أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 ديسمبر 2022

كتاب الإخلاص والنية للإمام أبي بكر عبيد الله بن محمد ابن أبي الدنيا (٢٠٨ -٢٨١ هـ) بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

كتاب الإخلاص والنية 

للإمام أبي بكر عبيد الله بن محمد ابن أبي الدنيا

(٢٠٨ -٢٨١ هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لا شك أن صلاح القلب هو الباعث الأول على صلاح العمل، وصلاح العمل إنما يكون بصلاح النية، فحتى يتم العمل ويقبل لا بد من إحسان النية، فإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يأجرُ العبد على حسّن نيته حتى في اللقمة يضعها في فيه، وفي النومة يريح بها جسده.

والإخلاص هو الذي يجعل في عزم الرجل متانة، ويربط على قلبه؛ فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية. وكثير من العقبات التي تقوم دون بعض المشروعات لا يساعدك على تذليلها إلا الإخلاص. ولولا الإخلاص الذي يضعه الله في نفوس زاكيات لَحُرِمَ الناس من خيرات كثيرة تقف دونها عقبات. قد يُخل الرجلُ في بعض الأعمال، ويتغلب عليه الهوى في بعضها؛ فيأتي بالعمل صورة خالية من الإخلاص.

 والذي يرفع الشخص إلى أقصى درجات الفضل والمجد إنما هو الإخلاص الذي يجعله الإنسانُ حليف سيرته؛ فلا يُقدِم على عمل إلا وهو مستمسك بعروته الوثقى.

ولا نبالغ إذا قلنا: إن النفس التي تتحرر من رق الأهواء، ولا تسير إلا على وفق ما يمليه عليها الإخلاص هي النفس المطمئنة بالإيمان، المؤدبة بحكمة الدين، ومواعظه الحسنة. 

والإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقي للفلاح، فصغير الأعمال بالإخلاص يكون كبيراً، وقليلها يكون كثيراً.

والإخلاص هو الذي يحمل الإنسان على مواصلة عمل الخير؛ فمن يصلي رياءاً، أو حياءاً من الناس لابد أن تمر عليه أوقات لا ينهض فيها إلى الصلاة، ومن يحكم بالعدل؛ ابتغاء السمعة، أو خوف العزل من المنصب قد تَعْرِضُ له منفعة يراها الذ من السمعة، أو يصادفه أمن العزل ـ فلا يبالي أن يدع العدل جانباً.

ومن يدعو إلى الإصلاح ابتغاء الجاه قد ينزل بين قوم لا يحظى بينهم إلا من ينحط في أهوائهم؛ فينقلب داعياً إلى الأهواء. ومن يفعل المعروف لأجل أن تُردّدَ ذِكْرَهُ الألسنة في المجالس أو الصحف قد يرى بعينه سبيلا من سبل الخير في حاجة إلى مؤازرة؛ فيصرف عنه وجهه وهو يستطيع أن يمد إليه يده، ويسد حاجته. 

والإخلاص الذي يقوم على الإيمان الصادق هو الذي يسمو سلطانه على كل سلطان، ويبلغ أن يكون مبدأ راسخاً تصدر عنه الأعمال الصالحة. ولعلك لا تجد أحداً يتصدى لعمل إلا وهو يدعي الإخلاص فيما يعمل؛ ذلك أن الإخلاص موطنه القلب، والقلوب محجوبة عن الأبصار.

وإذا وصفت أحداً بالإخلاص أو عدمه فإنما ترجع في وصفك إلى أمارات تبدو لك من أحواله الظاهرة. ومن هذه الأحوال ما يدلك على سريرته دلالة قاطعة، ومنها ما لا يتجاوز بك حد الظن، - وهذا موضع التثبت والاحتراس؛ ففي وصف المخادع بالإخلاص ووصف المخلص بالمخادع ضرر اجتماعي كبير؛ فإن وثقت بمجرد الظن لم تأمن أن تقضي على فاسد الضمير بالإخلاص؛ فيتخذه الناسُ موضع قدوة؛ فيستدرجهم من فساد صغير، حتى إذا ألفوه نقلهم إلى فساد كبير. وربما قضيت على طاهر القلب بعدم الإخلاص، فكنت كمن يسعى لإطفاء سراج، والناس في حاجة إلى سرج تنير لهم السبيل. 

والإخلاص فضيلة في نفسه، ولا ينزل في نفس إلا حيث تنزل فضائل كثيرة؛ فالإخلاص يَمُدُّ قلب صاحبه بقوة؛ فلا يتباطأ أن ينهض للدفاع عن الحق، ولا يبالي في دفاعه إذا أصابه ما أصابه. والإخلاص يشرح صدر صاحبه للإنفاق في بعض وجوه البر؛ فتراه يؤثرها بجانب من ماله وإن كان به خصاصة. 

والإخلاص يعلم صاحبه الزهد في عَرَض الدنيا ؛ فلا يُخشى منه أن يناوئ الحق، أو يُلْبِسَهُ بشيء من الباطل، ولو أمطر عليه أشياع الباطل فضة أو ذهباً. والإخلاص يحمل القاضي على تحقيق النظر في القضايا؛ فلا يفصل في قضية إلا بعد أن يتبين له الحق.

والإخلاص يوحي إلى الأستاذ أن يبذل جُهْدَه في إيضاح المسائل، والرقي بأخلاق الطلبة، وأن لا يبخل عليهم بما تسَعُهُ أفهامهم من المباحث المفيدة، وأن يسلك في التدريس الأساليب التي تجدد نشاطهم للتلقي عنه.

والإخلاص يصون التاجر عن أن يخون الذي يأتمنه في صنف البضاعة أو قيمتها، ويحمل الصانع على إتقان عمله حسب الطاقة. 

والإخلاص يردع قلم الكاتب عن أن يقلب الحقائق، أو يكسوها لوناً غير لونها؛ إرضاء الشخص أو طائفة. هذه بعض مآثر الإخلاص ؛ فحقيق علينا أن نربي أنفسنا ومن تحت أيدينا على فضيلة الإخلاص، وأن نلقن ناشئتنا ماذا يناله المخلص من حمد وكرامة وحسن عاقبة؛ لكي يَخْرُجَ لنا رجال مخلصون يقوم كل منهم بالعمل الذي يتولاه بحزم وإتقان.

وهذا الجزء الحديثي النفيس؛ لأحد أئمة الدنيا في العلم والورع وهو الإمام المُسند الحافظ عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، وعدة ما في هذا الجزء (٥٦) أثراً عن السلف من الصحابة والتابعين، بما في ذلك ثلاثة أحاديث مرفوعة في النية وإخلاص العمل. 

وقد استدرك المحقق في ذيل الكتاب بعض الأحاديث التي تصب في نفس الموضوع، والتي خرّجها ابن أبي الدنيا في كتاب (الإخلاص والنية) مما لم يذكر في أصل الكتاب، ومورده في ذلك: (جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب الحنبلي)، وقد بلغت (١٨) ثمانية عشر أثراً، بما في ذلك حديثان مرفوعان. كما استدرك آثاراً أخرى لابن أبي الدنيا من كتاب الزبيدي المعروف بـ(إتحاف السادة المتقين)، وقد بلغت (٦) ستة آثار، بما في ذلك ثلاثة أحاديث مرفوعة، وهي زيادات نافعة إن شاء الله تعالى.

وعليه فجملة ما في الكتاب من الآثار والأحاديث مجموعةً (٨٠) ثمانين، المرفوع منها (٨) ثمانية، والبقية آثار عن السلف الماضين من الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم أجمعين.

وفي هذا المقال: 

-ترجمة لابن أبي الدنيا.

أولاً: معنى الإخلاص في اللغة والشرع.

ثانياً: بيان فضل الإخلاص وأهميته.

ثالثاً: علاقة الإخلاص بالتقوى.

رابعاً: تفاوت الأعمال بتفاوت الإخلاص.

خامساً: من الأعمال التي يدخلها الإخلاص ترك المنهيات والمحرمات.

سادساً: فهرست الأقوال والآثار في الكتاب.

ترجمة موجزة للإمام ابن أبي الدنيا

هو الإمام الزاهد، الحافظ، الأديب، المؤدب، أبو بكر، عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس، القرشي، البغدادي، الأموي مولاهم، البغدادي ، الحنبلي.

وُلد ببغداد سنة ٢٠٨ في عصر كانت فيه بغداد مدينة العلم والحكم، يقطنها العلماء والرواة  ويقصدها الطلاب والأعيان.

نشأ ابن أبي الدنيا في بيت علم ورواية، فأبوه: محمد بن عبيد، مسند معروف، حدث عن هشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، وترجم له الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد » ۲/ ۳۷۰، فدفعه والده إلى حِلَقِ العلم، والأخذ عن العلماء، والتلقي عن الرواة، وهو في سن التمييز.

ولما كانت بلدته محطّ أنظار طلبة العلم والعلماء، ومقصد المسندين والرواة، لم يحتج إلى الرحلة في الطلب، بل كانت العلوم فيها مجموعة، من رحلة العلماء إليها، فسمع من البخاري فأغناه عن الرحلة مستفيداً والترمذي ومن في طبقتهما، وبلغ عدد مشايخه المئات كما سيأتي.

أخذ الحافظ ابن أبي الدنيا قراءة القرآن عن الإمام الحافظ خَلَف بن هشام المقرىء، وتمكن من العربية على يد الإمام الحافظ أبي عبيد القاسم بن سلام. واهتم بالشعر والأدب على يد الشاعر الشيخ محمود بن الحسن الوراق. وتخرج بالتاريخ والسير والأخبار على يد الإمام محمد بن سعد، كاتب الواقدي، صاحب «الطبقات الكبرى»، والإمام الحافظ أبي حسان الزيادي الحسن بن عثمان البغدادي.

وأما الزهد والرقائق ورواية الحديث فهو فارس ميدانهما، وصاحب سبق في كثرة التأليف فيهما خاصة. إذ اعتنت مدوّنات الحديث، وكتب العلماء، بذكر الأخبار من روايته؛ يدفعهم إلى ذلك موضوع الرواية، وذكره للإسناد. 

لذلك أكثر الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» من ذكر الروايات من طريقه.

واهتم الإمام السيّد محمد مرتضى الزَّبيدي في كتابه «إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين» بالنقل عن كتب ابن أبي الدنيا في كل موضوع أورده، كما يشهد لذلك الملاحظة والتتبع..

وكان لتبكير ابن أبي الدنيا في الطلب، وهو في سن التمييز، وعلوّ همته في التحصيل، خير عامل على علو سنده، وكثرة مروياته. 

فقد ذكر الحافظ المزي في ترجمة ابن أبي الدنيا في «تهذيب الكمال» ٢ /٧٣٦ أسماء مئة وتسعة عشر شيخاً، وأورد له الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ٣٩٧/١٣ أربعة وتسعين شيخاً على سبيل الاختصار، وفي كتاب «الصمت وآداب اللسان» للمترجم وحدَه رواية عن مائتين وخمسة عشر شيخاً !

نتف من أخباره:

كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحداً، إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه في آن واحد أبكاه، لتوسعه في العلم والأخبار، قال عمر بن سعد القراطيسي: كنا عند باب ابن أبي الدنيا ننتظر فجاءت السماء بالمطر فأتتنا جاريةٌ برقعة، فقرأتها فإذا فيها مكتوب: 

أنا مشتاق إلى رؤيتكم يا .. أخلائي وأنتم سمعي والبصر 

كيف أنساكم وقلبي عندكم  …حال فيما بيننا هذا المطر

ومن نظمه أيضاً: إذا أنت صاحبت الرجال فكُن فتى وكُن مثل طعم الماء عذباً وبارداً كأنك مملوك لكلّ رفيق على الكبد الحَرَّى لكل صديق.

وكتب إلى المعتضد وابنه المكتفي، وكان مؤدبهما: إن حق التأديب حق الأبوة عند أهل الحِجَى وأهل المروّة وأحق الأنام أن يعرفوا ذاك ويرعوه أهلُ بيت النبوة، وأخرج الخرائطي عن علي بن الحسين قال: أنشدني ابن أبي الدنيا: 

لو كنتُ أعرفُ فوقَ الشكر منزلةً .. أعلى من الشكر عند الله في الثَّمن

إذاً مَنَحتُكَها مُهَذِّبةً حذواً .. على حذو ما أَوْلَيْتَ من حَسَنِ

مؤلفاته:

أكثر الحافظ ابن أبي الدنيا من التصنيف، فألف في القراءات، والتوحيد، والفقه، والزهد والرقائق، والآداب والفضائل والتاريخ والتراجم، والأدب والملح، وغير ذلك ورغم اختلاف الحديث في الموضوعات التي صنّف فيها إلا أنها كلها على طريقة المحدثين المعتنية بذكر الأخبار مسندةً. 

بل تكاد تكون كلُّ مصنفاته آثاراً وأخباراً، كأنه جمع فيها ما تحصل عنده من الرواية فأودعها فيها، مرتباً إياها بحسب الموضوع.

ويبقى موضوع الزهد والرقائق الخط العام لمؤلّفاته وقد اعتنى العلماء المصنفون بذكر كتب ابن أبي الدنيا والاعتناء بجمعها، مثل النديم في « الفهرست »: ١٨٥ ، والذهبي في « سير أعلام النبلاء » ٤٠١/١٣ - ٤٠٤ ، وابن خير الإشبيلي في « فهرسة ما رواه عن شيوخه » ص ۲۸۲ وحاجي خليفة في «كشف الظنون » ، والبغدادي في « هدية العارفين ( ١ / ٤٤١ - ٤٤٢ ، والكتاني في « الرسالة - المستطرفة » ص :

وفي مخطوطات الظاهرية معجم في ذكر « أسماء مؤلفات ابن أبي الدنيا » مجهول المؤلف ، نشره الدكتور صلاح الدين المنجد في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، وضم إليه زيادات فبلغ إجمال مؤلفاته ١٩٨ كتاباً وجمع الأستاذان نجم عبد الرحمن خلف أسماء مصنفاته ورتبها موضوعياً ، في مقدمة تحقيق كتاب « الصمت وآداب اللسان » لابن أبي الدنيا فبلغت ۲۱۷ كتاباً، والأستاذ ياسين محمد السواس أسماء مصنفاته في مقدمة تحقيق كتاب « الشكر الله عزّ وجلّ » له أيضاً فبلغت ٢٠٢ كتاباً. وقد اعتنى الأستاذان بتوثيق كلّ كتاب؛ فذكروا مصادر توثيقه وأشاروا إلى مواضع وجود مخطوطات كلّ كتاب في العالم إن كان موجوداً، وفيما يلي جدول بموضوعات كتب ابن أبي الدنيا، وعدد الكتب المصنفة بها.

 الموضوع عدد الكتب

١ - القراءات ٤

۲ - الحديث ٢

٣ ـ التوحيد ١١

٤ - الفقه ١٠

٥ - الزهد والرقائق ١٠٢

٦ - التاريخ والتراجم ٣٧

٧- الآداب والفضائل ١٧

٨- الأدب والملح ٧

۹ - المنوعات ٢٧

مجموع كتب ابن أبي الدنيا ۲۱۷

ومن كتبه في موضوع الزهد والرقائق حيث كتابنا من مواضيعه اصطناع المعروف » و«الأولياء»، و«التهجد»، و«التوكل»، و«الجوع»، و«حُسن الظَّن بالله»، و«الخمول»، و«التواضع»، و«ذمّ البغي»، و«ذم الدنيا»، وذم الملاهي»، و«الرضا عن الله والصبر على قضائه» ، و الرّقة والبكاء»، و«الشكر» ، و«الصبر»، و«العظمة»، و«العقوبات»، و«القناعة»، و«محاسبة النفس»، و«مكايد الشيطان» ، و«الهم والحزن »، و«الهواتف »، و«الوجل» ، و«الورع » ، و«اليقين » .

وفاته:

توفي الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في جمادى الأولى الأربع عشرة ليلة خلت من سنة إحدى وثمانين ومئتين ببغداد ، وصلى عليه القاضي يوسف بن يعقوب البصري ، ودفن بالشُّونيزية (٢) ، عليه سحائب الرحمة والرضوان .

أولاً: الإخلاص في اللغة والشرع:

وأصل الإخلاص في اللغة: مادة خَلَص، والخالص: هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه.

والإخلاص في الشرع: هو تصفية العمل من كل شائبة تشوبه. 

ومدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل امتثال أمر الله ، وإرادته -عز وجل- فلا يمازج العمل شائبة من شوائب إرادة النفس: إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم أو خدمتهم ومحبتهم، وقضائهم حوائجه، أو غير ذلك من العلل، والشوائب التي يجمعها : إرادة ما سوى الله في العمل؛ فهذا هو مدار الإخلاص.

ولا حرج بعد هذا على من يطمح إلى شيء آخر، كالفوز بنعيم الآخرة، أو النجاة من أليم عذابها. بل لا يذهب بالإخلاص - بعد ابتغاء وجه الله - أن يخطر في بال العامل أن للعمل الصالح آثاراً طيبةً في هذه الحياة الدنيا كطمأنينة النفس، وأمنها من المخاوف، وصيانتها عن مواقف الذل والهون، إلى غير ذلك من الخيرات التي تعقب العمل الصالح، ويزداد بها إقبال النفوس على الطاعات قوة إلى قوة. هذا هو مفهوم الإخلاص.

ثانياً: بيان فضل الإخلاص، وأهميته:

قال الله - عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء ويُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله - تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : بل إخلاص الدين الله هو الدين الذي لا يقبل الله سواه، وهو الذي بعث به الأولين والآخرين من الرسل، وأنزل به الكتب، واتفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهذا هو خلاصة الدعوة النبوية، وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رحاه».

وقال متحدثاً عن فضل العبادة والإخلاص: «فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله عز وجل، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا الله، ولا أمتع، ولا أطيب».

ثالثاً: علاقة الإخلاص بالتقوى:

وقد يُعبر عن الإخلاص بالتقوى كما في قوله تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين}؛ جاء في تفسير (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) ص۱۹۱: وأصح الأقوال في تفسير المتقين هنا: أي المتقين لله في ذلك العمل بأن يكون عملهم خالصاً لوجه الله ، متبعين فيه لسنة رسول الله، أ.هـ. فهذا أحد إطلاقات التقوى في القرآن الكريم؛ ذلك أن التقوى تطلق في القرآن عدة إطلاقات تختلف باختلاف سياق الكلام.

ومن تلك الإطلاقات: 

أ- الخشية : قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} أي : اخشوا. 

ب- العبادة: قال الله تعالى: {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون} أي : اعبدون. 

ج- ترك العصيان: قال الله تعالى: {وَأتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ}، أي: لا تعصوه.

د -التوحيد: قال الله تعالى: {أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أي وحدوه. 

هـ - الإخلاص: قال الله تعالى: {فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} أي: من إخلاصها لله.

وهذه هي إطلاقات التقوى، أما تعريفها فقد عرفت بتعريفات عديدة متقاربة هي من باب اختلاف التنوع ومن باب تفسير الشيء بأحد أفراده. 

والتعريف الشرعي قريب من التعريف اللغوي، وإليك بعض ما عرفت به التقوى.

أ- قال طلق بن حبيب: «التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله» .

 ب وعرفها الراغب الأصفهاني بقوله: «التقوى في تعارف الشرع: حفظ النفس عما يُؤثم، وذلك بترك المحظور، ويتم ذلك بترك بعض المباحات».

ج- وقال ابن الجوزي: «التقوى: اعتماد المتقي ما يحصل به الحيلولة بينه وبين ما يكرهه».

د -وقال ابن تيمية: «اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما أمر الله به إيجاباً، تحريماً، وتنزيهاً، وهذا يجمع حقوق الله، وحقوق واستحباباً، ونهى عنه العباد».

هـ- وقال ابن رجب: «أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه؛ فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه، وسخطه، وعقابه وقايةً تَقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معصيته».

رابعاً: تفاوت الأعمال بتفاوت الإخلاص:

وهذه العبارة هي إشارة إلى قاعدة جليلة القدر، عظيمة النفع لمن تدبرها، وأعطاها حقها؛ فقد تكون صورة العمل واحدة بين شخص وآخر وبينهما من الأجر ما بين السماء والأرض.

 قال ابن القيم مقرراً هذا المعنى: فتفاضل الأعمال عند الله - تعالى - بتفاضل ما في القلوب من الإيمان، والإخلاص، والمحبة، وتوابعها. وهذا العمل الكامل هو الذي يكفر السيئات تكفيراً كاملاً ، والناقص بحسبه. وبهاتين القاعدتين تزول إشكالات كثيرة، وهما: تفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الإيمان، وتكفير العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه.

وبهذا يزول الإشكال الذي يورده من نقص حظه من هذا الباب على الحديث الذي فيه : (أن صوم يوم عرفة يُكفّر سنتين ، ويوم عاشوراء يكفر سنة). قالوا: فإذا كان دأبه دائماً أنه يصوم يوم عرفة، فصامه، وصام يوم عاشوراء؛ فكيف يقع تكفير ثلاث سنين كل سنة؟ 

وأجاب بعضهم عن هذا بأن ما فَضل عن التكفير ينال به الدرجات. ويا الله العجب؛ فليت العبد إذا أتى بهذه المكفرات كلها أن تكفر عنه سيئاته باجتماع بعضها إلى بعض والتكفير بهذه مشروط بشروط، موقوف على انتفاء موانع في العمل وخارجه؛ فإن علم العبد أنه جاء بالشروط كلها، وانتفت عنه الموانع كلها - فحينئذ يقع التكفير.

وأما عمل شملته الغفلة أو لأكثره، وفقد الإخلاص الذي هو روحه، ولم يوف حقه، ولم يقدره حق قدره - فأي شيء يكفر هذا؟ فإذا وثق العبد من عمله بأنه وفاه حقه الذي ينبغي له ظاهراً وباطناً، ولم يعرض له مانع يمنع تكفيره، ولا مبطل يحبطه - من عُجب، أو رؤية نفسه فيه، أو يمن به، أو يطلب من العباد تعظيمه، أو يستشرف بقلبه لمن يعظمه عليه، أو يعادي من لا يعظمه عليه، ويرى أنه قد بخسه حقه، وأنه قد استهان بحرمته - فهذا أي شيء يكفر ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر؟ وليس الشأن في العمل، إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه؛ فالرياء وإن دق محبط للعمل، وهو أبواب كثيرة لا تحصر، وكون العمل غير مقيد باتباع السنة - أيضاً - موجب لكونه باطلاً، والمن به على الله ـ تعالى ـ بقلبه مفسد له.  وكذلك المن بالصدقة ، والمعروف والبر والإحسان، والصلة مفسد لها. 

إلى أن قال : فمعرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها، ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد، ويحرص على عمله، ويحذره ا - هـ .

خامساً: من الأعمال التي يدخلها الإخلاص ترك المنهيات والمحرمات:

ويدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الإخلاص - ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة إذا تركها خالصاً من قلبه، ولم يكن لتركها من الدواعي غيرُ الإخلاص.

فكلما عظمت الرغبة في الشهوة المحرمة، وتاقت النفس إليها، وكثرت الدواعي إلى الوقوع فيها ، وتركها الإنسان الله - عز وجل - عظم أجره، وتضاعفت مثوبته. ولكن ليس له أجر في تركه. 

والفرق بين سبب الترك عند الأول والثاني هو الإخلاص؛ فانظر كيف تضاعف أجر الأول، وكان قصارى أمر الثاني السلامة من الإثم مع أن صورة العمل الظاهرة واحدة. والشواهد والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة جداً.

ومن أعظم الأدلة على هذا المعنى: قصة أصحاب الغار. ولأجل ذلك كان للتائب إذا حسنت توبته نصيب غير منقوص من هذا المعنى العظيم ألا وهو مضاعفة الثواب؛ لأنه ترك ما تميل إليه نفسه من الشهوات المحرمة.

ففي الصحيحين عن عبد الله ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ﷺ قال : «بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : إنه ـ والله يا هؤلاء ـ لا ينجيكم إلا الصدق؛ فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه. فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق (قدر يساوي ٣ آصع) من أرز، فذهب وتركه ، وأني عَمَدْتُ إلى ذلك الفرق فزرعته ، فصار من أمره أني اشتريت بقرا، وأنه أتاني يطلب أجره، فقلت له : اعْمَدْ إلى تلك البقر فسقها، فقال لي : إنما لي عندك فرق من أرز. فقلت له : اعمد إلى تلك البقر؛ فإنها من ذلك الفرق، فساقها؛ فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة. فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فَيَستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلوع الفجر؛ فإن كنت تعلم أني قد فعلت، فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت، فأتيتها بها ، فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها فقالت : اتق الله ، ولا تفض) الخاتم إلا بحقه ، فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا؛ ففرج الله عنهم، فخرجوا).

والشاهد من هذا الحديث واضح جلي؛ فالأول ترك المال الكثير - مع ما جبلت عليه النفوس من حب المال، ومع استطاعته ألا يتركه لصاحبه - إخلاصاً الله. والثاني ترك سقي أولاده مع حاجتهم، وشدة عطشهم؛ براً بوالديه، وإخلاصاً لربه. والثالث ترك مواقعة ابنة عمه - مع تمكنه من الفعل، ومع شدة تعلقه بها، وحبه لها - إخلاص لله - عز وجل. 

فهؤلاء الثلاثة تركوا أشياء يحبونها الله ، فقبل الله منهم ذلك، وكان من صالح العمل الذي يدعى به ، ويكون سبباً لإجابة من دعا به.

وهذا يدل على أن التروك داخلة في الإخلاص، وأنها تُسمى أفعالاً على الصحيح كما في قوله - تعالى -: {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْت لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (المائدة: ٦٣). 

ثم إن في التروك للمحرمات مراغمة للشيطان، وتحلياً بالصبر، ومنازعة للنفس الأمارة بالسوء.

ولا يخفى ما في ذلك من مضاعفة الثواب. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في (الفتاوى السعدية» في إشكال وجوابه في قصة أصحاب الغار: وقع إشكال في قصة أحد الثلاثة أصحاب الغار : لما عف عن بنت عمه الله - تعالى - في تلك الحالة التي منعه خوف الله - تعالى - من وقوع المحظور كيف لم يتزوجها مع أن الظاهر أنها ليست بذات زوج ؟ وأشكل منه في الآخر الذي لما وجد والديه نائمين وقد حلب لهما غبوقهما كره أن يوقظهما، وكره أن يعطي أحداً من أهله، وأولاده، والصبية يتضاغون من الجوع.

وكيف لم يدفع حاجة هؤلاء المضطرين مع وجوب ذلك، وأنه لا ينافي البر للوالدين؟

فجاء الجواب لذلك بأن النبي إنما ذكر في قصة كل واحد من الثلاثة أعلى حالة في نيل ذلك الخلق الفاضل، فذكر أعظم عِنْةٍ تُقَدَّر، وأعظم بر، وأعظم وفاء، بقطع النظر عما يقترن بتلك القضايا من الأمور الأخر؛ إذ ليست مقصودة، ولا مرادة.

قال الله - عز وجل: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (٦٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأَوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. 

وقد تكلم العلماء عن صفة تبديل الحسنات سيئات، قال ابن القيم الله: واختلفوا في صفة هذا التبديل وهل هو في الدنيا أو في الآخرة؟ على قولين: فقال ابن عباس وأصحابه هو تبديلهم بقبائح أعمالهم محاسنها، فبدلهم بالشرك إيماناً، وبالزنا عفة وإحصاناً، وبالكذب صدقاً، وبالخيانة أمانة». فعلى هذا معنى الآية: أن صفاتهم القبيحة، وأعمالهم السيئة بدلوا عوضها صفات جميلة، وأعمالاً ،صالحة، كما يبدل المريض بالمرض صحة، والمبتلى بيلائه عافية.

وقال سعيد بن المسيب وغيره من التابعين: هو تبديل الله سيئاتهم عملوها بحسنات يوم القيامة، فيعطيهم مكان كل سيئة حسنة. ثم قال ابن القيم بعد أن تكلم على القولين السابقين : "إذا علم هذا فزوال موجب الذنب وأثره تارة يكون بالتوبة النصوح وهي أقوى الأسباب، وتارة يكون باستيفاء الحق منه وتطهيره في النار؛ فإذا تطهر بالنار وزال أثر الوسخ والخبث عنه أعطي مكان كل سيئة حسنة، فإذا تطهر بالتوبة النصوح وزال عنه بها أثر وسخ الذنوب وخبثها كان أولى بأن يعطى مكان كل سيئة حسنة؛ لأن إزالة التوبة لهذا الوسخ والخبث أعظم من إزالة النار، وأحب إلى الله. وإزالة النار بدل منها، وهي الأصل؛ فهي أولى بالتبديل مما بعد الدخول». 

وقال: «التائب قد بدل كل سيئة بندمه عليها حسنة؛ إذ هو توبة تلك السيئة، والندم توبة ، والتوبة من كل ذنب حسنة؛ فصار كل ذنب عمله زائلاً بالتوبة التي حلت محله وهي حسنة؛ فصار له مكان كل سيئة حسنة بهذا الاعتبار؛ فتأمله؛ فإنه من ألطف الوجوه. من أسرار التوبة ولطائفها». 

وبناءاً على هذا فقد تكون هذه الحسنة مساوية في القدر لتلك السيئة، وعلى هذا فإنه قد يُثار تساؤل عن سبب تبديل سيئاته حسنات، وقد يُقال: هل يكون من كثرت سيئاته وعظمت أفضل ممن قلت سيئاته وخفت إذا هما تابا؟ وكيف يكون ذلك؟

ولعل الجواب ما تضمنه كلام المؤلف من أن الأعمال تتضاعف إذا ترك الإنسان ما تشتهيه نفسه من الشهوات المحرمة إذا تركها خالصاً من قلبه.

ولا ريب أن كثرة المعاصي تضعف القلب، وتحول دون التوبة الصالحة الخالصة النصوح؛ لأن الذي يقع في الذنوب الكثيرة الكبيرة - يقوى تعلقه بها، ويصعب خلاصه منها؛ فإذا أراد التوبة منها ، والإقلاع عنها ـ كان محتاجاً إلى قوة إخلاص وإرادة ، وقوة قهر للنفس ومنازعة لها. فإذا اقتحم تلك العقبة، فقدع نفسه، وقهرها، وتجرع مرارة الصبر، وغُصص الحرمان - كان جديراً بتلك الكرامة ، ألا وهي تبديل السيئات حسنات. 

قال ابن القيم الله: «وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة أيهما أفضل : رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها الله ؟ فكتب عمر : إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها الله وجل - من الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم. وهكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه، فأبغضها الله، وحذرها، وحذر منها، ودفعها عن نفسه، ولم يدعها تخدش وجه إيمانه، ولا تورثه شبهة ولا شكاً، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لها، ونفرة عنها، أفضل ممن لا تخطر بباله، ولا تمر بقلبه؛ فإنه كلما مرت بقلبه، وتصورت له ازداد عز محبة للحق، ومعرفة بقدره وسروراً به؛ فيقوى إيمانه به. 

كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلّما مرت به، فرغب عنها إلى ضدها ازداد محبة لضدها ورغبة فيه وطلباً له وحرصاً عليه؛ فما ابتلى الله -سبحانه- عبده  المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي، وميل نفسه إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منها، وخير له، وأنفع وأدوم، وليجاهد نفسه على تركها له ـ سبحانه - فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى.

فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدت إرادته لها وشوقه إليها - صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم؛ فكان طلبه له أشد وحرصه عليه أتم، بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك؛ فإنها وإن كانت طالبة للأعلى لكن بين الطلبين فرق عظيم. ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكباً على النجائب فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيره؛ فهو - سبحانه - يبتلي عبده بالشهوات، إما حجاباً له أو حجاباً له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته.

وقال تعالى في حق يوسف يوسف عليه السلام: {كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف: ٢٤). فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصورة المحرمة، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه الله. 

ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله، والإخلاص له بحيث تغلبه نفسه على اتباع هواها؛ فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه - انقهر بلا علاج».

قال السعدي في "تفسيره": وإذا كان العبد مخلصاً لله اجتباه ربه، فأحيا قلبه، واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء، ويخاف من ضد ذلك. بخلاف القلب الذي لم يخلص الله ، فإن فيه طلباً، وإرادة، وحباً مطلقاً، فيهوى ما يسنح له، ويتشبث بما يهواه كالغصن أي نسيم مرَّ به عطفه وأماله اهـ .

هذا وإن للإخلاص آثاره العظيمة على الأفراد بخاصة، وعلى الأمة بعامة، فللإخلاص تأثير عظيم في تيسير الأمور، فمن تعكست عليه أموره، وتضايقت عليه مقاصده فليعلم أنه بذنبه أصيب، وبقلة إخلاصه عوقب.

وقد يكون ثم موانع ، وأعذار تعلم، أو لا تعلم، والله أعلم. وهناك شواهد أخرى على هذا المعنى العظيم الذي تتضاعف لأجله الأعمال. ومن أعظم تلك الشواهد ما جاء في قصة يوسف - عليه السلام - مع امرأة العزيز؛ فلقد أخبرنا الله - عز وجل - عن عشق امرأة العزيز ليوسف عليه السلام. وما راودته، وكادته به.

وأخبر عن الحال التي صار إليها يوسف، بصبره وعفته، وتقواه، مع أن الذي ابتلي به أمر لا يصبر عليه إلا من صبره الله؛ فإن مواقعة الفعل بحسب قوة الداعي وزوال المانع ، وكان الداعي ههنا في غاية القوة، وذلك من وجوه: 

أحدها: ما ركبه الله - سبحانه - في طبع الرجل من ميله إلى المرأة، كما يميل العطشان إلى الماء، والجائع إلى الطعام، حتى إن كثيراً من الناس قد يصبر عن الطعام والشراب، ولا يصبر عن النساء. وهذا لا يذم إذا صادف حلاً، بل يحمد. 

الثاني: أن يوسف - عليه السلام - كان شاباً ، وشهوة الشاب، وحدته أقوى. الثالث: أنه كان عزباً، ليس له زوجة ولا سُرية تعوضه، وتكسر ثورة الشهوة.

الرابع: أنه كان في الظاهر مملوكاً لها في الدار؛ فقد اشترى بثمن بخس دراهم معدودة، والمملوك لا يتصرف في أمر نفسه، وليس وازعه كوازع الحر، والمملوك كذلك يدخل، ويخرج، ويحضر معها، ولا يُنكر عليه؛ فكان الأنس سابقاً على الطلب، وهو من أقوى الدواعي. 

الخامس: أنه كان غريباً، وفي بلاد غربة، والغريب يتأتى له في بلد غربته من قضاء الوطر ما لا يتأتى له في وطنه، وبين أهله ومعارفه. 

السادس: أن المرأة كانت ذات منصب وجمال؛ بحيث إن كل واحد من هذين الأمرين يدعو إلى مواقعتها. 

السابع: أنها غير ممتنعة ولا أبيَّة؛ فإن كثيراً من الناس يزيل رغبته في المرأة إباؤها وامتناعها؛ لما يجد في نفسه من ذل الخضوع والسؤال لها. الثامن: أنها طلبت ،وأرادت وراودت وبذلت الجهد؛ فكفته مؤنة الطلب، وذل الرغبة إليها ، بل كانت هي الراغبة الذليلة، وهو العزيز المرغوب إليه. وكثير من الناس يداخله الزهو إذا أشارت إليه المرأة باليد أو بطرف العين. 

التاسع: أنه في دارها، وتحت سلطانها وقهرها؛ بحيث يخشى - إن لم يطاوعها أن تؤذيه؛ فاجتمع له داعي الرغبة والرهبة. 

العاشر: أنه في مأمن من الفضيحة؛ فلا يخشى أن تنم عليه هي ولا أحد من جهتها؛ فإنها هي الطالبة الراغبة ، وقد غلقت الأبواب، وغيبت الرقباء.

الحادي عشر: أنها قد أخذت كامل زينتها، وتهيأت غاية ما يمكن، وقالت: (هيت لك) وفي قراءة «هئت لك». 

الثاني عشر: أنها استعانت عليه بأئمة المكر والاحتيال، وهن النسوة التي أرته إياهن؛ حيث شكت حالها إليهن لتستعين بهن عليه، فاستعان هو بالله عليهن فقال: {وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ} (يوسف: ٣٣). 

الثالث عشر: أنها توعدته بالسجن والصغار، وهذا نوع إكراه؛ إذ هو تهديد مَنْ يغلب على الظن وقوع ما هدد به؛ فيجتمع داعي الشهوة وداعي السلامة من ضيق السجن والصغار.

الرابع عشر: أن الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفرق به بينهما، ويبعد كلا منهما عن صاحبه. بل غاية ما قابلها به أن قال ليوسف: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} (يوسف: ۲۹)، وللمرأة: {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ} (يوسف: ٢٩). وشدة الغيرة للرجل من أقوى الموانع، وهذا لم يظهر منه غيرة. ومع هذه الدواعي كلها صبر يوسف اختياراً وإيثاراً لما عند الله ، فآثر مرضاة الله، وخوفه، وحمله حبه الله أن اختار السجن على الزنا {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ احب إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} (يوسف: ٣٣).

وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه، وأن ربَّه ـ تعالى ـ إن لم يعصمه ويصرف عنه كيدهن - صبا إليهن بطبعه، وكان من الجاهلين. وهذا من كمال معرفته بربه، وبنفسه.

فماذا كانت العاقبة ؟ لقد نال العز والسلطان، ونال الذكر الحسن، والثناء الجميل. هذا في الدنيا، وإن له في الآخرة للجنة.

سادساً: الأقوال المأثورة في رسالة الإخلاص:

١-يقول عبد النباجي: خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السُّنَّة، وأكل الحلال؛ فَإِنْ فُقِدَتْ واحدة لم يرتفع العملُ ؛ وذلك أنك إذا عَرَفتَ الله ولم تعرِفِ الحقَّ لم تنتفع، وإذا عرفت الحقَّ ولم تعرِفِ الله لم تنتفع، وإِنْ عَرَفتَ اللَّهُ وَعَرَفتَ الحق ولم تُخلص العمل لم تنتفع، وإنْ عَرَفت الله وعرفت الحقَّ وأخلصت العمل ولم يكن على السُّنَّة لم تنتفع، وإنْ تمتِ الأربع ولم يَكُنِ الأكلُ مِن حلال لم تنتفع .

٢-عن الربيع بن أنس: علامة الدين الإخلاص لله، وعلامة العلم خشية الله.

٣-قال الحواريون لعيسى عليه السلام: ما الإخلاص لله؟ قال: الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده عليه أحد من الناس، قالوا: فمن المناصح لله؟ قال: الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس إذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة بدأ بأمر الله قبل أمر الدنيا 

٤-وقال علي بن أبي طالب: العمل الصالح الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا لله.

٥-قال علي بن أبي طالب: لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل؟ {إنما يتقبل الله من المتقين}.

٦-عن حمزة، من بعض ولد عبد الله بن مسعود قال: طوبى لمن أخلص عبادته ودعاءه لله ولم يشغل قلبه ما تراه عيناه، ولم ينسه ذكره ما تسمع أذناه، ولم يحزن نفسه ما أعطي غيره.

٧-وقال عبد الواحد بن زيد: الإجابة مقرونة بالإخلاص لا فرقة بينهما.

٨-عن محمد بن الوليد، قال: مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصى يلعب به وهو يقول: اللهم زوجني من الحور العين. فقام عليه عمر فقال: بئس الخاطب أنت ألا ألقيت الحصى، وأخلصت لله الدعاء.

٩- قال علي بن أبي طالب: كونوا لقبول العمل أشد هما منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله يقول {إنما يتقبل الله من المتقين} (المائدة: ٢٧).

١٠-وقال إبراهيم النخعي: إن الرجل ليعمل العمل الحسن في أعين الناس، أو العمل لا يريد به وجه الله فيقع له المقت والعيب عند الناس حتى يكون عيباً، وإنه ليعمل العمل أو الأمر يكرهه الناس يريد به وجه الله فيقع له المقة (المحبة) والحسن عند الناس.

١١-عن محمد بن واسع قال: إذا أقبل العبد إلى الله أقبل الله بقلوب العباد إليه.

١٢-عن عبد الملك بن عتاب، قال: رأيت عامر بن عبد قيس في النوم؛ فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: ما أريد به وجه الله.

١٣-وقال أبو حازم: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح.

١٤-وقال يحيى بن أبي كثير: يصعد الملك بعمل العبد مبتهجاً؛ فإذا انتهى إلى ربه قال: اجعلوه في سجين فإني لم أُرَد بهذا.

١٥- فضالة بن عبيد، يقول: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول {إنما يتقبل الله من المتقين} (المائدة: ٢٧).

١٦-قيل لعطاء السليمي: ما الحذر؟ قال: الاتقاء على العمل ألا يكون لله.

١٨-قال إبراهيم بن الأشعث {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} (هود: ٧)، قال: أخلصه وأصوبه، قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السنة.

١٩-قال علي بن أبي طالب: من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة.

٢٠- عن زبيد اليامي، قال: من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل، ومن كانت سريرته مثل علانيته فذلك النصف، ومن كانت سريرته دون علانيته فذلك الجور.

٢١-ن معقل بن عبيد الله الجزري قال: كانت العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات، وإذا غابوا كتب بها بعضهم إلى بعض أنه: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه.

٢٢-عن بلال بن سعد، قال: لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السريرة.

٢٣-قال عمر بن عبد العزيز: يا معشر المستترين اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة، قال تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} (الحجر: ٩٣).

٢٤-وقال بلال بن سعد،: لا تكن ذا وجهين وذا لسانين، تظهر للناس ليحمدوك، وقلبك فاجر.

٢٥-عن فضيل بن عياض قال: خير العمل أخفاه، أمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء.

٢٦-عن محمد بن واسع، قال: لقد أدركت رجالا كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته، والله لقد أدركت رجالا كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خده لا يشعر الذي إلى جنبه.

٢٧-عن أبي التياح قال: إن كان الرجل يتعبد عشرين سنة وما يعلم به جاره.

٢٨-عن الحسن البصري، قال: إن كان الرجل ليتعبد عشرين سنة ما يعلم به جاره قال حماد: ولعل أحدكم يصلي ليلة أو بعض ليلة فيصبح وقد طال على جاره.

٢٩-عن الحسن قال: إن كان الرجل ليجتمع إليه القوم أو يجتمعون يتذاكرون فتجيء الرجل عبرته فيردها ثم تجيء فيردها ثم تجيء فيردها فإذا خشي أن يفلت قام.

٣٠-عن أبي السليل، أنه كان يحدث أو يقرأ فيأتيه البكاء فيصرفه إلى الضحك.

٣١-عن محمد بن واسع قال: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة ومعه امرأته ما تعلم به.

٣٢-عن عمر بن الخطاب، قال: إن في القول فتنة، والفعال أولى بالمؤمن من القول.

٣٣-عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يظهر الرجل أحسن ما عنده.

٣٤-وعن ابن مسعود، قال: لا ينفع قولٌ إلا بعمل، ولا ينفع قولٌ وعملٌ إلا بنية، ولا ينفع قولٌ وعملٌ إلا بما وافق السنة.

٣٥- وعن يحيى بن أبي كثير قال: تعلموا النِّيَّةَ فإنَّها أبلغ من العمل.

٣٦ - وعن زُبيد اليامي، قال: إني لأحبُّ أن تكون لي نيّة في كلِّ شيء حتى في الطعام والشراب.

٣٧- وعنه أنه قال  انْوِ في كلِّ شيء تريدُ الخير حتى خروجك إلى الكناسة.

٣٨- وعن داود الطائي قال: رأيتُ الخير كلَّه إنما يَجمعُهُ حُسنُ النِّيَّة، وكفاك بها خيراً.

٣٩- وعن سفيان الثوري، قال: ما عالجت شيئاً أشدَّ على من نيتي، لأنها تتغلُّبُ عَلَيَّ.

٤٠- وعن يوسف بن أسباط، قال: تخليص النيّة، من فسادها على العاملين من طول الاجتهاد.

٤١ - وقيل لنافع بن جبير: ألا تشهد الجنازة ؟ قال: كما أنت حتى أنوي. قال : فَفَكَّر هُنَيْهَةً ثم قال: امض.

٤٢ -وعن ابن المبارك قال: رُبَّ عمل صغير تُعظمُهُ النِّيّة، ورُبَّ عمل تصغره النية.

سابعاً: فهرس الأحاديث والآثار، حسب حروف المعجم:

الإجابة مقرونة بالإخلاص

أخلص دينك يكفك القليل من العمل 

إذا أقبل العبد إلى الله أقبل الله بقلوب العباد إليه . 

إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته بدهن 

أصابت بني إسرائيل مجاعة

 أصلحوا سرائركم يصلح الله لكم دنياكم .

 أفضل الأعمال أداء ما افترض الله عليك . 

ألا تشهد الجنازة 

الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس 

الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده عليه أحد من الناس 

إليك عني فإن في القول فتنة 

إن جاء أحد يطلبني فقولوا هو في حاجة 

إن كان الرجل لتكون له الساعة يخلو فيها 

إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة ومعه امرأته 

إن كان الرجل ليتعبد عشرين سنة ما يعلم به جاره 

إن كان الرجل ليجتمع إليه القوم يتذاكرون فتجيء عبرته 

إن كان الرجل ليكون عنده الزور فيصلي الصلاة الطويلة 

إن كان الرجل يتعبد عشرين سنة وما يعلم به جاره

صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان الليل أجمع يصلي

صلاح العمل بصلاح النية صلاح القلب بصلاح العمل

 طوبى للمخلصين (سنده ضعيف جداً). 

طوبى لمن أخلص عبادته ودعاءه لله 

طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته (ضعيف).

علامة الدين الإخلاص لله علامة العلم خشية الله 

العمل الصالح الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد 

عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر 

الفعال أولى بالمؤمن من القول. 

قال الحواريون ما الإخلاص لله قال رجل يا نبي الله إني أقف أبتغي. 

قد كان أحدهم يبكي إلى جنب صاحبه فما يعلم به 

كان حسان بن أبي سنان يحضر مسجد مالك 

كان لا يُعرف البر في ولا ابن عمر حتى يقولا 

كان لحسان بن أبي سنان في حانوته ستر 

كان يحدث أو يقرأ فيأتيه البكاء فيصرفه 

كانت العلماء إذا التقوا تواصوا 

كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يُظهر الرجل أحسن ما عنده كفاك بها خيراً . كما أنت حتى أنوي كونوا لقبول العمل أشدّ هماً منكم بالعمل . لا أجر لمن لا حسبة له . لا تعمل عملا تريد به غير الله لا تكن ولياً الله في العلانية وعدوه في السريرة

إن كان الله فقد شهرت نفسك

إن الرجل ليعمل العمل الحسن في أعين الناس

إنّ الملائكة يرفعون عمل العبد من عباد الله فيكثرونه (سنده مرسل ضعيف).

إن هذه الزكمة ربما عرضت .

إن رجلا تنفس عند

كأنه يتحازن فلكزه

إن الشيخ إذا كبر مج إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل

إن الملائكة تصف بكتبها في السماء

إن عابداً في بني إسرائيل عبد الله في سرب أربعين سنة

إنما يبعث المقتتلون على نياتهم.

إنما يريد الله عز وجل منك نيتك

انو في كل شيء تريد الخير. 

إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء

أوصني. 

أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء. 

إيثار الله عز وجل أفضل من القتل في سبيل الله

البر همة التقي

بئس الخاطب أنت.

تخليص النية من فسادها

تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل

خمس خصال بها تمام العمل .

خير العمل أخفاه .

رأيت الخير كله

رب عمل صغير تعظمه النية

رب عمل كبير تصغره النية

ربما اشترى حسان بن أبي سنان أهل بيت الرجل وعياله

الشر أملك بالعلانية من العلانية بالسر

لا عمل لمن لا نية له 

لا يصلح العمل إلا بثلاث 

لا يقل عمل مع تقوى. 

لا ينفع قول إلا بعمل 

لا ينفع قول وعمل إلا بما وافق السنة 

لا ينفع قول وعمل إلا بنية 

لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل 

لعل أحدكم يصلي ليلة أو بعض ليلة فيصبح وقد طال على جاره 

لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد 

ليبلوكم أيكم أحسن عملاً: أخلصه وأصوبه 

ليسألنك الله القيامة ما أردت بهذا 

ما أريد به وجه الله يوم ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي . 

من خلصت له نيته ولو على نفسه 

من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته 

من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره 

من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه. 

من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل 

وددت أني لم أحضر هذا الطعام

وددت هذا الرجل يكون دقيقاً 

يا أيها الناس أصلحوا سرائركم يصلح الله دنياكم 

يا معشر المستترين اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة 

يصعد الملك بعمل العبد مبتهجاً.