـراهـيـم بن يعقوب الجوزجاني (ت ٢٥٩هـ) في بيان أهمية الإسناد، قال رحمه الله كما في أحوال الرجال (ص ۲۱۰ ط. مؤسسة - الرسالة ١٤٠٥هـ): وقد حدثني علي بن الحسن، قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: إذا ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر .

إن هذا يزعم قال علي: فذكرته لأبي حمزة محمد بن ميمون السكري من أهل مرو - لا بأس به - فقال هل تدري ما الأثر؟ أن أحدثك بالشيء فتعمل به، فيقال لك يوم القيامة من أمرك بهذا ؟ فتقول: أبو حمزة، فيجاء بي؛ فيقال: أنك أمرته بكذا وكذا، فإن قلت: نعم خلي عنك؛ ويقال لي: من أين قلت هذا؟ فأقول: قال لي الأعمش، فيسأل الأعمش؛ فإذا قال: نعم، خلّي عني، ويقال للأعمش: من أين قلت؟ فيقول: قال لي إبراهيم، فيسأل إبراهيم؛ فإن قال : نعم خلي عن الأعمش، وأخذ إبراهيم، فيقال له: من أين قلت؟ فيقول: قال لي علقمة، فيسأل علقمة، فإذا قال: نعم، خلّي عن إبراهيم، ويقال له: من أين قلت؟ فيقول: قال لي عبد الله بن مسعود، فيسأل عبد الله، فإذا قال: نعم، خلي عن علقمة، ويقال لابن مسعود: من أين قلت؟ فيقول: قال لي رسول الله ﷺ، فيسأل رسول الله ﷺ، فإن قال: نعم، خلّي عن ابن مسعود، فيقال للنبي ﷺ، فيقول: قال لي جبريل - عليه السلام - حتى ينتهي إلى الرب تبارك وتعالى.

فهذا الأثر، فالأمر جدٌّ غير هزل، إذ كان يشفي على جنة أو نار؛ ليس بينهما هناك منزل ؛ وليعلم أحدكم أنه مسؤول عن دينه، وعن أخذه حِلَّه وحرامه . اهـ .

قلت: ولو لم يكن في فضل الإسناد إلا انتظام الراوي في سلسلة مع اسم المصطفى إلا الله لكفى بذلك شرفاً وفضلاً ونبلاً. 

* وما أجمل ما قاله أبو حاتم بن حبان البستي كما في المجروحين (۲۷/۱): فرسان هذا العلم الذين حفظوا على المسلمين الدين، وهدوهم إلى الصراط المستقيم، الذين آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الديار والأوطان في طلب السنن في الأمصار وجمعها بالوجل والإسفار، والدوران في جميع الأقطار، حتى أن أحدهم ليرحل في الحديث الواحد الفراسخ البعيدة؛ وفي الكلمة الواحدة: الأيام الكثيرة. لئلا يدخل مُضلٌ في السنن شيئاً يُضل به، وإن فعل فهم الذابون عن رسول الله ﷺ ذلك الكذب، والقائمون بنصرة الدين.

وقال أيضاً (۸۹/۱): على قول النبي ﷺ: (لا تزال طائفة . ..) الحديث. ومن أحق بهذا التأويل من قوم فارقوا الأهل والأوطان، وقنعوا بالكسر والأطمار، في طلب السنن والآثار، وطلب الحديث والأخبار، يجولون في البراري والقفار، ولا يبالون بالبؤس والإقتار، المتبعون لآثار السلف من الماضين والسالكون، ثبج محجة الصالحين، ورد الكذب عن رسول رب العالمين؛ وذب الزور عنه حتى وضح للمسلمين المنار، وتبين لهم الصحيح من بين الموضوع والزور من الآثار، وأرجو أن لا يكون من هذه الأمة في الجنة أقرب إلى النبي ﷺ من هذه الطائفة؛ لأن النبي ﷺ قال: «أولى الناس بي يوم القيامة، أكثرهم علي صلاة».

وليس في هذه الأمة طائفةٌ أكثر صلاةً على رسول الله ﷺ من هذه الطائفة؛ فهم على وجوههم في هذه الدنيا يهيمون، وبتعلم السنن فيها ينعمون، وعلى حسن الاستقامة يدورون، ولأهل الزيغ والآراء يقمعون، وعلى السداد في السنة يموتون، وعلى الخيرات في العقبى يقدمون، أولئك حزب الله، ألا إن حزب المفلحون» اهـ .

ولبيان فضل هذه الطائفة - أهل الحديث - وما لهم دون غيرهم، ينظر: شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي (ت ٤٦٣هـ). فقد ذكر لهم أكثر من (أربعين) وصفاً انفردوا به. وكلام القاضي عياض في الإلماع (ص ١٧-٤٤) في شرف علم الحديث وأهله.

فلله در لهم: عصابة انتظم اسمهم مع اسم أفضل الخلق، وزيادة شرف أن إمامهم في الدار الآخرة محمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسِ بِاسمِهِم …} الآية. فأهل الحديث - العاملين - إمامهم محمد ﷺ، وكفى بذلك شرفاً . قال الإمام أحمد حنبل - رضي بن الله عنه - :

دين النبي محمد أخبار .. نعم المطية للفتي الآثار

لا تخدعن عن الحديث وأهله .. فالرأي ليل والـحـديـث نـهـار 

 فلربما سلك الفتى سبل الهدى .. والشمس طالعة لها أنوار

 * وقال الإمام عبد الله بن المبارك - رضي الله عنه -:

ما لذتي إلا رواية مُسْنَد .. قد قيدت بفصاحة الألفاظ  

ومجالس فيها علي سكينة .. ومذاكرات معاشر الحفاظ 

نالوا الفضيلة والكرامة والنهى .. من ربهم برعاية وحفاظ 

لاظوا برب العرش لما أيقنوا .. أن الجنان لعصبة لواظ 

فضل علو الإسناد والقرب من النبي ﷺ

روَُينا عن الإمام أبي عمرو ابن الصلاح كما في (المقدمة في علوم الحديث) أنه قال: طلب العلو في الإسناد سنة، ولذلك استحبت الرحلة فيه. قال الإمام أحمد طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف.

وقيل ليحيى بن معين في مرضه الذي مات فيه: ما تشتهي؟ قال: بيت خالي وإسناد عالي.

قلت: العلو يبعد الإسناد من الخلل لأن كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهواً أو عمداً، ففي قلتهم قلة جهات الخلل، وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل، وهذا جلي واضح.

ثم إن العلو المطلوب في رواية الحديث على أقسام خمسة:

* أولها: القرب من رسول الله ﷺ بإسناد نظيف غير ضعيف وذلك من أجل أنواع العلو.

قال الإمام محمد بن أسلم الطوسي الزاهد قرب الإسناد قرب إلى الله عز وجل.

وهذا كما قال لأن قرب الإسناد قرب إلى رسول الله ﷺ، والقرب إليه قرب إلى الله عز وجل.

* الثاني: القرب من إمام من أئمة الحديث، وإن كثر العدد إلى رسول الله ﷺ.

* الثالث: العلو بالنسبة إلى رواية الصحيحين أو أحدهما، أو غيرهما من الكتب المعروفة المعتمدة، وذلك مما اشتهر آخراً من: الموافقات والإبدال والمساواة، والمصافحة.

* الرابع: العلو المستفاد من تقدم وفاة الراوي.

* الخامس: العلو المستفاد من تقدم السماع، فهذه أنواع العلو على الاستقصاء» اهـ 

أهمية كتب المشيخات والأثبات

قبل أن أبدأ بذكر أهمية كتب المشيخات والأثبات أحب أن ألقي الضوء على بعض المصطلحات المهمة؛ كي يكون القارىء على علم بها:

فقد أخبرنا شيخنا العلامة حسين بن أحمد عسيران الشريف، عن الشريف السيد محمد بن العربي العزوزي المغربي الحسني أمين الفتيا بالديار اللبنانية سابقاً، عن عبد الحي الكتاني صاحب فهرس الفهارس:

(ح) وعن شيخنا العلامة مسند المدينة النبوية حماد الأنصاري رحمه الله - عن الشريف محمد بن جعفر الكتاني عن عبد الحي الكتاني -صاحب فهرس الفهارس.

(ح) وعن شيخنا العلامة المعمر مالك بن عمر بن حمدان المحرسي، عن أبيه عمر بن حمدان المحرسي محدث الحرمين، عن عبد الحي الكتاني صاحب الكتاب المذكور. 

(ح) وأرويه عن شيخنا العلامة المحدث المفسر الفقيه الأصولي شيخنا أبو يونس عبد الرحمن بن الطالب بن الحبيب شطو نزيل المدينة النبوية (قراءة وإجازة) عن المسند محمد ياسين الفاداني وغيره، عن عبد الحي الكتاني صاحب فهرس الفهارس.

(ح) وأرويه عالياً كما أخبرنا شيخنا العلامة مفتي اليمن أحمد بن محمد زبارة، عن والده عن المؤلف رحمه الله تعالى.

ولنا شيوخ غير ما ذكر ـ لله الحمد والمنة

قال المحقق وبعد سياق أسانيدنا إلى الإمام عبد الحي الكتاني -رحمه الله - فقد قال في كتابه المذكور (٦٧/١): اعلم أنه بعد التتبع والتروي، ظهر أن الأوائل كانوا يطلقون لفظ المشيخة على الجزء الذي يجمع فيه المحدث أسماء شيوخه ومروياته عنهم، ثم صاروا يطلقون عليه بعد ذلك «المعجم لما صاروا يفردون أسماء الشيوخ ويرتبونهم على حروف المعجم، فكثر استعمال وإطلاق المعاجم مع المشيخات. وأهل الأندلس يستعملون ويطلقون البرنامج»؛ أما في القرون الأخيرة: فأهل المشرق يقولون إلى الآن: «الثَبَتْ»، وأهل المغرب إلى الآن يسمونه: «الفهرسة».

فالمشيخة» كما في "حاشية الأمم " و"تاج العروس" بفتح الميم وكسرها وسكون الشين وفتح التحتية وضمها، قال في «التاج»: وقد ذكر الروايتين اللحياني في «النوادر جمع شيخ، وهو لغة: من استبانت فيه السن وظهر فيه الشيب؛ وهذا قول الجماهير، دون تحديد بسن معينة، أو هو من خمسين، أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره. حكاهما صاحب «القاموس» وشراح «الفصيح». ويطلق الشيخ مجازاً على المعلم والأستاذ لكبره وعظمته؛ وجمعه أيضاً: شيوخ (بضم المعجمة وكسرها مع ضم التحتية في كل حال) وكذا أشياخ .

ثم استعملت المشيخة وأطلقوها على الكراريس، التي يجمع فيها الإنسان شيوخه

* «الثبت»:

فأول من رأيته تكلم عليه السخاوي في شرحه على الألفية قال: والثبت (بسكون الموحدة الثابت القلب واللسان والكتاب والحجة. وأما (بالفتح): فما يثبت فيه المحدث مسموع أسماء المشاركين له مع فيه، لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره.

«الفهرس»:

قال أبو عبد الله الرهوني هو الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده وما يتعلق بذلك.

وفي «القاموس»: الفهرس بالكسر، الكتاب الذي يُجمع فيه الكتب، معرب فهرسة وقد فهرس كتابه.

قال الزركشي في تعليقه على ابن الصلاح، يقولون: فهرسة (بفتح السين وجعل التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليها بالهاء، والصواب كما قال ابن مكي في تثقيف اللسان: فهرست (بإسكان السين) والتاء فيه أصلية ومعناها في اللغة: جملة العدد للكتب، لفظة فارسية .

واستعمل الناس فيها : فهرس الكتب يفهرسها فهرسة، مثل: دحرج، إنما الفهرسة: اسم جملة العدد والفهرسة المصدر كالفذلكة، يقال: فذلكت الكتاب: إذا وقفت على جملته،: وقد ذكر القاضي عياض في الغنية (ص ۲۲۸) (۳۳) فهرساً من فهارس الشيوخ التي يرويها بإسناده .

«البرنامج»:

فهو كما في القاموس وشرحه بفتح الموحدة والميم، صرح به عياض في المشارق، وقيل: بكسر الميم، وقيل: بكسرهما؛ يستعمله كثيراً أهل الأندلس بمعنى الفهرسة وبه سمى الحافظ ابن مرزوق فهرسته. اهـ مختصراً 

فوائد كتب المشيخات والأثبات

لا يشك طالب علم في أهميتها بل هي كما قيل: أنساب الكتب، وتتمثل أهميتها فيما يلي:

۱ - تعد وثائق هامة جداً، في توثيق أسماء الكتب، ونسبتها لمؤلفيها، ووجودها أو عدمه في تلك الحقبة التي كتبت فيها، ومدى اهتمام الناس بها.

٢ - مصادر لتراجم الشيوخ، والتعرف على سيرهم ومسموعاتهم، وخاصة صاحب المشيخة نفسه.

٣ - وثيقة باتصال أسانيد صاحب المشيخة بكتب معينة.

٤- وثيقة بسماع بعض الشيوخ من شيوخ أعلى منهم في الطبقة، أو معاصرتهم، أو القراءة عليهم، أو الاستجازة منهم.

٥-تبرز علماء كل عصر وأعيانه.

٦ - صورة حية للمجتمع في الحقبة التي كتبت فيها، وتأريخ صادق لوقائعها.

٧ - أما الأثبات فحفظ الكتب من النسيان والضياع. 

٨ - نشر العلوم والمعارف وترويجها بين الخاص والعام.

۹ - تعظيم علمائنا لكتب العلم وإعلاء شأنها ولذا رووها بأسانيدهم المتصلة إليها.

وفي ضوء ما تقدم، فلقد اعتنى العلماء عناية بالغة، من خلال أمور أربعة:

(۱) الاهتمام بالمشيخة وذكر الأحاديث التي رووها من طريق هؤلاء الشيوخ؛ كمعجم الشيوخ لأبي يعلى وأبي طاهر السلفي، وأبي عبدالله الرازي، والطبراني في الأوسط والصغير، وابن الأعرابي، وابن جميع الصيداوي، وأبي طاهر بن الصقير وابن الدقاق، وابن فهد المكي، والذهبي وابن حجر وغيرهم كثير جداً.

(۲) الاهتمام بذكر المرويات سواء مرتبة على الأبواب أو المسانيد، وهذا ظاهر جلي.

(۳) الإكثار من الشيوخ (تقميشاً ثم تفتيشاً)، وإليك بعضاً ممن أكثر عن المشايخ فبلغوا متين بل ألوفاً.

فلقد ذكر الإمام الذهبي - رحمه الله - في (السير ٣٤/١٧) ترجمته لأبي عبدالله محمد بن أبي يعقوب ابن مندة واسم مندة: إبراهيم بن بطة استندار بن جهار بن بخت المتوفى عام ( ٣٩٥هـ)، قال ابن مندة: الوليد بن سندة، رأيت ثلاثين ألف (۳۰۰۰۰) شيخ فعشرة آلاف (۱۰۰۰۰) ممن أروي عنهم وأقتدي بهم، وعشرة آلاف (۱۰۰۰۰) أروي عنهم ولا أقتدي بهم، وعشرة آلاف (۱۰۰۰۰) من نظرائي، وليس من الكل واحد إلا وأحفظ عنه عشرة أحاديث أقلها».

وقال ابن مندة أيضاً كتبت عن ألف وسبعمائة نفس المتصلة إليها.. 

قال الإمام الذهبي رحمه الله - بعد ذكر قوله الآنف: قوله إنه كتب عن ألف وسبعمائة شيخ (۱۷۰۰) وهو أصح شيء يقبله العقل وناهيك به كثرة وقل من يبلغ ما بلغه الطبراني، وشيوخه نحو من ألف (١٠٠٠) وكذا الحاكم وابن مردويه، فالله أعلم اهـ. 

وفي السير أيضاً (٥٥٦/٢٠) في ترجمة الحافظ ابن عساكر - رحمه الله: أنه كان له (۱۳۰۰) شيخ وعدد شيوخه الذين في معجمه (١٣٠٠) شيخ بالسماع و (٤٦) أنشدوه، و(۹۰) بالإجازة؛ وبضع وثمانون امرأة.

وفي تذكرة الحفاظ (٢٧٦/١): - أن عبدالله بن المبارك - رحمه الله يقول: حملت ـ العلم عن أربعة آلاف شيخ (٤٠٠٠). 

* وها هو علم الدين البرزالي اشتمل معجمه على ثلاثة آلاف (٣٠٠٠) شيخ. انظر ذيل التذكرة (ص ٢٠).

وأبو طاهر السلفي - أيضاً - بلغ تعداد شيوخه (٢٦٠٠) ذكر منهم في معجم السفر ألفين (۲۰۰۰) و (٦۰۰) في معجم أصبهان، سوى من ذكرهم في مشيخة البغاددة.

وها هو أبو عبدالله الحاكم - رحمه الله ـ صاحب المستدرك من لحق الأسانيد العالية بخراسان والعراق، وما وراء النهر، وسمع من نحو ألفي (۲۰۰۰) شيخ، ينقصون أو يزيدون فإنه سمع بنيسابور وحدها ألف (۱۰۰۰) نفس .

وغيرها:

قال الذهبي في السير (١٦٣/١٧): وها هو الإمام الذهبي - رحمه الله - في المعجم الشيوخ له ترجم لـ (١٠٤٠) شيخ له .

والحافظ ابن حجر - رحمه الله - في المعجم المؤسس له ترجم لـ (۷۳۰) من شيوخه وما قرأه عليهم وما أجازوه به. 

وغيرهم كثير كثير جداً.

فدل ذلك على اعتناء السلف وحرصهم على تكثير الشيوخ والذي به تتسع المدارك والفهوم ويزداد طالب العلم معرفة وعلماً في جميع الفنون. بهمة الأئمة في التحصيل على الشيوخ.

فكيف الحال بنا في هذا الزمان والذي تيسر فيه من وسائل الاتصال بالبلدان الأخرى، ما لم يتيسر لسلفنا الصالح. هذه هي ! فواغوثاه وارحماه على موت هممنا وتقاعسنا وإيثارنا للدعة والراحة .

وهكذا فلتكن العزائم والهمم !!! .

(٤) الرحلة في طلب الحديث، وقطع الفيافي والقفار، وإيثار لقاء الشيوخ والعلو والسماع على الدعة والراحة؛ لصلاح نياتهم، وإخلاصهم فذهبوا وبقي ذكرهم في العالمين. ولو تقصينا رحلاتهم لطال المقام بنا لكن عليك بما كتبه:

تركوا الزوجات والأولاد والأوطان لطلب العلم وتحصيله فأبقى الله ذكرهم خالداً، نُقشت أسمائهم وأقوالهم في الصدور والسطور:

١ - الخطيب البغدادي - رحمه الله : «الرحلة في طلب الحديث».

٢ - كتب التراجم،كالسير والتذكرة كلاهما للذهبي. 

٣ - ما كتبه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله - في صفحات من صبر العلماء حول هذا الموضوع، - وهو نفيس للغاية.

أسانيد المحقق إلي الشوكاني - رحمه الله -

أشرف برواية هذا الكتاب المبارك عن مشايخ جلة عدة منهم:

* فقد أخبرنا العلامة مفتي اليمن المعمر أحمد بن محمد زبارة عن علي بن أحمد السُّدُمِي، عن محمد بن محمد العمراني، ومحمد بن إسماعيل الكبسي الصنعانيان، كلاهما عن المصنف.

وهذا إسناد عال مسلسل بالصنعانيين .

(ح) وأخبرنا العلامة المعمر محمد بن أحمد الشاطري، عن محمد بن سالم السري، عن محمد بن ناصر الحازمي عن المصنف.

وهذا إسناد عالٍ مسلسل بالمحمدين وبآل البيت.

(ح) وأخبرنا شيخنا الدكتور يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي، عن المعمر عبد الرحمن بن أحمد الكاف، عن علي بن علي الحبشي، عن الشريف محمد بن ناصر الحازمي عن المصنف.

وهذا - أيضاً - مسلسل بالآل.

(ح) وأخبرنا السيد الشريف أحمد، عن والده العلامة بكر بن أحمد الحبشي العلوي رحمه الله، عن السيد حسين بن محمد الحبشي، والسيد محمد بن سالم السري، عن الشريف محمد بن ناصر الحازمي عن المصنف.

وهذا إسناد مسلسل بالسادة آل البيت.

ويرويه العلامة بكر بن أحمد الحبشي، عن محمد بن سالم السري، عن أحمد محمد المعافى الضحوي عن العلامة الحسن بن أحمد عاكش الضمدي، عن المصنف.

ويرويه أيضاً بن محمد المعافى والسيد حسين الحبشي ومحمد بن سالم السري وغيرهم عن الشيخ عيدروس عن -عن السيد العلامة أحمد -بن عبد الله بن العلامة عبد الله بن حسين بالفقيه عن المصنف.

- ويرويه - أيضاً . - عن السيد طاهر بن عمر الحداد، عن الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان عن المصنف.

ويرويه - أيضاً - الشيخ المسند الحسين بن علي العمري، عن السيد إسماعيل بن محسن الحسني، والسيد محمد بن إسماعيل الكبسي الحسني، عن المصنف وغيرهم.

وأنت كما ترى هذا الأسانيد مسلسلة بالسادة اليمنية من آل البيت -رحمهم الله.

هذا وإني أشرف - بحمد الله - برواية الثبت (الدليل المشير) للسيد بكر بن أحمد الحبشي العلوي - رحمه الله - أرويه عن ابن المصنف الشيخ أحمد - حفظه الله.

* (ح) وأخبرنا الشيخ مالك عن والده محدث الحرمين عمر بن حمدان المحرسي، عن القاضي المعمر الحسين بن علي العمري، عن السيد إسماعيل بن محسن بن عبد الكريم، والسيد محمد بن إسماعيل الكبسي عن المصنف.

هذا وإني بحمد الله ومنته أشرف برواية (إتحاف الإخوان برواية ثبت عمر حمدان) وغيرها من أثباته وما تصح له روايته:

عن ابنه الشيخ المعمر مالك ونازلاً بدرجتين عن العلامة عبد الرحمن بن الطالب شطو والدكتور يوسف المرعشلي عن الفاداني عن الشيخ عمر.

(ح) وأخبرنا شيخنا العلامة المفسر المحدث الفقيه الأصولي سيبويه هذا الزمان ممن جمع القراءات العشر في صدره وزاده ذلك تواضعاً إلى غاية، وزهداً وتقى وورعاً - أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً - شيخنا عبد الرحمن بن الطالب نزيل المدينة المنورة (قراءة وإجازة)، عن العلامة محمد بن عبد القادر تقي الدين الهلالي، عن العلامة محمد بن عبد الرحمن المباركفوري - صاحب تحفة الأحوذي - عن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري عن الشريف محمد بن ناصر الحازمي عن المصنف.

ولشيخنا المذكور - أسانيد عدة ..

- (ح) وأخبرنا العلامة حماد بن محمد الأنصاري -رحمه الله -نزيل المدينة المنورة، عن أبي محمد عبد الحق الهاشمي الهندي، عن أحمد بن عبدالله البغدادي، عن عبدالرحمن بن عباس بن عبدالرحمن الشهرزوري، عن المصنف.

-(ح) وأخبرنا العلامة المعمر الشريف حسين بن أحمد عسيران، عن الشريف محمد بن العربي العزوزي الحسني أمين الفتيا بالديار اللبنانية، عن المسند العلامة عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني من طرق ثمانية، عن الإمام الشوكاني - رحمه الله - ويرويه عالياً من طريقين ونازلاً بدرجة.

فانظرها غير مأمور في فهرس الفهارس (٢/ ١٠٨٦).

وبهذه الأسانيد وغيرها أروي هذا الثبت وسائر مصنفات الإمام -رحمه الله.

التعريف بالمصنف

 (۱) اسمه ونسبه ومولده :

هو الإمام العلامة المفسر المحدث الفقيه الأصولي، محمد بن علي بن محمد الشوكاني و(الشوكاني نسبة إلى شوكان -إحدى قرى السحامية التابعة لقبيلة خولان -ولا زالت قبيلة خولان بمشيختها وعاداتها إلى هذه الساعة.

وقال في البدر (٤٨١/١) حينما ترجم لوالده: ونسبة هذه الترجمة إلى شوكان ليست حقيقية لأن وطنه ووطن سلفه وقرابته، هو مكان غربي شوكان بينه وبينها جبل كبير مستطيل، يقال له (هجرة) شوكان فمن هذه الحيثية كان انتساب أهله إلى شوكان.

* ولد حسبما وجد بخط والده: (وسط نهار يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ( ١١٧٣هـ) بهجرة شوكان).

وعليه: فقد أخطأ صاحب (أبجد العلوم حينما جعل مولده ( ۱۱۷۷هـ ) وكذا صاحب (المنجد) في الأدب والعلوم حينما جعل مولده ( ١٧٥٨هـ) !

ولعله يقصد ( ١١٥٨هـ)، وكذا أحمد أمين في زعماء الإصلاح) حيث جعل ولادته (١١٧٢هـ).

شيوخه: منهم:

١ - أحمد بن عامر الحدائي (١١٢٧ - ۱۱۹۷هـ). 

٢ - إسماعيل بن الحسن المهدي (۱۱۲۰ - ١٢٠٦هـ). -

٣- عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر الكوكباني (١١٣٥ - ١٢٠٧هـ). وهو أبرز مشايخه على الإطلاق.

٤- عبد الرحمن بن الحسن الأكوع (۱۱۳۷ -  ١٢٠٦هـ).

٥- علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد (١١٤٠ ١٢٠٧هـ).

 - ٦ - الحسن بن إسماعيل المغربي (١١٤١ - ١٢٠٨هـ). وليس هو مغربي الأصل، بل نسبة إلى مغارب صنعاء، حفيد شارح (بلوغ المرام) .

هؤلاء وغيرهم قد ذكرت في النفس اليماني ما قرأه عليهم من كتب وما استفاده من علم.

واعلم - أنه مع سعة علم هذا الإمام ـ إلا أنه ما تجاوز شيوخه (۱۸) شيخاً !! فالعلم ليس بكثرة الشيوخ والرحلة، بل بالجد والاجتهاد والتحصيل.

تلاميذه:

أورد الدكتور الغماري في (الشوكاني مفسراً) (٣٣) تلميذاً. (ص ٧٤) وإبراهيم هلال في مقدمة قطر الولي (ص ٤٣) (١٣) تلميذاً.

بينما الدكتور الشرجي في (الشوكاني حياته وفكره (ص ۲۳۸) أورد (۹۲) تلميذاً، وهذا العدد قابل للزيادة ، ومن طالع البدر الطالع ) علم ذلك، فمنهم: 

١ - أحمد بن عبدالله العمري الضمدي (۱۱۷۰ - ١٢١٢هـ).

۲ - أحمد بن علي بن محسن بن المتوكل على الله (١١٥٠ - ١٢٢٢هـ).

٣- أحمد بن محمد بن علي الشوكاني (۱۲۲۹ -١٢٨١هـ). 

٤ - أحمد بن علي بن محسن الطشي (١١٩٠ - ١٢٧٩هـ). 

٥ - إبراهيم بن أحمد الرباعي (۱۱۹۹ .. ).

٦ - أحمد بن زيد الكبسي (۱۲۰۹ - ١٢٧١ هـ).

مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة 

أولاً: مؤلفاته المطبوعة:

أحصيت مؤلفاته المطبوعة، وبينت مكان وتاريخ طبعها (في النفس اليماني) فبلغت (۷۱) مصنفاً، فمنها:

١ - إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر ( ١٣٢٨هـ) بحيدر آباد وهو الذي أقوم بتحقيقه.

٢ - إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي ( ١٤١٣هـ) دار المنار - السعودية.

٣ - إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق في علم الأصول ( ١٣٥٦هـ) الحلبي - مصر.

٤ - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (ط. ١٣٤٨) السعادة مصر.

الدرر البهية في المسائل الفقهية ( ١٤١٧هـ) دار العاصمة . الرياض.

٦ - أدب الطلب ومنتهى الأرب ( ١٤١٥هـ) ابن تيمية - مصر .

٧ - تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين ( ١٣٨٦هـ ) الحلبي -مصر

٨- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ( ١٣٨٠هـ) أنصار السنة - مصر .

٩- الأجوبة الشوكانية عن الأسئلة الحفظية ( ١٤١٥هـ) دار الأخلاء -السعودية.

۱۰ - رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة ( ١٣٤٣هـ) المنيرية - مصر .

۱۱ - در السحابة في مناقب القرابة والصحابة ( ١٤٠٤هـ) دار الفكر -دمشق .

 ١٢ - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ( ١٣٤٧هـ) الحلبية- مصر.

١٣ - فتح القدير ( ۱۳۸۳هـ) المطبعة الحلبية - مصر، وغيرها.

* أما المخطوط:

فقد وقفت على (١٦٥) مخطوطاً وبينت مكان وجوده، فانظره فيما سبق من ثنايا ترجمة هذا الإمام مما ذكرته في (النفس)

* أن أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - مر بأطوار ثلاثة: 

۱ - الاعتزال وقد أثر عليه زوج أمه الجبائي فمكث أربعين سنة.

٢-الانتقال عن مذهب الاعتزال وبقي عليه مدة، وبعد البحث: ما وجدت مدة زمنية محددة لذلك. فسلك في هذا الطور الثاني مذهب ابن كلاب إلى ما شاء الله تعالى. 

٣- الانتقال إلى مذهب أهل السنة والجماعة وعليه استقر، وعليه مات ثم ذكرت ما يؤيد هذه الأطوار تفصيلاً. وقد ذكرت سبب رجوعه عن ذلك.

فالأشاعرة - في الحقيقة - ليسوا على مذهب أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - فقد رجع عن مذهب المعتزلة والكلابية، إلى مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وتوحيد العبادة، وبقي أتباعه على مذهب ابن كُلاب فهم في الحقيقة (كلابية) وهذا هو الحق. فنسبتهم إليه وخصوصاً بعد الطور الثالث نسبة خاطئة، بل ظالمة . - والله المستعان.

* اتهام الإمام الشوكاني بالزيدية:

اتهم - بعض من لا تحقيق عنده وممن يلقي الكلام جزافاً، بأن الشوكاني زيدي المذهب والأصول !!! بحجج باطلة أوهى من بيت العنكبوت، وبينت أن الشوكاني (سلفي المعتقد) وأن أصول الزيدية هي أصول المعتزلة (الخمسة) وحاشا إمامنا الشوكاني أن يعتقد ذلك.

ثم أوردت - الشبه - والتي تعلق بها من تعلق ورددت عليها بالتفصيل المؤيد بالدليل، وذكرت كتباً في الرد على الزيدية، من تأليفه؛ وذكرت من درر كلامه في الرد عليهم وأن هذه الفرية باطلة وغير صحيحة على الإطلاق .

١ - أن صديق خان رحمه الله - ليس من تلاميذ الشوكاني، بل تتلمذ على كتبه، وسعى لنشرها في بلاد الهند إذ قد ولد المذكور (١٢٤٨هـ) بينما الشوكاني - رحمه الله - (ت ١٢٥٠هـ). وما وجدت أن الشوكاني أجاز لأهل عصره، وصديق ـ رحمه الله -

ومما ذكرته في ترجمته:

ما خرج من الهند إلا عام (١٢٨٥هـ) لأداء الحج أي بعد وفاة الشوكاني بـ (٣٥) سنة.

وسبب الوهم: أن صديق دائماً يقول: وقال شيخنا .... إلخ .

ومن نوادر العلم: أن صديق - رحمه الله - ليس له إلا خمسة شيوخ فقط، وهم: حسين الأنصاري وأخوه زين العابدين، ومحمد صدر الدين، ومحمد يعقوب بن محمد أفضل، وعبد الحق الهندي. ذكر ذلك تلميذه: أحمد بن عثمان العطار المكي، فهرس الفهارس (١٠٥٥/٢ رقم ٥٢٩).

وليس هذا ينقص من قدر هذا الإمام ومنزلته ومكانته، فالعبرة بالانتفاع والتحصيل، فها هي مؤلفات هذا الإمام تدل على علم جم وسعة اطلاع وإلمام تام بأدلة الكتاب والسنة؛ فكم من مكثر مقل وكم من مقل مكثر !!.

٢- انقطاع نسل هذا الإمام من جهة الذكورة ثم السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة:

أين نسل هؤلاء الذين ملؤوا الدنيا علماً وعملاً وجهاداً؟ أأهملهم التاريخ ؟ أم لم تذكرهم كتب التراجم ؟ أم كان لهم أبناء لكنهم في حيز المفقودين فلم يكونوا مثل آبائهم ... علماً ... وتقاً ... وجهاداً. فأهملوا وأصبحوا في هامش التاريخ لا قيمة لهم تذكر ؟ أم أفنتهم الحروب والأمراض ... وحكام دول قضوا على بقايا أسلافهم؟!! كل ذلك جائز ...سألت كثيراً وبحثت كثيراً وقرأت أكثر. فما رأيت ما يشفي العليل ولا يروي الغليل.

ثم بينت أن نسل هذا الإمام من جهة الإناث - بنت ابنه أحمد - ما زال نسلهم إلى هذا الوقت ومن نسلهم آل الأكوع القضاة منهم والعلماء فصاروا بهذا العلم خير خلف لخير سلف الله الأموات وحفظ - رحم الأحياء ..

وفاته:

توفي - رحمه الله تعالى - ليلة الأربعاء لثلاث بقين من شهر جمادى الآخرة سنة (١٢٥٠هـ) وصلي عليه بالجامع الكبير بصنعاء، ودفن بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء

مقدمة الكتاب

الحمد لله الذي حَمى حِمى هذه الشريعة الغراء بأئمة أمجاد قيدوا شواردها وجمعوا أوابدها بسلاسل الإسناد؛ فتمت الهداية باتصال الرواية، وكملت العناية ببلوغ الغاية من الدراية، وصارت الأسانيد المتصلة لمعاهد العلوم كالأسوار، ولمعالم المعارف كالسوار، يرويها الأكابر، عن الأكابر، ويحفظونها في صدورهم لا في سطور الدفاتر، والصلاة والسلام على خير الأنام وآله الكرام. وبعد:

فإن الله سبحانه لما منَّ عليَّ بلقاء مشائخ أعلام، أخذت عنهم بالسماع والإجازة لبعض مصنفات أهل الإسلام، ووجدت رواياتهم قد اتصلت بالمصنفين، وتسلسلت بعلماء الدين المحققين، رغبت إلى جمع ما أرويه عنهم من المصنفات في هذه الورقات، ورتبت المرويات على ترتيب حروف المعجم، تقريباً وتسهيلاً، وضبطاً للانتشار وتقليلاً؛ لينتفع بذلك من رام الانتفاع به، لا سيما تلامذتي الذين أخذوا عني بعض هذه المصنفات.

وقد جمعت في هذا المختصر كل ما ثبت لي روايته بإسناد متصل بمصنفه، سواء كان من كتب الأئمة أهل البيت -رضي الله عنهم -أو من كتب غيرهم من سائر الطوائف الإسلامية - رحمهم الله -في جميع فنون العلم، وقد اقتصرت في الغالب على ذكر إسناد واحد، وأحلتُ في أسانيد البعض على البعض، طلباً للاختصار، ولو رمت استقصاء ما ثبت لي من الطرق لطال الكلام، وسأذكر في أسانيد الصحيحين من حرف (الصاد) إن شاء الله تعالى غالب ما ثبت لي من الطرق فيها عن مشايخي، ليعلم الواقف على هذا المختصر صحة ما ذكرته من تعدد الطرق في كل كتاب لولا مراعاة الاختصار.

وسأذكر في حرف( الميم) إن شاء الله تعالى إسناد مؤلفات جماعة من العلماء على العموم ليكون ذلك أكثر نفعاً وأتم فائدة.

وسميت هذا المختصر: (إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر)، والله ينفع بذلك ويجعله من القرب المقبولة.

__________________________________

الفهرس

مقدمة عن أهمية الإسناد وبيان منزلته  وأنه من خصائص هذه الأمة وأقوال العلماء في ذلك ٩

فضل علو الإسناد ١٨

أهمية كتب المشيخات والأثبات والتعريف بها ١٩

فوائد كتب المشيخات والأثبات وذكر حرص السلف على أربعة أمور قف عليها ۲۲

وصف النسخ الخطية لهذا الثبت  ٢٦

منهج التحقيق ۲۹ 

أسانيد المحقق للإمام الشوكاني ٣٠

ثناء وشكر  ٣٣

نماذج من النسخ الخطية ٣٥

التعريف بالشوكاني ٤٥ 

اسمه ونسبه ومولده ٤٥ 

شيوخه ٤٦ 

تلاميذه ٤٦ 

مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة  ٤٨

فوائد من ترجمة هذا الإمام من النفس اليماني في سيرة الإمام الشوكاني للمحقق ٥٠

وفاته ٥٢

النص المحقق ٥٣

(حرف الهمزة) ٥٧

(حرف الباء) ۸۹

(حرف التاء المثناة من فوق) ۹۹

(حرف الثاء المثلثة) ۱۱۳

(حرف الجيم) ١١٥

(حرف الحاء المهملة) ۱۲۱

(حرف الخاء المعجمة) ۱۲۷

(حرف الدال المهملة) ۱۲۸

حرف الذال المعجمة) ۱۳۱

(حرف الراء المهملة) ۱۳۳

(حرف الزاي المعجمة) ١٣٦

(حرف السين المهملة) ۱۳۸

(حرف الشين المعجمة) ١٤٦

(حرف الصاد المهملة) ١٦٠

(حرف الضاد المعجمة) ١٧٤

(حرف الطاء المهملة) ١٧٦

(حرف الظاء المعجمة) ۱۷۸

(حرف العين المهملة) ۱۷۹

(حرف الغين المعجمة) ١٨٤

(حرف الفاء) ١٨٦

(حرف القاف) ۱۹۰

(حرف الكاف) ۱۹۸

(حرف اللام) ۲۰۲

(حرف الميم) ٢٠٤

(المؤلفات) ٢٢٨

(حرف النون) ٢٤٧

(حرف الهاء) ٢٥٢

(حرف الواو) ٢٥٤

(حرف الياء) ٢٥٦

فهرس أسماء الكتب حسب ترتيب المصنف ٢٥٩

فهرس الأعلام المترجم لهم ٢٧٧

الفهرس ٢٨١

__________________________________

فهرس الأعلام المترجم لهم

عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ٥٨ 

يحيى بن شرف الدين بن شمس الدين ٥٨ 

يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ٥٩

محمد بن محمد بن أحمد الغزالي ٦٠

 محمد بن العلاء البابلي المصري ٦٤

عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة ٦٤

عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار الإيجي ٦٥

أحمد بن عزيو الخولاني ٦٦

عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جماعة ٦٧

القاسم بن محمد بن علي الرسي ٧٠

علي بن الحسين بن عز الدين الشامي ٧١

 إسماعيل بن أبي بكر بن عبدالله المقري ٧١

أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسني ٧٢

حميد بن عبد الواحد المحلي الهمداني الشهيد  ٧٣

علي بن أحمد بن محمد النيسابوري الواحدي ٧٤

علي بن الحسين بن علي الأزجي ٧٥

علاء الدين بن قليج الحنفي (مغلطاي) ٧٥

 أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر ٧٦

محمد بن موسى الحازمي الهمذاني ٧٦

أحمد بن الحسين بن هارون بن محمد الآملي ٧٨

سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي الحميري ٧٩

يحيى بن عبد المعطي الزواوي المغربي ٨٠

إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي المعروف بابن السمان ٨٣

إبراهيم بن حسن الكوراني ٨٤

الحسن بن بدر الدين الحسني ٨٧

محمد بن إبراهيم الوزير ٨٧

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري ٨٨

أبو بكر بن علي بن حجة الحموي الأزراري ٩١

عمر بن علي بن أحمد ابن الملقن ٩١

الحسين بن محمد بن سعيد اللاعي ٩٢

محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري ٩٣

إبراهيم بن محمد الوزير ٩٤

أحمد بن يحيى ابن المظفر ٩٤

ابن سيد الناس اليعمري ٩٤

عمر بن المظفر ابن الوردي ٩٦

يحيى بن أبي بكر العامري ٩٧

يحيى أحمد بن علي بن مظفر ٩٧

عطية بن محمد بن أحمد النجراني ٩٨

محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد السيواسي (ابن الهمام) ١٠٠

الحسن بن محمد بن الحسن الآنسي ١٠٠

محمد بن الحسن بن محمد الموصلي النقاش ١٠٣

عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ١٠٦

الحسن بن محمد بن كرامة الجشمي ١٠٧

أحمد بن يحيى بن أحمد بن حابس ١٠٨

عمر بن عبد الرحمن بن عمر العجلي القزويني ١٠٩

أحمد بن إدريس الصنهاجي ١١٠

 الحسن بن محمد بن الحسن الرصاص  ١١٣

يوسف بن أحمد بن عثمان اليماني  ١١٤

محمد بن عبدالله بن المثنى الأنصاري ١١٦

عبدالله بن إبراهيم بن ماسي البزاز ١١٦

العلاء بن موسى بن عطية البغدادي  ١١٧

عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النهاوندي الزجاجي  ١١٩

أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص ١٢٠

يوسف بن محمد الأكوع ١٢٣

صالح بن المهدي المقبلي ١٢٤

الحسن بن يحيى بن سيلان السفياني ١٢٦

علي بن الحسن بن الحسين الخلعي  ١٢٧

عبد الله بن الحسن الدواري ١٢٩

عبدالله بن محمد بن الوليد البغدادي ١٣١

عمر بن علي بن سالم اللخمي ١٤٨

أحمد بن باب شاذ الجوهري ١٥٠

علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي ١٥١

الحسين بن علي بن حجاج السغناقي ١٥١

عبدالله بن أبي القاسم بن مفتاح ١٥٣

 محمد بن يحيى بن محمد بن بهران ١٥٣

أحمد محمد بن صلاح الشرفي ١٥٥

 أحمد بن يحيى حابس الصعدي ١٥٥

 أحمد بن محمد بن لقمان ١٥٦

علي بن أحمد بن محمد الأنف القرشي  ١٥٨

سلیمان بن ناصر السحامي ١٥٩

الحسن بن أحمد بن الجلال ١٧٤

محمد بن المطهر بن يحيى بن المرتضى الهاشمي ١٧٩

عمر بن محمد بن عبد الله القرشي السهروردي ١٨١

سليم بن أيوب الرازي ١٨٢

محمد بن يحيى بن أحمد بن حنش  ١٨٥

الحسن بن محمد بن الحسن الرصاص  ١٨٦

عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني الزبيدي ١٩٦

علي بن الحسين بن يحيى الرسي ١٩٧

عبد الله أحمد بن محمود النسفي ٢٠٠

 أحمد بن يحيى بن مظفر ٢٠١

إبراهيم بن علي الشيرازي الفيروزآبادي  ٢٠٣

أحمد بن علي بن تغلب ابن الساعاتي ٢٠٦

خليل بن إسحاق بن موسى الجندي ٢٠٨

محمد بن محمد بن محمد بن عرفة  ٢٠٨

محمد بن سعيد بن محمد اليماني ٢١١

هبة الله بن سلامة البغدادي ٢٤٧

عیسى بن إبراهيم الربعي ٢٤٨

علي بن الحسين العلوي الحسيني ٢٤٩

______________________________________

فهرس أسماء الكتب حسب ترتيب المصنف

تنبيه: ما كان أمامه نجمة هكذا (*) فهو معرف به، سواء كان مخطوطاً أو مطبوعاً

حرف الألف

الإبانة/ للشيخ أبي جعفر الهوسمي على مذهب الناصر ٥٧

الإتقان للسيوطي * ٥٨

الأثمار للإمام شرف الدين * ٥٨

الأحكام للإمام الهادي يحيى بن الحسين * ٥٨

الإحياء للإمام الغزالي * ٥٩

الاختيارات للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة * ٦٠

آداب البحث/ الكرماني *  ٦٤

الأدب المفرد للبخاري * ٦٥

الأذكار للنووي ٦٥

الأذكار لأحمد بن عزيو ٦٦

الأربعون التساعية القاضي القضاة عبد العزيز بن محمد بن جماعة * ٦٧

الأربعون العشارية للزين العراقي * ٦٨

الأربعون في اصطناع المعروف/ للحافظ المنذري * ٦٨

الأربعون للنووي ٦٨

الأربعون المسماة بسلسلة الإبريز * ٦٩

الأربعون للإمام القاسم بن محمد * الإرشاد الإمام الحرمين الجويني ٧٠

الإرشاد للإمام عز الدين بن الحسن وسائر مؤلفاته ٧٠

الإرشاد للعنسي ٧١

الإرشاد للإمام القاسم بن محمد *  ٧١

الإرشاد لإمام الحرمين الجويني ٧١

الإرشاد للسيد علي بن الحسين الشامي * ٧١

الإرشاد للمقري * ٧١

الأزهار للإمام المهدي أحمد بن يحيى * ٧٢

الأزهار في مناقب الأئمة الأطهار لحميد الشهيد * ٧٣

الأساس للزمخشري ٧٣

الأساس للإمام القاسم بن محمد * ٧٣

الأسماء والصفات للبيهقي ٧٤

أسباب النزول للواحدي * ٧٤

الإشارة لمغلطاي * ٧٥

أصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان * ٧٦

الأطراف للمزي ٧٦

الاعتبار للحازمي * ٧٦

الاعتصام للإمام القاسم * ٧٧

أعلام الرواية للشريف علي بن ناصر * ٧٨

الإفادة للمؤيد بالله الهاروني * ٧٨

الإفادة في تاريخ الأئمة السادة للإمام أبي طالب * ٧٨

الاقتراح لابن دقيق العيد * ٧٩

الاكتفاء في مغازي الرسول الله وأصحابه الخلفاء للكلاعي * ٧٩

الإكليل للحسين بن مسلم التهامي ٧٩

الإكمال لأسماء الرجال لابن ماكولا ٨٠

ألفية ابن معطي له * ٨٠

ألفية ابن مالك له * ٨٠

ألفية العراقي له * ٨١

الإلمام لابن دقيق العيد * ٨١

الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض * ٨١

الأمالي للإمام أحمد بن الحسين ٨٢

الأمالي للإمام أحمد بن عيسى * ٨٢

الأمالي للمرشد بالله الحسين بن الحسين بن إسماعيل الشحري ٨٣

أمالي السمان هو إسماعيل بن علي السمان * ٨٣

الأمم للكردي * ٨٤

الإمام لابن دقيق العيد * ٨٤

الانتصار للإمام يحيى بن حمزة * ٨٥

الانتقادات للإمام المهدي أحمد بن يحيى ٨٦

أنوار التنزيل للبيضاوي ٨٦

أنوار اليقين للإمام الحسن بن بدر الدين * ٨٧

الأنوار للإمام المهدي * ۸۷

الإيثار لمحمد بن إبراهيم الوزير * ۸۷

الإيجاز للشيخ لطف الله الغياث * ٨٨

حرف الباء

البحر الزخار للإمام المهدي أحمد بن يحيى ۸۹

البحر لأبي حيان * ۸۹

بداية الهداية للغزالي * ٩٠

البديع لابن الساعاتي * ٩٠

بديعة ابن حجة وشرحها له * ٩١

البدر المنير لابن الملقن * ٩١

بدر التمام شرح بلوغ المرام للمغربي * ٩٢

البردة للبوصيري * ٩٣

البسامة للسيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير * ٩٤

البستان لمحمد أحمد بن مظفر * ٩٤

بشرى اللبيب بذكرى الحبيب لابن سيد الناس * ٩٤

البعث والنشور للبيهقي * ٩٥

من فوائد أبي حيان ٩٦

بلوغ المرام لابن حجر ٩٦

البلغة للمؤيد بالله الهاروني ٩٦

البهجة لابن الوردي * ٩٦

بهجة المحافل للعامري ۹۷

البيان لابن مظفر * ۹۷

البيان لابن معرّف * ۹۸

البيان في التفسير/ للنجراني * ۹۸

حرف التاء

التبيان في آداب حملة القرآن للنووي * ۹۹

التجريد للمؤيد بالله ۹۹

التحرير/ لأبي طالب * ۹۹

التحرير لابن الهمام * ۱۰۰

التدريب السراج الدين البلقيني ۱۰۰

التذكرة للقرطبي ۱۰۰

التذكرة للفقيه حسن النحوي ۱۰٠

الترغيب والترهيب للمنذري ۱۰۱

التسهيل لابن مالك * ۱۰۱

تفسير الثعالبي المسمى بالكشف والبيان في تفسير القرآن * ۱۰۱

تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل وأسرار التأويل * ١٠٢

تفسير الواحدي البسيط والوسيط والوجيز * ١٠٢

تفسير الزمخشري المسمى بالكشاف * ١٠٣

تفسير البيضاوي *  ۱۰٣

تفسير النقاش * ١٠٣

التفسير المسمى: عين المعاني ١٠٤

تفسير السجستاني المسمى : نزهة القلوب ١٠٤

تفسير الحداد ١٠٤

تفسير الغزنوي المسمى : الكشف والبيان ١٠٥

تفسير الواحدي المسمى: أسباب النزول * ١٠٥

تفسير السهيلي المسمى: التعريف والإعلام * ١٠٥

تفسير الرازي المسمى : مفاتيح الغيب * ١٠٦

تفسير ابن عطية * ١٠٦

تفسير أبي حيان * ۱۰۷

تفسير الجلالين * ۱۰۷

تفسير الحاكم المسمى: التهذيب * ۱۰۷

تفسير الإمام عبدالله بن حمزة * ۱۰۸

التقرير للإمام الأمير الحسين بن محمد ۱۰۸

تقييد المهمل وتمييز المشكل للغساني الجياني * ۱۰۸

التكميل لابن حابس * ۱۰۸

التلخيص لابن حجر ١٠٩

تلخيص المفتاح للقزويني * ١٠٩

التلويح للسعد * ١٠٩

التنبيه للشيرازي ١١٠

التنقيح للقرافي * ١١٠

التنقيح لابن الوزير * ١١٠

التنقيح والتوضيح لصدر الشريعة عبيد الله بن مسعود ١١١

التهذيب في السيرة للإمام عبد الملك بن هشام ١١١

تهذيب الحاكم ١١١

تهذيب السعد ١١١

تهذيب الكمال للمزي * ۱۱۲

تيسير الوصول إلى جامع الأصول/ للديبع ۱۱۲

تيسير المطالب للإمام أبي طالب ۱۱۲

حرف الثاء

الثبات إلى كافة البنين والبنات للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة * ۱۱۳

الثلاثون مسألة للرصاص * ۱۱۳

الثمرات للفقيه يوسف * ١١٤

حرف الجيم

الجامع الكافي لأبي عبدالله محمد بن علي العلوي ١١٥

جامع الأصول في أحاديث الرسول ﷺ لابن الأثير ١١٥

الجامع الكبير والجامع الصغير للسيوطي ١١٦

جزء الأنصاري * ١١٦

جزء ابن ماسي * ١١٦

جزء أبي الجهم * ۱۱۷

جزء الحسن بن عرفة * ۱۱۷

الآجرومية لابن أجروم في النحو ١١٨

جلاء الأبصار/ للحاكم الجشمي ١١٨

جمع الجوامع للسبكي * ١١٨

جمع الفوائد للجامي ١١٨

الجمع بين الصحيحين للحميدي * ۱۱۹

الجمل للزجاجي * ۱۱۹

الجوهرة للرصاص * ۱۱۹

حرف الحاء

حادي الأرواح لابن القيم * ۱۲۱

الحاوي للفتاوي للسيوطي ۱۲۱

الحاوي للقزويني * ۱۲۱

الحاوي للقونوي ١٢٢

حزب البحر/ للشيخ أبي الحسن الشاذلي ١٢٢

الحجة على تارك المحجة للمقدسي * ١٢٢

الحفيظ ليوسف الأكوع * ١٢٣

الحكم لابن عطاء الله ١٢٣

الحلية لأبي نعيم ١٢٣

حواشي السعد التفتازاني على الكشاف والمختصر وغيرهما ١٢٣

حواشي الشريف على الكشاف والمختصر والمطول وغيرها * ١٢٤

حواشي عصام على الجامي وغيرها ١٢٤

حواشي المقبلي على الكشاف والمختصر والبحر * ١٢٤

حواشي السيد محمد بن إسماعيل الأمير * ١٢٥

حواشي ابن الجلال على الكشاف والقلائد * ١٢٥

حاشية الشيخ محمد لطف الله بن محمد الغياث على شرح التلخيص ١٢٦

حاشية السيد على الكافية ١٢٦

حاشية سيلان على الغاية * ١٢٦

حرف الخاء

الخلاصة للرصاص ۱۲۷

الخلعيات لعلي بن الحسين بن محمد الخلعي * ۱۲۷

حرف الدال

دافع الأوهام للإمام المهدي * ۱۲۸

درر الفوائد للإمام المهدي * ۱۲۸

درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية ۱۲۹

الدرر في الفرائض للأمير علي بن الحسين ۱۲۹

دلائل النبوة للبيهقي ۱۲۹
الديباج النضير للدواري * ۱۲۹

ديوان الأدب للفارابي ۱۳۰

حرف الذال

ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى للطبري * ۱۳۱

ذخيرة الإيمان في ترتيب أمالي السمان للشيخ محيي الدين بن الوليد *  ۱۳۱

الذرية الطاهرة للدولابي ۱۳۲

الذكر لمحمد بن منصور المرادي الرسالة للإمام زيد بن علي ۱۳۲

الرسالة للقشيري * ۱۳۳

الروض الأنف للسهيلي ١٣٤

الروضة للنووي ١٣٤

رياض الصالحين للنووي ١٣٤

الرياض للحمدوني ١٣٥

حرف الزاي

زوائد الإبانة/ للهوسمي ١٣٦

الزيادات على مذهب المؤيد بالله له ١٣٦

زيادات المسند للإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل - رحمهم الله ۱۳۷

حرف السين

السراج الوهاج في حصر مسائل المنهاج للإمام محمد بن المطهر ۱۳۸ 

سفر السعادة لمجد الدين الفيروزآبادي * ۱۳۸ 

السفينة للحاكم الجشمي ۱۳۸

سلاح المؤمن لمحمد بن همام المصري ۱۳۹

سنن أبي داود ۱۳۹

سنن الترمذي ١٤١

سنن النسائي ١٤٢

سنن ابن ماجه ١٤٣

سنن الدارقطني ١٤٤

سنن البيهقي ١٤٥

سياسة المريدين للمؤيد بالله الهاروني ١٤٥

السيرة لابن إسحاق ١٤٥

سيرة ابن سيد الناس ١٤٥

حرف الشين

الشاطبية لأبي القاسم الشاطبي ١٤٦

الشافية لابن الحاجب ١٤٦

 الشافي للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة * ١٤٧

الشذور لابن هشام ١٤٧

شرح المقاصد للسعد التفتازاني * ١٤٧

شرح المواقف/ للشريف الجرجاني * ١٤٧

شرح الجوهرة إبراهيم اللقاني * ١٤٨

شرح الرسالة للتاج الفاكهاني * ١٤٨

شرح بهرام الثلاثة على مختصر خليل ١٤٨

شرح البردة لابن مرزوق شرح المفصل لابن الحاجب * ١٤٩

التلخيص المطول والمختصر/ للسعد * ١٤٩

شرح معاني الآثار للطحاوي ١٤٩

شرح البخاري للحافظ ابن حجر على البخاري ١٥٠

النخبة له ١٥٠

شرح الجمل لابن باب شاذ * ١٥١

شرح المقدمة الحسنة في النحو لابن باب شاذ المذكور * ١٥١

شرح الحاوي للقونوي ١٥١

شرح الهداية لحسام الدين حسين بن علي السغناقي ١٥١

شرح الهداية للسروجي ١٥٢

شرح الكنز للكرماني ١٥٢

شرح التجريد للمؤيد بالله ١٥٢

التحرير لأبي طالب ١٥٢

شرح الأحكام للسيد أبي العباس ١٥٢

شرح القاضي زيد بن محمد الكلاري ١٥٣

شرح الأزهار لابن مفتاح * ١٥٣

شرح الفتح/ ليحيى حميد ١٥٣

شرح الأثمار لـ بهران * ١٥٣

شرح البحر للإمام عز الدين بن الحسن * ١٥٤

شرح النجري على الأزهار * ١٥٤

شرح الإبانة/ للهوسمي  ١٥٤

شرح النكت للقاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ١٥٤

شرح أبي مضر ١٥٥

شرح الأساس للإمام القاسم ١٥٥

الأساس/ للشرفي * ١٥٥

شرح الثلاثين المسألة لابن حابس ١٥٥

شرح الكافل لابن حابس * ١٥٦

الكافل لابن لقمان * ١٥٦

الغاية للحسين ابن الإمام القاسم ١٥٦

شرح النجري على مقدمات البحر ١٥٦

شرح المنهاج للإمام عز الدين ١٥٧

الحفيظ للفقيه حسن النحوي *  ١٥٧

شرح الهداية للسيد إبراهيم بن محمد بن عز الدين المؤيدي ١٥٧

شرح الخالدي في الفرائض ١٥٧

شرح الأزهار/ للشرفي ١٥٧

شرح الغايات للإمام المهدي ١٥٧

شرح الزيادات للدواري ١٥٧

شعب الإيمان للبيهقي ١٥٨

الشفاء للقاضي عياض ١٥٨

الشفاء للأمير الحسين ١٥٨

شفاء غُلة الصادي للسيد محمد بن إدريس الحمزي ١٥٨

 الشمائل للترمذي ١٥٨

شمس الأخبار/ لعلي بن حميد * ١٥٨

شمس الشريعة لسليمان بن ناصر * ١٥٩

الشريعة على اللمع للسيد الهادي بن يحيى ١٥٩

الشهاب للقضاعي ١٥٩

حرف الصاد

صحاح الجوهري ١٦٠

صحيح البخاري ١٦٠

صحیح مسلم ١٦٧

صحيح ابن حبان ۱۷۲

الصفي للفقيه يحيى بن حسن البحيح  ۱۷۳

صفوة الاختيار للمنصور بالله عبدالله بن حمزة ۱۷۳

حرف الضاد .

ضوء النهار لابن الجلال ١٧٤

الضوء اللامع للسخاوي ١٧٤

ضياء ذوي الأبصار/ للشرفي ١٧٥

حرف الطاء

طبقات السبكي ١٧٦ 

الطراز المذهب في إسناد المذهب للقاضي إبراهيم بن يحيى السحولي ١٧٦ 

طهارة القلوب والخضوع لعلام الغيوب للديري ١٧٦ 

الطوالع للبيضاوي * ١٧٦ 

حرف العين

عدة الحصن الحصين للجزري  ۱۷۹

عقود البيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن للإمام محمد بن المطهر * ۱۷۹ 

العلم الشامخ للمقبلي ۱۸۰

العمدة لعبد الغني المقدسي ۱۸۰

العمدة للإمام يحيى بن حمزة * ۱۸۱

عمل اليوم والليلة لابن السني ۱۸۱

عوارف المعارف/ للسهروردي *  ۱۸۱

العواصم والقواصم لمحمد بن إبراهيم الوزير ۱۸۲

عوالي أبي الفتح/ سليم الرازي * ۱۸۲

عيون المسائل للحاكم الجشمي ۱۸۳

حرف الغين

الغايات للإمام المهدي * ١٨٤

الغاية للحسين بن القاسم * ١٨٤

الغيث للإمام المهدي - أيضاً * ١٨٥

الغياصة إلى كشف الخلاصة لمحمد بن يحيى بن حنش * ١٨٥

حرف الفاء

الفائض ليحيى حميد ١٨٦

الفائق في أصول الدين للحسن بن محمد الرصاص * ١٨٦

الفائق للبستي * ١٨٦

الفائق للزمخشري * ۱۸۷

الفتاوى للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة * ۱۸۷

الفتاوى للإمام المهدي أحمد بن الحسين * ۱۸۷

الفتاوى للإمام عز الدين بن الحسن * ۱۸۷

فتح الباري لابن حجر ١٨٨

فتح الغفار ليحيى حميد ۱۸۸

فتح القدير لابن الهمام ۱۸۸

الفتوحات المكية للشيخ محيي الدين بن عربي ۱۸۸

الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا ۱۸۸
فقه اللغة للثعالبي ۱۸۹

الفصول للسيد صارم الدين إبراهيم بن محمد * ۱۸۹

فلك القاموس * ۱۸۹

حرف القاف

القاموس المجد الدين ۱۹۰ 

القراءات السبع ۱۹۰ 

قرة العيون بأخبار اليمن الميمون للديبع * ١٩٦ 

قصر الأمل لابن أبي الدنيا ١٩٦

القصص الحق للإمام شرف الدين ۱۹۷

القطر لابن هشام ۱۹۷

القمر المنير لفوائد التحرير للأمير علي بن الحسين ۱۹۷

قوت القلوب لأبي طالب المكي * ۱۹۷

حرف الكاف

الكافل لابن بهران * ۱۹۸

الكافية لابن الحاجب ۱۹۸

الكافية لابن مالك ۱۹۸

كتاب سيبويه ۱۹۸

الكشاف للزمخشري ۱۹۹

کشف المرادات على الزيادات للدواري * ۱۹۹

الكفاية في قوانين الرواية للخطيب البغدادي ۱۹۹

كفاية المتحفظ للطرابلسي ۱۹۹

الكنز للنسفي * ۲۰۰

كنز الرشاد وشرح الإرشاد المحمد بن الحسن بن القاسم ۲۰۰

الكواكب ليحيى بن أحمد بن مظفر * ۲۰۰

حرف اللام

لامية الأفعال لابن مالك ۲۰۲

لسان المتكلمين لابن فورك ۲۰۲

لسان الميزان لابن حجر ۲۰۲

اللمع للأمير علي بن الحسين * اللمع لابن إسحاق الشيرازي * ٢٠٣

حرف الميم

مجموع الإمام زيد بن علي الحديثي والفقهي * ٢٠٤

مجموع علي خليل ٢٠٥

مجمع البحرين لابن الساعاتي * ٢٠٦

محاسن الأزهار لحميد الشهيد ٢٠٦

المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي ٢٠٦

المحرر للمجد ابن تيمية ۲۰۷

المختار للقنوي ۲۰۷

مختصر ابن الحاجب في الأصول *  ۲۰۷

مختصر ابن الحاجب في الفروع * ۲۰۷

مختصر خليل * ٢٠٨

مختصر ابن عرفة الفقهي ٢٠٨

مختصر القدوري ۲۰۹

المدخل لابن الحاج ۲۰۹

مدونة سحنون ۲۰۹

مراسيل أبي داود ۲۰۹

المزهر للسيوطي ۲۰۹

المسايرة لابن الهمام * ٢١٠

مستدرك الحاكم ٢١٠

المستصفى في أحاديث المصطفى للقريظي ٢١١

المستصفى في الأمثال للزمخشري ٢١١

المسلسل بالأولية - تخريج - ٢١١

المسلسل بالفقهاء -تخريج -٢١٢

المسلسل بيوم العيد ٢١٣

المسلسل بالمصافحة - تخريج. ٢١٥

المسلسل بالمحبة - تخريج ٢١٦

مسند الإمام الشافعي ۲۱۷

مسند الإمام أحمد بن حنبل  ۲۱۷

مسند الدارمي  ۲۱۸

مسند أبي داود الطيالسي  ۲۱۸

مسند عبد بن حميد ۲۱۸

مسند البزار ۲۱۸

مسند أبي يعلى ۲۱۹

مسند الإمام أبي حنيفة للحسين بن محمد بن خسرو البلخي ۲۱۹

مسند الشهاب القضاعي ۲۱۹

مسند الفردوس للديلمي ۲۱۹

مشارق الأنوار للصغاني ۲۲۰

المشكاة للتبريزي ۲۲۰

المصابيح للبغوي ۲۲۰

مشيخة الفخر ابن البخاري * ۲۲۰

المفصل للزمخشري ۲۲۱

المطول للسعد ۲۲۱

معالم التنزيل للبغوي ۲۲۱

معاني الآثار للطحاوي ۲۲۱

المعجم الكبير للطبراني ٢٢٢

المعجم الأوسط له  ٢٢٢

المعجم الصغير له ٢٢٢

المعيار للنجري * ٢٢٢

المعيار للإمام المهدي * ۲۲۲

المغني لابن هشام ۲۲۳

مفاتيح الغيب للرازي ۲۲۳

المقامات للحريري ۲۲۳

المقاصد للسعد التفتازاني ۲۲۳

المقنع لابن قدامة الحنبلي

المقصد الحسن لابن حابس ٢٢٤

 مكارم الأخلاق للطبراني ٢٢٤

ملحة الإعراب للحريري ٢٢٤

المنار/ للمقبلي ٢٢٤

المناهل للشيخ لطف الله بن محمد غیاث * ٢٢٤

المنحة للسيد محمد بن إسماعيل الأمير ٢٢٤

المنتخب ٢٢٥

المنتقى للمجد ابن تيمية ٢٢٥

المنهاج للبيضاوي ٢٢٥

المنهاج الجلي شرح مجموع زيد بن علي للإمام محمد بن المطهر ٢٢٥

المنهاج للقرشي ٢٢٥

المنهاج لابن تيمية ٢٢٥

المنهاج للنووي ٢٢٦

المواقف للعضد ٢٢٦

المواهب القدسية للمهلا ٢٢٦

المؤتلف والمختلف/ لعبد الغني الأزدي ٢٢٦

الموطأ للإمام مالك بن أنس ٢٢٦

المؤلفات جملة الجملة من العلماء وتم التعريف بها جملة ٢٢٨

حرف النون

ناسخ القرآن ومنسوخه لهبة الله بن سلامة المقدسي * ٢٤٧

الناسخ والمنسوخ لابن الجوزي * ٢٤٧

النخبة للحافظ ابن حجر ٢٤٨

النزهة ليحيى حميد ٢٤٨ 

نظام الفوائد لقاضي القضاة ٢٤٨

نظام الغريب للربعي *  ٢٤٨

نخبة الظمآن من فوائد أبي حيان  ٢٤٨

النكت للقاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام ٢٤٩

 نهج البلاغة/ للشريف المرتضى *  ٢٤٩

نهج الرشاد للسيد علي بن الحسين الشامي *  ٢٥٠

نوادر الأصول/ للحكيم الترمذي *  ٢٥٠

نور السراج للسيد الهادي بن أحمد الجلال *  ٢٥١

حرف الهاء

هداية الأفكار للسيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير * ٢٥٢

الهداية للبرهان المرغياني * ٢٥٢ 

الهداية شرح الغاية للحسين بن القاسم * ٢٥٢

الهدي النبوي لابن القيم ٢٥٣

حرف الواو

الوابل المغزار ليحيى حميد ٢٥٤

الوافي في الفرائض للحسن بن أبي البقاء ٢٥٤

الوافي لعلي بن بلال  ٢٥٤

الوسيط تفسير الواحدي الوسيط للغزالي ٢٥٥

الوسيط في الفرائض، للعصيفري * ٢٥٥

حرف الياء

الياقوتة للسيد يحيى بن الحسين * ٢٥٦

الياقوت المعظم للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة * ٢٥٦

اليقين لابن أبي الدنيا ٢٥٦

اليواقيت لمحمد بن يحيى بن أحمد حنش * ٢٥٧