النَّفَس اليماني والرَّوح الروحاني بإجازة القضاة بني الشوكاني
عبد الرحمن بن سليمان الأهدل (ت ١٢٥٠ هـ)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ من فضل الله على هذه الأمة أن سخّر لها رجالاً يحفظون عليها أمر دينها، فكانوا من جملة مآثرها المأثورة، ومفاخرها المشهورة، وحسناتها المقبولة إن شاء الله، وقد رووا لنا بالأسانيد المتصلة فنوناً كثيرة، فكانت أسانيدهم أعلى الأنساب، وذبهم عن الشريعة من أقوى أسباب الثواب، لتكتمل بهم الحجة، وتتم بهم النعمة، وهم الرجال الذين تهتزُّ لهم الجبال الركينة، وكأنما تتنزل عليهم السكينة، فيا لذة العين حين تراهم، وكم تنعم النفوس بمحياهم، فحيّاهم الله وبيّاهم، وجعل الجنة مثوانا ومثواهم.
وهذا الكتاب، الموسوم (بالنَّفس اليماني) لمسند عصره وإمام دهره مفتي زبيد وجيه الدين عبد الرحمن بن سليمان الأهدل الزبيدي اليمني الشافعي الأثري -من أنفس ما أؤلف من الأثبات والمعاجم، وقد ألفه لثلاثة من القضاة، الذين اشتهر فضلهم، وثلاثتهم من بني الحافظ الشوكاني، وهم: جمال الإسلام (علي)، وعز الإسلام (أحمد)، وشرف الإسلام (يحيى) وقد أجازهم به، وبما يرويه عن شيوخه الذين ترجم له إجازة خاصة، وبجميع مروياته إجازة عامة، وقد رتب فيه مشايخه على ثلاثة طبقات، وذكر في كل طبقة جملة من شيوخه، كما يلي:
الطبقة الأولى: الذين قرأوا على جده الإمام يحيى بن عمر مقبول الأهدل وأجازهم، منهم والده الإمام سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل مفتي زبيد، والمعمر عبد الله بن عمر الخليل، وعبد الله بن سليمان الجرهزي، وأحمد بن حسن الموقري، وأبو بكر بن محمد الغزالي الهتاري، والمعمر أمر الله بن عبد الخالق ابن الزين المزجاجي الزبيدي، فهؤلاء من هذه الطبقة ستة ممن أجازهم جده يحيى وأجازوا له.
الطبقة الثانية: ممن روى عن السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل، منهم: والده سليمان بن يحيى، وأبو بكر بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل، ويوسف ابن حسن البطاح الأهدل وعثمان بن علي الجبيلي، وعبد الرحمن بن محمد المشرع، وعبد الخالق بن علي المزجاجي، ويوسف بن محمد بن علاء المزجاجي، وإسماعيل بن أحمد الربعي، ووالده محمد بن إسماعيل الربعي.
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن والده سليمان بن يحيى بن عمر منهم أبو بكر بن علي البطاح الأهدل، ويوسف بن محمد البطاح الأهدل، والطاهر بن أحمد الأنباري.
ثم ترجم لمشايخه الآفاقيين، الذين وردوا لزبيد؛ وحدثوا بها: فمنهم حامد بن عمر باعلوي التريمي، وعبد القادر بن خليل كدك زاده المدني، وعلي بن عمر القناوي المصري، وعبد الصمد بن عبد الرحمن الجاوي، ومحمد بن الحسين بن إبراهيم الاسلافي، وحسين بن عبد الشكور الطائفي، والصفي أحمد بن إدريس العرايشي دفين صبيا باليمن.
ثم ترجم لمشايخه الذين أجازوه من صنعاء اليمن؛ فمنهم: عبد القادر بن أحمد الكوكباني، ومنهم الأعلام الثلاثة: إبراهيم وعبد الله وقاسم أولاد الأمير محمد بن إسماعيل المعروف بالأمير الصنعاني، وأحمد بن محمد قاطن الصنعاني.
ثم ترجم لمشايخه من أهل الحجاز؛ فذكر منهم: أحمد بن عبد القادر بن بكر العجيلي، وإبراهيم بن محمد الزمزمي المكي، ومحمد صالح بن إبراهيم المذكور، وفي ترجمة المذكور صرح الأهدل بروايته عن ابن سنة الفلاني بعموم إجازته لأهل عصره، وعبد الملك القلعي، وعبد القادر بن خليل كدك زاده المتقدم في عداد الواردين إلى زبيد، وابن عبد الشكور وسالم بن أبي بكر الكوراني المدني، ومحمد بن سليمان الكردي.
ثم ترجم لمشايخه المصريين؛ فمنهم: عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني، والحافظ مرتضى الزبيدي، وهم ختام ذلك الدور وآخر أئمة هذا الشأن.
قال الكتاني في "فهرسته": فجملة مشايخ الوجيه الأهدل الذين أجازوه عامة مروياتهم نحو الأربعين، وأنت إذا علمت أن فيهم من مشايخ الحافظ مرتضى أربعة عشر؛ كسليمان الأهدل، وعبد الرحمن العيدروس، والجرهزي، وابن الخليل، والموقري، والجبيلي، وأحمد قاطن، والكردي، وابن عبد الشكور وغيرهم. مع كون الأهدل عاش بعد الحافظ مرتضى نحو الخمسين سنة، علمت أن الوجيه الأهدل كان خاتمة من يرحل إليهم في الدنيا لعلو إسناده ووافر جاهه وبعد صيته وكبير علمه.
وقد ختم كتابه "النفس" هذا بالإجازة العامة لكافة من أدرك حياته سيما من وقعت بينهما المعرفة، خصوصاً من وقعت بينهما الاستفادات العلمية وأولادهم ومن سيولد لهم.
وكانت ولادته هو رحمه الله بزبيد سنة ١١٧٩ هـ ومات بها ليلة الثلاثاء ١٢ رمضان سنة ١٢٥٠ هـ، وكان من الدعاة إلى الأثر والهدي النبوي مع كونه كان متولياً إفتاء زبيد، انظر إلى قوله في ترجمة الصفي أحمد بن إدريس العرايشي بعد وصفه: بأنه لم يكن يقلد أحداً، بل يعمل على الحديث ما نصه كما هي طريقة خلائق من الأعلام ثم أنشد:
ومذهبي كل ما صح الحديث به ... ولا أبالي بقالٍ فيه أو زاري
(وأنظر ما يأتي عنه أيضاً في ترجمة جد أبيه يحيى).
ومن تآليفه:
١-شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر إلاّ أنه لم يكمله.
٢- والمنهج السوي حاشية المنهل الروي وفيه دلالة كما قال صاحب "فتح الرحمن" على كماله في علوم الحديث وأنه من أجل أئمته.
٣- وله فرائد الفوائد وقلائد الخرائد في مجلدين جمع فيهما فأوعى.
أفرد المترجم بالتصنيف تلميذه العلاّمة سعد بن عبد الله سهيل اليمني في مجلد لطيف سماه "فتح الرحمن في مناقب سيدي عبد الرحمن" أتمه سنة ١٢٦٣ هـ.
ذكر جملة من تلاميذه الآخذين عنه:
أخذ عن الوجيه الأهدل الناس طبقة بعد طبقة؛ كالأخوين محمد وعمر ابني عيدروس الحبشي، وعلوي بن عبد الله بن علوي الحبشي، وأحمد بن عمر ابن سميط، وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عيدروس، وعبد الله بن أبي بكر صاحب البقرة، وعبد الله بن الحسين الحبشي، ومحمد بن حسين الحبشي، وعمر بن محمد بن سميط، وعبد الله بن أحمد باسودان، ومحمد بن محمد السقاف باعلوي، ويس بن عمر الجبرتي، ومحمد بن المساوي الأهدل، ومحمد بن أحمد بن إدريس، وعبد الرحمن ابن أحمد بن حسن البهكلي، ومحمد بن محمد باقيس الحضرمي، وسعيد بن عبد الله سهيل اليمني، وأحمد بن محمد ناصر الزبيدي، ومحمد بن محمد صالح الشعاب الأنصاري، وحافظ الحجاز عابد السندي، وحسن بن عبد الباري الأهدل، ومحمد ابن ناصر الحازمي، وسيد المراوعة محمد بن عبد الباري الأهدل، وأولاد الشوكاني الثلاثة، ومحمد عثمان المرغني، ومحمد بن طاهر الأنباري، ومحمد بن أحمد المشرع، وعمر بن عبد الرسول العطار المكي، وعباس بن صالح الخباشي اليمني، المكي الشافعي، وولده محمد بن عبد الرحمن، وغيره من أولاده وأحفاده وبني عمه.
اتصال الكتاني بالأهدل:
قال الكتاني في (فهرسته): نتصل به من طريق جميع من ذكر، وأروي كتاب (النفس) هذا وكل ما له عن السيد حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي، عن أبيه، والعلاّمة الصالح أحمد بن عبد الله بن عيدروس، ومحمد بن ناصر الحازمي، ثلاثتهم عنه.
(ح): وأرويه أيضاً عن القاضي حسين السبعي الأنصاري، عن الحازمي والقاضي أبي العباس أحمد ابن محمد بن علي الشوكاني، وحسن بن عبد الباري الأهدل عنه.
(ح): وأرويه أيضاً عن أبي الحسن علي بن ظاهر، ومحمد أمين رضوان المدني، كلاهما عن أحمد بن محمد المعافى الضحوي، عن الحافظ القاضي الحسن بن أحمد بن عبد الله عاكش عنه.
وأروي عن محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي، عن قاضي مخا محمد سعيد، عن سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل، عن أبيه عن جده.
(ح): وعن السيد حسين الحبشي، والسيد علي بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي، كلاهما عن السيد عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عنه.
(ح): وعن القاضي حسين السبعي، عن سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عنه.
ح: وعن الشيخ خضر بن عثمان الرضوي الهندي عن الشيخ يس بن عمر الجبرتي عن الوجيه الأهدل.
(ح): وعن السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب العيدروس كتابة من الهند، عن أبيه عن الوجيه الأهدل.
وأرويه عن أبي الحسن علي بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي لقيته بمكة حجاجاً عام ١٣٢٣ هـ، وهو عن العلاّمة سعيد بن عبد الله سهيل اليمني الزبيدي وأحمد بن محمد ناصر الزبيدي، كلاهما عن الوجيه الأهدل عالياً.
وأرويه مسلسلاً بالأهدليين: عن السيد علي ابن محمد الأهدل المذكور، عن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل، عن أبيه عنه.
وأروي عن السيد علي المذكور أيضاً -وهو عن علي بن أحمد المزجاجي الحنفي المتوفي سنة ١٣٠١ هـ، عن السيد عبد الباقي بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه.
وأروي عالياً أيضاً عن المعمر السيد صافي بن عبد الرحمن الجفري بمكة، عن السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل، عن أبيه.
بل شارك السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل المذكور والده في كثير من أشياخه.
الاتصال بالأهدل من طريق الكتاني:
قلت (محمد حنونة) أرويه إجازةً عن قد أخبرنا بثبت الإمام الكتاني إجازة جمعٌ من الشيوخ، منهم الشيخ العلامة المعمر عبد الرحمن بن محمد عبد الحي الكتاني، وشيخنا العلامة محمد بن الأمين بوخبزة التطواني المغربي، وشيخنا أحمد ومحمد أبناء السيد أبوبكر بن حسين بن الحبشي (صاحب الدليل المشير)؛ كلهم عن والد الأول حافظ العصر ومسند الوقت ومحدثه العلامة أبو الأسعاد وأبو الإقبال محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني المغربي الفاسي (صاحب فهرس الفهارس)
ترجمة موجزة للشيخ عبد الرحمن الأهدل
عبد الرحمن سليمان بن يحيى بن عمر مقبول بن عبد القادر الأهدل، من أسرة بني الأهدل الشهيرة بنوابغ وعلمائها.
ولد سنة ١١٧٩هـ بمدينة زبيد، وتلقى علومه على يد والده العلامة سليمان بن يحيى الأهدل، ومن شيوخه عبد الله بن عمر خليل وعبد الله بن سليمان وغيرهما.
وقد خلف والده في صدارة العلم بمدينة زبيد فكان ملجأ العلماء والمتعلمين يستمدون منه معلوماتهم ودروسهم، وكان يعقد الندوات في بيته أو في المساجد وغالباً ما تكون هذه الندوات حول قراءة بعض أمهات الحديث أو في بعض متون الفقه وشروحها.
وما زال مرجعاً لطلاب عصره حتى أتته المنية في مدينة زبيد سنة ١٢٥٠هـ وهي نفس السنة التي توفي فيها علامة اليمن محمد بن علي الشوكاني فكم كانت خسارة اليمن في تلك السنة بهذين العالمين.
مؤلفاته:
له مؤلفات تتصل بما عرف عنه وتخصص فيه، وهو التدريس ونشر العلم بين طلبته، وكانت كتبه غالباً ما تصنف لغرض وقتي يتطلبه الأمر حال التدريس؛ كشرح متن أو نظم مسألة وغير ذلك مما يقتضيه الأمر الآني.
ومن كتبه التي استطعت التعرف على بعضها: -
١- كتاب المنهج السوي حاشية على المنهل الروي. حاشية على شرح المنهل الروي لجده سليمان الأهدل الذي شرح فيه منظومة في مصطلح الحديث. ومن هذا الكتاب نسخة خطية بالمكتبة الآصفية بالهند برقم ٤٢٨ حديث.
۲ - حواشي على البيقونية في مصطلح الحديث»، مخطوطة بالجامع بصنعاء.
٣ ـ «النفس اليماني» (وهو كتابنا هذا).
٤ - بركة الدنيا والآخرة في الإجازة الكبرى»، في جزئين، مخطوطة بمكتبة الأديب محمد بن حسن اليريمي بصنعاء.
٥-شرح بلوغ المرام في أحاديث الأحكام».
٦ - الفتح العلي في سلب «الولي»، مخطوطة بحوزتي.
٧ - تحفة النساك في شرب التنباك».
٨- «الروض الوريف في استخدام الشريف ذيل كشف الظنون ٩٥١).
٩ - «كشف الغطاء في مسألة ابن عطاء ذيل كشف الظنون ٢ - ٣٦٢) .
١٠ - فتح اللطيف في شرح مقدمة التصريف» (ذيل كشف الظنون ).(۲/ ۱۷۰).
۱۱ - «فريد الفوايد وقلائد الخرائد».
وله مؤلفات كثيرة غير تلك.
مصادر ترجمته:
كان العلامة عبد الرحمن بن سليمان الأهدل من أعلام القرن الثالث عشر الهجري، فلا بدع إذا عنى بترجمته كل من أرخ لأعلام هذا القرن. وقد وجدت أحد علماء عصره يهتم بترجمته ويضع مؤلفاً حافلاً بأخباره ومشائخه ذلك هو العلامة المؤرخ سعد بن عبد الله سهيل في كتابه: «فتح الرحمن في مناقب سيدي عبد الرحمن بن سليمان»، وهو مخطوط بالمكتبة السعيدية بالهند.
النفس اليماني
تسمية هذا الكتاب مستوحاة من الحديث النبوي الذي يقول: «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن» واسم الكتاب الكامل هو «النفس اليماني والروح الريحاني في إجازة القضاة بني الشوكاني»..
وكان سبب تأليفه أنه قصده ثلاثة من أبناء العلامة الجليل محمد بن علي الشوكاني، هم علي بن محمد الشوكاني المتوفى ١٢٥٠هـ بعد وفاة والده بشهرين، وأحمد بن محمد الشوكاني المتوفى سنة ١٢٨١هـ، ويحيى بن محمد. وقد قصده أكبرهم وهو علي بن محمد وطلب منه الإجازة العلمية، بأن يروي عنه كتب العلم وأن يقريها.
وقد شرح لنا المؤلف هذا الطلب بقوله : "أما بعد فقد طلب الإجازة وقد تكرر من سيدي الولد القاضي علي بن محمد الشوكاني، فأحجم الحقير عن المبادرة بالإجازة. ومع هذا والطلب من سيدي القاضي لم يزل متكرراً والأمر الإلزامي لم يزل متقرراً، فما وسعني بعد استخارة الله لا إلا اغتنام فضيلة طاعة الامتثال".
وهكذا كان هذا الطلب سبباً لظهور هذا الكتاب النفيس في علم التراجم والأسانيد وقد كان هذا الكتاب موضع حفاوة من قبل العلماء المتأخرين. فقد أثنى عليه العلامة عبد الحي بن عبد الكريم الكتاني المغربي في كتابه فهرس الفهارس والأثبات.
أما العلامة الهندي محمد بن صديق حسن خان المتوفى سنة ١٣٠٧هـ، فقد نقل أكثر مادة الكتاب في كتابه أبجد العلوم حتى أن بعض العلماء ذكر أنه لخص منه كتابه هذا وليس بدعاً أن يقوم هذا الرجل بمثل هذا العمل؛ فقد اعتمد في أغلب مؤلفاته على المخطوطات اليمنية التي جاءته من اليمن وعزاها إليه كما هو الحال في كتابه «شرح الدرر البهية»، وكتاب «تفسير القرآن»، و«إرشاد الفحول في علم الأصول» وغيره، وهي مؤلفات هي في الحقيقة من مؤلفات علامتي اليمن ابن الأمير والشوكاني، فجاء هذا العلامة واختصر بعض فقراتها وبدل من عباراتها ثم نسبها إلى نفسه، وكم تمنيت أن يتصدى أحد الباحثين لبحث هذه المسألة الهامة.
أما ثالث المثنين على كتابنا هذا فهو العلامة عيدروس بن عمر الحبشي المتوفى سنة ١٣١٤هـ، الذي ردد الثناء عليه في أكثر مصنفاته واعتمد على كتابه في مؤلفه «عقود اللآل في أسانيد الرجال» ويمكن للباحث في هذا الكتاب أن يجد كتاب «الأهدل» في الصفحات ۱۹۲ و ١٩۳ حتى صفحة ٢٥٧.
وعلى هذا الاهتمام من قبل العلماء بكتاب النفس اليماني فإن هذا الكتاب يحتل الصدارة في الكتب اليمنية. وقد تعددت نسخه أن نسخ الكتاب طغت على أصل الكتاب الكبير المسمى بركة الدنيا.
والأخرى في الإجازة الكبرى الذي يقع في مجلدين فإني لا أعرف من مخطوطات هذا الكتاب سوى نسخة واحدة من الجزء الثاني عند الأديب محمد بن حسن اليريمي بصنعاء، ولعل في مخطوطات تهامة ما يوجد كاملاً.
والكتاب مبني على ثلاثة أقسام رئيسية هي أصل مادة الكتاب وأساسه، فقد جعله على ثلاثة أقسام:
القسم الأول : في تراجم الطبقة الأولى من مشائخه وهم الذين قرأوا على جده العلامة يحيى بن عمر مقبول الأهدل المتوفى سنة ١١٤٧هـ.
والقسم الثاني طبقة العلماء الذين درسوا على العلامة أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل المتوفى سنة ١١٦٣هـ.
والقسم الأخير: طبقة: مشايخ المؤلف الذين درس عليهم، ومن هنا يبدو واضحاً أن أصل موضوع الكتاب هو فن التراجم، وإن كان من حيث التصنيف يدخل ضمن كتب مصطلح الحديث.
رجال الطبقة الأولى:
وهم الذين درسوا على جَدِّ المؤلف العلامة والمحدث يحيى بن عمر مقبول الأهدل الذي ترجم له في كتابه هذا وأثنى عليه، وهو أحد العلماء المصنفين من هذه الأسرة من كتبه : القول السديد فيما أحدث من العمارة بجامع زبيد، ومجموع في الأسانيد»، و«مختصر الدر المنثور في التفسير وغيره، توفي سنة ١١٤٧هـ. أما تلامذته الذين ترجم لهم والذين رووا عنه فهم:
۱ -سليمان بن يحيى الأهدل والد أحمد المؤلف، ترجمته من صفحة ١٢.
٢ - الشيخ عبد الله بن عمر الخليل، ص ٢٣ - ٢٥.
۳ - صفي الإسلام بن حسن الموقري، ص ٢٥ - ٢٨.
٤- أبو بكر بن محمد الغزالي الهتاري، ص۲۸ - ۲۹
٥ ـ أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي، ٢٩ - ٣٥.
قال في آخر ترجماته لهم: هؤلاء المشائخ الذين مر ذكرهم من الطبقة الأولى ممن أجازهم سيدي يحيى بن عمر الله وأجازوني.
رجال الطبقة الثانية:
هم الذين تلقوا على الشيخ العلامة المسند أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل المتوفى سنة ١١٦٣هـ أحد أعلام عصره وقد احتلت ترجمته خمس صفحات من الكتاب ذكر فيها شيوخه ومقروءاته وإجازاته.
وشيوخ المترجم لهم في الكتاب هم:
۱ - حسن بن علي العجيمي، ص۳۹.
۲ -أحمد بن عمر الحبيشي التعزي، ص۳۹.
٣- أحمد التنبكتي المالكي، ص۳۹، وغيرهم.
ثم يتعرض لتراجم تلامذة العلامة أحمد بن محمد مقبول، وهم:
۱ - سليمان بن يحيى الأهدل، ص ٥٣.
۲ - يوسف بن حسين البطاح الأهدل، ص ٦٣.
٣ - عثمان بن علي الجبيلي، ص ٦٨.
٤- عبد الرحمن بن محمد المشرع، ص۷۳.
٥- عبد الخالق بن علي المزجاجي، ص۷۹.
٦ - يوسف محمد المزجاجي، ص ٨٠.
۷ - محمد بن إسماعيل الربعي ص ٨٢.
قال في آخر هذه الطبقة: وها هنا انتهى ذكر من حضرني من مشائخي من أهل الطبقة الثانية الآخذين عن العلامة أحمد بن محمد مقبول الآخذين عن الجد».
رجال الطبقة الثالثة:
يستفتح تراجم رجال هذه الطبقة بقوله : ونشرع الآن في ذكر أهل الطبقة الثالثة، وهم مشائخي الذين أخذوا عن شيخنا الوالد سليمان بن يحيى، وهؤلاء هم:
١ -أبو بكر بن علي البطاح، ص٨٦.
۲ - الشيخ باعبود بن جعفر بن علوي، ص۸۹.
٣ -يوسف بن محمد البطاح الأهدل، ص۹۰.
٤ - الطاهر بن أحمد الأنباري، ص۹۳.
فئات أخرى من شيوخه:
على أن هؤلاء ليسوا كل شيوخه فهناك جماعات أخرى قسمها على أنواع منها: قسم من شيوخه الوافدين إلى مدينة زبيد، وقسم من شيوخه الذين تمت بينه وبينهم الإجازة بالمكاتبة ولم يلتق بهم، منهم أهل صنعاء وهم:
١ - أولاد محمد بن إسماعيل الأمير، ص ١٤٨.
٢ - أحمد بن محمد قاطن، ص ١٤٨ - ١٧٥.
ومن شيوخه أيضاً جماعة من أهل الحجاز والحرمين ومصر ذكرهم في كتابه هذا مع ترجمات مختصرة.
إجازات الكتاب:
ومن ضمن ما حفل به الكتاب تلك الإجازات العديدة التي تناثرت خلال صفحاته، حتى أنها تشكل حَيّزاً كبيراً وهي تعطي صورة عن الأسلوب المتبع في التعليم وأسماء الكتب التي كانت تستعمل في التدريس ونادراً ما تخلو ترجمة من ترجمات الكتاب دون أن يشير إلى شيء من تلك الإجازات وفي أكثر الأحيان يوردها بنصها، فمن ذلك إجازة لسليمان يحيى الأهدل، وأخرى ليوسف بن حسين الأهدل أوردها المؤلف في أربع صفحات وإجازة لعبد القادر بن أحمد الكوكباني وغيره.
وفادات العلماء:
وهناك ظاهرة علمية هامة تميز بها الكتاب هي عنايته برصد أسماء العلماء الذين زاروا زبيد خلال عصر المؤلف في القرن الثالث، مما يعطينا دلالة أكيدة على أهمية مدينة زبيد العلمية حتى عصورها المتأخرة فقد وفد إلى زبيد العلامة عبد القادر بن خليل كدك المتوفى سنة ۱۱۸۹ هـ. يقول في وصف قدومه إلى المدينة : لما وفد إلى المدينة زبيد تلقاه علماؤها وأعيانها بالإعزاز والإجلال وازدحم عليه الأفاضل، لأخذ الإجازة منه.
ومن العلماء الذين زاروا اليمن خلال القرن الثالث عشر العلامة الصوفي علي بن عمر القناوي المصري الذي كان لمجيئه إلى اليمن وقع كبير عند عامة الناس، وخاصتهم، وقد أطنب مؤلفنا في وصف رحلته إلى زبید، فمن ذلك قوله: تكرر وفوده إلى مدينة زبيد وإلى صنعاء اليمن مراراً عديدة، عرفت منها وفادتين وهو في كل وفادة يتلقى بالإجلال والإعزاز، ويجتمع في كل يوم الخاص والعام ما دام مقيماً، عالم كثير يقيمون معه الذكر الجهري على طريقته. وقد توسع في ذكر زيارته إلى اليمن تلك المؤرخ لطف الله بن أحمد جحاف في كتابه دور نحور الحور العين. ولعل أشهر الوفادات التي شهدها عصر المؤلف تلك التي قام بها الصوفي المغربي أحمد بن إدريس، يقول مؤلفنا في وصف زيارته إلى زبید.
نزل هذا السيد على العبد ،الحقير، وكان نزوله كنزول العافية على السقيم فالحمد لله على ذلك، وكانت مدة إقامته أولاً عشرين يوماً، ثم بدا له التوجه إلى جهة بندر المخاء جهة موزع فلما وصل إلى تلك الجهات ازدحم عليه الخاص والعام ثم بعد إقامته في تلك الجهات عاد إلى مدينة زبيد». وكانت هذه الترجمة هي غرة ما في الكتاب من تراجم، حتى أن المؤرخ الرحالة في العصر الحديث الأديب أمين الريحاني نوّه بها في كتابه «ملوك العرب».
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة على التمام والتكميل .
الحمد لله والشكر الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب اللهم صلى وسلم على عبدك ونبيك ورسولك محمد المصطفى، وآله وصحبه ذوي الصدق والصفاء. أما بعد: فلما كان طلب الإجازة من الأعلى والمساوي والدون، طريقة سلكها من أهل العلم الأولون، وتبعهم الآخرون، ولهم في هذا المطلب الشريف أصول مقررة في محلها، وفروع محررة عند أهلها لا جرم تكرر طلب ذلك من الحقير، الذي هو من قسم الدون من سيدي الولد القاضي العلامة الجهبذ الفهامة المستغنى بإشراق شمس فضله عن التنصيص على الخواص، والعلامة فارس العلوم في ميدان التحقيق ومجلي غياهب العويص في حلبة التدقيق:
إن عد في الأدباء فهو أجلهم أو عد في العلماء فهو الأوحد جمال الإسلام علي ابن شيخنا شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني، أعلى الله مقامه، وأصلح له وبه لياليه وأيامه، فأحجم الحقير عن المبادرة بالإجازة لأمرين : أولهما : أن سيدي القاضي العلامة المذكور عافاه الله أحسبه أنه لم يتحقق حقيقة حالي، ولا عرفها، فإنها ولا مرية كما قال القائل في حقيقة نفسه حين وصفها، ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز ولكن الحقائق قد تخفى,
ثانيهما: كيف يجوز في شريعة الإنصاف أن أجيز من ذكر وأبوه شيخنا شيخ الإسلام مركز علوم الاستجادة والإجازة، والعالم الخبير الخرّيت المبين حقيقة ذلك ومجازه ومن المثل السائر (لا يفتى ومالك بالمدينة)، (ولا يسند والحاكم ببغداد)، فلو تجاسرت لضرب في المثل السائد (أطرق كرا أن النعام في القرى).
لا جرم لم أزل أقدم رجلاً وأؤخر أخرى، واستكشف القناع في الأولى والأخرى، ومع هذا والطلب من سيدي القاضي لم يزل متكرراً، والأمر الإلزامي منه لم يزل متقرراً، فما وَسَعني بعد استخارة الله ولا إلا اغتنام فضيلة طاعة الامتثال المترجّحة على سلوك غيرها، على ما في ذلك من المقال واغتنام فضيلة الانتظام في سلسلة الإسناد، الوارد في تعظیم عن أفضل الخليقة والعباد عليه الصلاة والسلام ما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس» عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا كتبتم الحديث فأكتبوه بإسناده)، وقد أورد الحافظ الجلال السيوطي هذا الحديث في جامعه الصغير الذي قال في خطبته ونزهته عن كذاب أو وضاع، والظن الغالب إن مثل الجلال، لا يطلق هذا المقال تجوزاً، أو تساهلاً أو تسامحاً أو استرواحاً وإن أطال الانتقاد عليه بعض شراحه، فباب التأويل باب واسع وكلام العاقل، فضلاً عن العالم، فضلاً عن المجتهد يصان عن وصمة الإهمال ويعز بتوسيع دائرة الأعمال ما أمكن واغتنام فضيلة تحقيق الخصوصية التي ذكرها غير واحد من الأئمة، منهم: أبو علي الجياني - بجيم فمثناة تحتية ـ الحافظ المشهو حيث قال: (ثلاث خص الله بها هذه الأمة المحمدية، إسناد الحديث والجرح والتعديل، وإعراب الكلام)، واغتنام فضيلتي تكثير السواد والتشبه بذوي الرشاد والسداد.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .. إن التشبه بالكرام فلاح
(ومن كثر سواد قوم فهو منهم)، واغتنام فضيلة دعوة من المذكور تكون إن شاء الله تعالى فاتحة مانحة وللقبول صالحة.
بالله یا طالباً مني إجازة .. ما ترويه عني من أسنى إجازات
سل لي بفضلك يا سؤلي ويا أملي .. إجازة الحشر في يوم المجازات
هذا، ومسألة إجازة الإجازة من المسائل المشهورة، وقد خالف في جوازها بالإجازة المطلقة جماعة من أهل الحديث، والفقه، والأصول، لكن الذي استقر عليه العمل، وقال به جماهير أهل العلم القول بجوازه أي بإجازة الإجازة وصحة الرواية بها، وأنه يجب العمل بالمروي بها ، وإن زعم أهل الظاهر عدم وجوب العمل بذلك؛ فقد قال ابن الصلاح: إنه باطل؛ لأنه ليس في الإجازة ما يقدح في اتصال المنقول بها والثقة بذلك.
وحينئذ فأقول وعلى الله التكلان وهو المستعان: إني أجزت الولد القاضي العلامة المذكور وأخاه القاضي العلامة صفي الإسلام أحمد، والقاضي العلامة عماد الإسلام يحيى أخو شيخنا شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني أمتع الله المسلمين بحياته إجازة شاملة كاملة في كل ما تجوز روايته، وتنفع درايته من منقول ومعقول، وفروع وأصول [سيما علوم التفسير والتأويل والإشارة وعلوم السُّنَّة]، سيما الأمهات الست وزوائدها ومستخرجاتها، وسائر المسانيد والمعاجم، والأجزاء، وما في معنى ذلك على اختلاف أصنافه وأنواعه وأجناسه، كل ذلك بشرطه المعتبر عند أهل الحديث والأثر، وهو على أحد التفاسير: إن روى المستجيز الحديث من حفظه فلا بد من إتقان حفظ ما رواه بضبط رواياته ،وإعرابه، وإن روى من كتابه فلا بد أن يكون مقابلاً مصوناً عن التغيير والتبديل لا فرق في هذا الشرط بين الأمهات الست وغيرها، كما هو الشائع الذائع، وأغرب من قال في بعض إجازاته:
وكل ما للستة الكتب نمي .. من البخاري وصحيح مسلم
والترمذي والنسائي وأبي .. داود وابن ماجه الـمـنـتـخـب
فارويه واثقاً بلا شروط .. نَبَّه عليه الحافظ السيوطي
وكذا أجزتهم في خصوص المسلسلات سيما (الفوائد الجليلة، في مسلسلات الحافظ محمد بن عقيلة)، فإني أرويها عن شيخنا الوالد رحمه الله وجزاه خيراً قراءة وعملاً عن شيخه الشيخ جمال الدين العلامة عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي رحمه الله قراءة وعملاً، عن مؤلفها الحافظ جمال الدين محمد بن أحمد بن عقيلة رحمه الله ونفعنا بعلومه قراءة وعملاً .
وأفادني شيخنا العلامة أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي رحمه الله: أنه أدرك الشيخ المذكور وأنه استجازه وأجازه.
وهذا الحافظ له مؤلفات نفيسة منها: «نفحة الجود في أحوال الموجود»، ومنها: «الرسالة الفهوانية في بيان الحقيقة الإنسانية»، ومنها: «مختصر الإتقان» للحافظ السيوطي، وأضاف إلى ذلك زيادات رحمه الله وجزاه خيراً، وكذلك أجزت المذكورين في سائر الأذكار النبوية، وفي سائر الأحزاب والأوراد المنسوبة إلى المشايخ الأمجاد نفعنا الله بهم إجازة شاملة كاملة كما أجازني عِدة من العلماء من أعيان المشايخ من أهل اليمن والحرمين ومصر، والشام، وغيرها، وتلفظت بالإجازة لهم عافاهم الله تعالى:
أجزت لهم لا خَيَّب الله سعيهم .. وبلغهم ما يأملون من العلم
جميع الذي أروي بكل طريقة .. وما صَحَّ من نثر لديهم ومن نظم
وسأذكر إن شاء الله تعالى من يحضرني من هؤلاء المشايخ الأعلام رحمهم الله الرب الإله الملك العلام.
ملحق (ترجمة جد أبيه يحيى الأهدل)
يحيى ابن عمر مقبول الأهدل، كان الله وحيد عصر، وفريد مصره، سيما في علوم التفسير والحديث، والقراءات، فإنه رحمه الله كان له الباع الواسع في ذلك.
ذكر لي شيخنا الوالد رحمه الله: أنه ربما كان يُمْلِي عَلَيَّ معاني الآية الواحدة ما يقارب الكراسة وله -رحمه الله تفسير وصل فيه إلى سورة النحل، جمع فيه بين التفسير والتأويل، وقد أفرد ترجمته تلميذه الفقيه العلامة المحقق إبراهيم بن أحمد الخليل شارح مولد الأهدل في مجلدين حافلين أودع فيهما بدائع الفوائد، ترجم لسيدي الجد -رحمه الله -ترجمة مطولة وقد رأيت ترجمته لتلميذه الفقيه العلامة عمر بن عبد الله الأحمر والله أحببت نقلها لاختصارها، وهذه صورتها:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي سيدي وشيخي السيد العلامة والعلم الهمام الفهامة حافظ العصر بالاتفاق ومحدث الإقليم بلا شقاق عماد الإسلام ومرجع الخاص والعام في النجد وفي تهامة والشام يحيى بن عمر مقبول الأهدل رحمه الله تعالى، وأفاض على قبره شآبيب المغفرة والرضوان وأسكنه فراديس الجنان ليلة الأربعاء لعله رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ألف ومائة وسبع وأربعين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام عن أربع وسبعين سنة تقريباً.
سألته رحمه الله في مرضه الذي توفي فيه -قبل موته بأحد عشر يوماً عن سنه، فقال: أربعة وسبعون أو ثلاثة وسبعون، هكذا مشافهة، كان رحمه الله إماماً في جميع العلوم، جائلاً في ميادين منطوقها والمفهوم، وغلب عليه علم الحديث، حتى نسب إليه، وله من الحفظ والاطلاعات شيء لا يمكن وصفه.
وأما في حفظ الحديث فكان يحفظ معظم (صحيح البخاري ومسلم). وكان بارعاً في معرفة الحديث ورواته والرجال والأسانيد والصحيح و(الحسن) و(الضعيف) و(شديد الضعف)، إماماً صَلَّى خلفه أهل زمانه، وَقَدَّمَهُ أهل دهره على سائر أقرانه، وكان له أسانيد ومشايخ شتى، وله السند العالي الذي هو أعلى ما يكون في اليمن، وهو سنده عن شيخه السيد العلامة أبي بكر بن علي البطاح الأهدل.
وأخذ الحديث عن جماعة من الحفاظ مثل السيد أبي بكر بن علي [البطاح]، والقاضي أحمد بن إسحاق جعمان، والشيخ عبد الله المزجاجي، وتفقه بالسيد أبي بكر وبالقاضي أحمد، وأخذ القراءات السبع عن الشيخ عبد الله المزجاجي.
والنحو والأصول وغيرهما، عن السيد أبي بكر المقدم ذكره، وكان -رحمه الله ذا هِمَّة فلا تجده إلَّا مشتغلاً بعبادة، إمَّا مدرساً أو تالياً للقرآن أو مصلياً، بعد صيته حتى قصده الطلاب من البلدان الشامية، مثل الحجاز، وَصْبَيا ونحوهما، وطلب منه الإجازة علماء عصره ما بين موافق ومخالف، كالشيخ العلامة شافعي زمانه طه بن عبد الله السادة -من ذي جبلهـ وعلماء صنعاء كالسيد العلامة هاشم بن يحيى الشامي، والسيد العلامة أحمد بن عبد الرحمن الشامي، وغيرهم من فحول علماء صنعاء؛ كالسيد العلامة محمد بن إسحاق بن المهدي، والسيد العلامة إسحاق بن يوسف بن المتوكل، والسيد العلامة إبراهيم بن إسحاق بن المهدي، وقبل موته بسنة كتب إليه علماء الحرمين الشرفين كافة يطلبون منه الإجازة فأجازهم.
وأما في بلد زبيد فله تلامذة هم سواد عين البلاد وشموس آفاقها بلا انتقاد دارت على رؤوسهم رحى التدريس، وبذل طالبهم كل نفيس، كالسيد العلامة الولي أحمد بن محمد مقبول الأهدل والشيخ العلامة يحيى بن أحمد الحكمي وغيرهما .
وأما زهده وتقلله من متاع الدنيا؛ فكان آخذاً منه بالذروة العليا، مع ما رزقه الله من اتساع الرزق وكثرة الأموال، وكان كثيراً ما نسمعه يستشهد في مجالسه العامة والخاصة بقوله عليه الصلاة والسلام: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل) وكثيراً ما يحض على رفض الدنيا والتقلل منها ويشحذ الهمم إلى التشمير في العبادات والإكثار من القربات.
وأما كرمه وإحسانه إلى الوافدين والقاصدين والطلبة وغيرهم وصبره على الطلبة والتخلق لهم بالأخلاق الحسنة، فأمر ينفد دونه المداد ولا يحويه ،سواد، حتى إذا رأى أحد الطلبة قد سرى فيه الملل استشهد بنكت وعجائب، مما ترفع الضجر والسأم، ثم يعود إلى التدريس، ولقد كان عنده من الدرسة الملازمين في مسجده، قدر أربعين طالباً يأكلون بالليل والنهار من بيته وهو غير مكترث بذلك، ولا معول على ما هنالك.
وأما صلابته في الدين وإغلاظه على الأمراء الظالمين أظهر من شمس النهار، ولقد سمعت منه الله سنة ألف ومائة وسبعة وثلاثين، ونحن نقرأ عليه في مجلسه الشريف؛ إذ دخل عليه رجل من الرعية وشكى عليه، فكتب له كتاباً إلى العامل، فيه من التّهديد والتخويف من عذاب الله شيء كثير، وما كان جواب ذلك الوالي إلا سماحة ذلك الرعوي، وكتب كتاباً إلا الإمام الأعظم والخليفة المكرم أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين، يشكو للرعايا بما فعله بعض الظلمة، ومن جملة ما ذكره في ذلك الكتاب - بعد حمد الله -: أما بعد فالذي ننهيه إليكم ونشكوه لرعيتكم عليكم : أن رجلاً (فلان) استدرك على الشارع، وزاد في نصاب الزكاة المشروع، فإن كان هذا مما ترضونه فقد وجب علينا رفعه إليكم، وإعلامكم به، وإلا تنبهتم لهذا الخطب الجسيم والحادث العظيم فما كان الجواب إلا تبكيتاً وزجراً لذلك الرجل، والحال إن الرجل المشكو به من عظماء الدولة، وممن له الصولة والجولة.
فأما صلاحه وكراماته وورعه وجاهه؛ فحدث عن البحر ولا حرج؛ فمن كراماته أنه تمالى عليه جماعة من أعيان البلاد، كالوالي والقاضي والكاتب، وجماعة آخرين وكتبوا به إلى الإمام المتوكل في أوائل دعوته، ووشوا به، ومن جملة ما ذكروه في كتبهم أنه امتنع من الخطبة له، وشهد بعضهم لبعض ولبسوا حتى إن المتوكل أرسل إليه رسولاً يتخلّصه جملة من الأموال فما كان بعد ذلك بيسير إلا وقد عزل كل من عاون في تلك القضية أو شارك فيها، فبعضهم سجن وأدبه الإمام جميع ما يملكه، وغَرَّبه من بيته وعياله قدر أربع سنين وبعضهم من أهين حتى ما كنت أرى من يحاكيه، والوالي عزل في أسرع وقت، وبعضهم غُرّب إلى بلاد شاسعة، ومات بها، وتفرق ذلك الرهط وتَمزَّقوا كل ممزق، والله ما قامت لهم قائمة ولا شوكة إلى الآن، ومن هو حَيَّ منهم الآن في إهانة ظاهره وهذا كله بعد أن قصده أكثرهم واستعطفوه.
وكان يحسده جماعة من أقرانه ممن له تعلق بالعلم فسلبت منه هيئة العلم وأبهته، وليس له منه إلا المسمى، وصار بعضهم إذا دخل على أحد يستثقله من دخل عليه ولا يصبر على مجالسته أحد حتى عرف وشهر بهذا، وبعضهم سلب العلم ولم يبق له منه إلا الرسوم، واستخف به الناس ولم يميزوه على غيره ولا يرون أن له مزية العلم، حتى لقد رأيته مع أصغر الطلبة، وذلك الطالب ملحوظ بعين الرعاية والتبجيل، وذلك منظور بعين القذا والتقليل، وهذا من سره رضي الله عنه وأرضاه.
ومن حرصه على تعلم العلم كان لا يفوته من أيام البطالة مثل غيره، مع ما عليه من الاشتغال والتعلقات، وكان كثيراً ما يقصد للطلب في الولائم، وغالبها أن يكون عصراً، فيخرج إلى مسجده ويصلي بمن هناك، ويشرع في القراءة على النوبة، مقدماً الأول فالأول، ويجعل لكل طالب جزءاً يسيراً حتى له رسول صاحب الوليمة إلا وقد تَمَّ الجماعة القراءة على ذلك النمط.
ومن اجتهاده في رمضان أنه كان يختم في كل ليلة من ليالي الجبرتية القرآن، ويختم ويدعو بالدعاء لأبي حربة -رحمه الله وكان هذا دأبه كل ليلة منذ عرفناه، وكان إذا رأى وسمع باطلاً لم يسكت عن النهي عنه، وإن كان ابن ماء السماء وغالب نهيه فيما شاهدناه بلسانه، لا يكترث من ذلك أبداً ولو آل الأمر إلى رفع ذلك المنكر إلى أمير المؤمنين، كما شاهدنا ذلك منه مراراً في رسائل يرسلها إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله، وليس هذا مختصاً بمنكر رآه في بلده زبيد، بل لو سار إلى بعض البلدان، ورأى فيها شيئاً من ذلك رفعه، ومن رفعه في قضايا متعددة وقعت في الجهة الشامية إلى المقام الشريف، ومع كثرة الاعتراض على العُمَّال والإغلاظ لهم في الأقوال لم يزده في ذلك إلا هيبة منه في قلوبهم لكونه لم يقصد بذلك سوى إتباع الشرع الشريف .
وكتب إلى بعض العمال - بعد الحمد لله - يا فلان، اتق الله، عامل الناس بما تحب أن تعامل به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) الحديث، وأعقب هذا بمواعظ وتخويف، ولم يبال بكونه دعاه باسمه من غير كنية ولا لقب، ومثل هذا قد شاهدناه كثيراً .
وله مصنفات كثيرة غالبها أسئلة ترد عليه لها تعلقات بالبسط فيطنب في البسط ويفردها بالتأليف منها (كتاب في فضل ذوي القربى)، وأصل هذا إنه حضر عقد شريف وعربي سيتزوج الشريف ابنته وولد ذلك العربي سيتزوج بنت آخر فأشار الله بتقديم الشريف، فامتنع العربي، وقال: إما ولدي وإلا تركت العقد لبنتي على الشريف، ولقد رأيت من يتحامل على شيخنا -رحمه الله في هذه القضية، وهو ترجيح من غير مرجّح ولكن حَمَله عليه الهوى ولقد رددت عليه كلامه وحصل بيني وبينه مناقشة، كادت تفضي إلى مخاصمة ولكن أسأل الله له أن يعافيه من هذا الابتلاء، فإنه من هذا البيت الشريف ومنها: (القول السديد فيما أحدث العمارة بجامع زبيد) فلله دره، لقد جاء فيه بالعجب العجاب، ونقل فيه من شروح المنهاج؛ كـ«التحفة»، و«النهاية»، ومن «العباب»، و«الإيعاب »، بل سائر كتب الأصحاب القول بالحرمة، وأورد حججاً لا يردها إلا مماري، أو رجل من الفقه وأصوله عاري، وتأملت ما قاله الخصم، وغالبها هذيان لا معوّل عليه، وتحسين كلام لا يلتفت إليه ونشأ الحسد له من هذه القضية، وكانوا بزعمهم لا يقيمون لهذا الكتاب وزناً مع ما شاهدوا ما كتب عليه علماء الحرمين الشريفين من التقريظات وتصحيح المقولات.
وأما من قرظ على تسويدهم، وسَوَّد البياض، فلم يمدح إلا بلاغة الشعر، وحسن تأليفه، على أن فيه من ارتكاب المحرمات شيئاً كثيراً، فإن أكثره هجو وسفساف يعرف من رآه أنه تعصب وإعانة على باطل، ومع ذلك لم يرجعوا عما فعلوه {وإذ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وهو عند الله عَظِيمٌ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَنَكَ هَذَا بُهْتَنُ عَظِيمٌ} (النور: ١٥ - ١٦).
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فهؤلاء باقون على تلك الأقوال وحكاية غير المعتمد، وهجو سيدنا بكونه لم يعرف وكل هذا الشيء حملهم عليه الهوى
ولكن إذا رضيت عني كرام عشيرتي .. فلا زال غضباناً عليَّ لثامها
وقيل أيضاً: جزی الله عنا الحاسدين فإنهم قد استوجبوا منا على فعلهم شكرا وقد قصدوا ذماً فصار لنا فخرا أذاعوا لنا ذماً فأفشوا مكارماً انتهت ترجمة الأحمر.
ترجمة الصفي أحمد بن إدريس العرايشي:
[ترجمة السيد العلامة أحمد بن إدريس المغربي]:
ومنهم: شيخنا الإمام ذو المعارف الربانية والمواهب الرحمانية، صفي الإسلام أحمد بن إدريس المغربي الحسيني، وفد المذكور إلى مدينة زبيد سنة ١٢٤٤ه،ـ ناشراً فيها ما منحه الله من علوم أسرار الكتاب والسُّنَّة، وكاشفاً من إشارتهما الباهرة ولطائفهما الزاهرة، بعباراته الجلية، المشرق عليها نور الأذن الرباني، واللائح عليها أثر القبول الرحماني، كما قال ابن عطاء الله: (من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته، وجلبت إليهم إشارته، ولقد أملا عافاه الله من تلك الرقائق والحقائق ما استنارت به قلوب سليمة، وتداوت من جراحات غفلاتها قلوب أليمة، وازدحم الخاص والعام على الاستفادة من تلك العلوم، والاقتباس من نور مشكاة تلك الفهوم، جمع العلم في القرآن، لكن تقاصر عنه أفهام الرجال، وتلقى كل أحد تلك اللطائف على قدر الاستعداد، وعلى ما قدر الله من سوق من فيض الإمداد:
على قدرك الصهباء تعطيك نشوة .. ولست على قدر السلاف تصاب
[استطراد] قال ابن القيم في «شرح منازل السائرين»: القوم يسمون أخبارهم عن المعارف والمطلوب (إشارات)؛ لأن المعروف والمطلوب أجل من أن تفصح عنه بعبارة مطابقة وشأنه فوق ذلك، فالكامل من إشارته إلى الغاية، ولا يكون ذلك إلا لمن فني عنه رسمه وهواه وحظه، وبقي بربه، وكل أحد فإشارته بحسب معرفته وهمته، ومعارف القوم وهممهم تؤخذ من إشارتهم. انتهى.
وهذه الطريقة هي التي أشار إليها الإمام ابن القيم في (شرح منازل السائرين)، حيث قال ما نصه: والطريقة المختصرة القريبة السهلة الموصلة إلى الرفيق الأعلى، التي لا يلحق سالكها خوف ولا عطب، ولا فيها آفة من آفات سائر الطرق البتة، وعليه من الله حارس وحافظ، يكلأ السالكين فيها، ويحميهم، ويدفع عنهم، وهي أن تنقل قلبك من وطن الدنيا، وتسكنه في وطن الآخرة، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها وتدبرها، وفهم ما يراد منه وما نزل لأجله، وأخذ نصيبك وحظك من كل آية من آياته وتنزيلها على أدواء قلبك ولا يعرف قدر هذه الطريقة إلا من عرف طرق الناس وغوائلها ، وقطاعها والله المستعان، انتهى كلامه.
وهذا السيد الجليل، طريقته السالك لها والداعي إليها، الإقبال بالكلية على تدبر لطائف كتاب الله، وإطالة التفكر في استجلاب أسرار معانيه، ولقد ذكر لي عافاه الله : أنه مكث عدة سنين لا شغل له إلا تلاوة كتاب الله، والتعرض لنفحات أسرار علومه ولطائف رقائقه وفهومه، حتى منح الله بما منح وفتح بما فتح.
ونزل السيد المذكور على العبد ،الحقير وكان نزوله كنزول العافية على السقيم، والشفاء للجريح الأليم، فالحمد لله على ذلك، نسأله التوفيق لدوام الشكر على ما هنالك، وكان مدة إقامة السيد المذكور، أولاً عشرين يوماً ثم بدا له التوجه إلى جهة بندر (المخا) (موزع)؛ فلما وصل إلى تلك الجهات ازدحم عليه الخاص والعام، وانتفعوا به في أمر دينهم انتفاعاً عظيماً؛ لأن السيد المذكور هديه في عباداته وعاداته الهدي النبوي سيما الصلاة فإنه نفع الله به يقيمها ويحسنها على الوجه التام الذي وردت به الأحاديث الصحاح والحسان، عن معلم الشريعة، لا يلتزم في إقامتها، ولا إقامة غيرها مذهباً من المذاهب، بل مذهبه ما صَحَ به الحديث، كما هي طريقة خلائق من العلماء الأعلام ومذهبي مـا صـح الـحـديـث بـه ولا أبالي بـلاح فيـه أو زار ولما وصل إلى تلك الجهة أتى منه كتاب إلى الحقير، وسائر الإخوان فتولى الجواب بهذه القصيدة الفريدة الأخ العلامة الأديب الفهامة الوجيه عبد الكريم بن حسين العتمي رحمه الله
من المخا يا نفحة المندل .. سريت مـن ربـعـنــا الأول
عَبَرْتَ فَاسْتَعْبرت طرفاً .. جرى فساجل الوَسْمَيُّ منه الولي
الفهرست:
تقديم ٥
الأهدل ٦
مؤلفاته ٦
مصادر ترجمته ٧
النفس اليماني ٨
رجال الطبقة الأولى ١٠
رجال الطبقة الثانية ۱۱
رجال الطبقة الثالثة ۱۲
فئات أخرى من شيوخه ۱۲
إجازات الكتاب ۱۳
وفادات العلماء ۱۳
مخطوطة الكتاب ١٥
الطبقة الأولى ۲۷
ترجمة السيد سليمان بن يحيى بن عمر ٤٥
ترجمة الشيخ الولي أحمد بن حسن الموقري ٥٣
ترجمة الشيخ أبي بكر محمد الغزالي ٥٧
ترجمة الشيخ أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي ٥٨
الطبقة الثانية ٦٧
ترجمة السيد أحمد بن محمد مقبول الأهدل ٦٧
ترجمة العلامة سليمان بن يحيى بن عمر ٨٩
بحث في بيان الدليل على ما جرى به عادة العلماء من تراجم العلماء ٩١
ترجمة الفقيه عثمان بن علي الجبيلي ٩٦
ترجمة الشيخ عبد الرحمن محمد بن المشرع ١١٣
ترجمة الشيخ يوسف بن محمد المزجاجي ١٢٠
ترجمة السيد العلامة أبو بكر بن يحيى بن عمر ١٢٢
ترجمة القاضي إسماعيل بن أحمد الربعي ١٢٤
ترجمة القاضي محمد بن إسماعيل الربعي ۱۲۸
الطبقة الثالثة ١٣١
ترجمة السيد أبي بكر بن علي البطاح الأهدل ۱۳۱
ترجمة العلامة يوسف بن محمد البطاح ۱۳۷
ترجمة السيد الطاهر بن أحمد الأنباري ١٤٠
ذكر مشايخ شيخنا الذين وفدوا إلى مدينة زبيد ١٤٢
ترجمة الشيخ حامد بن عمر باعلوي ١٤٢
ترجمة الشيخ عبد القادر بن خليل كدك ١٤٣
ترجمة علي بن عمر القناوي ١٤٧
ترجمة عبد الصمد بن عبد الرحمن الجاوي ١٥٢
ترجمة الشيخ محمد بن الحسين الأسلافي ١٥٧
ترجمة الشيخ حسين بن عبد الشكور المدني ١٦٠
ترجمة الشيخ أحمد بن إدريس المغربي ١٧٥
ترجمة العلامة عبد القادر بن أحمد ١٨٥
ترجمة أولاد العلامة الأمير ١٩٥
ترجمة القاضي أحمد بن محمد قاطن ۲۰۳
ترجمة الشيخ أحمد بن عبد القادر بن بكر بن محمد العجيلي ۲۱۲
ترجمة الشيخ إبراهيم بن محمد الزمزمي ٢٢٤
ترجمة الشيخ محمد صالح بن إبراهيم بن محمد الزمزمي ٢٢٦
ترجمة الشيخ عبد الملك بن عبد المنعم القلعي الحنفي ۲۳۳
ترجمة الشيخ عبد القادر بن خليل كدك ٢٣٦
ترجمة الشيخ حسين بن عبد الشكور الطائفي ٢٤١
ترجمة الشيخ سالم بن أبي بكر الأنصاري الشهير بالكراني ٢٤٥
ترجمة الشيخ محمد بن سليمان الكردي ٢٤٩
ترجمة العلامة الولي عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس ٢٥٢
ترجمة العلامة الحافظ محمد مرتضى بن محمد الحسيني ٢٦٠
الكلام على الإجازة ٢٧٦
فائدة ۲۸۳
ذكر الفهارس ۲۸۳
ترجمة الزين الشرجي ۲۸۳