متن سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه
للشيخ العالم الفاضل سالم بن سُمير الحضرمي
(ت 1271 هـ -بجاوة)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا المتن جوهرة ثمينة، ومن الكتب المهمة للمبتدئين في تعلم أحكام الفقه وشرائع الدين، ويتعلق بربع العبادات على مذهب الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-، وقد اعتنى به العلماء غاية الاعتناء، ونال حظاً كبيراً من الشرح والتعليق ونظم مسائله، وتشجيرها، وقد اقتصر مؤلفه -رحمه الله -على أبواب الطهارة والصلاة والزكاة، وعندما شرحه الشيخ العالم "محمد نووي جاوي" في شرحه المسمى "كاشفة السجا" أضاف إليه كتاب "الصيام"، ثم أضيف بعد ذلك زيادة "كتاب الحج" بتحرير الشيخ محمد علي باعطية؛ تتميماً لأبواب العبادات، وبهذا جاء كافياً شافياً بحمد الله تعالى.
ومن شروح هذا المتن:
1) كاشفة السجا عن متن سفينة النجاة؛ لمحمد نووي بن عمر جاوي.
2) نيل الرجا؛ لأحمد بن عمر الشاطري الحضرمي.
3) نصب المرقاة في شرح سفينة النجاة؛ لعبد الهادي دالاتي.
4) غاية المنى في شرح سفينة النجا؛ محمد بن علي باعطية.
5) نسيم الحياة على سفينة النجاة؛ عبد الله بن عوض بن مبارك بكري.
6) وسيلة الرجا بشرح سفينة النجا؛ لعثمان بن محمد بن سعيد تنكل.
7) الدرة الثمينة حاشية على السفينة؛ أحمد بن محمد الحضراوي المكي.
وقد نظمها بعضهم، ومن ذلك:
8) السبحة الثمينة في نظم السفينة؛ لأحمد مشهور بن طه الحداد.
9) نظم السيد العلامة محمد بن أحمد علوي باعقيل.
10) نظم الشيخ العلامة صديق بن عبد الله اللاسمي.
11) تنوير الحجا نظم سفينة النجاة؛ لأحمد بن صديق اللاسمي.
12) اللؤلؤة الثمينة نظم السفينة؛ محمد بن علي زاكن باحنان الكندي.
13) إنارة الدجى بتنوير الحجا بنظم سفينة النجا؛ لمحمد بن علي المالكي.
وبعضهم جمع أدلة مسائله، في كتاب:
14) الجواهر الثمينة في أدلة السفينة؛ لمحمود محمد الشبلي.
ومن الشروح المسجلة له، ما يلي:
مؤسسة إعداد الدعاة:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLiDVfZMtssdNTGFu-RorD4-RIaESfvYAr
شرح الشيخ محمد سالم البحيري:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLGBFQFCe89wWIyIWupy-yiYvEm3zi0wsp
شرح د. علي بن إسماعيل القديمي
https://www.youtube.com/playlist?list=PLVRkdaga7WHHeGW9xhAZpQ_i-qn4ERwGZ
شرح د. لبيب نجيب:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLdUy-df4bl_tizzX_llNKSod03zrnFRkp
شرح أ. محمد حنونة:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLhfpcle6lUQ2whD-H6mVXNpi77XpBa5xN
شرح عبد الكريم علُّوه:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLPNxQMnq3a7TR5yAAAqhyqUAIkzyKL8-W
شرح محمد الإسحاقي:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLJ4goVRH5tHvh3KUv5W650eP5mLPo0FMn
شرح الشيخ أحمد عبد السلام:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLsVwCyvLnE8KOu7BQXp0b28uACRKcmyPK
شرح فهد الحُبيشي:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLbD1qt4Cu55xKArOF1UncapZFdPYUOLGe
السَّبْحة الثّمينة نظم السَّفينة
للسيد العلامة الدّاعي إلى الله الإمام
أحمد مَشهور بن طه الحداد
المتوفى بمدينة جدة 14 رجب
ودفن بمكة المكرمة
15/رجب 1416هـ
سفينة النجا ومكانتها في متون الفقه
في كتب الفقه مختصرات، خصت بالإقبال عليها والعناية بها عباراتها وجيزة وفوائدها جمة، خميصة من اللفظ، بطينة من المعنى، بسهل حفظها، ويُستنجد باستحضار نصوصها عند الحاجة والنوازل.
فعند الحنفية مختصر القدوري، وعند المالكية مختصر سيدي خليل، وعند الحنابلة مختصر الخرقي، وعند أكثر الشافعية في فقه العبادات سفينة النجاة الذي نكتب هذه العجالة مقدمة لشرح نظمها هذا.
(وكتاب سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه، ويسمى سفينة النجا)، ألف العلامة الشيخ سالم بن عبد الله بن سعد بن سُمَير الحضرمي الشافعي، وهي سفينة نجاة كمماثلاتها، تمخر البحار في موج كالجبال فينجو راكبها، ويدرك الغرق من تخلف عنها من الجاهلين لأنها باسم الله مجراها ومرساها، ولأن ما حوته من أحكام في العبادات مبني على أسٍّ متين من كتاب الله وسنَّة نبيه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
وقد بدأ المؤلف كتابه بأصول الشريعة، وجمع ما يتعلق بأحكام الطهارة وأركان الصلاة وشرائطها وأبعاضها وشيئاً من هيئاتها، وكذلك الزكاة، وزاد بعض الشارحين على المتن أحكام الصيام والحج وآداب الزيارة، وأتى على شرح ما زاد.
وكان لهذا الكتاب المختصر انتشار واسع في كثير من البلاد الإسلامية وأقبل الطلاب عليه بالقراءة والحفظ، والشيوخ بالتدريس والشرح، ففي سائر البلاد الحضرمية وبقية المحافظات اليمنية يبدأُ طلاب العلم الشرعي تحصيلهم العلمي باستظهاره.
وفي حصوات وأروقة الحرمين الشريفين ومعاهدهما كالصولتية، ودار العلوم ومدارس الفلاح قُرِّرَ تدريسه.
وتجاوز انتشاره الجزيرة العربية إلى شرق القارة الإفريقية، كالحبشة والصومال وتانزانيا وكينيا وزنجبار وجزائر القمر.
أما في جنوب شرق قارة آسيا- أندونيسيا وماليزيا وما حولهما، فقد نال عناية فائقة وترجم إلى لغات تلك البلاد كالملايو وجاوة والصندانية.
(ومؤلف كتاب سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه) هو العلامة المعلم والقاضي والسياسي والخبير بالشؤون العسكرية (الفقيه الشيخ سالم بن عبد الله) بن سعد بن عبد الله بن سمير الحضرمي الشافعي، ولد في قرية ذي أصبح من قرى وادي حضر موت
أدركته المنية عام 1271 هجرية في بتاوى من بلاد جاوة، ترك عدداً من المؤلفات منها:
1 - سفينة النجاة هذا.
2 - الفوائد الجلية في الزجر عن تعاطي الحيل الربوية.
والشيخ سالم بن سمير فرع من دوحةٍ فيها مقرؤوا القرآن والفقهاء وفيها الأمراء والقضاة.
السبحة الثمينة نظم السفينة
كثر اهتمام الفقهاء بكتاب سفينة النجاة مع وجازته، فمنهم من نظمه ومنهم من شرحه وبعضهم كتب عليه حواشي، ومما يُلفت الانتباه أن هذه الخدمة قد قام بها علماء من بلاد متعددة حتى من غير موطن المؤلف ومن فقهاء مذاهب غير مذهب الشافعي الذي كُتب فيه.
وبين يدينا الآن منظومة رائقة لذلك المتن ألا وهي:
السبحة الثمينة نظم السفينة
للسيد العلامة أحمد مشهور بن طه الحداد، نظمها في نحو ثلاثمائة بيت من النظم الجيد، وقال أنه سَيُحليه بشيء من علم أحوال أرباب القلوب المعتنين بتنقيتها من كل حوب، ولعله لم يتسن له ذلك فجاء ابنه الشاعر القدير الأديب السيد الأستاذ حامد فنظم ما حلَّى به المنظوم بالنظم الراقي ثم شرحه مقتبساً من مدارج السالكين للإمام ابن القيم وكتب الإمام عبد الله الحداد.
ولد الناظم في عام 1325 هـ ببلدة قيدون من وادي حضر موت، ودرس العلوم الشرعية على العلامة الكبير السيد علوي بن طاهر الحداد وأخيه الحبيب عبد الله وسافر إلى الحرمين الشريفين وإلى جاوة وأخذ عن جمع من العلماء هناك، ثم سافر إلى شرق أفريقيا واتصل هناك بالعلامة السيد عمر بن أحمد بن سميط ولعله ممن حسَّن له المقام هناك، فساح في بلدانها ينشر العلم ويدعو إلى توحيد الله ونفع الله به وبتلاميذه وكان يذهب إلى الأدغال لدعوة أهلها من الوثنيين والنصارى فأثمرت دعوته فأسلم على يديه ومعه تلاميذه عشرات الآلاف، وكانت له صولات في رد النِّحلة القاديانية ونصره الله عليهم في مواطن كثيرة، وبعد عمر جاوز التسعين أمضاه في التعليم ونشر الدعوة وافته المنية عا 1416هـ، بمدينة جده ودفن بمكة المكرمة، وله من المؤلفات:
1 - مفتاح الجنة- مطبوع.
2 - المسك الفائح في أحكام الصيد والذبائح.
3 - رسالة في تاريخ تدوين السنة النبوية.
4 - السبحة الثمينة نظم السفينة، هذا.
وقد قام الشيخ محمد بن علي باعطية بشرح هذا النظم -وذكر أن الناظم وضعه وهو في سن العشرين عاما أو أقل- بإشارة من الناظم أسماه (الدرة اليتيمة شرح السبحة الثمينة نظم السفينة) وهو مطبوع.
يقول العلامة الحبيب عبدالرحمن الكاف رحمه الله تعالى:
(نعم هذه الرسالة الموسومة بالسبحة الثمينة في نظم السفينة التي نظمها السيد الفاضل أحمد بن طه الحداد هي من أسنى المؤلفات الموجزات وأقرب وأسهل للحفظ للمسائل والمراجعات)
ويقول السيد الفاضل عبدالله بن محمد الصادق الحبشي
فكل ذوق قد شرحت ماله ==== من حالة الأقوام خذ مثاله
بنظمه خاتمو السفينة === قد سميت بالسبحة الثمينة
من الرجاجيل الكرام القادة === أكرم بهم أنعم بهم من سادة
ويقول العلامة السيد أحمد بن علوي بن علي الحبشي:
( ... لمنظومة (السبحة .. لسيدي الإمام شهاب الدين العارف المكين الذي قام بنشر الدعوة والإرشاد حتى هذى الله به من الخلق ما لا يحصره التعداد أحمد مشهوربن طه الحداد.)
ويقول العلامة الفاضل السيد الحبيب عبدالقادر جيلاني بن سالم الخرد
نزه الطرف فوق (السفينة) === واعتنم (سبحة) هناك (ثمينة)
..
ويوقل العلامة المتفنن الأستاذ الحبيب محمد بن أحمد الشاطري:
وهذه السبحة نظمٌ يحلو === به سفينة النجاة تعلو
جاد به أحمدن المشهور === حدادنا حبيبنا المشهور
استفدنا أغلب ما ذكر هنا من مقدمة العلامة السيد عمر بن حامد بن عبد الهادي الجيلاني على الشرح المذكور وبعض التقريضات الملحقة به بتصرف وزيادات كثيرة.
المقدِّمةُ
لِلَّهِ حَمْدِيْ جَاعِلِ التُّقَاةِ ... لِلمُتَّقي سَفِينَةَ النَّجاةِ
وَجَاعِلِ الإرَادَةِ الخَيْرِيَّةِ ... لِعَبدِهِ تَفْقِيهُهُ في الملَّةِ
وأفْضَلُ الصَّلاةِ والتَّسْلِيمِ ... عَلَى النَّبِيْ المَبْعُوثِ بالتَّعْلِيمِ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الهُدَاةِ ... وَتَابِعِيهِمْ بِمَدَى الأوْقَاتِ
وَبعدُ هَذِي سُبْحَةٌ ثمينهْ ... نَاظِمَةٌ مَسَائِلَ السَّفِينَهْ
وَقَدْ تَحَلَّتْ بزِيادَاتٍ غُرَرْ ... وَعِلْمِ أحوالِ القُلُوب المُسْتَتَرْ
جَمْعاً لعِلْمِ الشَّرْعِ والحَقِيقَةْ ... الْمُوصِلَيْنِ مُنْتَهى الطَّرِيقَةْ
والله أرْجو المَنَّ بالسَّعادهْ ... لِيْ ولِمَنْ يَنْطِقُ بالشَّهَادَهْ
(فَصلٌ في أرْكَانِ الدِّينِ)
الَدِّيْنُ مَا جَاءَ بِه البَشِيْرُ ... عَنْ رَبِّهِ لِيَهْتَدِيْ الْجُمْهُورُ
تَشْمَلُهُ ثَلاَثَةٌ أرْكَانُ ... لاِسْلاَمُ والإيمَانُ والإحْسَانُ
أرْكَانُ الإسْلاَمِ
أرْكَانُ الإسْلاَمِ أتَتْنَا خَمْسَةْ ... شَهادَتَا التَّوْحِيدِ فاعْلَمْ أسَّهْ
وَبَعْدَهَا إقَامَةُ الصَّلاَةِ ... والثَّالِثُ الإيتَاءُ للزَّكَاةِ
والصَّومُ والْحَجُ وذَا أحِيْلاَ ... للمُسْتَطِيعِ نَحْوَهُ سَبِيلا
أرْكَانُ الإيمَانِ
وَهَاكَ للإيمَانِ أرْكَاناً تُعَدْ ... بِسِتَّةٍ تُؤْمِنُ بِالله الصَّمَدْ
وَبمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهْ ... وَرُسْلِهِ كَمَا أتَى الحَديثُ بِهْ
وَاليَوْمِ الآخِرِ المَهُولِ والْقَدَرْ ... مِن رَّبِنَا مَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ وشَرْ
مَعْنَى الإسْلاَمِ والإيِمَانِ والجَلاَلَةِ
لَفْظَانِ قَدْ جَاءَا لمعنَى وَاحِدِ ... وَبِاخْتِلاَفٍ في كِتَابِ الْوَاحِدِ
فَالأوَّلُ التَّصْدِيقُ بالجَنَانِ ... والثَّانِيَ الأعْمَالُ بالأرْكَانِ
وَشَرْحُ لا إلهَ إلاَّ الله ... لا رَبَّ مَعْبُودَاً بِحَقّ الاَّ هُوْ
مُوجِبُ التَّكْلِيفِ
وَحَيْثُ نِيطَ الحُكْمُ بِالتَّكْلِيفِ ... فَالْحَقُ أنْ يُعْلَمَ بِالتَّعْرِيفِ
فَالْحَدُّ بالسِنِينِ خَمْسُ عَشْرَهْ ... والإِحْتِلامُ عِنْدَ تِسْع فَادْرَهْ
عَلاَمَتَانِ في الذُّكُورِ والإنَاثْ ... والحَيْضُ في الإنَاثِ ثَالِثُ الثَّلاَثْ
أسْبَابُ الطَّهَارَةِ
بِالْماءِ والتُّرَابِ والحِجَارَهْ ... والدَّبْغِ خُذْ وَسَائِلَ الطَّهَارَهْ
فَالمَاءُ بِاعْتِبَارِ مَانِعٍ يُلِمْ ... إلى قَلِيل وَكَثيرٍ يَنْقَسِمْ
أمَّا الْقَلِيلُ فَهُوَ دُوْنَ القُلَّتَينْ ... وَالحَدُّ لِلكَثِيْرِ بالسَّابِقَتَينْ
فَيَتَنَجَّسُ القَلِيلُ إنْ طَرَا ... عَلَيهْ نَجَسٌ وَإنْ مَا غَيَّرَا
وَيَحْمِلُ الكَثِيرُ مَا لاَقى وَلَمْ ... مِنْهُ يُغَيَّرْ طَعْمٌ أوْ لَوْنٌ وَشَمّ
وإنْ بِطَاهِرٍ أشِيبَا فَهُمَا ... مُسْتَعْمَلانِ حَيْثُ سُلِبَ اسْمُ ما
شُرُوطُ إجْزَاءِ الحَجَرِ
إجْزَاؤُهُ شُرُوطُهُ ثَمَانِيَهْ ... أنْ يُنْقِيَ المَحَلَّ واسْمَعْ ثانِيَةْ
أنْ لا عَلَيْهِ غَيْرُه يَطْرَا وَلاَ ... يَجفَّ نَجَسٌ ولا يَنْتَقِلا
ولا يُجاوِزَنَّ صَفْحَةً ولا ... حَشَفَةً ولا يُلاقِيْ بَلَلا
وَبِثَلاثَةٍ مِنَ الحِجارَهْ ... والثَّامِنُ الشَّرْطُ لَها الطَّهارهُ
فُروَضُ الوُضُوءِ
فُرُوضُهُ سِتَّةٌ النِّيَّةُ مَعْ ... غَسْلٍ لِوَجْهٍ واليَدَينِ تَتْبَعْ
بِمِرْفَقَيْهِما ومَسْحُ بَعضِ ما ... بالراسِ والرِّجْلَين مَعْ كَعْبَيهِما
والسادسُ الترتيبُ في الطُهْرِ وَهُوْ ... أنْ لا يُقَدِّمْ عُضُواً عَلَى عُضُوْ
شُرُوطُ الْوُضُوءِ
شُرُوطُهُ عَشَرَةٌ وِلاءُ ... لاسْلامُ والتَّمْيِيْزُ والنَّقَاءُ
عَن حَيْضٍ أو نِفَاسِها أو مانِعِ ... مَاءٍ عن البَشْرَة لا كَالطابِعِ
ونَفْيُ ما غَيَّرَهُ بالأعْضَا ... وَعِلْمُهُ كَوْنَ الوُضُوءِ فَرضا
والجَزْمُ بالفُرُوضِ تَفْصِيلاً كما ... أفادَ شَرْطٌ ثامِنٌ طَهُورُ ما
وَزِيْدَ شَرْطانِ لِدائِمِ الحَدَثْ ... دُخُولُ وَقْتٍ ومُوَالاةٌ تُحَثّ
مُوجِبَاتُ الْغُسْلِ وَفُرُوضُهُ
لِلغُسْلِ سِتُّ مُوْجِباتٍ إنْ وَلَجْ ... في الفَرْجِ كَمْرَةً أوِ المَنِيْ خَرَجْ
والحَيْضُ والنِّفاسُ والوِلادهُ ... والموتُ والنذرُ من الزيادةْ
وفَرْضُهُ اثْنانِ بأَنْ يَنوِيْ وأنْ ... يُعِمَّ بالماءِ ظَوَاهِرَ البَدَنْ
نَوَاقِضُ الْوُضُوءِ
ناقِضُهُ أربعةٌ ما خَرَجا ... مِنَ السَبِيلَين ولَوْ في النَّزر جا
ونومُ غَيْرِ مُثْبِتٍ مَقعَدَتَهُ ... ومَسُّه قُبْلاً ودُبْراً حَلْقَتَهْ
والرابعُ التِقَاءُ بَشْرَتَيْ ذَكَرْ ... وامْرَأةٍ أجانِبٍ مَعَ الكِبَرْ
مَا يَحْرُمُ بِالأحْدَاثِ
تَخْتَلِفُ الأحْداثُ إمَّا أصْغَرُ ... أوْ وَسَطٌ يُرْدِفُهُ أوْ أكْبَرُ
فَمُوجِبُ الوُضوءِ وَهْوَ الأصْغَرُ ... بِهِ الصلاةُ والطَّوافُ تُحظَرُ
وَمَسُّ مُصْحَفٍ وحَمْلُهُ فَذِي ... أرْبَعَةٌ بِهِ حَرَامٌ والَّذِي
يُوجبُ غُسْلاً فالجنابةُ الوَسَطْ ... حَرِّمْ بِها مِنَ الأمُورِ ما فَرَط
واللُّبْثَ في المَسْجِدِ والقُرْآنَ زِدْ ... والحيضَ والنِّفاسَ بالأكبر حِدْ
بِهِ عَلَى ما مَرَّ يَحرُمُ الصيامْ ... والمَرُّ في المَسجِدِ مَعْ خَوْف انْثِجام
ثُمَّ الطَّلاقُ أو ينالُ إرْبَهْ ... ما بَيْنَ سُرَّةٍ لها ورُكْبَه
أسْبَابُ التَّيَمُّمِ
أسبابُهُ ثَلاثَةٌ عَدَمُ ماء ... ومَرَضٌ والاحْتِياجُ لِظَمَأ
مُحْتَرَمٍ لا مِثْلَ تارِكِ الصلاهْ ... ومُحْصَنٍ زانٍ ومُرْتَدٌ تَلاه
وكَلْبُهُ العَقورُ والخنزيرُ ... فهؤلاءِ قَتْلُهُمْ مَغْفُورٌ
شُروطُ التَّيَمُمِ
شُرُوطُهُ عَشَرَةٌ أن يُفْعَلا ... بالتُرْبِ شَرْط الطُهْرِ لا مُسْتَعمَلا
وَلا مُخالِطاً بِطاهِرٍ وأنْ ... يُقْصُدَه بِنَقْلِهِ إلى البَدَنْ
وَالمَسْحُ لِلْوَجْهِ ولليَدَيْنِ ... بِضَرْبَتَيْنِ عُدّا إثْنَتَيْنِ
وَأنْ يُزِيلَ أوَّلاً نَجاسَتَهْ ... وَيَتَحَرَّى قَبْلَ قَصْدٍ قِبْلَتَهْ
وَلْيَتَيمَّمْ بَعْدَ وقتٍ وَجَبا ... وكَونُهُ لِكُلِّ فَرْضٍ وَجَبا
مُبِطلاتُ التَيَمُّمِ
مُبْطِلُهُ ثَلاثَةٌ ما أبْطَلا ... وُضُوءَهُ وَرِدَّةٌ ثُمَّ تَلا
تَوَهُّمُ المَاءِ إذا تَيَمَّما ... لِفَقْدِهِ بِدُونِ حائلٍ حَمى
فُروضُ التَّيَمُّم
قُلْ خَمْسةٌ نَقْلُ تُرابٍ قُصِدا ... ونيَّةٌ ومَسْحُ وَجْهٍ ما بَدا
والمَسْحُ لليَدَينِ حتى المِرْفَقَينْ ... والخامسُ الترتيبُ بَينَ المَسْحَتَينْ
طَهَارَةُ الإحالَةِ
مِنَ الطَّهارةِ اسْتِحالَةٌ أتَتْ ... في الخَمْرِ إنْ بِنَفْسِها تَخَلَّلَتْ
كَذاكَ جِلْدُ مَيْتَةٍ إذا انْدَبَغْ ... وَلَوْ بِنَجِس بِحِرِّيفٍ لَدَغْ
وَما اسْتَحَالَ حَيَواناً مِنْ نَجِسْ ... كَدُودِ رَوْثٍ وعلى المَذكورِ قِسْ
بَابُ النَّجاساتِ
وَهْيَ ثلاثٌ فَاستَمِعْ ما غُلِّظَتْ ... أو خُفِّفَتْ في الحُكْمِ أو تَوَسَّطَتْ
فَغَلَّظُوا نَجاسَةَ الكلبِ مَعَ الْـ ... ـخنزيرِ أو فَرْعٍ لِهَذَيْنِ نَسَلْ
وبَوْلُ طِفْلِ لَبَنٍ قد أَلِفَهْ ... لَمْ يَعْدُ حَولَيْنِ هِيَ المخفَّفهْ
وما سَواهُما فمُتَوَسِّطَهْ ... في صُوَرٍ كَثِيرةٍ مُنْضَبِطَهْ
إزالَةُ النَّجاسةِ
بالغُسْلِ سَبْعاً تَطْهُرُ المُغَلَّظَهْ ... واحِدٌ بالتُّرْبِ مِنْها فأحفَظَهْ
كَذَا بِرَشٍّ تَطهُرُ المُخَفَّفهْ ... مُغَلِّبٍ ونَفْيِ عَينٍ وَصِفَهْ
وَمَا تَوَسَّطَتْ إلى عَيْنِيَّهْ ... قَد قسَّمُوها وإلى حُكْمِيَّهْ
فَما لَها لَوْنٌ وطَعْمٌ وتُشَمْ ... عَيْنِيَّةٌ تُزالُ والوَصْفُ انعدم
وَعَكْسُها حُكْمِيَّةٌ البَقَاءِ ... يَكْفِي عَلَيها جَرَيانُ الماء
بَابُ الحَيْضِ
يُومٌ ولَيْلَةٌ أقَلُّ الحَيْضِ ... وغالباً ستاً وسبعاً تَقْضِي
وَقَدْرُه الأكثَرُ خَمْسةَ عَشَرْ ... وذاكَ للطُّهْرِ أقَلُّ مُعْتَبرْ
وغالباً ثَلاثةٌ أو أربعةْ ... مِنَ بَعْدِ عِشْرِينَ وَفَى حيضٌ معه
أكْثَرُهُ لا عَدَدٌ يَشْمَلُهُ ... ثم النِّفاسُ مَجَّةٌ أقَلُّهُ
وَقَدْرُه الغالبُ أربعونا ... يَوْماً وفي أكثرِهِ سِتُّونا
الصلاةُ
ما دامَ ذُو التَّكْلِيفِ يَحْوِي عَقْلاً ... لا تَسْقُطُ الصَّلاةُ عَنهُ أصْلاً
وَحَرَّمُوا إخْراجَها عن آنِها ... إلاَّ بِعُذْرِ النَّوْمِ أو نِسْيانِها
وَالجَمْعِ والعُذْرِ ويُؤمَرُ الصَّبِيْ ... بِها لِسَبْعٍ وَلِعَشْرٍ فاْضْرِب
شُروطُ الصلاةِ
وَهْيَ ثَمانٌ فَابْدَا بالطَّهَارَةِ ... عَن حَدَثَيْه وعَنِ النَّجاسةِ
في ثَوْبِهِ كذا المكانِ والبَدَنْ ... والسَّتْرُ للعَوْرَة بَعْدَه وأنْ
يَسْتَقْبِلَ القِبلَةَ والوَقْتُ دَخَلْ ... والعِلْمُ بالفَرِضِيَّةِ إحْتاجَ الأقَلّ
وَعَدَمُ اعْتِقادِ فَرْضٍ نَفْلا ... مَعَ اجْتِنابِ المُبْطِلاتِ كُلاَّ
أركانُ الصَّلاة
سَبْعَةَ عَشْرَ وَهِيَ النِّيَّةُ ثُمْ ... تَكْبِيرَةُ الإحْرامِ عِنْدَها وَقُمْ
في الفَرْضِ إن قَدَرْتَ واقرا الفاتحهْ ... وَارْكَعْ وَطْمْئِنْ فِيْهِ كُلَّ جارحَهْ
وَالاعْتِدَالُ وَالطُمَأْنِيْنَةُ فِيهْ ... ثُمَّ السُّجُودُ مَرَّتَيْنِ، يَقْتَفِيهْ
ثُم الطُمَأنِينَةُ في جُمْلَةِ ذَيْن ... وبَعْدَه الجُلوسُ بَينَ السَّجْدَتَينْ
وَفِيهِ تَطْمَئِنُّ والتَّشَهُّدُ ... أعْنِي الأخيرَ ثُمَّ فِيهِ تَقْعُدُ
ثُمَّ صَلاتُنا بِهِ عَلَى النّبِيْ ... ثُمَّ السَّلامُ وبِنَظْمٍ رَتِّب
سَتْرُ العورةِ
وَالسَّتْرُ للعَوْرةِ فَرْضٌ لازِمُ ... فكاشِفُ العورةِ عَمْداً آثمُ
فَعَوْرَةُ الذُّكُورِ مُطلَقاً تَعْم ... ما بَيْنَ سُرَّةٍ ورُكْبَةٍ لَهُمْ
وَعَورَةُ الإماءِ عِندَ المَحْرَمِ ... وللصلاةِ كالذكورِ فأعْلَمِ
وَعَوْرَةُ الحُرَّةِ غَيْرُ الوَجْهِ والْـ ... ـكَفَّيْنِ في الصلاةِ والشَعْرُ دَخَلَّ
وَللِنِّساءْ ومَحْرَم ذي قُربَهْ ... ما بَيْنَ سُرَّةٍ لها ورُكْبَهْ
وعَوْرَةٌ جَمِيعُها للأجْنَبي ... والحِقْ بها الإماءَ في ذا تُصِب
دَرَجاتُ النِّيًّةِ
يَلْزَمُهُ في الفَرْضِ جَمْعُ النيَّهْ ... لِلقَصْدِ والتَّعْيِينِ والفَرْضيَّهْ
والقَصْدُ والتعيينُ في النافلةِ ... إن أقِّتت والقَصْدُ في المُطْلَقةِ
فَبِأُصَلِّي القَصْدُ والتعيينُ مِنْ ... ظُهْرٍ وفَرضِيَّتُهُ فَرْضاً يَعِنْ
شُرُوطُ تَكْبِيرَةِ الإحرامِ
وَأشْرُطْ لأنْ تَكُونَ فِي الفَرْضِ القِيَامْ ... وأنْ تكُونَ عَرَبِيَّةَ النَّظامْ
بِلَفْظِ الله ولَفْظِ أكبَر ... بَيْنَهُما التَّرتيبُ شَرْطٌ يُؤْثَر
ولا يَمُدَّ هَمْزَةَ الجَلالهْ ... أوْ بَاءَ أكْبَرْ أو يَشُدَّ الباءَ لَهْ
ونَفْيُ واوٍ حُرِّكْ أو ساكِنَةِ ... بَيْنَهُما وقَبْلَ ذي الجَلاَلَةِ
ولا يَقِفْ بَينَهُما ولْيُسْمِعا ... مَن صحَّ نَفْسَهُ الحُروفَ أجْمَعا
كَذا دُخول الوقتِ في المُؤَقَّتِ ... معقودةً حالَ اتِّجاهِ القِبْلَةِ
كاملةً حروفُها ولْيَخْلُفا ... تَكْبِيْرُهُ تكبيرَ مَنْ له اقتفى
شُروطُ الفاتحةِ
عَشَرَةٌ كما رَواها الفُضَلا ... أوَّلُها الترتيبُ والثاني الوِلاَ
وَأرْعَ حُروفَها مَعَ الشَّدَّاتِ ... وَأنْفِ سُكوتاً قاطِعَ القِراةِ
واستَقْصِ آيَها وبَسْملْ للعَمَلْ ... وتَرْكُ لَحْنٍ بالمَعاني قد أخَلّ
وأن تَكُونَ حالةَ القِيام في ... فَرْضٍ ومَعذورٌ بِطُوْقٍ يَكتَفِي
ويُسْمِعَ القِراةَ نَفْسَه ولا ... تُثْنِيْ بذكرٍ أجْنَبِيْ تَخَلَّلا
تَشْدِيداتُ الفاتحةِ
أرْبَعُ عَشْرَة أتَتْ مُفَصَّلَهْ ... شَدَّاتُها مِنْ فَوقِ لامِ البَسْمَلَهْ
وفَوْقَ را الرحمنِ والرّحيمِ ثُمْ ... فَوقَ جَلالةٍ مَعَ الحَمْدِ تَضُمْ
وفَوقَ باءِ رَبِّ والرحمنِ ... كذا الرحيم في السياق الثاني
مالكِ يوم الدّينِ فوق الدّالِ ... وفَوقَ يا إيَّاك بالتَّوَالِي
وفَوقَ ضادِ الضَّالِّينَ الأجْوَدِ ... وفَوقَ لامِهِ تَمامُ العَدَد
مَوَاضِعُ رفعِ اليَدَيْنِ
وارْفَع يَدَيْكَ في مَوَاضعْ أربعه ... نَدْباً مع الإحرام يُرْفَعا مَعُهْ
وعِنْدَ أنْ تَرْكعَ أو تَعتَدِلا ... أو قُمْتَ بَعْدَ أن تَشَهَّدْ أوَّلا
شُرُوطُ السجودِ
وَاشْرُطْ بِأنْ يَسْجُدَ مُختاراً على ... سَبعةِ أعْظُمٍ فَخُذْها بالوِلا
مِنْ جَبْهَةٍ وبَطْنِ كَفَّي اليَدَيْنْ ... والرُّكْبَتَيْنِ وطِرافِ القَدَمَينْ
وأن يكونَ كاشِفاً لجَبْهَتِهْ ... مَعَ تَحامُلٍ بها في سَجْدَتِهْ
وعَدَمُ الهُوِيْ لِغَيْرِهِ ولا ... يَسْجُدْ على كَثَوْبِهِ مُتَّصِلا
ولْيَرْفَعَنْ عَلَى الأعالي ما سَفَلْ ... مِنْهُ إذا أمْكَنَهُ هذا العَمَلْ
تشديدات التشَهُّدِ وأقَلُّ الصلاةِ عَلى النَّبِيِّ وأقلُّ السلامِ
شَدّاتُها سِتٌّ وعشرون هِيَا ... مِنَ التَّحِيَّاتِ عَلَى تاءٍ ويا
الصَّلَواتُ فَوقَ صادٍ وعلى ... طاءِ وياءِ الطَّيِّبات تُجْتَلى
لِلَّهِ فَوقَ اللاَّم والسلامُ ... فَسِينُهُ تشديدُها لِزامُ
وفَوقَ ياءِ أيُّها ثُمَّ النَّبِيْ ... مِن فوقِ نُونِهِ ويائِهِ أحْسُبِ
ثُمَّ على لامِ جلالةٍ وسينْ ... مِنَ السلامِ للعبادِ الصَّالِحِينْ
ثُمَّ على لامِ جلالةٍ وصادْ ... الصَّالِحِين والذي بَعْدَ عِبادْ
وفَوقَ لامَيْ ألِفِ الشهادةِ ... ثم على اللاَّم مِنَ الجَلالةِ
أشْهَدُ أنَّ فَوقَ نُونٍ وعَلَى ... مِيمِ مُحْمَّدٍ كذا الراءُ تلا
مِنَ الرَّسُولِ ثُمَّ لامِ سامِيْ ... لِعَلَمِ الذَّات وفَوقَ لامِ
وَمِيمِ اللَّهُمَّ واللاَّمِ زِدِ ... بِصَلِّ والميم على مُحَمَّدِ
ثُمَّ على سِيْنِ السلامِ وانضمامْ ... لَفظِ عليكم مَعَهُ أدنى السلامْ
أوقاتُ الصلاةِ
خَمْسٌ فوقتُ الظُّهِر فيما يَظْهَرُ ... زوالُ شَمْسٍ بَدْؤه والآخِرُ
مَصِيرُ ظِلِّ الشَّيءِ مِثْلَهُ خلا ... ظِلِّ استِواءٍ وإذا زاد علَى
ذاكَ قليلاً فَهُوَ عَصرٌ يَدخُلُ ... آخرُه الغروبُ وهو الأولُ
لِمَغرِبٍ ويَنقَضِي إذا أفَلْ ... للِشَّفَقِ الأحمَرِ لَوْنٌ ودَخَلْ
وقتُ العِشاءْ وَهْوَ لِفَجْرٍ باقي ... وَأعْلَمْ ثلاثةً مِنَ الأشفاقِ
أحْمَرُ للمَغرِبِ والأصفرُ والْـ ... أبيضُ للعِشاءِ واندُبْ إن أفَلْ
هذانِ تأخيرَ صلاةٍ للعِشا ... تَوَقِّياً مِنَ الخِلافِ إذ فَشَا
سَكْتاتُ الصلاةِ
سِتٌ بِمَعْنى الجَهْرُ فيها لا يُباحْ ... ما بَيْنَ الاحرامِ وبَيْنَ الافتِتاحْ
وبَيْنَ ذِكْرِ الافِتتاح والَّذِي ... يُخْزِي الشَّيَاطِينَ مِنَ التعوُّذِ
وبَيْنَهُ وبَيْنَ أمِّ القرآنْ ... وبَيْنَ تالِيها وآمِينَ أمَانْ
وبَيْنَ آمِينَ وسُورةٍ خُشوعْ ... وبَيْنَها وبَيْنَ إقبالِ الركوعْ
أوقاتُ حُرمِة الصلاةِ
خَمْسَةُ أوقاتٍ بها مِنَ الصَّلاهْ ... يَحْرُمُ ما لا سَبَبٌ لَهَا اقتَضاهْ
مُقارنُ الإحرامِ كالكُسوفِ ... أوْ مُتَقَدِّمٌ كَنَذْرٍ تُوْفِي
عِندَ طلوعِ الشمس حتى تَرتفعْ ... وعِندَ الاسْتِواءِ حَسْبَمَا وَسِعْ
في غيرِ يومِ جُمْعةٍ وعِندَما ... تَصْفَرُّ حتى تمحى وحَرِّما
بَعدَ أداءِ الصُّبح حتى طَلَعَتْ ... وبَعدَ فِعْلِ العَصر حتى غَرَبَتْ
الأركانُ التي تَلَزَمُ فيها الطُمَأْنينةُ
ثُمَّ الطُمَأْنِيْنَةُ فَرْضٌ في مَحَالْ ... أربَعَةٍ وَهْيَ ركوعٌ واعتدالْ
ثم السُّجودُ وجلوسُ السَّجدَتَينْ ... وحَدُّها السكونٌ بَيْنَ حَرْكَتَينْ
بحيثُ تَستَقِرُّ فيها أعضاهْ ... مَحَلَّها بِقَدْرِ سبحانَ الله
أسبابُ سجودِ السَّهْوِ
أسبابُهُ أربعةٌ مِنْ كُلِّ سَاهْ ... أن يَترُكَ البعضَ من أبعاضِ الصلاةْ
أو بَعضَهُ أو نَقْلُ رُكنٍ قَوْلِي ... أو غيرهِ إلى سِوَى المحَلِّ
رابعُها إيقاعُ رُكنٍ فَعَلَهْ ... مَعَ زِيادةٍ لَهُ مُحْتَمَلَهُ
أبعاضُ الصلاةِ
سَبعةٌ التشَهَّدُ الأولُ مَعْ ... قُعودِهِ ثم الصلاةُ تَتْبَعْ
فيهِ على النَّبِيِّ ثُمَّ في الأخيرْ ... مِنَ التَّحِيَّات على آل البشيرْ
ثم القنوتُ والصلاة والسلامْ ... فيهِ على النَّبِيِّ والآلِ الكرامْ
كذلك الصَّحْبِ وزِدْ قيامَهْ ... ثامنُها كي تُحْسِنَ انتظامَهْ
مُبطِلاُتُ الصلاةِ
بعَشْرةٍ تَبْطُلُ بَعدَ أربعا ... بحَدَثٍ أو نَجِسٍ قد وَقَعا
إنْ لَمْ يُزَلْ حالاً بغيرِ حَمْلِ ... وكَشْفِ ريح عورةً المُصَلِّي
لَمْ تَنْسَتِر حالاً وبالتَّكَلُّمِ ... عَمْداً بحَرفَينِ وحَرْفٍ مُفْهِمِ
وتَبْطُل الصلاةُ بالمفَطِّرِ ... عَمْداً وبالأكل لِنَاس مُكثِرِ
وَبثلاتِ حَرَكاتٍ تُوبِعَتْ ... وَلَوْ سَها وَوَثْبَةٍ قد فَحْشَتْ
وَبَطَلَتْ بالضَّربةِ المُفْرِطةِ ... وفِعْلِ رُكْنٍ زائدٍ بِعَنَتِ
وإنْ بِرُكنَينِ تَقَدَّمْ أو خَلَفْ ... على إمامِهِ بِلا عُذْرٍ صَرَفْ
وُنِيَّةُ قُطعِ الصلاةِ أو بَدا ... تَعْلِيقُهُ أو فيه قد تَرَدَّدا
شروطُ القدوةِ
أحَدَ عَشْرَ وَهْيَ أنْ لا يَعْلَما ... ما أبطَلَ الصلاةَ مِمَّن أمَما
بِنَحْوِ حَدَثٍ وأن لا يَعْتَقِدْ ... قَضاءَها عليه واجِباً وَزِدْ
أنْ ليس مأموماً ولا أمِّيَّا ... وَانجَرَّ عن مَوْقِقِهِ ظِهْرِيّا
وعِلْمَهُ اشْرُطْ بانتقالاتِ الإمامْ ... واجتَمَعَا بمسجِدٍ أو في مقامْ
ثلثِمائةٍ ذراعاً ونوى ... نحوَ جماعةٍ ونظماً استوى
ما صَلَّياه وانتفى فُحش الخلافْ ... في سُنَّةٍ ثم ليُتابِعْ باعتراف