أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 27 أكتوبر 2022

الأبعاد التربوية المتضمنة في كتاب الأذكار للنووي يوسف حسن سليمان أبو معمر رسالة ماجستير

الأبعاد التربوية المتضمنة في كتاب الأذكار للنووي

يوسف حسن سليمان أبو معمر

رسالة ماجستير

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ التربية الإسـلامية هـي التنظيـم النفـسي والاجتماعي الذي يؤدي إلى اعتناق الإسلام وتطبيقه في حياة الفرد والجماعة في كل مجـالات الحياة، وتقوم على أساس العبودية الله عز وجل، ولكتاب الأذكار للنووي موقعاً خاصَّاً في تهذيب النفس وتقويم السلوك وتربية الفرد التربية الإسلامية الصحيحة، بل إن كتب النووي كلها تقع في أجمل موقع من تقدير القراء والمسلمين عامتهم وخاصتهم، ولا شك أن الذكر بأبعاده التربوية يضطرنا إلى كتاب معتمد في هذا المجال، لذلك وقع الاختيار على كتاب (الأذكار) للإمام النووي.

ويقول عنه حاجي خليفة في كشف الظنون :كتاب في الحديث للإمام النووي هو كتـاب مفيـد مشهور بأذكار النووي في مجلد مشتمل على ثلاثمائة وستة وخمسين باباً، ابتـدأ فيـه بالـذكر الأمور الإنسانية من أول الاستيقاظ من النوم إلى نومه في الليل ويعبر عن ذلـك بينهمـا بعمـل اليوم والليلة ثم ختم بباب الاستغفار.

وقد بين الإمام النووي في مقدمة كتاب الأذكار هدفه من تأليفه؛ فقال: "وقد صنف العلماء رضي االله عنهم في عمل اليوم والليلة والدعوات والأذكار كتباً كثيرة معلومـة عنـد العارفين ولكنها مطولة بالأسانيد والتكرير، فضعفت عنها همم الطالبين، فقصدت تـسهيل ذلـك علـى الراغبين فشرعت في جمع هذا الكتاب مختصرا مقاصد ما ذكرته تقريباً للمتعننتين، فأردت مساعدة أهل الخير بتسهيل طريقه والإشارة إليه وإيضاح سلوكه والدلالة عليه".

ولا شك أن الأذكار لها دورها الكبير في غرس وتعزيز القيم الإسلامية الرفيعة، وكذلك فإن الأذكار من أهم اللبنات التي تبني الشخصية المؤمنة من خلال تقوية مفهوم الولاء والبراء، وزرع الإيمان الكامل وتعميق التوحيد الذي يسهم فـي تحصين النفس البشرية من الأوهام والتخيلات الزائفة، والتي منبعها ضعف الإيمان بالله عز وجل.

وتكمن أهمية كتاب الأذكار فيما يلي:

1-أنه من أشهر كتب الإمام النووي وأكثرها انتشاراً بين جمهور المسلمين والقراء.

2-كونه جامعاً لأذكار اليوم والليلة، بل للأذكار عموماً، مع تضمنه مسائل فقهية متعلقة بذلك.

3-اعتماد الإمـام النووي في أكثر أحاديثه على الكتب المشهورة زيادة في الضبط والثقة.

4-أنه صنفه للذاكرين والعوام وطلبة العلم مع الاختصار وترك التكرير، ليسهل حفظه والانتفاع بما فيه.

5-اهتمام العلماء بشرحه، وأشهرها شرح ابن علان المكي الشافعي المتوفى سنة (1057 هـ)، والذي سماه (الفتوحات الربانية)، وشرحه غيـر واحد والمذكور أهمها.

وهذه دراسة علمية هدفت إلى التعرف إلى المفهوم الشامل للأذكار وعلى الأبعاد التربوية المصاحبة لها، وذلـك من خلال ما جمعه الإمام النووي في كتابه المعروف بكتاب الأذكار النووية ممثلة فـي الأبعـاد العقائدية، والجهادية، والاجتماعية، والاقتصادية، والنفسية، من خلال استخدام المنهج الأصولي، وأسلوب تحليل المحتوى، ومـن ثـم استنباط الأبعاد التربوية من خلال شروح الأحاديث النبوية الواردة في كتاب الأذكار.

تلخيص الكتاب:

الذكر في حياة المسلم له آثار و أبعاد تربوية تشمل مجالات عديدة في حيـاة المـسلم، وهي تتضمن من وجهة نظر الباحث في خمسة أبعاد هي: البعد العقائدي والبعـد الجهادي والبعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي والبعد النفسي.

أولاً: البعد العقائدي:

الذكر شفاء للقلوب، واستحضار معنى الموت والحياة، والانقياد التام الله وافـراد العبودية لله، واستحضار نعم االله عز وجل ، وحسن التوكل علي االله في كل مقاصد الحياة، والاستعانة بالله في قضاء الحوائج، رد الحول والقوة الله، واحتساب الأجر عند الله، وتقوية الإيمان بالله، وطلب العون في صلاح الدين والدنيا من االله، والمبادرة في التوبة والاستغفار، وتجديد الإيمـان بالله في كل وقت وحين.

ثانياً: البعد الجهادي:

تم استخلاص النتائج التالية :

استحباب سؤال االله الشهادة، وحث الإمام أمير السرية على تقوى الله، وثناء الإمام علـى مـن ظهرت منه براعة في القتال، و استحباب إظهار الصبر والقوة، وما يقول إذا ظهـر المسـلمون وغلبوا عدوهم، وجواز دعاء الإنسان على من ظلم المسلمين أو ظلمه وحده، وما يدعو بـه إذا خاف إنساناً أو غيره.

ثالثاً: البعد الاجتماعي:

إفشاء السلام وإشاعته بين الناس، والاستئذان والاستئناس بأهل البيت قبل الدخول، واستحباب التهنئة بالمولود الجديد، والتواصل اللفظي في التعبيـر عـن المحبـة، وتعزيز التعارف بين المسلمين، وما يقول لمن أزال عنه أذى، وضرورة الوفـاء بالعهد والوعد الذي يقطعه على نفسه، والتبسم في وجه أخيك المسلم، والنهي عن إظهار الشماتة بالمسلم، وتحريم احتقار المـسلمين والسخرية مـنهم، والرفق بالضعفاء والتبسط لهم، واستحباب أن يدعو المرء لمن أفطر عنـدهم، ودعـاء المدعو أو الضيف لأهل الطعام إذا ما فرغ من أكله، واستحباب طلب الوصية من أهل العلم وأهل الخير.

رابعاً: البعد الاقتصادي:

الحرص على خير اللباس والزينة، ورد الفضل الله تعالى على كل نعمة ومنة فضل، والاكتفاء بالرزق الحلال، وتقدير قيمة النعمة المحافظة عليها، وتجنب الوقوع في الفاقة والعوز، وتأمين االله تعالى على النفس والمال.

خامساً:البعد النفسي :

تم استخلاص النتائج التالية :

طرد الفزع من النفس واستبدال بالأمن والطمأنينة، والتخلص من الهم والحزن، والانقياد إلـى أمر الله عز وجل، والتوكل على االله في كل أمر والاستعانة به على الصبر على البلاء، وطـرد القلق بالاستغفار، واليقين أن الشافي هو الله جل جلاله.

ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة، مايلي:

1-الذكر في الإسلام عبادة تشمل ذكر اللسان وذكر الجوارح، يقوم بها الإنسان المؤمن بالله عز وجل فيتخلص من الغفلة والنسيان، والذكر هو قول القلب، وحضور القلب خـشوعاً، وإخلاصاً وصدقاً، ويكون في عمل صالح مشروع، ويكون المنطوق مأثوراً.

2-أهم الأبعاد التربوية العقائدية للذكر على صعيد الفرد وعلى صعيد المجتمع: الذكر شفاء للقلوب، والإيمان بأن االله هو المحيي والمميت، والانقياد التام الله وإفراد االله بالعبودية، وإحياء النفس من الغفلة، والتوكل على االله في كل مقاصد الحياة، والاستعانة بـالله فـي قـضاء الحوائج، ورد الحول والقوة الله، واحتساب الأجر عند االله، وتقوية الإيمان بالله، وطلب العون في صلاح الدين والدنيا من االله، والمبادرة إلى التوبة والاستغفار، وتجديد الإيمان بالله في كـل وقت وحين.

3-الأبعاد التربوية الجهادية للذكر على صعيد الفـرد وعلى صعيد المجتمـع، أبرزها: استحباب سؤال الشهادة ،وحث الإمام أمير السرية على تقوى الله، وثنـاء الإمـام علـى مـن ظهرت منه براعة في القتال، واستحباب إظهار الصبر والقوة، ودعاء المسلمين إذا ظهروا على عدوهم، ودعاء الإنسان على من ظلم المسلمين أو ظلمه وحده، وما يدعو به المسلم إذا خاف ناساً أو غيره.

4-الأبعاد التربوية الاجتماعية للذكر على صعيد الفرد وعلى صعيد المجتمــع، أهمها: ذكـر اسم االله والسلام على أهل البيت قبل دخوله، والتهنئة بالمولود الجديد، واستحباب إخبار الرجل من يحبه بان يحبه، وما يقول لمن أزال عنه أذى، وضـرورة الوفـاء بالعهـد والوعد الذي يقطعه على نفسه، والتبسم في وجه أخيه المسلم، والنهي عـن إظهـار الـشماتة بالمسلم، وتحريم احتقار المسلمين وتحقيرهم، وعدم انتهار الفقراء والضعفاء، واسـتحباب أن يدعو المرء لمن أفطر عندهم، ودعاء المدعو أو الضيف لأهل الطعام إذا ما فرغ مـن أكلـه،واستحباب طلب الوصية من أهل العلم وأهل الخير.

5-من أبرز الأبعاد التربوية الاقتصادية للذكر على صعيد الفرد وعلى صعيد المجتمع: تمني الخير في كل أمر جديد ، ورد الفضل إلى الله تعالى على كل نعمة ومنـة وفـضل، والقناعـة بالرزق الحلال، والمحافظة على النعمة من الزوال ،والتعوذ بالله من الحاجـة أي الفقـر وقلـة الرزق، وتأمين االله تعالى على النفس والمال.

6-من أظهر الأبعاد التربوية النفسية للذكر على صعيد الفرد وعلى صعيد المجتمع: طـرد الفزع من النفس واستبدال الأمن والطمأنينة به، والتخلص من الهم والحزن، والانقياد إلى أمر االله عز وجل، والتوكل على االله في كل أمر، والاستعانة به في الصبر على البلاء، وطرد القلق بالاستغفار، واليقين أن الشافي هو االله جل جلاله.

التعريف بالإمام النووي (نقلاً عن الدراسة):

أولاً: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه ونسبته:

اسمه: هو يحيى بن شرف بن مُرِي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزام الحزامي النَّووي الحوراني، الدمشقي، الشافعي.

كنيته: أبو زكريا، كانت العرب تكني الرجل بأحد أولاده، وجاءت كنية إمامنا على غير القياس ، وقد يكنى الصبي في الصغر تفاؤلاً بأن يعيش ويصير له ولد يسمى بذلك الاسم، كما ورد في الأثر عن أنس ٍرضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا ،وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: ( يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ). (متفق عليه).

وكنية الإمام النووي ( رحمه الله) بأبي زكريا ليست من هذين النوعين، بل هي من نوع آخر وهو من تكنية أُولي الفضل، وإن لم يولد له تأدباً، وهي سنة محمودة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمعروف عن الإمام النووي أنه كان لا يكني نفسه كما ورد في رسائله، لكنَّه كان يحثُ على ذلك، فقال في المجموع: "ويستحب تكنية أهل الفضل من الرجال والنساء سواء أكان له ولد أم لا، وسواء كُني بولده أو بغيره، وسواء كُني الرجل بأبي فلان أو بأبي فلانة، وسواء كُنيت المرأة بأم فلان أو أم فلانة"، واشتهرت كنيته عند من تحدث عنه، وإنما لم يفعل ذلك لِما جُبل عليه من الفضل والتواضع وإنما كُنْيَّ بأبي زكريا لأنَّ اسمه يحيى ، والعرب تكني من كان كذلك بأبي زكريا، ويوسف بأبي يعقوب، وإسماعيل بأبي إبراهيم، وغيره.

لقـبه: وأمَّا لقبه فقد لقب بمحيي الدين، وقد اشتهر تلقيبه بذلك في حياته، فلا يكاد يذكر اسمه إلا مقروناً بلقبه، مع أنه كان يكره أن يلّقب به، وصح عنه أنه قال: (لا أجعل في حلٍّ من لقبني محيي الدين) وهذا دليل على تواضعه.

نسبته: أما نسبته فقد تعددت ، فمن حيث عمود النسب ، ينتهي إلى جده حِزام المذكور، وكان بعض أجداده يزعم أنها نسبة إلى والد الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه، وأما نسبته إلى البلد ، فهو ينسب إلى حوران، لأن (نوى) بلدة من أعمال حوران وينسب إلى (نوى) لأنها بلدته التي ولد فيها ونشأ، وفيها مات ودفن . وينسب إلى دمشق مدينة العلم التي رحل إليها عام (649هـ) لطلب العلم، وبقي فيها إلى قبيل وفاته بقليل، ويُنسبُ إلى الشافعيّ نسبةً إلى مذهبه، وأصبح محرراً للمذهب ومهذبه ومحققه ومرتبه .

ثانياً- ولادته :

ولد الإمام النووي في العشر الأوسط من المحرم سنة (631هـ) بمدينة (نوى) على الصحيح المشهور ولا خلاف في ذلك .

ثالثاً- أسرته:

لم تسعفنا المصادر التي ترجمت له بمعلومات تاريخية عن أسرته و مكانتها العلمية سوى ما نقل عن تلميذه ابن العطار الذي قال: حِزام جده نزل في الجولان بقرية (نوى) على عادة العرب، فأقام فيها ورزقه الله ذرية إلى أن صار منهم خلق كثير، كما نقل الإمام السخاوي (رحمه الله) عن ابن العطار قوله: كانت أسرة النووي أسرة بسيطة تعيش حياة عادية،فأبوه كان يتعيش على دشكان يبيع ويشتري فيه، وكان النووي يساعده فيه قبل أن يخرج لطلب العلم، فهذا يدل على أنَّ أسرته كانت متواضعة كباقي الأسر العربية.

أما عن صلاح أبيه فقد نقل الإمام السخاوي عن ابن العطار أيضاً قوله: الشيخ الزاهد الورع وليُّ الله ، وقال عنه الإمام اليونيني:كان من الصالحين مقتنعاً بالحلال يزرع له أرضاً يقتات منها هو وأهله، وكان يُمَونُ الشيخ محيي الدين منها مؤنته وقتاً بوقت ولا يأكل من عند غير أبيه لِما يعلمه من صلاحه واستعماله الحلال الخالص، وبلغ من زهده وورعه أنه لما مات ولده الشيخ محيي الدين النووي أنفق كتبه التي صنفها في مختلف العلوم الإسلامية سواءً المكتوبة بخطه أم التي اشتراها بماله، وهي تساوي جملة كبيرة، بل جعلها عند تلميذه ابن العطار لينتفع بها المسلمون .

هكذا عاش الرجل الصالح، وهكذا هيأ حياة صالحة لأولاده، فغرس فيهم الورع والتقوى وغذاهم بالحلال ،فتمخضت الأسرة الكريمة، فأنجبت إماماً وعلماً من الأعلام ذاع صيته في البلاد الإسلامية، فتشرفت به وتشرف بها ، أما مصادرنا التاريخية بخصوص بقية أسرته فلم أجد عنهم فيها شيئاً سوى بعض الإشارات، منها ما قاله الإمام اليونيني: إنَّ له أخوة وإنهم عاشوا بعد أبيهم أيضاً وإنَّ منهم كباراً وصغاراً ، ولم يُعلم عنهم شيء آخر

رابعاً-نشأته :

عاش الإمام النووي (رحمه الله) مدة طفولته وصباه في كنف والده، وكان يعمل مع أبيه في دكانه الذي يتعيش منه، وتحت رعايته في مدينة (نوى)، وكان أبوه مستور الحال مبارك له في رزقه، يعيش في ستر وخير وبركة ، وكان مشهوداً له بالصلاح منذ طفولته، وما يدل عليه قول تلميذه ابن العطار: ذكر لي بعض الصالحين الكبار انه ولد وكتب من الصادقين، ثم ينشأ نشأة العلماء الكرام الذي تحفه رعاية الله سبحانه وتعالى، فمنذ صغره وهو ابن سبع سنين يداوم على قراءة القرآن، وهذا ما ذكره ابن العطار إذ قال: "ونشأ بنوى وقرأ القرآن، فلما بلغ سبع سنين، ـ وكانت ليلة السابع والعشرين من رمضان ـ قال والده: كان نائماً إلى جنبي، فانتبه نحو نصف الليل وأيقظني وقال: يا أبتِ ما هذا النور الذي قد ملأ الدار فاستيقظ أهله ولم يروا شيئا،ً فعرفت أنها ليلة القدر"،هكذا إذن كانت نشأته منذ الصغر، وهكذا كانت رعاية الوالد الصالح لأبنه، وتستمر حياته بين كثرة التلاوة للقرآن الكريم والذكر لله سبحانه وتعالى كما ذكر ذلك الإمام اليونيني إذ قال:" كان كثير التلاوة للقرآن العزيز،والذكر لله تعالى معرضاً عن الدنيا مقبلاً على الآخرة من حال ترعرعه" ،ويبقى هذا حاله قبل أن يشد الرحال إلى طلب العلم قاصداً مدينة دمشق.

خامساً- رحلاته:

لم يكن الإمام النووي (رحمه الله) كثير الترحال،كما هو شأن غيره من العلماء، بل كانت رحلاته محدودة جداً، والذي يهمنا من رحلاته هذه هي رحلته العلمية لأذكر من خلالها سيرته العطرة في طلبه وتَلَقيه العلم وحرصه على الوقت .

1- رحلته إلى دمشق:

في عام (649 هـ) صحب الوالد ولده تلقاء مدينة العلم والعلماء في بلاد الشام مدينة دمشق،وكانت محج العلماء وطلبة العلم ،ومن هنا بدأت رحتله العلمية، ثم سكن المدرسة الرواحية ،وبقي فيها سنتين تقريباً ، ثم شَمّرَ عن ساعد الجد في طلب العلم .

طريقة تلقيه العلم:

لما وصل إلى دمشق قصد الجامع الأموي ليلتقي هناك الشيخ خطيب وإمام الجامع الشيخ جمال الدين عبد الكافي الرَّبعي الدمشقي .قال السخاوي : "وما أن اجتمع إليه حتى عرَّفه مقصده، ورغبته في طلب العلم ، فأخذه وتوجه به إلى حلقة مفتي الشام الشيخ تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري (ت 690هـ) المعروف بابن الفركاح، فقرأ عليه دروساً وبقي يلازمه مدة". قال الذهبي: ذكر شيخنا أبو الحسن بن العطار: أن الشيخ محيي الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصحيحا، درسين في الوسيط ودرساً في المهذب ودرساً في الجمع بين الصحيحين ودرساً في صحيح مسلم ودرساً في اللمع لابن جني ودرساً في إصلاح المنطق ودرساً في التصريف ودرساً في أصول الفقه ودرساً في أسماء الرجال ودرساً في أصول الدين.

هذه هي همّة طالب العلم الذي امتدت إليه رعاية الله سبحانه وتعالى، فبارك له في فهمه وعلمه ووقته وغيرها من الأمور، ومنها البركة التي حلت عليه بعد رجوعه من الحج عام (651هـ) كما قال والده(رحمه الله): "ولما توجهنا للرحيل من نوى أخذته الحمى إلى يوم عرفة، قال: ولم يتأوه قط، فلما عدنا إلى نوى ونزل هو إلى دمشق صب الله عليه العلم صباً"، ولم يكتفِ بهذا الكم من الدروس، بل كان كما قال ( رحمه الله): وجعلت أشرح وأصحح على شيخنا الإمام العالم الزاهد الورع أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي الشافعي(650هـ) ولازمته فأعجب بي لما رأى من اشتغالي وملازمتي وعدم اختلاطي بالناس، وأحبني محبة شديدة وجعلني معيد الدرس في حلقته لأكثر الجماعة، وقال أيضاً:"وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة"، هذا عن دروسه، أمّا عن طريقة حفظه فيذكر لنا الشيخ ابن العطار عن شيخه :قال الشيخ : حفظت التنبيه في أربعة أشهر ونصف وحفظت ربع المهذب في باقي السنة.

حرصه على الوقت:

كان ( رحمه الله) حريصاً كل الحرص على وقته الذي كرسه في الاشتغال بالعلم وذكر عنه: "انه كان لا يضيع وقتا في ليل ولا نهار إلا في وظيفة من الاشتغال بالعلم، حتى في ذهابه في الطريق ومجيئه يشتغل في تكرار محفوظة أو مطالعة، وانه بقي على التحصيل على هذا الوجه نحو ست سنين قبل اشتغاله بالتصنيف ومجاهدة النفس "، وكان معرضاً عن شواغل الحياة وملاذِّها "وقد صرف أوقاته كلها في الخير، فبعضها للتأليف وبعضها للتعليم وبعضها للصلاة وبعضها للتلاوة بالتدبر وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ثم اشتغل بالتصنيف والاشتغال والإفادة والمناصحة للمسلمين وولاتهم مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه والعمل بدقائق الفقه والاجتهاد على الخروج من خلاف العلماء، وإن كان بعيداً والمراقبة لأعمال القلوب وتصفيتها من الشوائب يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة، وكان محققاً في علمه وفنونه مدققاً في علمه وكل شؤونه حافظاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عارفاً بأنواعه كلها من صحيحة وسقيمة وغريب ألفاظه ومعانيه واستنباط فقهه، حافظاً لمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه ومذاهب الصحابة والتابعين واختلاف العلماء ووفاقهم واجتماعهم وإجماعهم سالكا طريق السلف". هكذا كانت رحلة الإمام النووي (رحمه الله) في طلبه للطلب ، فكان له من المنزلة ما كان عليه بين العلماء وطلبة العلم وعامتهم.

2ـ رحلته إلى مكة المكرمة (شرفها الله):

ذكرت لنا المصادر التي ترجمت للإمام النووي أنه حج بيت الله الحرام، وزار نبيه صلى الله عليه وسلم مرتين، فأما المرة الأولى فكانت سنة 651هـ، وأما بخصوص حجته الثانية فلم أجد من صرح بوقتها سوى ما قيل: "فلما توفي شيخه ازداد اشتغاله بالعلم والعمل وحج مرة أخرى" لكنني ومن خلال وقوفي على كتاب "تهذيب الأسماء واللغات" وجدته قد صرح بهذا من خلال ما نص عليه في القسم الثاني(اللغات) مادة (خنثى) عند جوابه على سؤال قوله: (وقد وقع هذا الخنثى في البقر فجاءني جماعة أثق بهم يوم عرفة سنة أربع وسبعين وستمائة .... ) وهذا ما ذهبت إليه لم يسبقني إليه أحد ممن ترجم له ولله الحمد.

3-رحلته إلى بيت المقدس:

ذكر ابن العطار (رحمه الله): أنَّ الإمام النووي سافر إلى بيت المقدس قبل وفاته بشهرين، وقال: "وجرى لي معه وقائع ورأيت منه أموراً تحتمل مجلدات، فسار إلى نوى وزار القدس والخليل عليه السلام ثم عاد إلى نوى" .

سادساً-عبادته وزهده وورعه :

 لم تكن المكانة العلمية التي وصل إليها الإمام النووي على هذا القدر لو لم يكن من المتقين تصديقاً لقوله تعالى ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه) سورة البقرة / من الآية 282، فقد تميزت عبادته بصفاء العقيدة وسعة العلم ، وكثرة الإطلاع ، فقد نقل ابن العطار ثناء أحد العلماء عليه "كان الشيخ محيي الدين سالكاً منهاج الصحابة ولا اعلم أحداً في عصرنا سالكاً منهاجهم غيره" ،فقد ثبت عنه أنه كان صائم الدهر قائم الليل لا يضيع له وقت إلاّ في الاشتغال بعلم أو عبادة.

وذكر الإمام اليونيني فقال: "كان كثير التلاوة للقرآن العزيز، والذكر لله تعالى معرضاً عن الدنيا مقبلاً على الآخرة من حال ترعرعه" ،ونقل ابن العطار عن أحد علماء الحنابلة قال: "كنت ليلةً في جامع دمشق والشيخ واقف يصلي إلى سارية في ظلمة وهو يردد قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون) سورة الصافات/ من الآية 24 مراراً بحزن وخشوع حتى حصل عندي من ذلك ما الله به عليم" ،هذا شيء يسير لبيان حاله في العبادة .

زهده: أما عن زهده ، فقد أعرض عن الدنيا بملذاتها وزخرفها، فلم يغتر بها وتركها وراءه وجعل حظَّه منها كزاد الرَّاكب أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر تلميذه ابن العطار عن أحد العلماء قوله : "عذلت الشيخ في تضييق عيشه في أكله ولباسه وجميع أحواله وقلت له أخشى عليك مرضا يعطلك عن أشياء أفضل مما تقصده فقال إن فلانا صام وعبد الله حتى اخضر عظمه قال: فعرفت انه ليس له غرض في المقام في هذه الدار ولا يلتفت إلى ما نحن فيه … وقال أيضاً: ورأيت رجلاً من أصحابه قشر خيارة ليطعمه إياها فامتنع من أكلها وقال: أخشى أن ترطب وتجلب النوم، وعنه أيضاً أنه قال: "وكان لا يجمع بين إداميّن ولا يأكل اللحم إلاّ عندما يتوجه إلى نوى" ، هكذا كان حال إمامنا لقد ترك جميع ملذات الدُّنيا من المأكل والمشرب إلاّ ما يأتيه من أبيه من كعك يابس وتين حوراني ، ولم يلبس من الثياب إلاّ المرقعة، وصدقه هذا جعله رأساً في الزهد قدوة في الورع إماماً في العلم

ورعه: لقد كان الإمام النووي (رحمه الله) علماً ونموذجاً صالحاً اجتمعت فيه صفات السلف الصالح في سلوكه وعلمه وتقواه كما قال الإمام السبكي: "ما اجتمع بعد التابعين المجموع الذي في النووي ولا التيسير الذي تيسر له"، ومن ورعه قال ابن العطار: "كان لا يأكل من فاكهة دمشق، فسألته عن ذلك فقال: دمشق كثيرة الأوقاف وأملاك من هو تحت الحِجْر شرعاً، والتصرف في ذلك لا يجوز إلاّ على وجه الغبطة والمعاملة فيها على وجه المساقاة وفيها خلاف بين العلماء، ومن جوزها شرط الغبطة والناس لا يفعلونها إلاّ على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك فكيف تطيب نفسي لأكل ذلك".

وكان لا يأخذ من أيِّ جهة مالاً، ولا يتناول طعاماً، ولا يقبل شيئاً من أحد.

قال السخاوي نقلاً عن الذهبي: "إنه ترك جميع الجهات الدنيوية ، فلم يكن يتناول من جهة من الجهات درهماً فرداً، وأنه ما أخذ للأشرفية فيما بلغني جامِكيَّتة بل اشترى بها كتباً ووقفها " ورحم الله الإمام اليونيني إذ قال: "والذي أظهره وقدمه على أقرانه، ومن هو أفقه منه كثرة زهده في الدُّنيا، وعظم ديانته وورعه " .

سابعاً-وفاته:

عاش إمامنا حياة فضيلة كُرِّست لطاعة الله وخدمة دينه ،حتى إذا جاء يوم الأربعاء الرابع والعشرون من شهر رجب سنة(676هـ) انتقل الإمام العالم العابد الزاهد التقي وحيد عصره وزمانه إلى جوار ربه عزَّ وجل ، ولكن هذه سنة الله في خلقه إذ قال سبحانه وتعالى (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) سورة المنافقون/الآية 11.

وذكر الإخباريون أنَّ صدره كان يجيش ببعض الأمارات الدالة على دنوّ أجله . قال ابن العطار : "وكنت جالسا بين يديه قبل انتقاله بشهرين، وإذا بفقير قد دخل عليه، وقال الشيخ فلان من بلاد صرخد يسلم عليك، وأرسل معي هذا الإبريق لك، فقبله وأمرني بوضعه في بيت حوائجه فتعجبت منه لقبوله، فشعر بتعجبي، وقال أرسل اليَّ بعض الفقراء زنبيلا وهذا إبريق فهذه آله السفر… ثم بعد أيام يسيرة كنت عنده، فقال قد أذن لي في السفر فقلت : كيف آذن لك ؟ قال: بينما أنا جالس هاهنا ـ يعني ببيته بالمدرسة الرواحية وقدامه طاقة مشرفة عليها مستقبل القبلة ـ إذ مرَّ علي شخص في الهواء من هنا ومر كذا يشير من غربي المدرسة إلى شرقيها وقال: قم سافر لزيارة بيت المقدس، ثم قال : قم حتى نودع أصحابنا وأحبابنا، فخرجت معه إلى القبور التي دفن فيها بعض شيوخه فزارهم، وبكى ثم زار أصحابه الأحياء" وذهب لزيارة بيت المقدس والخليل، وعاد بعدها إلى نوى ومرض هناك في بيت والده.

وقال ابن العطار: "بلغني مرضه، فقدمت من دمشق لعيادته ففرح بي وقال: ارجع إلى أهلك وودعته وقد أشرف على العافية يوم السبت العشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة وتوفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رجب، ودفن صبيحتها بنوى"، ووصل خبر وفاته إلى دمشق في ليلة الجمعة، قال:"فبينا أنا نائم تلك الليلة وإذا بمناد ينادي بجامع دمشق الصلاة على الشيخ ركن الدين الموقع، فصاح الناس لذلك النداء، فاستيقظت فبلغنا ليلة الجمعة موته وصُلِيَّ عليه بجامع دمشق، وتأسف المسلمون عليه تأسفاً بليغاً، ومنهم من توجه إلى قبره في نوى.

وقال السيوطي: فهو رضي الله عنه شهيد، جمع بين مرتبتي العلم والشهادة نفعنا الله به"، ورثاه كثير من العلماء بأشعارهم ولا يسع المقام لذكرها، فرحم الله الإمام النووي، وأسكنه فسيح جناته وأسال الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا به يوم القيامة.






الجمعة، 14 أكتوبر 2022

موت القلوب وحياة الغافلين محمد أحمد علي الصايم بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

موت القلوب وحياة الغافلين

محمد أحمد علي الصايم

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة



تمهيد/ إن المتأمل والناظر في أحوالنا اليومية، وفي تعاملنا مع الله ومع الناس، يجد قصوراً أو خللاً كبيراً، يظهر ذلك واضحاً في عدم الخشوع في الصلاة والعبادة، وعدم التأثر بتلاوة القرآن الكريم، وعدم التورع عن الشبهات والمحرمات، والظلم الذي عمَّ وطمَّ في كل مكانٍ وفي أبسط الأشياء، والجفاء والقطيعة والتدابر والتنافس على الدنيا وسوء الظن.

إذن نحن أمام شيءٍ يُسمى (قسوة القلوب)؛ فلا رحمة ولا لين ولا تأثر ولا خشوع، ولعلَّ أكثرنا يعاني من تفشي هذا المرض الخطير بين الناس، حتى أمام قضايانا الكبرى نحن كمسلمين، وأذكر هنا صورة الطفل السوري الصغير الذي لفظته شواطئ تركيا، وبقي ممداً يعتنق الرمال لساعات، والسماء تظله بشفقتها، بينما الناس لا يرقُّون لمثل هذا الصغير البائس، أذكر أيضاً طفلةً صغيرة يمسك بها بعض شباب الخليج ويدبون بها في الماء لتموت غرقاً، وأخرى هنا تولد لتوضع في المرحاض -عياذاً بالله تعالى، وآخر يطعن أمَّه بالسكين، وآخر يقتل أباه بالسُّم، وامرأةٌ هنا تُحرق من قبل زوجها، وزوج تُقطعه زوجه وتدفنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهذا الكتاب جاء تنبيهاً للغافلين، وتذكيراً للناسين، وإيقاظاً للنائمين، ورداً للشاردين، لعلهم يتوبوا، ويؤوبوا ويرجعوا ويعودوا، وذكر فيه بعض الأمراض التي تفتك بالقلوب والتي يجب إزالتها عنه: من اتباع الهوى والشهوات، والعُجب، والكبر، والرياء، والحسد، وحُب الدُّنيا، والغيبة التي سماها "سوس القلب"، وتطرق إلى كيف يحيا الغافلون، وحقيقة هذه الدنيا وأنها دار لهو ولعب، ثم تطرق لبعض الكبائر كشرب الخمر، والحشيش.

ثم أتبع ذلك بالأمور المنجيات، وهي: إعلان التوبة لله عز وجل، والزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة، والرغبة إلى الله بالدعاء، والإكثار العمل الصالح، وهي جميعاً تزيد الإيمان، والخشوع، والتقوى.

_________________________________________

انظر أيضاً: (مصطلح القسوة في القرآن الكريم)

زهران عمر زهران، د. عودة عبد عودة عبد الله، نادي حمد الله خروب

جامعة النَّجاح الوطنيَّة، فلسطين

* أهمية هذا البحث المتواضع:

1-فهم مصطلح (القسوة)، والوقوف على المعاني والدلالات ال ُمتعلِّقة به.

2-معرفة الأسباب التي تُؤ ِّدي إلى قسوة القلوب، والآثار الناتجة عن ذلك.

3-بيان القيم التي تعين على اللِّين والخشوع والرحمة

* وفق منهجية التفسير الموضوعي، فقد توصلت هذه الدراسة إلى ما يلي:

1-أن القسوة معناها: غلظة القلب وصلابته بسبب انحرافه عن مراقبة الله جل وعلا، وقد يعبر عنه بالسلب، فيُقال: هو نزع الرأفة والرحمة واللين، وعدم الانتفاع بالوعظ والنصح والتذكير، والقلوب القاسية: هي القلوب المغشوشة بمرض الذنوب والكفر.

2-أن مصطلح (القسوة) جاء مقترناً بالقلب في كل مواضعه؛ وما ذاك إلا لأن القلب هو سيِّد الأعضاء وهو مصدر هذه القسوة؛ فإن قسا قست. 

3-وجاءت القسوة أيضاً مذمومةً في سائر المواضع، حيث ورد لفظ القسوة بمشتقاته في القرآن الكريم سبع مرات في ست آيات قرآنية، أربع منها في سور مدنية.

4-أسباب قسوة القلب، كثيرةٌ، منها: 

أ- طول المكث في الغفلة.

ب-الاستغراق في المعاصي.

ج-عدم الاكتراث بالمواثيق التي يعقدها الإنسان.

د-عدم التَّدبر في آيات القرآن الكريم

5-الآثار الناتجة عن قسوة القلب كثيرةٌ، منها:

أ- الضلال والانحراف الفكري والعقدي والسلوكي.

ب-الجرأة على الذنوب والمعاصي.

ج-قلة المبالاة بالمعاصي ومآلاتها وعقوبتها.

د-استمراء الخيانة والاستخفاف بها.

6-أن السبيل للنجاة من قسوة القلوب هو ذكر الله تعالى، والتمسك بأمره واللجوء إليه، والتفكر في عاقبة القاسية قلوبهم ومآلهم. 

7-والقلوب صنفان: قلب ليِّن خاشع، وقلب قاس صلب، نسأل الله تعالى أن يُحييى قلوبنا بذكره، ويلهمنا الشكر والصبر.







الأربعاء، 12 أكتوبر 2022

مورد الصادي في مولد الهادي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الشهير بابن ناصر الدين الدمشقي (ت ٨٤٢ هـ)

مورد الصادي في مولد الهادي

شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد

الشهير بابن ناصر الدين الدمشقي (ت ٨٤٢ هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ أكرم الله هذه الأمة بخيرته من خلقه، ومصطفاه من بريته، الذي صنعه الباري على عينه، وأقسم في كتابه بحياته، وأثنى على عظيم خُلقه، فكانت سيرته منارةً من منارات الهداية، يتعلم منها الناس: الأدب، والأخلاق، والأمانة، والصبر، وأمور كثيرة أخرى يطول سردها، وأصدق ما يقال في ذلك:

وفضلُه أعيا الورى عدُّه .. وأفهامهم عن حصره قاصرة

عليه صلى ربي دائماً .. صــلاتـــــــــــه الزاكــــــــية العـــــاطرة

وقد تناول العلماء في كتب (المواليد) شيئاً من سيرته الشريفة، مما يتعلق بولادته، ورضاعه، ونشأته، وشبابه، ورجولته، وكهولته، ودعوته، وجهاده، وهجرته، وصبره، وغزواته، ومكاتباته، ومعاهداته، وصلاته، وصيامه، وحجه، وزكاته.

وهذا المولد الشريف الموجز سبكه الإمام ابن عبد الهادي بيراعه المباركة، فجاء كالدر الثمين، ترتوي من النظر إليه أرواح الصادين، وتعتذي على معانيه قلوب المتحمسين إلى معرفة سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

وحكى فيه عن مولده، ورضاعه في ديار حليمة السعدية، ثم حادثة شق صدره، ثم كفالة جده عبد المطلب بعد وفاة أمه، ثم كفالة عمه أبي طالب، ثم قصته مع بحيرا الراهب، ثم زواجه بخديجة، ومجيء جبريل إليه بالوحي والنبوة، ثم الإسراء والمعراج، وعرضه نفسه على القبائل، ثم حادثة الهجرة، والإذن بالقتال، ثم ذكر باهر معجزاته، وعظيم آياته، ومحاسن صفاته، ويتخلل ذلك مقاطع شعرية، ومنظومات رائقة من نفسه.

التعريف بكتب المولد النبوي

هذا الجزء منقول من المبحث الأول من الفصل الثاني: حول دراسة كتاب "المورد الهني في المولد السني" لزين الدين عبد الرحيم العراقي (ت ٨٠٦ هـ)، رسالة ماجستير -منشورة، إعداد الطالب: عمر بن العربي اعميري، ص ٦١- ٦٧.

يعالج هذا النوع من الكتب حدث مولد النبي، وما يتصل به من رضاعه وفطامه. وقد اشتهر هذا النوع من التصنيف عند العلماء بكتب المولد النبوي. وهي: كتب أفردت للمرحلة الأولى من حياة النبي في، وما اتصل بها من إرهاصات وواكبها من دلائل ومعجزات.  

وقد تناول العلماء خصوصا أهل المغازي والسير حدث مولد النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء كلامهم عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ومن أشهرهم:  

محمد بن إسحاق (ت ١٥٠ ه)، ومحمد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ)، ومحمد بن سعد صاحب الطبقات (ت ٢٣٠ ه).  

أما التصنيف في المولد النبوي خاصة؛ فيصعب تحديد أول من حاز قصب السبق فيه.  

وقد نسبت كتب إلى بعض العلماء المتقدمين، وفي صحتها نظر؛ بل بعضها إلى الصحابي الجليل حبر الأمة عبد الله بن عباس، ولا أظنه يصح، ومن أوائل من ثبت تصنيفه فيه:

الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي (ت ٢٣٣ هـ)، وبعده الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن أي عاصم الشيباني (ت ٢٨٧ هـ)، ثم نشط التأليف في هذا النوع من التصنيف بعد ذلك، وخصوصاً بعد إحداث الاحتفال بالمولد النبوي.

وتأتي أهمية كتب المولد في كونها تعالج هذه المرحلة الزمنية من حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم بدقة، من خلال جمع الروايات المتعلقة بها، ومحاولة تقدم صورة واضحة متكاملة حول هذا الحدث العظيم، وما رافقه من إرهاصات وواكبه من دلائل ومعجزات، إضافة إلى ما تنطوي عليه من فوائد علمية متنوعة.

ونظراً اختلاف الغايات في تأليف هذه المصنفات؛ فقد تباينت مضامينها ومناهج تصنيفها بين مقتصر على حدث المولد وما رافقه، وبين مطول فيها إلى قرب استيعاب غالب أحداث السيرة.  

ومن بين المقتصرين على حدث المولد وما رافقه:

الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير (ت ٧٧٤ هـ) في كتابه: «ذكر مولد النبيِّ صلى الله عليه وسلم ورضاعه»، إلا أنه أشار إلى ذكر شيء من شمائله وصفاته.  

والإمام الحافظ أبو الفضل العراقي (ت ٨٠٦ هـ)، في كتاب: «المورد الهني في المولد السني». 

والعلامة أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي ( ت ٩٧٤ هـ) في كتاب: «إتمام النعمة الكبرى على العالم بمولد سيد ولد آدم».  

والشيخ العلامة ملا علي القاري (ت ١٠١٤ ه) في كتاب «المورد الروي في مولد النبي ونسبه الطاهر».

ومن المطولين في ذلك مع ذكر خصائصه وشمائله، والاستطراد الحافظ أبو الخطاب ابن دحية الكلبي (ت ٦٣٣ هـ) في كتاب: «التنوير في مولد السراج المنير».  

والعلامة أبو العباس العزفي (ت ٦٣٣ ه) في كتاب: «الدر المنظم في مولد النبي المعظم».  

وأما من حيث المنهج: فقد اختلفت مناهج هذه المصنفات كما يلي:  

١ - كتب التزمت منهج المحدثين في تخريج الروايات والأخبار من خلال الإسناد.  

وهذا هو المنهج الغالب على مصنفات أهل القرن الثالث من الحدثين الذين ألفوا في المولد النبوي؛ مثل:  

أبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي (ت ٢٣٣ ه) صاحب (المغازي).  

وأبو بكر أحمد بن عمر النبيل أبي عاصم الشيباني، (ت ٢٨٧ ه)، صاحب كتاب (السنة).

٢ - كتب سلكت منهج المحدثين في إخراج الكثير من الروايات بالإسناد، مع العناية بالنقد، لكن وقع فيها استطراد في كثير من الأبواب. مثل: كتاب ابن دحية الكلبي المتقدم ذكره.  

قال ابن دحية السبتي في باب مولد النبي بعد أن ساق سنده إلى الإمام مسلم، واستطرد في ذلك: «قال مسلم في صحيحه: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان ابن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن صوم يوم الاثنين؛ فقال: «فيه ولدت، وفيه أنزل علي». ولهذا الحديث الصحيح طرق».  

ومن أمثلة العناية بنقد بعض الروايات:  

قال ابن دحية الكلبي: «وحديث حليمة من كنوز محمد بن إسحاق، قد انفرد به، لا يعرف إلا من طريقه، فأعرضت عن إيراده وإن كان أهل السير والخبر... بأن حليمة أرضعته بعد ثويبة ورات له برهانا عظيماً... ».

وكان قد ذهب إلى تجريح ابن إسحاق، وعدم الاعتماد على روايته.

٣ - كتب اكتفت بعزو الحديث إلى مصدره مع ذكر الصحابي راوي الحديث، في الغالب، والرواية بالمعنى، مع عدم الاستطراد.  

مثالها: كتاب «ذكر مولد النبي ورضاعه» للحافظ ابن كثير، قال رحمه الله: وثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري، قال: سئل عن صوم يوم الاثنين؛ فقال: «فيه ولدت، وفيه أنزل علي».

٤- مصنفات صاغت قصة المولد بأسلوب أدبي يقترب من الكتابة الأدبية في العرض مع ذكر بعض الأحاديث والأخبار، وإيراد القصائد.  

مثاله: كتاب المورد الصادي في مولد الهادي، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، قال رحمه الله: « ... تركت الخثعمية عبد الله ترك ظبي ظله، وكان ظنها أنها لا تصلح إلا له، لكن أسباب القضاء ببعدها كانت لها مقارنة، وصائح القدر يصيح لا يصلح إلا لآمنة.  

كملت به آمنة مذ لفضله ملكت..  وصلحت به لما على حمله حصلت  

ولم تشعر بالحمل حتى قيل لها في التوهيم: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها الكريم، وأمرت بما تعوذه من الشيطان إلى أن تم لها من حملها شهران، فتوفي على الراجح أبوه عبد الله، وهذا أبلغ اليتم وأعلاه... الخ.  

وهذا المنهج هو الغالب على مؤلفات المتأخرين، لكنها لا تتفق في ترتيب الموضوعات، وكثير منها لا تنتظم في فصول وأبواب؛ حيث لا يجد القارئ عناوين تشعره بالانتقال من موضوع إلى آخر.

وكثير منها تعبر عن هذا الانتقال بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: مولد البرزنجي، أو مولد الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المسمى «إسعاف الراغب الشائق».  

٥- مؤلفات نظمت المولد النبوي في قصائد شعرية:  

مثل: «نظم المنظم في مولد النبي المعظم » لأي إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الوقشي (ت ٦٩٧ ه) نظم فيه الدر المنظم لأبي العباس العزفي في (١٨٥) بيئاً من البحر البسيط، ونظم مولد الحافظ ابن كثير من نظم محمد بن سالم بن حفيظ.

لكن ما يكدر صفو هذه المصنفات، تساهل الكثير من مؤلفيها خصوصا الذين لم يلتزموا  منهج المحدثين في نقل الروايات، فرووا الأحاديث الضعيفة والمنكرة؛ بل والموضوعة.  

كما نشط الوضاعون والسراق في هذا الباب، فأبدعت قرائحهم العديد من الأخبار المكذوبة على خاتم النبوة والرسالة؛ بل وضعوا مجموعة من الكتب، ثم نسبوها إلى أئمة مشهورين ليسهل رواجها وتداولها بين الناس.  

ومن الأئمة الذين نسبت إليهم مصنفات في المولد النبوي، ولا تصح نسبتها إليهم:  

١ - الإمام محمد بن عمر الواقدي ( ت ٢٠٧ هـ )، ولا شك أن الواقدي رحمه الله قد تناول مولد النبي صلى الله عليه وسلم في ضمن مصنفاته وخصوصا في كتاب التاريخ والمغازي والمبعث، وفي كتاب الطبقات.  

وقد حفظ لنا تلميذه الإمام الحافظ محمد بن سعد (ت ٢٣٣ ه)، العديد من هذه الروايات في كتابه الطبقات الكبرى.

ولم أجد فيما وقفت عليه من كتب الرجال، والفهارس، والمعاجم، والمشيخات، والبرامج كتابا في المولد للواقدي.  

وأقدم من وجدته صرح بنسبة كتاب له فيه العلامة عبد الرحمن الثعالبي (ت ٨٧٥ ه) في كتابه «الأنوار في آيات النبي المختار» (١ /١٥)، كما العلامة السهيلي في الروض الأنف ( ١/ ١٥)، وابن خلدون في تاريخه (٢ / ٣٩٥) إلى الواقدي كتابا بعنوان: (انتقال النور) ولا يبعد أن تكون هذه المصنفات أجزاء من كتب الواقدي المتقدم ذكرها إن صحت نسبتها إليه.  

وأما نسخ المولد المنسوبة له وبالخصوص النسخة المحفوظة في المكتبة الظاهرية؛ برقم (٧٤)، والمحفوظة بقسم المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود؛ برقم (٣٨٣٣) فلا تصح نسبتها إليه، قال الدكتور قاسم السامرائي: «لغتها النثرية ولغة الأشعار المتناثرة في النص لا يمكن أن تكون لغة الواقدي؛ فهي أقرب إلى العامية منها إلى الفصحى، والظاهر أنها من تزويرات القصاص والوضاعين لقراءتها في المجالس».  

٢ - الإمام الحافظ أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت ٥٤٤ ه)، وقد نسب إليه مصنف في ذلك، قال العلامة عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني: «وجد في مجموع السيد أحمد المكي الجزائري مولد منثور نسب لعياض... وهو مطبوع في  دمشق ( ١٩صفحة ) لكن نفسه بعيد عن إنشاء عياض ... وللكتاب نسخة محفوظة بجامعة الإمام محمد بن سعود، رقم: (٥٣٥) قال عنها الدكتور السامرائي: «منحولة على القاضي عياض دون ريب ... وهي قصة أشبه ما تكون بقصة المعراج منها بالمولد ».  

٣ - الإمام عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت ٥٩٧ ه) ونسب إليه المولد المسمى «بالعروس»، ولا يصح  

وبعضها نسب إلى أكثر من واحد كما هو الحال في « مولد خير البشر»، نسب: إلى محمد بن عمر الواقدي، وإلى الكسائي، وإلى ابن الجوزي.







الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022

ذكر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ورضاعه لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (٧٠١ -٧٧٤ هـ)

ذكر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ورضاعه

لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي

(٧٠١ -٧٧٤ هـ)

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ بمرور ذكرى المولد النبوي الشريف، نجد أن الناس في استقبال هذه الذكرى العطرة على أنواع وطبقات ومستويات، ومذاهب، فمنهم من يستقبل المولد فرحاً مسروراً، معبراً عن سروره وغبطته بما يلهمه الله من كلامٍ طيّب يقوله شعراً أو نثراً أو ذكراً أوإنشاداً مباحاً أو صلاةً على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيقوم بما يلهمه الله تعالى به معبراً به عن احتفائه بهذه الذكرى، ومنهم من يقوم بعمل الخير مستبشراً ومُبشراً من حوله من الأحبة، ويقوم في الناس ذاكراً ومُذكراً بنعمة الله العظمى على العالمين، ببعثة الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يدعو إلى التمسك بسنته والاقتداء بهديته والعودة إلى دينه، وكل ذلك مطلوب محمود.

وسواءً كان المُحبُّ مُحدّثاً، أو كاتباً، أو شاعراً، أو مُتصدقاً، أم مذكراً، أم واعظاً، فلكلٍّ منهم نصيبه من الإيمان والتقوى.

ومنهم من يتعنت في بعض المسائل التي لا يسوغ الاختلاف فيها كالفرح والاحتفاء بمولده.

وبعضهم يستغل هذه المناسبات لشتم الآخرين وسبّهم والانتقاص منهم والتحريض عليهم، وما أكثر هذه الفرق والطوائف على اختلاف مشاربها.

وهذا الرسالة النفيسة خصَّها العلامة المُفسر أبي الفداء ابن كثير للكلام عن مولد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ورضاعه باختصار، وقام بسرد الروايات المتعلقة بذلك، ونقل فيها عن كتابه (البداية والنهاية) في بعض المواطن، وهو من أعظم كتبه.

وذكر فيها: نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وفضل آبائه، ونذر عبد المطلب، وإرادته ذبح ابنه عبد الله، وتزويجه له بسيدة نساء بني زُهرة، وما أتاها من البشارات في المنام.

ثم ذكر صفة مولده، والأحداث العظام التي رافقت ذلك، وتسميته محمداً، والعق عنه، وختانه، ثم ذكر رضاعه، ومرضعاته: ثويبة وهي مولاة أبي لهب، وكانت لأبي لهب، أعتقها لما بشرته بمولد ابن أخيه، فأرضعت النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم رضاعه في ديار حليمة السعدية، وسعدها بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، وما جرى لها ولقومها من البركات العام والخاصة، في وقت الرضاع وبعده.

ثم ذكر صفات النبيّ صلى الله عليه وسلم الخلقية والخُلُقية، وشمائله الظاهرة وأخلاقه الطاهرة، وذكر من سماحته وكرمه وشجاعته وحسن عشرته وطيب نفسه، وحسن سمته وشكله ووفور أدبه وجمال صورته الكثير، ثم ختم بأبيات رائعة فائقة من الشعر البديع في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم.

يقول الإمام الحافظ ابن كثير في (مولده، ص ٢٠): «ولما أراد الله تعالى إبراز عبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه إلى هذا الوجود وإظهار نور هدايته لكل موجود، ورحم العباد به ليهديهم إلى توحيد المعبود، تمخضت الحامل الطاهرة،في ليلة الاثنين الزاهرة، وذلك في عام الفيل، في أصح الأقاويل، في شهر ربيع الأول..، وعليه في علم السيرة المعول».

يقول الإمام الحافظ ابن كثير في (مولده، ص ٢٤ -٢٥): «والمقصود أن ليلة مولده صلى الله عليه وسلم كانت ليلة شريفة، عظيمة، مباركة، سعيدة على المؤمنين، طاهرة، ظاهرة الأنوار، جليلة المقدار، أبرز الله فيها الجوهرة المصونة المكنونة التي لم تزل أنوارها متنقلة من كل صلب شريف إلى بطن طاهر عفيف، من نكاح، لا من سفاح، من لدن آدم أبي البشر إلى أن انتهت النبوة إلى عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى أمنة بنت وهب الزهرية، فولدته في هذه الليلة الشريفة المنيفة، فظهر له من الأنوار الحسية والمعنوية ما بهر العقول والأبصار، كما شهدت بذلك الأحاديث والأخبار عند العلماء الأخيار».

مسرد بأسماء الكتب المصنفة في المولد النبوي

هذا الجزء منقول من المبحث الثاني من الفصل الثاني: حول دراسة كتاب "المورد الهني في المولد السني" لزين الدين عبد الرحيم العراقي (ت 806 هـ)، رسالة ماجستير -منشورة، إعداد الطالب: ، ص ٦٧ -٨٩.

-أبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي (ت ٢٣٣ هـ) صاحب المغازي،  له «كتاب في المولد».

-أبو بكر أحمد بن عمر النبيل بن أبي عاصم الشيباني (ت ٢٨٧ هـ)، له «كتاب في المولد».

-أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ العائذي الطرطوشي (ت ٣٧٦ هـ)، له «كتاب في المولد».

-عبد الكريم بن هوازن القشيري (ت ٤٦٥ هـ)، له «كتاب في المولد».

-أبو العباس أحمد بن معبد بن عيسى التجيبي الأفليجي (ت ٥٥١ هـ) له كتاب «الدر المنظم في مولد النبي المعظم».

-أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن محمد بن دحية الكلبي البستي (ت ٦٣٣ هـ)، له كتاب «التنوير في مولد السراج المنير».

-أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد العزفي اللخمي (ت ٦٣٣ ه) له كتاب: «الدر المنظم في المولد المعظم».  

-أبو عبد الله محيي الدين بن عربي الحاتمي الأندلسي (ت ٦٣٨ ه) الصوفي المعروف، له كتاب: «المولد الجسماني والروحاني». 

- أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الرهوني، المعروف بابن القطان نزيل مراكش (ت ٦٦١ ه ، له كتاب: «المرشد لآثار المولد».  

-سيف الدين أبو جعفر عمر بن أيوب بن عمر بن رسلان، المعروف بابن طغروبك الدمشقي الحنفي (ت٦٧٠ هـ)، له كتاب: « الدر النظيم في مولد النبي الكريم».

-محمد بن أحمد القرطبي ( ت ٦٧١ هـ)، له كتاب: «الإعلام فيما يجب على الأنام من معرفة مولد المصطفى عليه السلام».

-أحمد بن علي بن سعيد الغرناطي الأندلسي، (ت ٦٧٣ ه)، له كتاب: « ظل الغمامة في مولد سيد تهامة».  

-موسى بن أبي علي الزناني الزموري، ( ت ٧٠٢ هـ)، له كتاب: «المولد النبوي».  

- محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر العطار الجزائري، (ت ٧٠٧ هـ)، له كتاب: «المورد العذب المعين في مولد سيد الخلق أجمعين».

-محمد بن علي الزملكاني، (ت ٧٢٧ ه). له كتاب: « مولد النبي صلى الله عليه وسلم».  

-أبو محمد إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل برهان الدين الجعبري الخليلي الشافعي، (ت ٧٣٢ هـ)، له كتاب: «موعد الكرام لمولد النبي عليه الصلاة والسلام».

-محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي الجماعيلي الصالحي الحنبلي، ( ت ٧٤٤هـ ). له جزء كبير في «مولد النبي صلى الله عليه وسلم».

-محمد بن مسعود بن محمد سعيد الدين الكازروني، (ت ٧٥٨ هـ)، له كتاب: «المنتقى من سير مولد النبي صلى الله عليه وسلم» باللغة الفارسية، مترجم إلى العربية من قبل ابنه، ومنه نسخة بالمسجد النبوي.

-أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي الشافعي، (ت ٧٦١ هـ)، له كتاب: «الدرر السنية في مولد خير البرية». 

- علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله الحنفي التركي المصري، (ت ٧٦٢ ه)، له كتاب: «الرد على من أنكر القيام عند ولادته صلى الله عليه وسلم».

-خليل بن أيبك الصفدي، (ت ٧٦٤ هـ)، له كتاب: «الفضيل المنيف في المولد الشريف».  

-عبد العزيز بن محمد بن جماعة، (ت ٧٦٧ هـ)، له كتاب: «مولد النبي صلى الله عليه وسلم».

-محمد بن عثمان بن أيوب بن داود اللؤلؤي، (ت ٧٦٧ هـ)، له كتاب: «الدر المنظم في مولد النبي المعظم». 

-محمد بن محمد بن نباتة، (ت ٧٦٨ هـ)، له كتاب: «مولد النبي صلى الله عليه وسلم».

-محمد بن عثمان بن عباس بن محمد بن عثمان الحوراني المليحي الدوماني، (ت ٧٦٩ ه)، له كتاب: « مولد النبي صلى الله عليه وسلم». 

-عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الشافعي، (ت٧٧٤ هـ)، له كتاب: «ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاعته».

-أحمد بن يوسف الرعيني، (ت ٧٧٩ هـ)، له كتاب: «رسالة في السيرة والمولد النبوي». 

محمد بن أحمد بن جابر، (ت ٧٨٠ هـ)، له كتاب: « مولد المنير صلى الله عليه وسلم».  

-سليمان بن عوض باشا بن محمود البرسوي الحنفي، (ت ٧٨٠ هـ)، له كتاب: «مولد النبي  صلى الله عليه وسلم».  

-محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الخطيب الجد، (ت ٧٨١ هـ). له كتاب: «جنى الجنتين في شرف الليلتين» يعني ليلة القدر والمولد.

-سعيد بن مسعود بن محمد عفيف الدين الكازروني، (ت ٧٨٥ هـ)، له كتاب: «تعريب المنتقى في سيرة مولد النبي المصطفى»  

-محمد بن محمد المنبجي، (ت٧٨٥ ه)، له كتاب: « مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم».  

-محمد بن إبراهيم بن أبي بكر عبد الله بن مالك بن عباد العزي والرندي، (ت ٧٩٢ ه)، له كتاب: «في المولد».

-أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم الفيروزآبادي الشيرازي، (ت ٨١٧ هـ)، له كتاب: «النفحة العنبرية في مولد خير البرية»  

-أبو الخير محمد بن محمد بن علي بن الجزري، (ت ٨٣٣ هـ)، له كتاب: «مولد البشير النذير» و«التعريف بالمولد الشريف» ثم لخصه في «عرف التعريف بالمولد الشريف». 

- محمد بن عبد الله بن ناصر الدين الدمشقي الشافعي، (ت ٨٤٢ هـ)، له كتاب «مورد الصادي في مولد الهادي»، وله كتاب: «جامع الآثار في مولد النبي المختار»، و«اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق»، و «عودة الفادي في مولد الهادي».

-أبو عبد الله محمد التونسي الشاذلي الوفائي، ( ت ٨٥٠ هـ)، له كتاب: «مولد النبي صلى الله عليه وسلم».

-أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، (ت ٨٥٢ هـ)، له كتاب: «المولد النبوي».

-محمد بن السيد محمد بن عبد الله الحسيني التبريزي عفيف الدين الشافعي (ت ٨٥٥ هـ)، له «كتاب في المولد».

-أبو القاسم شمس الدين محمد بن فخر الدين عثمان اللؤلؤي الدمشقي، (ت ٨٦٧ ه)، له كتاب: «الدر المنظم في مولد النبي المعظم»، و «اللفظ الجميل في مولد الجليل».

-عبد الله بن عبد الرحمن الشيرازي، (ت ٨٨٤ هـ)، له كتاب: «درج الدرر ودرج الغرر في بيان ميلاد خير البشر».  

-أبو الحسن علاء الدين علي بن سليمان بن أحمد بن محمد السعدي الصالحي المرداوي الحنبلي، (ت ٨٨٥ هـ)، له كتاب: «المنهل العذب القرير في مولد الهادي البشير النذير صلى الله عليه وسلم».

-أبو الصفا إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف المقدسي الشافعي، (ت ٨٨٧ هـ)، له كتاب: «فتح الله حسبي وكفى في مولد المصطفى».

-إبراهيم بن محمد الناجي، (ت ٩٠٠ هـ)، له كتاب: «كنز الراغبين العفاة في الرمز إلى المولد المحمدي والوفاة».

-أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي، (ت ٩٠٢ ه)، له كتاب: «الفخر العلوي في المولد النبوي».

-أحمد بن عبد الرحمن بن مكية، (ت ٩٠٧ هـ)، له كتاب «درر البحار في مولد المختار».

-أحمد الله بن آق شمس الدين محمد الرومي الحنفي، ( ت ٩٠٩ هـ)، له كتاب: «المولد الجسماني والمورد الروحاني».

-علي بن عبد الله السمهودي، (ت ٩١١ هـ)، له كتاب: « مولد النبي صلى الله عليه وسلم ».

-محمد بن قمر الدين المجذوب، (ت ٩٢٢ هـ)، له كتاب: «النور الساطع في ذكر مولد النبي الجامع»، و «اللآلئ الزاهرات والفصوص الفائقات في ذكر مولد النبي ذي المعجزات»، و « النفحات الليلية في ذكر مولد خير البرية».  

-السيدة عائشة بنت يوسف الباعونية، (ت ٩٢٢ هـ )، لها كتاب: «المورد الأهنى في المولد الأسنى».

-أحمد بن محمد القسطلاني، (ت ٩٢٣ هـ)، له كتاب: «كشف الأسرار في مولد سيدنا محمد المختار».

-زكريا بن محمد الأنصاري، ( ت ٩٢٦ هـ)، له كتاب: «المولد النبوي».

-محمد بن عمر بحرق، (ت ٩٣٠ هـ)، له كتاب: «مولد سيد الأولين والاخرين وخليل رب العالمين». 

-ملا عرب الواعظ، (ت ٩٣٨ ه). له كتاب: «مولد النبي صلى الله عليه وسلم».  

-عبد الرحمن بن علي الشهير بابن الديبع الشيباني اليماني الشيباني، (ت ٩٥٠ ه) تقريبا. له كتاب: «المولد شريف».

-أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي، (ت ٩٧٤ هـ)، له كتاب: «إتمام النعمة الكبرى على العالم بمولد سيد ولد آدم»، و «النعمة الكبرى على العالم بمولد سيد ولد آدم»، و « مختصر النعمة الكبرى».

-حسن البحري، (ت ٩٩٤ هـ). له كتاب: «مولد النبي».

-عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن زياد اليمني الشافعي، ( ت ٩٥٧ هـ)، له كتاب: «مولد النبي».

-محمد بن أحمد بن علي نجم الدين الغيطي، (ت ٩٨١ ه)، له كتاب: «بهجة السامعين والناظرين بمولد سيد الأولين والآخرين».


وقد اعتنى الناس بهذا المولد واختصره غير واحد كما وضعوا عليه شروحاً وحواشي عديدة، وله ( شرح على مولد حسين بن الأهدل). 

-محمد بن محمد الأندلسي، (القرن العاشر)، له كتاب: «ارتشاف الضرب في مولد سيد العجم والعرب»  

-ملا علي بن سلطان بن محمد القاري الهروي، نزيل مكة (ت ١٠١٤ه )، له كتاب: «المورد الروي في المولد النبوي»، و «رسالة الورد الأحمر في مولد النبي صلى الله عليه وسلم»، و «رسالة في المولد النبوي».

-محيي الدين عبد القادر بن عبد الله العيدروسي اليمني الحضرمي الهندي، (ت ١٠٣٨ هـ)، له كتاب: «المنتخب المصطفى في أخبار مولد المصطفى».

-نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي، ( ت ١٠٤٤هـ )، له كتاب: «الفخر المنير بمولد البشير النذير».

-عبد الله بن محمد المناوي، (ت ١٠٤٨ هـ)، له كتاب: «مختصر من مولد النبي».

-محمد بن علي بن محمد بن علان الصديقي المكي الشافعي، (ت ١٠٥٧ ه)، له كتاب: «مورد الصفا في مولد المصطفى»، و «النفحات العنبرية في مولد سيد البرية»، و له كتاب: « طيب المولد».

-علي بن عبد القادر النبتيني المصري الحنفي، (ت ١٠٦١ ه)، له كتاب: «إرشاد الحائرين لشرح بهجة السامعين والناظرين»، وهو شرح على مولد النجم الغيطي.

-عبد السلام بن إبراهيم اللقاني، ( ت ١٠٧٨هـ )، له كتاب: «ترويح الفؤاد بمولد خير العباد»، وله كتاب: «مولد النبي».

-محمد المعطي بن صالح بن محمد المعطي الشرقي التادلي الجعدي، (ت١١٨٠ هـ)، له كتاب: «سفر المولد».  

- إبراهيم بن عبد الرحمن الخياري الشافعي، ( ت ١٠٨٣ هـ)، له كتاب: «خلاصة الأبحاث والمنقول في الكلام على قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول}(التوبة: ١٢٨) في مولد النبي صلى الله عليه وسلم».  

-زين العابدين بن محمد بن عبد الله العباسي، المعروف بالحليفي، (ت ١١٣٠ ه)، له كتاب: «الجمع الزاهر المنير في ذكر مولد البشير النذير».

-أبو عبد الله جمال الدين محمد بن أحمد بن سعيد بن مسعود المكي، الشهير بابن عقيلة (١١٥٠ ه)، له كتاب: «مولد النبي».

-مصطفى بن كمال الدين بن علي البكري الحنفي، الشهير بالقطب البكري، (ت ١١٦٢ه)، له كتاب: ( المورد الروي في المولد النبوي»، ثم اختصره في: «الورد المنهول الأصفى في مولد الرسول المصطفى». 

-عبد الله حلمي بن محمد بن يوسف بن عبد المنان الرومي الحنفي، المعروف بيوسف زاده، (ت ١١٦٧ هـ)، له كتاب: «الكلام السني المصفى في مولد المصطفى». 

-محمد بن عبد الحي الداودي، (ت ١١٦٨ ه).له كتاب: «المولد الأكبر في أصل وجود سيد البشر ، وهو شرح على «النعمة الكبرى على العالم» لابن حجر الهيتمي.

-حسن بن علي بن أحمد بن عبد الله النطاوي الأزهري الشافعي الشهير بالمدابغي (ت١١٧٠ ه)، له «رسالة في المولد النبوي الشريف». 

-محمد بن حسن بن همات زاده، (ت ١١٧٥هـ)، له كتاب: «في المولد».

-جعفر بن حسن البرزنجي، (ت ١١٧٧ هـ)، له كتاب: «عقد الجوهر في مولد صاحب الحوض والكوثر».

-محمد بن عبد الكريم السمان، (ت ١١٨٩ هـ)، له كتاب: «مولد النبي صلى الله عليه وسلم».

-محمد بن عبادة بن بري العدوي المالكي، (ت ١١٩٣ ه)، له حاشية: على مولد النبي لابن حجر الهيتمي.

-أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن زين الدين، الشهير بالحلوي الحموي، (ت ١١٩٥ ه)، له كتاب: «الفوائد البهية في مولد خير البرية».

-أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي أبو بركات المصري الأزهري، الفقيه المالكي الشهير بالدردير (ت ١٢٠١ هـ)، له كتاب: «مولد النبي صلى الله عليه وسلم». 

- محمد شاكر بن علي بن حسين  السالمي العمري الفيومي المصري، المعروف بالعقاد المالكي، (ت ١٢٠٢ هـ)، له كتاب: «تذكرة أهل الخير في المولد النبوي».

-عبد الرحمن بن محمد التيجراوي المصري، (ت ١٢١٠ ه)، له حاشية على مولد المدابغي.

-محمد بن علي المصري الأزهري الشافعي، المعروف بالشنواني، (ت ١٢٣٣ هـ)، له كتاب: «الجواهر السنية في مولد خير البرية».

-عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الدمليجي الضرير، المعروف بسويدان، (ت ١٢٣٤ ه)، له كتاب: «مطالع الأنوار في مولد النبي المختار صلى الله عليه وسلم».

-أحمد بن محمد السلاوي (كان حياً سنة ١٢٣٥ هـ)، له كتاب: «أشرق مصابيح التنوير في شرح مولد البشير النذير»، وله كتاب: «نور الأبصار في بيان مولد النبي المختار». 

علي بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني الزيدي، (ت ١٢٣٦ ه)،له كتاب: «تأنيس أرباب الصفا في مولد المصطفى».

- محمد بن محمد الأمير الصغير، (ت ١٢٥٣ هـ)، له كتاب: «حاشية على المولد النبوي».

-محمد بن مصطفى بن أحمد الحسيني البرزنجي الشافعي، الشهير بمعروف، (ت ١٢٥٤ ه)، له كتاب: «تنوير العقول في أحاديث مولد الرسول صلى الله عليه وسلم». 

-رضوان بن العدل بن العدل بن أحمد بيبرس الجزري الشافعي، (ت ١٢٦٤ ه)، له كتاب: «خلاصة الكلام في مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام»، وله كتاب: «صفوة الخلاصة في مولد مزيل الخصاصة».  

-إبراهبم بن عبد القادر الرياحي المالكي، (ت ١٢٦٦هـ )، له كتاب: «مولد خير الأنام».


-إبراهيم بن سويلم الطلياوي، ( ت ١٢٧٤هـ )، له كتاب: «الكنوز الوهمية على مولد خير البرية» هو حاشية على مختصر المولد النبوي للمدابغي.  

-إبراهيم بن محمد بن أحمد الباجوري المصري، (ت ١٢٧٦هـ)، له كتاب: «تحفة البشر على مولد ابن حجر» و«حاشية على مولد المصطفى للشيخ الدردير».

-علي بن علي المخللاتي، (ت ١٢٧٧ ه)، له كتاب: «الكواكب الدرية بشرح الجواهر البرزنجية في مولد خير البرية».

-يوسف بن بدر الدين بن عبد الرحمن الحسني المراكشي السبتي الدمشقي،  (ت ١٢٧٩ هـ)، له كتاب: « فتح القدير على ألفاظ مولد الشهاب الدردير»,  

-عبد الفتاح بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الجيلي الخطيب الحسني، (كان حيا سنة ١٢٩٣ هـ)، له كتاب: «الأنوار في مولد النبي المختار صلى الله عليه وسلم».  

-عبد السلام بن عبد الرحمن الشطي، (ت ١٢٩٥ه)، له كتاب: «الورد اللطيف في المولد الشريف».

-أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد عليش المصري، (ت ١٢٩٩ه)، له كتاب: «القول المنجي على مولد البرزنجي».

-عبد الفتاح بن عبد القادر بن صالح الخطيب الدمشقي الشافعي، (ت ١٣٠٥ هـ)، له كتاب: «سرور الأبرار في مولد النبي المختار صلى الله عليه وسلم».  

-عبد الهادي نجا بن رضوان الأبياري، (ت ١٣٠٥هـ)، له كتاب: «مورد هني لمولد سني».  

-محمد التهامي بن المدني بن علي بن كنون، (ت ١٣٠٦ ه)، له كتاب: «هدية المحبين إلى ذكر مولد سيد المرسلين».  

-أحمد بن عبد الغني بن عابدين، (ت ١٣٠٧ هـ)، له كتاب: «نثر الدر على مولد ابن حجر»، وهو شرح على المولد الصغير لابن حجر الهيتمي. 

-محمد بن عبد القادر بن محمد صالح الخطيب، المعروف بهبة الله، (ت ١٣١١ هـ)، له كتاب: «مولد النبي».

-محمد الطيب بن أبي بكر بن كيران الفاسي، (ت ١٣١٤ ه)، له كتاب: «المولد النبوي».  

-محمد بن نوير بن عمر بن عربي النووي الجاوي، (ت ١٣١٥ ه)، له كتاب: «الإبريز الداني مولد سيدنا محمد».  

-جعفر بن إسماعيل بن زين العابدين بن محمد البرزنجي الحسني، (ت ١٣١٧ هـ)، له كتاب: «الكواكب الأنوار على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر صلى الله عليه وسلم».  

-محمد بن عثمان السنوسي، (ت ١٣١٨ه)، له كتاب: «بغية الراجي بالمولد الباجي».

-إدريس بن علي السناني الغرباوي الفاسي ( ت ١٣٢٢ هـ)، له كتاب: «الإتحاف والوداد ببعض متعلقات الولاد».

-محمد مرتضى بن أخي الأمير عبد القادر الجزائري، (ت ١٣٢٢ ه )، له كتاب: «المولد العاطر الشريف والسفر الزاهر المنيف».  

-جعفر بن إدريس الكتاني الحسني، (ت ١٣٢٣ه)، له كتاب: «القمر المنشق وحقيقة الحقائق بمولد الشفيع المشفع وخير الخلائق». 

-محمد بن قاسم بن محمد الهاشمي (؟؟)، له كتاب: «سعادة الأمة بمولد خير أمة». 

محمد بن عبد الكبير بن محمد الكتاني، (ت ١٣٢٧ ه)، له كتاب: «مولد النبوي»، قال الشيخ عبد الحي الكتاني: «ألفه على منهاج الموالد المعروفة»، و «السانحات الأحمدية في مولد خير البرية»، قال الشيخ عبد الحي الكتاني: «ألفه على لسان أهل الوجدان».

- محمد فتح بن قاسم القادري الحسني، (ت ١٣٣١ه)، له كتاب «في المولد»..

-عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني (ت ١٣٣٣ هـ)، له كتاب: «النور الرباني». 

-محمد بن محمد التهامي كنون، (ت ١٣٣٣ ه)، له كتاب: «النفحات العنبرية في مولد سيد البرية».

-العربي بن عبد الله التهامي الوزاني الحسني الرباطي، (ت ١٣٣٩هـ)، له كتاب: «ربيع القلوب في مولد المحبوب».

-أحمد بن جعفر الكتاني (ت ١٣٤٠ هـ)، له كتاب: «السر الأبهر في ولادة النبي الأطهر»، و«منهاج الحق الواضح الأبلج في ولادة صاحب الطرف الأدعج والحاجب الأزج»، و«فجر السعادة الباسق وقمر السيادة الشارق، على إسعاف الراغب الشائق بخبر ولادة خير الأنبياء وسيد الخلائق».

-محمد بن جعفر الكتاني، (ت ١٣٤٥ ه)، له كتاب: «اليمن والإسعاد بولادة خير العباد صلى الله عليه وسلم»، وله كتاب: «إسعاف الراغب الشائق بخبر ولادة خير الأنبياء وسيد الخلائق».

-أبو عبد الله محمد بن محمد البناني الفاسي (ت ١٣٤٥ هـ)، له كتاب: «السر الرباني في مولد النبي العدناني».

-عبد القادر بن أحمد بن بدران الدمشقي، (ت ١٣٤٦ ه)، له كتاب: «النور اللامع في مولد من نسخت شريعته جميع الشرائع».

-أبو عبد الله عبد الصمد بن محمد التهامي كنون الفاسي، ثم الطنجي، (ت ١٣٥٢ ه)، له كتاب: «إتحاف السامعين بمولد سيد المرسلين».

-فتح الله بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد السلام البناني، (ت ١٣٥٣ هـ)، له كتاب: «فتح الله في مولد خير خلق الله صلى الله عليه وسلم».  

-أحمد بن إسماعيل الحلواني الدمياملي (ت ١٣٥٨ هـ)، له كتاب: «مواكب الربيع في مولد الشفيع».

-أبو العباس أحمد بن محمد - فتحاً - العلمي المشيشي الحسني الفاسي، ثم المراكشي، (ت ١٣٥٨هـ )، له كتاب: «مولد النبي».

-محمد العابد بن أحمد بن الطالب بن سودة، (ت ١٣٥٩ هـ)، له كتاب: «في المولد».

-أحمد بن الحاج العياشي سكيرج، (ت ١٣٦٣ ه)، له كتاب: «كمال الفرح والسرور بمولد مظهر النور»، و «مسامرة الأعلام وتنبيه العوام بكراهة القيام عند ذكر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم».

-أبو زيد عبد الرحمن بن زيدان العلوي الحسني، نقيب الأشراف العلويين، مؤرخ الدولة العلوية الشريفة، (ت ١٣٦٥ ه)، له كتاب: «النور اللائح بمولد الرسول الخاتم الفاتح».

-الأحسن بن محمد بن أبي جماعة السوسي البعقيلي البيضاوي، (ت ١٣٦٨ هـ)، له كتاب: «إعلام الجهال  بحقيقة الحقائق بأسنة نصوص كلام سيد الخلائق مزوج بالمولد النبوي في مدح أصل النبي المولوي».

-محمد بن محمد بن عبد الله بن المبارك الفتحي المراكشي، الموقت بجامع ابن يوسف مراكش، (ت ١٣٦٩ ه)، له كتاب: « الرحمة العامة في مولد خير الأمة».

-محمد بن أحمد الججوي الحسني الفاسي، (ت ١٣٧٠ هـ)، له كتاب: «بلوغ القصد والمرام بقراءة مولد خير الأنام»،  «وله مولد ثاني».

-الحسن بن عمرو مزور، (ت ١٣٧٦ ه)، له كتاب: «شفاء السقيم بمولد النبي الكريم».

-إسماعيل بن المأمون الإدريسي القيطوني الحسني، (ت ١٣٧٩ ه)، له كتاب: «نبذة بهية وطرفة شهية».

-محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني (ت ١٣٨٣ هـ)، له كتاب: «إنارة الأغوار والأنجاد بدليل معتقد ولادة النبي هج من القبيل المعتاد»، وهو جواب عن سؤال جاءه من مراكش رفعه إليه مؤرخها عباس بن إبراهيم التعارجي؛ ونصه: هل خرج النبي صلى الله عليه وسلم حين الولادة من السبيل المعتاد خروج البشر، أو ولد من سرة أمه، أو جنبها أو غير ذلك؟  فجزم المصنف بالرد والإبطال ودحض هذا النقل بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة، وجزم بأنه هج ولد كما يولد الناس. وله: مولد؛ هو أول مؤلفاته.

-محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني، (ت ١٣٨٤ ه)، له كتاب: « البساتين الزاهية في مولد نبي الإنسانية»، و«روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات».

-أبو حامد العربي بن محمد التمسماني الطنجي، (ت ١٣٨٩ه)، له: «مولد النبي».

-محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن محمد عاشور التونسي، (ت ١٣٩٤هـ)، له كتاب: «قصة المولد».

-محمد العابد .. عبد الله الفاسي، ( ت ١٣٩٥ ه)، له كتاب: «روضة الأمنية والأماني في مطـلوبية القيام عند ذكر ولادة المصطفى للتعظيم والتهاني».

-عبد الحفيظ بن عبد الصمد كنون الفاسي، له كتاب: «السر الباهر الأطهر في مولد النبي الطاهر المطهر».  

-إدريس بن محمد بن العابد الحسيني، له كتاب: «شفاء الآلام بذكر ولادة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام»، و«الإسعاد الفائق بمولد خير الخلائق».  

-العربي بن الحاج المبارك العبادي، له كتاب: «الجوهر المكنون في مولد الأمين المأمون».  

-إدريس بن المختار التاشفيني الفاسي الجديدي، له كتاب: « مولد نبوي».  

- محمد خير الدين وانلي، له كتاب: «مولد المصطفى».  

ومن خلال هذا المسرد تظهر عناية العلماء على اختلاف مذاهبهم بالتأليف في مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بل لبعضهم أكثر من مؤلف؛ كالحافظ ابن الجزري وقرينه ابن ناصر الدين الدمشقي، وملا علي القاري، كما سجلت من خلال هذا الجرد عناية كمولد الهيتمي، ومولد الغيطي، ومولد المدابغي المتأخرين بموالد معينة؛ ومولد البرزنجي، ومولد الدردير.  

كما سجلت مشاركة المراة في هذا المجال من خلال مولد السيدة عائشة بنت يوسف الباعونية ( ت ٩٢٢هـ )، المسمى بالمورد الأهنى في المولد الأسنى.