الحلة السيرا في مدح خير الورى
محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي
المتوفى سنة ٧٨٠ هـ
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الكتاب يتضمن ثاني بديعية برزت في الشعر العربي للشاعر ابن جابر الأندلسي، وتقع بديعيته في (١٧٧) بيتاً، وقد تضمنت أكثر أنواع البديع التي ذكرها علماء البلاغة، ويمتاز هذا النظم بجودته وسهولة ألفاظه ووضوح معناه، بالإضافة إلى رقة العاطفة وصدقها، وهو يندرج في ضمن البديعيات، والبديعية هي قصيدة طويلة من البحر البسيط، على رويّ الميم المكسورة، وموضوعها مدح النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
والبديع هو تزيين الألفاظ أو المعاني بألوان بديعية من الجمال اللفظي أو المعنوي، ويسمى العلم الجامع لطرق التزيين بعلم البديع وهو أحد العلوم الثلاثة في البلاغة العربية (المعاني، والبيان، والبديع)، والبديعيات هي قصائد شعرية مُحَلَّاةٌ بألوان البديع التي تبلغ أربعين ومائة لونًا أو يزيد.
والفرق بين البديعيات والمدائح النبوية يكمن في أن البديعيات مدائح منظومةعلى بحرٍ شعريٍّ مُعيّن، وعلى روى مُعيّن، أضاف أصحابها إلى شعرهم ألوان بديعية صراحة أو ضمناً، لكن المدائح النبوية هي قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون أن تضاف لها ألوان البديع.
كما أن هناك فرقاً بين البديعيات والمنظومات التعليمية، حيث إن البديعات هي البرزخ بين المدائح النبوية ذات الحسّ الوجداني، وبين المنظومات التعليمة التي انعدمت فيها العاطفة أو تكاد.
ويعدُّ بعض الشعراء نظم ابن جابر هذه أول بديعية في الشعر العربي، لكن الصواب أن صاحب أول بديعية هو صفي الدين الحلّي (ت ٧٥٠ هـ) والمعروفة باسم (الكافية البديعية في المدائح النبوية)، وهي أول بديعية تظهر في النصف الأول من القرن الثامن الهجري، وله شرحٌ عليها سماه (النتائج الإلهية في شرح الكافية البديعية)، أما بديعية ابن جابر الأندلسي فهي الثانية في هذا الفن.
وقد شرح ابن جابر بديعيته شرحاً موجزاً وحلاها بشيءٍ من الشواهد والتوضيحات الكاشفة لمعناها، ثم شرحها شرحاً مطولاً صديقه الرُّعيني في كتابه (طراز الحلّة وشفاء الغلّة)، ثم اختصر هذا الشرح وانتقى منه محمد بن إبراهيم البشتكي (ت ٨٣٠ هـ)، في مختصر سماه (منتقى شرح بديعية ابن جابر)، وشرحها أيضاً محمود بن خليل بياضي زاده (ت ١٠٩٩ هـ).
ترجمة ابن جابر الأندلسي
اسمه ونسبه: هو محمد بن أحمد بن علي بن جابر شمس الدين أبو عبد الله الهواري الأندلسي المالكي الضرير الشاعر المعروف بابن جابر.
ولد بالمريَّة من اعمال الأندلس سنة (٦٩٨ هـ)، ونشأ فيها طالباًَ للعلم، فتتلمذ على يد عددٍ من علماء عصره ووطنه في القرآن والنحو والحديث؛ فقرأ القراءات والنحو على ابن يعيش، والفقه على الزّبيدي.
وفي سنة (٧٣٨ هـ) رحل إلى مصر، ثم خرج من الأندلس حاجاً، واتخذ لنفسه صاحباً في رحلته وهو أبو جعفر أحمد بن يوسف الرُّعَيني، الذي لازمه في حله وترحاله إلى آخر حياته، وهذان هما المشهوران بالأعمى والبصير، لأن ابن جابر يؤلف فيه وينظم وأحمد يكتب، ولم يزالا هكذا على طول عمرهما، إلى أن اتفق أن ابن جابر تزوّج بالميرة، فتهاجرا، وسمع منهما البُرهان الحلبي.
ومرَّ ابن جابر في رحلته إلى المشرق بمصر، وأخذ عن أبي حيان النحوي محمد بن يوسف (ت ٧٤٥ هـ)، وتوجه بعدها إلى الشام بعد حجه، ودخل دمشق، فمكث فيها حتى سنة (٧٤٣ هـ)، وسمع الحديث من يوسف بن عبد الرحمن المِزِّي (ت ٧٤٢ هـ)، والجزري وابن كاميار، وقصد أثناء ذلك "بعلبك" وسمع الشاطبية من فاطمة بنت اليونيني.
ثم قطن حلب وحدَّثا بها عن المِزِّي بصحيح البخاري، ثم البيرة التي أمضى فيها بقية حياته، ورثى ابن جابر صديقه الرُّعيني الذي مات قبله بسنة (٧٧٩ هـ) في منتصف شهر رمضان، ثم توفي ابن جابر بعده بسنة (٧٨٠ هـ/ ١٣٧٨ م)ـ، عن اثنتين وثمانين سنة.
من تصانيفه:
١ - تشطير قصيدة "قفا نبك" لامرئ القيس (خ).
٢ - الحلّة السيراء في مدح خير الورى = البديعية في مدح خير الورى (ط)
٣ - حلية الفصيح (النصيح) في نظم الكتاب المسمى بالفصيح - في اللغة
٤ - ديوان الهوّاري = ديوان ابن جابر = نظم العقدين في مدح سيد الكونين =مجموعة من المدائح مرتبة على حروف الهجاء
٥ - شرح ألفية ابن مالك = شرح الخلاصة
٦ - شرح بديعية ابن جابر الأندلسي = شرح الحلّة السيرا في مدح خير الورى
٧ - نفائس الملح وعرائس المِدَح =قصيدة في مدح النَّبيّ صلي الله عليه وسلم، ، نشرت في القاهرة مع "سبيل الرشاد إلي نفع العباد" للدمنهوري (ط).
٨ - قصيدة في الفرق بين الضاد والظاء - في القرائة (ط).
٩ - المنحة في إختصار الملحة = شرح ملحة الإعراب للحريري (منظوم)
١٠- نفائس المنح وعرائس المدح = ديوان شعر
١١-عمدة المتلفظ نظم كفاية المتحفظ في اللغة، لمحمد بن أحمد الخُويّي (ت ٦٩٣ هـ).
١٢-وله شرح على "ألفية ابن معطٍ" في ثمان مجلدات. ذكره السيوطي في "النحاة".
١٣-قصيدة نحوية في الفرق بين المقصور والممدود، ذكرها جرجي زيدان.
ومن رقيق شعره:
رحمةً أرسله الله لنا … وشفيعاً قد غدا فينا غدا
وَهبَ المالَ لمن مالَ له .. وفدى من ذَنبُه مَن وفدا
ليس يُحصي فضلُه إلا الذي .. هو أحصى كل شيءٍ عددا
وله قصيدة ورّى فيها بأسماء القرآن الكريم، مادحاً فيها النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ذكرها ابلن المقري في (نفح الطيب) يقول ابن جابر في مطلعها:
في كلّ فاتحة للقول معتبرة ... حق الثناء على المبعوث بالبقرة
في آل عمران قدماً شاع مبعثه ... رجالهم والنساء استوضحوا خبره
من مدّ للناس من نعماه مائدة ... عمّت فليست على النعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرجاء بها ... إلاّ وأنفال ذاك الجود مبتدره
وله قصيدة أخرى مطولة في فضائل الصحابة العشرة وأهل البيت رضوان الله عليهم، وقد أورد ابن المقري قسماً كبيراً منها في (نفحه) يقول في مطلعها:
فمنهم أبو بكر خليفته الذي ... له الفضل والتقديم في كلّ مشهد
وصدّيق هادي الخلق والمؤثر الذي ... لإنفاقه للمال في الله قد هدي
وصهر رسول الله، وانته التي ... يبرئها نصّ الكتاب الممجّد
وصاحبه في الغار إذ قال لا تخف ... فثالثنا ذو العرش أوثق منجد
وقد اكتست هذه القصيدة بألوان من البديع، منه (التجنيس بأنواعه ١- ٣٤، وردّ الأعجاز على الصدور ٣٥ -٤٢، والتوازن ٤٣ -٤٤، والسَّجع ٤٥ -٤٩، وذكر لزوم ما لا يلزم ٥٠، وذكر حُسن المخلص ٥١ -٥٢، وذكر التشريع ٥٣ -٥٤، وذكر الاقتباس ٥٥ -٥٧، وذكر العقد ٥٨ -٦١، وذكر التلميح ٦٢ -٦٦، وذكر التضمين ٦٧ -٧٣).
ثم ذكر ما اكتسب به القصيدة من المعاني كما يلي (ذكر المطابقة ٧٤ -٨٣، وذكر مراعاة النظير ٨٣ -٨٨، وذكر الإرصاد ٨٩، وذكر المشاكلة ٩٠، وذكر الاستطراد ٩١ -٩٣، وذكر الازدواج ٩٤، وذكر الرجوع ٩٥، وذكر العكس ٩٦ -١٠٠، وذكر التورية ١٠١ -١٠٩، وذكر الاستخدام ١١٠ -١١١، وذكر الف والنشر ١١٢ -١١٦، وذكر الجمع ١١٧، وذكر التفريق ١١٨، وذكر التقسيم ١١٩ -١٢١، وذكر الجمع والتفريق ١٢٢، وذكر الجمع والتقسيم ١٢٣، وذكر الجمع والتقسيم والتفريق ١٢٤، وذكر التجريد ١٢٥ -١٢٦، وذكر المبالغة ١٢٧ -١٣١، وذكر المذهب الكلامي ١٣٢، وذكر حسن التعليل ١٣٣ -١٣٦، وذكر التفريع ١٣٧، وذكر المدح بما يشبه الذم ١٣٨ -١٤٠، وذكر تأكيد الذم بما يشبه المدح ١٤١ -١٤٣، وذكر الاستتباع ١٤٤، وذكر الإدماج ١٤٥، وذكر التوجيه ١٤٦، وذكر إجراء الهزل مجرى الجد ١٤٧، وذكر تجاهل العارف ١٤٨، وذكر القول الموجب ١٤٩ -١٥٠، وذكر الإطراد ١٥١).
ثم ذكر تتمة القصيدة (١٥٢ -١٧٧).
قصيدة ابن جابر الأندلسي
١-بِــطَــيــبَــةَ انــزِل وَيَــمِّم سَـيِّدَ الأُمَـمِ وَانـشُـر لَهُ المَـدحَ وَاِنـثُر أَطيَبَ الكَلِمِ
٢-وَابــذُل دُمــوعَــكَ واعــذُل كُــلَّ مُـصـطَـبِـرٍ وَالحَـق بِـمَن سارَ وَالحَظ ما عَلى العَلَمِ
٣-سَـــنـــا نَـــبـــيٍّ أَبـــيٍّ أَن يُـــضَــيِّعــَنــا سَــليــلِ مَــجــدٍ سَــليــمِ العِـرضِ مُـحـتَـرَمِ
٤-جَــمــيــلِ خَــلقٍ عَــلى حَــقٍّ جَــزيــلِ نَــدىً هَـــدى وَفـــاضَ نَـــدى كَـــفَّيــهِ كــالدِّيَــمِ
٥-كَــفَّ العُــداةَ وَكَــدَّ الحــادِثــاتِ كَــفــى فَــكَــم جَــرى مِــن جَـدا كَـفَّيـهِ مِـن نِـعَـمِ
٦-وَكَـم حَـبـا وَعَـلى المُـسـتَـضـعَـفـيـنَ حَـنا وَكَــم صَــفــا وَضَــفــا جــوداً لِجَــبــرِهِــمِ
٧-مـا فـاهَ فـي فَـضـحِهِ مَـن فـاءَ لَيـسَ سِوى عَـــذلٍ بِـــعَـــدلٍ وَنُـــصــحٍ غَــيــرِ مُــتَّهــَمِ
٨-حــانٍ عَــلى كُــلِّ جــانٍ حــابٍ إن قَـصَـدوا حــامٍ شَــفــى مِــن شَــقـا جَهـلٍ وَمِـن عَـدَمِ
٩-لَيــثُ الشَّرى إِذ سَــرى مَــولاهُ صــارَ لَهُ جــاراً فَــجــازَ وَنَــيــلاً مِــنـهُ لَم يَـرُمِ
١٠-كــافــي الأَرامِـلِ وَالأَيـتـامِ كـافِـلُهُـم وافـــي النَـــدى لِمُــوافــي ذَلِكَ الحَــرَمِ
١١-أَجــارَ مِـن كُـلِّ مَـن قَـد جـارَ حِـيـنَ أَتـى حَـــتّـــى أَتــاحَ لَنــا عِــزّاً فَــلَم نُــضَــمِ
١٢-وَعــامَ بَــدرٍ أَعــامَ الخَــيــلَ فـي دَمِهِـم حَـــتّـــى أَبـــاتَ أَبـــا جَهــلٍ عَــلى نَــدَمِ
١٣-وَحــاقَ إِذ جَــحَــدوا حَــقَّ الرَّســولِ بِهِــم كَـــبـــيـــرُ هَـــمٍّ أَراهُــم نَــزعَ هــامِهِــمِ
١٤-فَهــدَّ آطــامَ مَــن قَــد هـادَ إِذ طَـمِـعـوا فــي شَــتِّه فَــرَمــاهُــم فــي شَــتــاتِهِــمِ
١٥-وَجَــلَّ عَــن فَــضـحِ مَـن أَخـفـى فَـجـامَـلَهُـم مـــا رَدَّ رائِدَ رِفـــدٍ مِـــن جُـــنـــاتِهِـــمِ
١٦-مَـــــــن زارَهُ يَـــــــقِهِ أَوزَارَهُ وَنَــــــوى لَهُ نَـــوافِـــلَ بَـــذلٍ غَـــيـــرِ مُـــنــصَــرِمِ
١٧-كـالغَـيـثِ فـاضَ إِذ المَـحـلُ اِستَفاضَ تَلا أَنــفــالَ جــودٍ تَــلافــى تــالِفَ النَّســَمِ
١٨-سَــــل مِـــنـــهُـــمُ صِـــلَةً لِلصَّبر واصِـــلَةً والثَـــم أَنـــامِـــلَ أَقـــوامٍ أَنــا بِهِــمِ
١٩-أَقِــم إِلى قَــصــدِهِـم سـوقَ السُـرى وَأَقِـم بِـــدارِ عِـــزٍّ وَســوقَ الأَيــنُــقِ التَــثِــمِ
٢٠-وَالحَـق بِـمَـن كـاسَ واحـتُـث كاسَ كُلِّ سُرى فــالدَّهــرُ إِن جـارَ راعـى جـارَ بَـيـتِهِـمِ
٢١-عُـج بـي عَـلَيـهِـم فَـعُـجـبي مِن جَفاءِ فَتىً جــازَ الدِّيــارَ وَلَم يُــلمِــم بِــرَبــعِهِــمِ
٢٢-دَع عَـنـكَ سَـلمـى وَسَـل مـا بِالعَقيق جَرى وَأُمَّ سَـــلعـــاً وَسَــل عَــن أَهــلِهِ القُــدُمِ
٢٣-مَــن لي بِــدارِ كِـرامٍ فـي البِـدارِ لَهـا عِــزٌّ فَــمَــن قَــد لَهــا عَـن ذاكَ يُهـتَـضَـمِ
٢٤-بــانــوا فَهـانَ دَمـي وَجـداً فَهـا نَـدَمـي فَــقَــد أَراقَ دَمــي فــيــمــا أَرى قَـدَمـي
٢٥-يُــولونَ مــا لَهُــمُ مَــن قَــد لَجــا لَهُــمُ فــاِشــدُد يَــداً بِهِــمِ وانــزِل بِــبـابِهِـمِ
٢٦-يـا بَـردَ قَـلبـي إِذا بُـردُ الوِصـالِ ضَفا وَيــا لَهــيــبَ فُــؤادي بَــعــدَ بُــعــدِهِــمِ
٢٧-مــا كــانَ مَــنــعُ دَمــي بُــخـلاً بِهِ لَهُـمُ لَكِــن تَــخَــوَّفــتُ قَــبـلَ القُـربِ مِـن عَـدَمِ
٢٨-أَهــلاً بِهــا مِــن دِمــاءٍ فــيــهِـم بُـذِلَت وَحَــــبَّذا وِردُ مــــاءٍ مِـــن مـــيـــاهِهِـــمِ
٢٩-مَـــن نـــالَهُ جــاهُهُــم مِــنّــا لَهُ ثِــقَــةٌ أَن لا يُــصــابَ بِــضَــيــمٍ تَــحــتَ جـاهِهِـمِ
٣٠-بــدارِ وَالحَــق بِــدارِ الهــاشِـمـيِّ بِـنـا قَـبـلَ المَـمـاتِ وَمَهـمـا اِسـطَـعتَ فاِغتَنِمِ
٣١-جَـــزمـــي لَئِن ســـارَ رَكـــبٌ لا أُرافِــقُهُ فَــلا أُفــارِقُ مَــزجــي أَدمُــعــي بِــدَمــي
٣٢-فَـــأيُّ كَـــربٍ لِرَكـــبٍ يُـــبــصِــرونَ سَــنــا بَــرقٍ لِقَــبــرٍ مَــتــى تَــبــلُغـهُ تُـحـتَـرَم
٣٣-مَـــتـــى أَحُـــلُّ حِـــمـــى قَـــومٍ يُــحِــبُّهــُمُ قَــلبــي وَكَــم هــائِمٍ قَــبــلي بِــحُــبِّهــِمِ
٣٤-جــارَ الزَمــانُ فَــكَــفّـوا جَـورَهُ وَكَـفـوا وَهَــــل أُضــــامُ لَدى عُــــربٍ عَـــلى إِضَـــمِ
٣٥-وَحَــقِّهــِم مــا نَــســيــنــا عَهــدَ حُــبِّهــِمِ وَلا طَـــلَبـــنـــا سِـــواهُــم لا وَحَــقِّهــِمِ
٣٦-لا يَــنــقَــضــي أَلَمــي حَــتّـى أَرى بَـلَداً فــيــهِ الَّذي ريــقُهُ يَــشــفـي مِـنَ الأَلَمِ
٣٧-وَقَــد تَــشَــمَّرَ ثَــوبُ النَــقــعِ عَــن أُمَــمٍ شَــــتّــــى يَـــؤمُّونَ طُـــرّاً سَـــيِّدَ الأُمَـــمِ
٣٨-مَـــتـــى أُرى جـــارَ قَـــومٍ عَــزَّ جــارُهُــم عَهــدٌ عَــلَيَّ السُــرى حِــفــظــاً لِعَهــدِهِــمِ
٣٩-صَــبُّ الدُمــوعِ كــأَمـثـالِ العَـقـيـقِ عَـلى وادي العَــقــيـقِ اشـتـيـاقـاً حَـقُّ صَـبِّهـِمِ
٤٠-أَبَــحــتُ فــيــهِــم دَمــي لِلشَــوقِ يَـمـزُجُهُ بِـــمـــاءِ دَمــعــي عَــلى خَــدّي وَقُــلتُ دُمِ
٤١-وَلَيــسَ يَــكــثُــرُ إِن آثَــرتُ نَــضــخَ دَمِــي حَــيــثُ المُــلوكُ تَــغُــضُّ الطَّرفَ كـالخَـدمِ
٤٢-مِــن ســائِلِ الدَّمــعِ ســالٍ عَـن مَـعـاهِـدِهِ نَــعــيــمُهُ أَن يُــرى يَــسـري مَـعَ النّـعَـمِ
٤٣-لِلسَّيــرِ مُــبــتَــدِرٍ كــالسَّيــلِ مُــحــتَـفِـرٍ كــالطَّيــرِ مُــشــتَــمِــلٍ بـالليـلِ مُـلتَـئِمِ
٤٤-قَـــصـــداً لِمُـــرتَـــقِـــبٍ لِلَّهِ مُـــنــتَــصِــرٍ فــي الحَــقِّ مُــجــتَهِــدٍ لِلرُّســلِ مُـخـتَـتِـمِ
٤٥-مَــن لي بِــمُــســتَـسـلِمٍ لِلبـيـدِ مُـعـتَـصِـمٍ بِــالعــيــسِ لا مُــسـئِمٍ يَـومـاً وَلا سَـئِمِ
٤٦-لِلبَـــرِّ مُـــقـــتَـــحِـــمٍ لِلبـــرِّ مُـــلتَـــزِمٍ لِلقُـــربِ مُـــغـــتَـــنِــمٍ لِلتُّربِ مُــلتَــثِــمِ
٤٧-يَــســري إِلى بَــلَدٍ مــا ضــاقَ عَــن أَحَــدٍ كَـــم حَـــلَّ مِـــن كَـــرَمٍ فــي ذَلِكَ الحَــرَمِ
٤٨-دارٌ شَــفــيــعُ الوَرى فــيـهـا لِمُـعـتَـصِـمٍ جـــارٌ رَفـــيــعُ الذّرا نــاهٍ لِمُــجــتَــرِمِ
٤٩-فَهَــجــرُ رَبـعـي لِذاكَ الرَّبـعِ مُـغـتَـنَـمـي وَنَـثـرُ جَـمـعـي لِذاكَ الجَـمـعِ مُـعـتَـصَـمـي
٥٠-وَمَـيـلُ سَـمـعـي لِنَـيـلِ القُـربِ مِـن شِـيَمي وَسَــيــلُ دَمــعــي بِـذَيـلِ التُّربِ كـالدِّيَـمِ
٥١-يَــقــولُ صَــحـبـي وَسُـفـنُ العـيـسِ خـائِضَـةٌ بَــحــرَ السَّرابِ وَعَـيـنُ القَـيـظِ لَم تَـنَـمِ
٥٢-يَـمِّم بِـنـا البَـحـرَ إِنَّ الرَكـبَ فـي ظَمأٍ فَــقُـلتُ سـيـروا فَهَـذا البَـحـرُ مِـن أمَـمِ
٥٣-وافٍ كَـــريـــمٌ رَحــيــمٌ قَــد وَفــى وَوَقــى وَعَــمَّ نَــفــعــاً فَــكَــم ضُــرٍّ شَــفــى وَكَــمِ
٥٤-فَــقُــم بِــنــا فَـلَكَـم فَـقـرٍ كَـفـى كَـرَمـاً وَجــودُ تِــلكَ الأَيــادي قَــد ضَـفـا فَـقُـمِ
٥٥-ذو مِــرَّةٍ فــاِســتَــوى حَــتّــى دَنـا فَـرأى وَقــيــلَ سَــل تُـعـطَ قَـد خُـيِّرتَ فـاِحـتَـكِـمِ
٥٦-وَكـــــانَ آدَمُ إِذ كـــــانَــــت نُــــبَــــوَّتُه مــا بَــيــنَ مــاءٍ وَطــيــنٍ غَـيـرِ مُـلتَـئِمِ
٥٧-صــافــح ثَــراهُ وَقُـل إِن جِـئتَ مُـسـتَـلِمـاً إِنّـــا مُـــحَــيّــوكَ مِــن رَبــعٍ لِمُــســتَــلِمِ
٥٨-قَـد أَقـسَـمَ اللَّهُ فـي الذِّكرِ الحَكيمِ بِهِ فَــقــالَ وَالنَــجــمِ هَــذا أَوفَــرُ القَـسَـمِ
٥٩-مــا بَــيــنَ مِــنـبَـرِهِ السّـامـي وَحُـجـرَتِهِ رَوضٌ مِــنَ الخُــلدِ نَــقــلٌ غَــيــرُ مُــتَّهــَمِ
٦٠-مُهَـــنَّدٌ مِـــن سُـــيـــوفِ اللَّهِ سُـــلَّ عَـــلى عِــــداه نــــورٌ بِهِ إِرشــــادُ كُــــلِّ عَــــمِ
٦١-إِنَّ الَّذي قــالَ يُــسـتَـسـقـى الغَـمـامُ بِهِ لَو عــاشَ أَبــصَــرَ مـا قَـد عَـدَّ مِـن شِـيَـمِ
٦٢-تَــــلوحُ تَــــحــــتَ رِداءِ النَّقـــعِ غُـــرَّتُهُ كَـــأَنَّ يُـــوشَــعَ رَدَّ الشَّمــسَ فــي الظُّلــَمِ
٦٣-وَتَـــقـــرَعُ السَّمـــعَ عَـــن حَـــقٍّ زَواجِـــرُهُ قَــرعَ الرِّمــاحِ بِــبَــدرٍ ظَهــرَ مُــنــهَــزِمِ
٦٤-قــالَت عِــداهُ لَنــا ذِكــرٌ فَــقُــلتُ عَــلى لِســـانِ داودَ ذِكـــرٌ غـــيـــرُ مُـــنـــصَــرِمِ
٦٥-إِنّــي لأَرجــو بِــنَــظــمــي فــي مَــدائِحِهِ رَجــاءَ كَــعــبٍ وَمَــن يَــمــدَحــهُ لَم يُـضَـمِ
٦٦-وَإِنَّ لَيـــــــــــلِيَ إِلّا أَن أُوافِـــــــــــيَهُ لَيـلُ امـرئِ القَـيـسِ مِـن طـولٍ وَمِـن سـأَمِ
٦٧-نــــامَ الخَــــليُّ وَلَم أَرقُـــد وَلي زَجَـــلٌ بِـــذِكـــرِهِ فـــي ذرا الوَخّـــادَةِ الرُّسُــمِ
٦٨-أَقـــولُ يـــا لَكَ مِـــن لَيـــل وَأُنـــشِـــدُهُ بَـيـتَ ابـنِ حُـجـرٍ وَفَـجـري غَـيـرُ مُـبـتَـسِمِ
٦٩-فَـــقُـــلتُ لِلرَّكـــبِ لَمّـــا أَن عَــلا بِهِــمُ تَــلَفُّت الطَّرفِ بَــيــنَ الضّــالِ وَالسَّلــَمِ
٧٠-أَلَمـــحَـــةٌ مِــن سَــنــا بَــرقٍ عَــلى عَــلَمٍ أَم نُـورُ خَـيـرِ الوَرى مِـن جـانِـبِ الخِيَمِ
٧١-أَغَــرُّ أَكــمَــلُ مَــن يَــمــشِــي عَــلَى قَــدَمٍ حُــســنــاً وَأَمــلَحُ مَــن حــاوَرت فـي كَـلِمِ
٧٢-يــا حــادِيَ الرَّكــبِ إِن لاحَــت مَـنـازِلُهُ فـاِهـتِـف أَلا عِـم صَـبـاحاً وادنُ واِستَلِمِ
٧٣-واســمَــح بِــنَـفـسِـكَ وابـذُل فـي زيـارَتِهِ كَــرائِمَ المــالِ مِــن خَــيــلٍ وَمِــن نَـعَـمِ
٧٤-واسـهَـر إِذا نـامَ سـارٍ وامـضِ حَـيثُ وَنى وَاسـمَـح إِذا شَـحَّ نَـفـسـاً واسـرِ إِن يَـقُمِ
٧٥-بِــواطــئٍ فَــوقَ خَــدِّ الصُــبــحِ مُــشــتَهِــرٍ وَطــائِرٍ تَــحــتَ ذَيــلِ اللَّيــلِ مُــكــتَـتِـمِ
٧٦-إِلى نَــــبــــيٍّ رأى مــــا لا رأى مَــــلِكٌ وَقــامَ حَــيــثُ أَمــيــنُ الوَحــي لَم يَـقُـمِ
٧٧-جَــــدّوا فَـــأَقـــدَمَ ذو عِـــزٍّ وَرامَ سُـــرى فَـــلَم تَـــجِـــدَّ وَلَم تُـــقـــدِم وَلَم تَـــرُمِ
٧٨-فَــسَــوَّدَ العَــجــزُ مُـبـيَـضَّ المُـنـى وَغَـدا مُــخــضَــرُّ عَــيــشِــكَ مُــغــبَــرّاً لِفَــقـدِهِـمِ
٧٩-فـي قَـصـدِهِـم رافِـقِ الإِلفَـيـنِ أَبـيَضَ ذا بِــشــرٍ وَأَســوَدَ مَهــمــا شــابَ يَــبــتَـسِـمِ
٨٠-قَــد أَغــرَقَ الدَّمـعُ أَجـفـانِـي وَأَدخَـلَنـي نـارَ الأَسـى عَـزمِـيَ الوانِـي فَـوانَـدَمِـي
٨١-مـا ابـيَـضَّ وَجـهُ المُـنـى إِلّا لأَغبَرَ مِن خَـوضِ الغُـبـارِ أَمـامَ الكُـومِ فـي الأَكَمِ
٨٢-فَـــلُذ بِـــبَـــرٍّ رَحـــيــمٍ بــالبَــريَّة إِن عَـــقَّتـــكَ شِـــدَّةُ دَهـــرٍ عــاقَ واِعــتَــصِــمِ
٨٣-يُــروى حَـديـثُ النَّدى وَالبِـشـر عَـن يَـدِهِ وَوَجـــهُهُ بَـــيـــنَ مُـــنــهَــلٍّ وَمُــبــتَــسِــمِ
٨٤-تَــبــكــي ظُـبـاهُ دَمـاً وَالسَّيـفُ مُـبـتَـسِـمٌ يَــخُــطُّ كــالنــونِ بَــيـنَ اللامِ وَاللِّمَـمِ
٨٥-دَمــعٌ بِــلا مُــقَــلٍ ضِــحــكٌ بِــغَــيــرِ فَــمٍ كَـــتـــبٌ بِـــغَـــيــرِ يَــدٍ خَــطٌّ بِــلا قَــلَمِ
٨٦-جــاوِرهُ يَـمـنَـع وَلُذ يَـشـفَـع وَسَـلهُ يَهَـب وَعُــد يَــعُــد واِسـتَـزِد يَـفـعَـل وَدُم يَـدُمِ
٨٧-لَم يَـخـشَ قِـرنـاً وَيَـخـشـى القِـرنُ صَولَتَهُ فَهـوَ المَـنـيـعُ المُـبـيـحُ الأُسـدَ لِلرَّخَمِ
٨٨-وَالشَّمـــسُ رُدَّت وَبَـــدرُ الأُفـــقِ شُـــقَّ لَهُ والنَّجــمُ أَيــنَــعَ مِــنــهُ كُــلُّ مُــنــحَـطِـمِ
٨٩-وَإِذ دَعـا السُّحـبَ حـالَ الصَّحـو فاِنسَجَمَت وَمِــن يَــدَيــهِ ادعُهـا إِن شِـئتَ تَـنـسَـجِـمِ
٩٠-سَــقــاهُـمُ الغَـيـثُ مـاءً إِذ سَـقـى ذَهَـبـاً فَــغَــيــرُ كَــفَّيــهِ إِن أَمــحَــلتَ لا تَـشِـمِ
٩١-قَــد أَفــصَــحَ الضَّبـُّ تَـصـديـقـاً لِبـعـثَـتِهِ إِفــصــاحَ قُــسٍّ وَسَــمــعُ القَــومِ لَم يَهِــمِ
٩٢-الهــاشِــمُ الأُســدَ هَـشـمَ الزّادِ تَـبـذُلُهُ بَــــنــــانُ هــــاشِــــمٍ الوَهّـــاب لِلطُّعـــمِ
٩٣-كَــأَنَّمــا الشَّمــسُ تَــحــتَ الغَــيـمِ غُـرَّتُهُ فـي النَّقـعِ حَـيـثُ وجوهُ الأُسدِ كالحُمَمِ
٩٤-إِذا تَـــبَـــسَّمـــَ فـــي حَــربٍ وَصــاحَ بِهِــم يُـبـكـي الأُسـودَ وَيَـرمـي اللُّسنَ بِالبَكَمِ
٩٥-قَــلّوا بِــبَــدرٍ فَــفَــلُّوا غَـربَ شـانِـئهِـم بِهِ وَمــا قَــلَّ جَــمــعٌ بِــالرَّســولِ حــمِــي
٩٦-فــابــيَــضَّ بَــعــدَ سَــوادٍ قَــلبُ مُـنـتَـصِـرٍ واســوَدَّ بَــعــدَ بَــيــاضٍ وَجــهُ مُــنــهَــزِمِ
٩٧-فاِتبَع رِجالَ السُّرى في البيدِ واسرِ لَهُ سُــرى الرِّجــالِ ذَوي الأَلبــابِ وَالهِـمَـمِ
٩٨-خَـيـرُ اللَّيـالي لَيـالي الخَـيـرِ في إِضَمٍ وَالقَــومُ قَــد بَــلَغــوا أَقـصـى مُـرادِهِـمِ
٩٩-بِــعَــزمِهِـم بَـلَغـوا خَـيـرَ الأَنـامِ فَـقَـد فــازوا وَمــا بَــلَغــوا إِلّا بِــعَــزمِهِــمِ
١٠٠-يَــقــومُ بــالأَلفِ صــاعٌ حـيـنَ يُـطـعِـمُهُـم وَالصّـاعُ مِـن غَـيـرِهِ بِـاثـنَـيـنِ لَم يَـقُـمِ
١٠١-مَــــنِ الغَــــزالَةُ قَــــد رُدَّت لِطـــاعَـــتِهِ لَو رامَ أَن لا تَــزورَ الجَــديَ لَم تَــرُمِ
١٠٢-دانـي القُـطـوفِ جَـمـيـلُ العَـفـوِ مُـقـتَدِرٌ مــا ضــاقَ مِــنــهُ لِجــانٍ واسِــعُ الكَــرَمِ
١٠٣-لا يَـرفَـعُ العَـيـنَ لِلرّاجـيـنَ يَـمـنَـحُهُـم بَـل يَـخـفِـضُ الرّاسَ قَـولاً هـاكَ فـاِحـتَكِمِ
١٠٤-يـا قـاطِـعَ البـيـدِ يَـسـريـهـا عَـلى قَدَمٍ شَــوقــاً إِلَيــهِ لَقَــد أَصــبَــحـتَ ذا قَـدَم
١٠٥-قَــدِ اِعــتَــصَــمــتَ بِــأَقــوامٍ جُــفــونُهُــمُ لا تَــعـرِفُ السَّيـفَ خِـلواً مِـن خِـضـابِ دَمِ
١٠٦-جَـوازِمُ الصَّبـرِ عَـن فِـعـلِ الجَـوى مُـنِـعَت وَرَفــــعُهُ حــــالَ إِلّا حــــالَ قُــــربِهِــــمِ
١٠٧-فـي القَـلبِ وَالطَّرفِ مِن أَهلِ الحِمى قَمَرٌ مَــن يَــعـتَـصِـم بِـحـمـاهُ الرَّحـبِ يُـحـتَـرمِ
١٠٨-يـا مُـتـهِـمـيـنَ عَـسـى أَن تُـنـجِدوا رَجُلاً لَم يَــســلُ عَــنـكُـم وَلَم يُـصـبِـح بِـمُـتَّهـَمِ
١٠٩-أَغــارَ دَهــرٌ رَمــى بِــالبُــعـدِ نـازِحَـنـا فــأَنــجِــدوا يـا كِـرامَ الذَّاتِ وَالشِـيَـمِ
١١٠-إِنَّ الغَــضــى لَســتُ أَنــســى أَهــلَهُ فَهُــمُ شَــبُّوهُ بَــيــنَ ضُــلوعِــي يَــومَ بَــيــنِهِــمِ
١١١-جَـرى العَـقـيـقُ بِـقَـلبـي بَـعـدَمـا رَحَلوا وَلَو جَــرى مِــن دُمــوعِ العَــيــنِ لَم أُلَمِ
١١٢-حَــيــثُ الَّذي إِن بَــدا فـي قَـومِهِ وَحَـبـا عُـــفـــاتَهُ وَرَمــى الأَعــداءَ بِــالنّــقَــمِ
١١٣-فــالبَـدرُ فـي شُهـبِهِ وَالغَـيـثُ جـادَ لِذي مَـحـلٍ وَلَيـثُ الشَّرى قَـد صـالَ فـي الغَنَمِ
١١٤-وَإِن عَـلا النَّقـعُ فـي يَـومِ الوَغى فَدَعا أَنــصــارَهُ وَأَجــالَ الخَــيــلَ فـي اللُّجـمِ
١١٥-تَــرى الثُّرَيــا تَـقـودُ الشُّهـبَ يُـرسِـلُهـا لَيـثٌ هَـدى الأُسدَ خَوضَ البَحرِ في الظُّلَمِ
١١٦-أَخـفـوا فـي الإنـجيلِ وَالتَّوراةِ بِعثَتَهُ فــأَظــهَــرَ اللَّهُ مــا أَخــفَـوا بِـرَغـمِهِـمِ
١١٧-قَـد أَحـرَزَ البـأسَ وَالإِحـسـانَ فـي نَـسَـقٍ وَالعِــلمَ وَالحِــلمَ قَــبـلَ الدَّركِ لِلحُـلُمِ
١١٨-لا يَـسـتَـوي الغَـيـثُ مَـع كَفَّيهِ نائِلُ ذا مــــاء وَنــــائِلُ ذا مــــال فَـــلا تَهِـــمِ
١١٩-غَــيــثــانِ أَمّـا الَّذِي مِـن فَـيـضِ أَنـمُـلِهِ فَــــــدائِمٌ وَالَّذي لِلمُــــــزنِ لَم يَــــــدُمِ
١٢٠-جَــلا قُــلوبــاً وَأَحــيــا أَنـفُـسـاً وَهَـدى عُـــمـــيــاً وَأَســمَــعَ آذانــاً ذَوي صَــمَــمِ
١٢١-يُــرِيـكَ بِـاليَـومِ مِـثـلَ الأَمـسِ مِـن كَـرَمٍ وَلَيـــسَ فـــي غَـــدِهِ هَـــذا بِـــمُـــنــعَــدِمِ
١٢٢-فَـلُذ بِـمَـن كَـفُّهـُ وَالبَـحـرُ مـا اِفـتَـرَقا إِلّا بِــــكَـــفٍّ وَبَـــحـــرٍ فـــي كَـــلامِهِـــمِ
١٢٣-وَالمـالُ وَالمـاءُ مِـن كَـفَّيـهِ قَـد جَـرَيـا هَــذا لِراجٍ وَذا لِلجَــيــشِ حــيــنَ ظــمِــي
١٢٤-فــازَ المُــجِــدّانِ دانٍ أَو مُــديــمُ سُــرىً فَـــــذاكَ نـــــاجٍ وَذا راجٍ لجـــــودِهـــــم
١٢٥-مِــن وَجــهِ أَحــمَــدَ لي بَــدرٌ وَمِــن يَــدِهِ بَـــحـــرٌ وَمِـــن فَـــمِهِ دُرٌّ لِمُـــنـــتَـــظِـــمِ
١٢٦-كَـم قُـلتُ يـا نَـفس ما أَنصَفتِ أَن رَحَلوا وَمـــا رَحَـــلتِ وَقــامــوا ثُــمَّ لَم تَــقُــم
١٢٧-يَــمِّمــ نَــبــيّـاً تُـبـاري الرِّيـحَ أَنـمُـلُهُ وَالمُـزنَ مِـن كُـلِّ هـامِـي الوَدقِ مُـرتَـكِـمِ
١٢٨-لَو قـابَـلَ الشُّهـبَ لَيـلاً فـي مـطـالِعِهـا خَـــرَّت حَـــيـــاءً وَأَبـــدَت بِــرَّ مُــحــتَــرِمِ
١٢٩- تَــــكــــادُ تَـــشـــهَـــدُ أَنَّ اللَّهَ أَرسَـــلَهُ إِلى الوَرى نُـطَـفُ الأَبـنـاءِ فـي الرَّحِـمِ
١٣٠-لَو عـامَـتِ الفُـلكُ فـيـمـا فـاضَ مِـن يَدِهِ لَم تَــلقَ أَعــظَــمَ بَـحـراً مِـنـهُ إِن تَـعُـمِ
١٣١-تُـحـيـطُ كَـفّـاهُ بِـالبَـحـرِ المُـحـيـطِ فَـلُذ بِهِ وَدَع كُــلَّ طــامــي المَــوجِ مُــلتَــطِــمِ
١٣٢-لَو لَم تُـحِـط كَـفُّهـُ بـالبَـحـرِ مـا شَـمِـلَت كُـــلَّ الأَنـــامِ وَأَروَت قَــلبَ كُــلِّ ظَــمِــي
١٣٣-لَم تَــبــرُقِ السُّحــبُ إِلّا أَنَّهــا فَــرِحَــت إِذ ظَــلَّلَتــهُ فَــأَبــدَت وَجــهَ مُــبــتَــسِــمِ
١٣٤-وَالمـاءُ لَو لَم يَـفِـض مِـن بَـيـنِ أَنـمُـلِهِ مــا كــانَ رِيُّ الظَّمــا فـي وردِهِ الشَّبـِمِ
١٣٥-يَـسـتَـحـسِـنُ الفَـقـرَ ذو الدُّنـيا لِيَسأَلَهُ فَــيــأمَــنَ الفَـقـرَ مِـمّـا نـالَ مِـن نِـعَـمِ
١٣٦-وَالبَــدرُ أَبــقــى بِــمَــرآهُ لِيُــعــلِمَـنـا بـــالانـــشِـــقـــاقِ لَهُ آثــار مُــنــثَــلِمِ
١٣٧-أَزالَ ضُــرَّ البَـعـيـرِ المُـسـتَـجـيـرِ كَـمـا بِهِ الغَـــزالَةُ قَـــد لاذَت فَـــلَم تُـــضَــمِ
١٣٨-مِـــن أَعـــرَبِ العُــربِ إِلّا أَنَّ نِــســبَــتَهُ إِلى قُــرَيــشٍ حُــمــاةِ البَــيــتِ وَالحَــرَمِ
١٣٩-لا عَـيـبَ فـيـهِـم سِـوى أَن لا تَـرى لَهُـمُ ضَــيــفــاً يَــجــوعُ وَلا جــاراً بِـمُهـتَـضَـمِ
١٤٠-مــا عــابَ مِــنــهُــم عَــدُوٌّ غَــيــرَ أَنَّهــُمُ لَم يَـصـرِفـوا السَّيـفَ يَـومـاً عَـن عَـدُوِّهِمِ
١٤١-مَـن غَـضَّ مِـن مَـجـدِهِـم فـالمَـجدُ عَنهُ نأى لَكِـــنَّهـــُ غُــصَّ إِذ ســادوا عَــلَى الأُمَــمِ
١٤٢-لا خَـيـرَ فـي المَـرءِ لَم يَـعـرِف حُقوقَهُمُ لَكِـــنَّهـــُ مِـــن ذَوي الأَهـــواءِ وَالتُّهــَمِ
١٤٣-عِـيـبَـت عِـداهُـم فَـزانـوهُـم بِـأَن تَـرَكوا سُـــيـــوفَهُــم وَهــيَ تِــيــجــانٌ لِهــامِهِــمِ
١٤٤-تَــجــرِي دِمــاءُ الأَعــادِي مِـن سُـيـوفِهِـم مِــثــلَ المَــواهِــبِ تَــجــري مِــن أَكُـفِّهـِمِ
١٤٥-لَهُــم أَحــاديــثُ مَــجــدٍ كــالرِيــاضِ إِذا أَهــدَت نَــواسِــمَ تُــحــيـي بـالِيَ النّـسَـمِ
١٤٦-تَــرى الغَــنِــيَّ لَدَيـهِـم وَالفَـقـيـرَ وَقَـد عـــادا سَـــواءً فَــلازِم بــابَ قَــصــدِهِــمِ
١٤٧-قُـــل لِلصَّبـــاحِ إِذا مـــا لاحَ نُـــورُهُــمُ إِن كــانَ عِـنـدَكَ هَـذا النـورُ فَـابـتَـسِـمِ
١٤٨-إِذا بَـدا البَـدرُ تَـحـتَ اللَّيـلِ قُـلتُ لَهُ أَأَنـــتَ يـــا بَــدرُ أَم مَــرأى وُجــوهِهِــمِ
١٤٩-كــانــوا غُـيـوثـاً وَلَكِـن لِلعُـفـاةِ كَـمـا كــانــوا لُيــوثــاً وَلَكِــن فــي عُـداتِهِـمِ
١٥٠-كَــمــا قــائِلٍ قـالَ حـازَ المَـجـدَ وارِثُهُ فَـــقُـــلتُ هُـــم وارِثـــوهُ عَــن جُــدودِهِــمِ
١٥١-قَـد أَورَثَ المَـجـدَ عَـبـدَ اللَّهِ شَـيبَةُ عَن عَــمــروِ بــنِ عَــبــدِ مَـنـافٍ عَـن قُـصَـيِّهـِمِ
١٥٢-فَـجـاءَ فـيـهِـم بِـمَـن جـالَ السَّمـاءَ وَمَـن سَـمـا عَـلى النَّجـمِ فـي سـامـي بُـيـوتِهِـمِ
١٥٣-فــالعُــربُ خَــيــرُ أُنــاسٍ ثُــمَّ خَــيــرُهُــمُ فُــرَيــشُهُــم وَهــوَ فـيـهِـم خَـيـرُ خَـيـرِهِـمِ
١٥٤-قَــومٌ إِذا قــيــلَ مَــن قــالوا نَــبـيُّكـُمُ مِـــنّـــا فَهَــل هَــذِهِ تُــلفــى لِغَــيــرِهِــمِ
١٥٥-إِن تَـقـرأِ النَّحـلَ تُـنـحِـل جِـسـمَ حاسِدِهِم وَفـــي بَـــراءةَ يَـــبـــدو وَجــهُ جــاهِهِــمِ
١٥٦-قَــومُ النَّبــِيِّ فــإن تَــحــفِــل بِـغَـيـرِهِـمِ بَــيـنَ الوَرى فَـقَـدِ اسـتَـسـمَـنـتَ ذا وَرَمِ
١٥٧-إِن تَـجـحَـدِ العُـجمُ فَضلَ العُربِ قُل لَهُمُ خَـيـرُ الوَرى مِـنـكُـمُ أَم مِـن صَـمـيـمِهِـمِ
١٥٨-مَــن فَــضَّل العُـجـمُ فَـضَّ اللَّهُ فـاهُ وَلَو فــاهــوا لَغــصّــوا وَغَـضّـوا مِـن نَـبـيِّهـِمِ
١٥٩-بَــدءاً وَخَــتـمـاً وَفـيـمـا بَـيـنَ ذَلِكَ قَـد دانَــت لَهُ الرُّســلُ مِــن عُـربٍ وَمِـن عَـجَـمِ
١٦٠-لَئِن خَــدَمــتُ بِــحُــســنِ المَــدحِ حَــضــرَتَهُ فَــذاكَ فــي حَــقِّه مِــن أَيــسَــرِ الخِــدَمِ
١٦١-وَإِن أَقَــمــتُ أَفــانِــيــنَ البَــديـعِ حُـلىً لِمَـــدحِهِ فَـــبِــبَــعــضِ البَــعــضِ لَم أَقُــمِ
١٦٢-وَمــا مَــحَــلُّ فَــمــي وَالشِّعـرِ حَـيـثُ أَتـى مَـــدحٌ مِـــنَ اللَّهِ مَـــتـــلوٌّ بِـــكُـــلِّ فَــمِ
١٦٣-لَكِــنَّنـي حُـمـتُ مـا حَـولَ الحِـمـى طَـمَـعـاً مَـن ذا الَّذي حَـولَ ذاكَ الجـودِ لَم يَـحُمِ
١٦٤-يـا أَعـظَـمَ الرُّسـلِ حـاشـا أَن أَخيبَ وَإِن صَــغُــرتُ قَــدراً فَــقَــد أَمَّلــتُ ذا عِــظَــمَ
١٦٥-لَعَـــلَّنِـــي مَــعَ عِــلّاتــي سَــتُــغــفَــرُ لي كُــبــرُ الكَــبــائِرِ وَالإِلمــامُ بِـاللَّمَـمِ
١٦٦-أَنـتَ الشَّفـيـعُ الرَّفـيـعُ المُـستَجيبُ إِذا مــا قــالَ نَــفــسِـيَ نَـفـسِـي كُـلُّ مُـحـتَـرَمِ
١٦٧-مــــالي سِـــواكَ فـــآمـــالي مُـــحَـــقَّقـــَةٌ وَرأسُ مــالِي سُــؤالي خَــيــرَ مُــعــتَــصَــمِ
١٦٨-فَــاشــفَــع لِعَــبـدِكَ وادفَـع ضُـرَّ ذي أَمَـلٍ يَــرجــو رِضــاكَ عَـسـى يَـنـجُـو مِـنَ الأَلَمِ
١٦٩-حَــســبــي صِــلاتُ صَــلاةٍ سُــحـبُهـا شَـمِـلَت آلاً وَصَــحــبــاً هُــمُ رُكــنِــي وَمُــلتَـزَمِـي
١٧٠-بِــصِــدقِ حُــبّــيَ فــي الصِّديــقِ فُــزتُ وَلا أُفــــارِقُ الحُــــبَّ لِلفــــاروقِ لَيـــثِهِـــمِ
١٧١-وَقَــد أَنــارَ بِــذي النُـورَيـنِ صَـدرِيَ هَـل نَـــخـــافُ نـــاراً وَإِنّـــا أَهـــلُ حُـــبِّهــِمِ
١٧٢-بِــغَــيــثِهِــم يَــومَ إِحــســانٍ أَبــي حَـسَـنٍ غَـوثِـي وسِـبـطَـيـهِ سِـمـطـي جـيـدِ مَـجـدِهِـمِ
١٧٣-أُطــفِــي بِــحَــمــزَةَ وَالعَـبّـاسِ جَـمـرَةَ ذي بــأسٍ وَأَطــوي زَمــانِــي فــي ضَــمــانِهِــمِ
١٧٤-صَـــحـــبُ الرَّســولِ هُــمُ سُــولِي وَجــودَهُــمُ أَرجــو وَأَنــجــو مِــنَ البَـلوى بِـبـالِهِـمِ
١٧٥-أُحِــبُّ مَــن حَـبَّهـُم مِـن أَجـلِ مَـن صَـحِـبـوا أَجَــل وَأُبــغِــضُ مَــن يُــعــزَى لِبُــغــضِهِــمِ
١٧٦-هُــــمُ مَــــآلي وَآمَـــالِي أَمِـــيـــلُ لَهُـــم وَلا يَـــمَـــلُّ لِســـانِـــي مِــن حَــدِيــثِهِــمِ
١٧٧-لَكِــن وَإِن طَــالَ مَــدحِــي لا أَفِـي أَبَـداً فــأَجــعَـلُ العُـذرَ وَالإِقـرارَ مُـخـتَـتَـمِـي