أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 23 أكتوبر 2021

فوائد التقوى من القرآن الكريم تأليف الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين

فوائد التقوى من القرآن الكريم

تأليف الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

تمهيد/ للتقوى شأنٌ عظيمٌ في الإسلام، وهي غايةٌ منشودةٌ لكل مسلم، وهي خير ما تزود به العبد لمصالح دينه ودنياه، وأجمع ما قيل فيها: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله.

وإن التقوى هي الطريق الواضح إلى الله تعالى، وقد أكثر الله عز وجل من ذكر التقوى في القرآن الكريم، في معرض التعظيم والمدح، وبيان الفضل والثمرة، كما بين سبحانه الطرق الموصلة إليها.

وقد ذكر الشيخ العثيمين مائة وسبعة عشر فائدة للتقوى في القران الكريم بالمكر، وبحذف المكرر بلغت أربعاً وستين فائدة، اختصرناها نحن باجتهادنا.

وقد رتب الله سبحانه على التقوى فوائد كثيرة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الفوائد المستفادة من كتاب الله عز وجل:

1- أنها سبب الاهتداء بالقرآن.

قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة: 2].

وقال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 138].

2- أنها سبب الفلاح:

قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189].

3- أنها سبب الانتفاع بالمواعظ:

قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 66].

4- أنها مع الإيمان تنال المثوبة من الله:

قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 103]

5- أن البر الحقيقي ما صدر عن التقوى:

قال تعالى: { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى } [البقرة: 189].

6- أن التقوى سبب لنيل معية الله الخاصة:

وفي مقام نشر دين الإسلام، وقال سبحانه: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36].

وفي مقام الغلظة على الكفار، وقال جل شأنه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123].

7- أنها سببٌ للأمن من عقاب الله:

قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة: 196].

8- أنها خيرُ زادٍ في الدنيا:

قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197].

9- أن المتصفين بها فوق الناس يوم القيامة:

قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [البقرة: 212].

10- أنها من أسباب زيادة العلم:

قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].

11- أن ثواب التقوى خيرٌ من الدنيا وشهواتها:

قال تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} [النحل: 30].

وقال جلَّ شأنه: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77].

12- أن ثواب المتقين جناتٍ تجري من تحتها الأنهار:

قال تعالى: {قلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 15].

13- أن بها تنال محبة الله سبحانه:

قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]. وقال جل شأنه: {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } [التوبة: 4]. 

14- أنها من أسباب الحماية من العدو:

قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران: 120].

15- أن بها تحقيق الشكر:

قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123].

16- أنها من أسباب الإمداد بالملائكة:

قال تعالى: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125].

17- أن الله أعد للمتقين جنات تجري من تحتها الأنهار:

قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

18- أنها سببٌ لنيل الأجر العظيم:

قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].

19- أنها مع الصبر من عزائم الأمور:

قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186].

20- أنها من أسباب المغفرة والرحمة:

قال تعالى: {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129].

وقال جلَّ شأنه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155].

وقال سبحانه: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 156].

وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

21- أنها من أسباب تكفير السيئات، وتعظيم الأجور:

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

22- أنها سببٌ للبركات النازلة من السماء والخارجة من الأرض:

قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].

23- أنها سبب في أكل الحلال الطيب:

قال تعالى: {وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [المائدة: 88].

وقال جل شأنه: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 69].

24- أنها من علامات الإيمان:

قال تعالى: {قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 112].

25- أنها سببٌ للتذكر والبصيرة عند نزعات الشيطان:

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } [الأعراف: 201].

26- أن لباس التقوى خير لباس:

قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26].

27- أنها سببٌ لانتفاء الحزن والخوف:

قال تعالى: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [الأعراف: 35].

28- أن العاقبة الحميدة للمتقين:

قال تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].

وقال سبحانه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].

وقال جل شأنه: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

29- أنها سببٌ للفرقان بين الحق والباطل:

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الأنفال: 29].

30- أن المتقين هم أولياء المسجد الحرام:

قال تعالى: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34].

31- أن المسجد المؤسس على التقوى أحقُّ من غيره في الصلاة:

قال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [التوبة: 108].

32- أن الخير فيمن أسس بنيانه على التقوى:

قال تعالى: { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109].

33- أنها سبب لولاية الله عز وجل:

قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63].

وقال سبحانه: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 19].

34- أن التقوى من الإحسان الذي لا يضيع الله أجره:

قال تعالى: { فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49].

35- أن الجنة هي عاقبة التقوى:

قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} [الرعد: 35].

36- أن للمتقين عند ربهم مقام أمين:

قال تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الدخان: 51، 52].

37- أن المتصفين بها يُتوفَّون على أطيب الأحوال ويُتلقون بالسلام والإكلام من قبل الملائكة:

قال تعالى: { كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 31، 32].

38- أن التقوى من صفات الرسل:

قال تعالى: { وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا } [مريم: 13].

39- أن التقوى هي سبب وراثة الجنة:

قال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].

40- أنها سبب النجاة من النار:

قال تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72].

41- أن التقوى سببٌ لتعظيم شعائر الله:

قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

42- أنها التي تنفع العبد عند ربه:

قال تعالى: { وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

43- أنها من أسباب صلاح الأعمال:

قال تعالى: {اأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].

44- أن المآب الحسن للمتقين:

قال تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 49].

45- أن للمتصفين بها ما يشاءون:

قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } [الزمر: 33، 34].

46- أن للمتصفين بها عالي الجنان والغرف:

{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20].

47- أنها سبب للنجاة من المهالك، والسلامة من السوء:

قال تعالى: وقال جل شأنه: { وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر: 61].

48- أن المتقين يُساقون إلى الجنة زمراً، سوق إكرام وخلود:

قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].

49- أن التقوى سببٌ للنجاة من عذاب الدنيا:

قال تعالى: {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [فصلت: 18].

50- أن الآخرة خيرٌ للذين يتصفون بها:

قال تعالى: {وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأعراف: 169].

وقال سبحانه: {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف: 57].

وقال سبحانه: {وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35].

51- إن خلة المتقين ثابتة في الدنيا والآخرة:

قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

52- أن للمتقين في الجنات أنواع النعيم:

قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15].

53- أنها سبب لنيل الكرامة:

قال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13].

54- أن التقوى سببٌ لتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم:

قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3].

55- أن التقوى سبب الخلود في الجنة:

قال تعالى: { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198]

56- أن الجنة قريبةٌ من المتقين:

قال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [ق: 31].

57- أن ثواب المتصفين بها الجنات:

قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: 45].

58- أن التقوى سبب مضاعفة الرحمة والخشية والمغفرة:

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28]

59- أن التقوى سبب للخروج من المضائق، وسعة الرزق:

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]

60- أنها سبب لتيسير الأمور:

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]. 

61- أن المتصفين بها لهم مفازٌ عند ربهم:

قال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا } [النبأ: 31].

62- أن التقوى من أسباب التيسير لليسرى:

قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل: 5 - 7].

63- أن التقوى تعين العبد على أعدائه: 

قال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194].

64- أنها سبب لإتيان الأجر:

قال سبحانه: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} [محمد: 36].







نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة، د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة

د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذه رسالة مختصرة باسم "نور الإيمان وظلمات النفاق" بيَّن فيها المؤلف مفهوم الإيمان، وطرق تحصيله، وثمراته، وفوائده، وشُعبه، وصفات المؤمنين، ومفهوم النفاق، وأنواعه، وأضراره، وصفات المنافقين.

وقد استلهم المؤلف عنوان هذه الرسالة من قوله عز وجل: {الله ولي الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النُّور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونم من النور إلى الظلمات} (البقرة: 257).

وهذا الكتاب يتألف من مبحثين: في كل مبحث خمس مطالب.

  • مباحث الكتاب:

المبحث الأول، وفيه خمس مطالب:

1- بيان مفهوم الإيمان: 

[لغة: التصديق،  واصطلاحاً: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. والفرق بينه وبين الإسلام: وأن بينهما عموم وخصوص وجهي، فإذا افترقا اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا] .

2- بيان طرق تحصيل الإيمان، من خلال (14) طريقة:

[التعرف إلى أسماء الله وصفاته، وتدبر القرآن على وجه العموم، ومعرفة أحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والتفكر في الكون، والإكثار من ذكر الله في كل وقت، ومن الدعاء الذي هو العبادة، ومعرفة محاسن الإسلام: عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، والإجتهاد في الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى خلقه، والإتصاف بصفات المؤمنين المذكورة في الكتاب والسنة، والدعوة إلى الله وإلى دينه، والابتعاد عن شُعب الكفر والنفاق والفسوق والعصيان،  والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، والخلوة بالله لمناجاته ودعائه، والتأدب بآداب العبودية بين يديه، ومجالسة العلماء الصادقين المخلصين].

3- بيان ثمرات الإيمان وفوائده (34- فائدة)، منها:

[الاغتباط بولاية الله، والفوز برضا الله عز وجل، والانتفاع بهداية القرآن، ونيل الرزق الكريم، والمغفرة من الله، وكماله يمنع من دخول النار، وضعيفه يمنع من الخلود فيها، وإذا دخلها فالإيمان هو سبب النجاة، وأن الله يدافع عن عباده المؤمنين قبل نزول المكاره، ويخففها عليهم بعد نزولها، ويثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، والهداية التامة إلى الصراط المستقيم، والفلاح الكامل في الدنيا والآخرة، ونيل المعية الخاصة من الله عز وجل، وأنه سببٌ لقبول الأعمال، وشرطٌ لصحتها، وهو سببٌ لحفظ الأعمال، وزيادة اليقين، ومضاعفة الأجور، وتعظيم الأجور، وأن لصاحبه أجرٌ كبير، وأجرٌ غير ممنون، ويُثمر محبة الله للعبد، ومحبته في قلوب المؤمنين، والإمامة في الدين، ورفع الدرجات في الآخرة، ولهم البشارة بكرامة الله، والأمن التام المطلق من جميع الوجوه، والأمن الخاص من الخوف والحزن، وأنهم المنتفعون بالمواعظ، وأنه أكبر باعثٍ على الشكر في الرخاء، والصبر في الشدة والبلاء، وأنه يدفع به الريبة والشك، وأنه مع الصدق والإخلاص عاصمٌ من الفتن، وأنه يمنع صاحبه من الموبقات والمهلكات، وأنه يكون في خير أقسام الناس، وأنه طريق إقامة الخلافة في الأرض، وطريق النصر المنشود، وطريق العزة، وبه يُمنع الأعداء من التسلط على المؤمنين.

4- بيان شُعب الإيمان (76 شعبة):

وقد ذكرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم إجمالاً في حديثه الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، والحياء شعبةٌ من الإيمان". وقد ذكرها الإمام البيهقي في كتابه "شعب الإيمان". فانظرها.

5- بيان صفات المؤمنين من آيات القرآن الكريم (11 صفة، وهي كثيرة):

[طاعة الله ورسوله- والخوف من الله- والتأثر بالقرآن- والتوكل على الله- وإقام الصلاة- وإيتاء الزكاة- موالاة المؤمنين ومحبتهم- الأمر بالمعروف- والنهي عن المنكر- والقتال في سبيل الله- وملازمة التوبة في جميع الأوقات- وغير ذلك].


****

6- بيان مفهوم النفاق.

[النفاق لغة: الدخول من وجه والخروج من وجه آخر. النفاق شرعاً: هو إظهار الخير، وإسرار الشر. وحاصل النفاق أنه يرجع إلى: اختلاف السريرة والعلانية، واختلاف القلب واللسان، واختلاف الدخول والخروج.

وأنواعه:

أ- اعتقادي (أكبر): وهو الذي يُخلد صاحبه في النار.

ب- عملي (أصغر): وهو من كبائر الذنوب.

والزنديق: هو المنافق الجاحد الذي يُعادي الإسلام عقيدةً وشريعةً إجمالاً وتفصيلاً].

6- بيان أنواع النفاق.

[أولاً: النفاق الاعتقادي، وأصول هذا النفاق ثمانية، وهي:

1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- تكذيب بعض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.

4- بغض بعض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5- المسرَّة بضعف دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

7- عدم اعتقاد وجوب تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به.

8- عدم اعتقاد وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر به.

حكمه: 

أ- مُخرجٌ عن الملة، والتوبة منه واجبة.

ب- مُحبطٌ لجميع الأعمال.

ج- يُخلد صاحبه في النار إذا مات.

د- لا يصدر إلا عن كافر.

ثانياً: النفاق العملي:

وأصول هذا النفاق خمسة، وهي:

1- أن يُحدث من يُصدقه، وهو كاذب.

2- أن يُخلف إذا وعد، وهو نوعان:

النوع الأول: أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده أصلاً، وهذ أشرُّ الخُلف..

النوع الثاني: أن يعد ومن نيته أن يفي، ثُم بدا له أن يُخلف من غير عُذرٍ له في الخلف.

3- إذا خاصم فجر، ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمداً حتى يصير الحق باطلاً، والباطل حقاً.

4- إذا عاهد غدر، ولم يفِ بالعهد، ويشمل كل عهدٍ بين المسلمين وغيرهم، ولو كان المُعاهد كافراً.

5- الخيانة في الأمانة.

حكمه: 

أ- لا يُخرج عن الملة، والتوبة منه واجبة.

ب- وهو كبيرةٌ من الكبائر.

ج- لا يُخلد صاحبه في النار.

د- قد يصدر عن المؤمن.

7- الغاية من الإخبار عن صفات المنافقين:

[حتى يبتعد المؤمنون عنها- وتحذيرهم من الاتصاف بصفاتهم- حضهم على تصفية سرائرهم لله عز وجل]. 

7- بيان صفات المنافقين.

[المخادعة للمؤمنين ولمزهم- قلوبهم مريضة بالشبهات والشهوات- الإفساد في الأرض- المراءاة بالأعمال- تسفيه المؤمنين- الاستهزاء بالدين وأهله- تنميق الكلام وتحسينه- المهارة في الجدل وقوة الإقناع- العمل بمعاصي الله- التكبر عن قبول الحق- موالاة الكفار ومحبتهم ونصرتهم- الاعتزاز بالكافرين- الكسل عند الصلاة بتأخيرها عن وقتها- قلة ذكرهم لله- كراهة الإنفاق في سبيل الله- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف- عدم الانتفاع بالعلم- اتباع الهوى- تخذيل المؤمنين عن الجهاد- أقصى همهم المصالح الذاتية- ويطعنون في العلماء المخلصين بالكذب].

8- بيان أضرار النفاق وآثاره.

[انفصام الشخصية- الخوف والاكتئاب- اللعنة في الآخرة- العذاب في الدنيا والآخرة- حبوط الأعمال- نقص الإيمان وضعفه].



إرشاد الطالب النجيب إلى ما في المولد النبوي من الأكاذيب تأليف عبد الله بن الصديق الغماري

إرشاد الطالب النجيب إلى ما في المولد النبوي من الأكاذيب 

تأليف عبد الله بن الصديق الغماري

اعتنى به: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذه رسالة علمية وجيزة في نحو عشرين صفحة، جمع فيها مؤلفها الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري -رحمه الله -بعض المكذوبات التي أدرجها بعض المتأخرين ممن صنفوا في مسألة مولد النبي صلى الله عليه وسلم والغماري صوفي أشعري لكنه أصاب في هذه القضية، حيث نزَّه الجناب النبوي الشريف عن نسبة هذه الأحاديث المكذوبة إليه، وبيَّن ما تضمنتها من المعاني الباطلة الشنيعة.

مقدمة  

لا يخفى أن موضوع المولد النبوي. مستحدثٌ في الملة، قُصد بإنشائه إقام ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم من جميع الجهات. فبعد انتهاء العلماء من الكتابة في سيرته الشريفة وشمائله وأخلاقه، وكيفية معاملته لجلسائه عليه الصلاة والسلام، وحسن استقباله لزائر، ولطف معاملته حتى يظن أن ليس أحد أكرم عليه منه.  

اتجه كثير من العلماء إلى ناحية مولده عليه الصلاة والسلام، فكتبوا فيها المؤلفات التي شغلت جانباً مهما من الجوانب النبوية التي طهرها الله بالعصمة، وكرمها بالسداد والتوفيق.  

والكتب في المولد النبوي كثيرة يعسر حصرها، وأول من ألف فيها، فيما أعلم العلامة العَزْفِى السبتى (ت 633 هـ)، ثم الحافظ أبو الخطاب ابن دحية  (ت 633 هـ) ألف كتاباً في المولد النبوي وقدمه إلى الملك الصالح أيوب (١) الذي كان يحتفل بالمولد النبوي في ربيع الأول احتفالاً كبيراً، يدعو اليه العلماء والأعيان والعامة.  

ثم تتابع العلماء في هذا الباب فكتبوا موالد مختلفة بالطول والقصر، والبسط والإيجاز، غير أن المتأخرين توسعوا في ذكر الموضوعات والأخبار الواهية وهذا ما حدا بي إلى تأليف هذا الكتاب إسهاماً مني في خدمة الجناب النبوي الكريم.  

(١) الملك أيوب هو من المماليك، كان حوالي القرن السادس وكان ملكاً صالحاً.

_____________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام  على سيدنا محمد وآله الأكرمين، ورضي الله عن صحابته والتابعين؛ وبعد: 

فإن الذين كتبوا في المولد النبوي، أفسدوا مؤلفاتهم  بأمرين:  

أحدهما: التزامهم السجع المتكلف المرذول، الذي يضيع المعنى، ويذهب حلاوة العبارة وجزالتها.  

والآخر: ذكرهم الأحاديث الموضوعة، والآثار الواهية في أن النبي صلى الله عليه وسلم، أسبق المخلوقات في الوجود، وفيما يتعلق بمولده من سوابق ولواحق.  

ولما كان الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر العظيمة باتفاق المسلمين، ولأن أولئك المؤلفين، لم يدركوا كذب تلك الأحاديث التي جلبوها، وكثر اغترار الناس بها، وجعلوا قراءتها والتغني بها، ديدنهم في حفلات الموالد التي تقام في البلاد الإسلامية.  

رأيت أن أنبه عليها، وأطهر الجناب النبوي من نسبتها إليه، والنبي -صلى الله عليه وسلم، أجل من أن يمدح بالكذب والخرافات.

/1/

_____________________________________________

وفي القران الكريم، والأحاديث الصحيحة ما يدل عل عظم قدر النبيِّ صلى الله عليه وسلم -أعظم دلالة، واقرأ كتابنا «فضائل النبي في القرآن» تجد ما تقر به عينك، وينشرح له صدرك، ويطمئن به قلب كل مومن مُحبٍّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. 

وإن من كمال تعظيمه، وتمام محبته أن ننفي عن جنابه الكذب ونبعد عن إلصاقه به. فلهذا كتبت هذه الرسالة التي سميتها:  

«إرشاد الطالب النجيب إلى ما قيل في المولد النبوي من الأكاذيب»  

والله المسؤول أن يقبله وينفع به. إنه جواد كريم، رؤوف رحيم. 

طهارة نسب النبيِّ صلى الله عليه وسلم 

روى ابن سعد وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرجت من نكاح غير سفاح».  

وروى الطبراني، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام».

 وروى ابن سعد وابن أبي شيية في المصنف عن محمد بن علي ابن حسين : أن النبي -صلى الله عليه وسلم، قال : «إنما خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم، لم يصبني من سفاح الجاهلية من شيء ولم أخرج إلا من طهرة».

/2/

_____________________________________________

وروى أبو نعيم عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يلتق أبواي في سفاح، لم يزل الله ينقلني من أصلاب طبية إلى أرحام طاهرة صافياً مهذباً، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرها».  

قلت : ما أفادته هذه الأحاديث هو من المعلوم بالضرورة، لأن الله يختار لنبوته من هو طاهر النسب، كريم الآباء والأمهات. 

وههنا أثر غريب، ننبه عليه، روى ابن أبي حاتم والبزار عن ابن عباس، أنه قال: في قول الله تعالى: {وتقلبك في الساجدين}: يعني تقلبك من صلب نبي إلى صلب نبي، حتى أخرجك نبياً، ولعله لا يصح عن ابن عباس، وسياق الآية يخالفه. 

ولم يكن في آبائه نبيٌّ غير أبيه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. 

ومسألة أخى نُنَبِّه عليها أيضاً: تقدم في الحديث «لم يزل الله ينقلني من أصلاب طيبة إلى أرحام طاهرة»؛ فهم قوم هذا الحديث أنه يتنافى مع كون آزر كافراً، والكافر خبيث غير طيِّب، فادَّعَوا أن آزر عمُّ إبراهيم عليه السلام، وهم واهمون... والحقيقة أن آزر والد إبراهيم، جاء في عدة آيات وصفة بالأبوة، ولا داعي لتأويلها بالعم، لأنه لما ولد له إبراهيم، كان من أهل الفطرة طيِّبَ الصُّلبِ، لا تكلف عليه، وإنما كفر بعد ذلك، حين قال له إبنه: {يا أبت لا تعبد الشيطان} الآيات؛ فلا يكون كفه الـمتأخر مبطلاً لطهارة صلبه السابقة.  

/3/

_____________________________________________

تقدُّم نبوته صلى الله عليه وسلم

روى أحمد والحاكم؛ عن العرباض بن سارية، عن النبي -رضي الله عنه -عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال : «إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته وسوف أنبئكم بتأويل ذلك، أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين» قال الحاكم: صحيح الإسناد. 

وروى أحمد الطبراني عن ميسرة العجرد (١)، قال: قلت: يا رسول الله متى كتبت نبياً؟  قال : «وآدم بين الروح والجسد». قال الحافظ الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 

وروى الطبراني بإسناد حسن، عن أبى مريم الكندي قال : أقبل أعرابي حتى أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعنده خلق من الناس، فقال: ألا تعطيني شيئاً أتعلمه وأحمله وينفعني ولا يضرك؟ فقال الناس : مه اجلس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه فإنما يسأل الرجل ليعلم». فأفرجوا له حتى جلس، فقال : أي شيء كان أول نبوتك؟ قال : «أخذ الله الميثاق مني كما أخذ من النبيين ميثاقهم»، ثم تلا: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً}، وبشرى المسيح عيسى بن مريم، ورأت أم رسول الله في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام ووراء ذلك قريتين أو ثلاثاً».

/4/

_____________________________________________

وروى الترمذي عن أبي هريرة، قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوة؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد» صححه الترمذي.  

يؤخذ من هذه الأحاديث أمور:  

-1-

أن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان معروفا باسمه وصفته قبل خلق آدم عليه السلام، وهذا شيء خاص به، فإن الله لم يخبر باسم نبى قبل وجوده، وانظر إلى قول الله تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة}... {إني خالق بشراً من طين} لم يخبرهم باسمه، ولم يعرفوه إلا بعد وجوده.  

-2-

أنه استُخرج من ظهر آدم ونبئ وأخذ ميثاقه وآدم لم ينفخ فيه الروح، وهذا خاصٌّ به أيضا، واستخراج ذرية آدم من ظهره. كان بعد تمام خلقه عليه السلام. 

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله، بعد أن ذكر أن أكثر السلف على أن استخراج ذرية آدم منه ان بعد نفخ الروح فيه: وعلى هذا يدل أكثر الأحاديث، فيحتمل على هذا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خص باستخراجه من ظهر آدم قبل نفخ الروح فيه، فإن محمداً صلى الله عليه وسلم هو المقصود من خلق النوع الإنساني، وهو عينه وخلاصته

/5/

_____________________________________________

وواسطة عقده، فيكون حينئذ من حين صُوِّر آدم طيناً، استخرج منه محمد صلى الله عليه وسلم، ونبئ وأخذ منه الميثاق، يؤيد ذلك ما روي عن قتادة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: «كت أول النيين في الخلق وآخرهم في البعث»، وفي رواية: «أول الناس في الخلق»، خرجه ابن سعد وغيره، وخرجه الطبراني من رواية قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً، والمرسل أشبه، وفي رواية عن قتادة مرسلة، ثم تلا: {وإذ أخدنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم}؛ فبدأ به قبل نوح الذي هو أول الرسل، فمحمد -صلى الله عليه وسلم أول الرسل خلقاً وآخرهم بعثاً، فإنه أعيد إلى ظهره، ولا يقال: فقد خلق آدم قبله، لأن آدم حينئذٍ كان هَوناً لا روح فيه، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان حياً حين استُخرج ونبئ وأُخذ ميثاقه، فهو أول النبيين خلقاً واحرهم بعثاً، فهو خاتم النبيين باعتبار أن زمانه تأخر عنهم، اهـ. كلامه وهو  نفيس.

-3-

أن النبي صلى الله عليه وسلم، نشأ على التوحيد، بل قد يؤخذ من حديث العرباض أنه ولد نبياً، قال الحافظ ابن رجب: فإن نبوته وجبت له من حين أُخذ الميثاق منه حين استُخرج من صلب أدم، فكان نبياً من حينئذ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك.

/6/

_____________________________________________

وذلك لا يمنع كونه نبياً قبل خروجه، كمن يُولّى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته، وإن كان تصرفه يتأخر إلى حين مجيء الوقت. 

قال حنبل : قلت لأبي عبد الله -يعني أحمد -من زعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان على دين قومه قبل أن يبعث؟ قال : هذا قول سوء، ينبغي لصاحب القالة أن يحذر كلامه، ولا يُجالسـ، قلت له: إن جارنا الناقد أبا العباس يقول هذه المقالة، قال : قاتله الله، وأي شيء أبقى؟ إذ زعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم، كان على دين قومه، وهم يعبدون الأصنام. قال الله تعالى حاكياً عن عيسى عليه السلام: {ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد} وذكر أن أمه حين ولدت رأت نوراً أضاءت له قصور الشام. أوليس هذا عندما ولدت رأت هذ؟ وقبل أن يبعث كان طاهراً مطهراً من الأوثان، أوليس كان لا يأكل ما ذبح على النصب؟ اهـ.  

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ومراد الإمام أحمد الاستدلال بتقدم البشارة بنبوته من الأنبياء الذين قبله، وبما شوهد عند ولادته من الآيات، على أنه كان نبيا من قبل خروجه إلي الدنيا وولادته، وهذا هو الذي يدل عليه حديث العرباض بن سارية، فإنه ذكر فيه أن نبوته كانت حاصلة من حين كان آدم منجدلاً في طينته، والمراد بالـمنجدل، الطريح المُلقى على الأرض قبل نفخ الروح فيه. اهـ.

/7/

_____________________________________________

وهذا الكلام في غاية النفاسة؛ لأنه صدر عن الإمام أحمد، ومقلده الحافظ ابن رجب رضي الله عنهما.

بشريَّةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}، وقال تعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد}... {لقد جاء رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.. {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً}.. {وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخلد أفإن متَّ فهم الخالدون}. 

وفي الحديث المتواتر «أنا سيد ولد آدم»  

وهذا أمر لا يحتاج الى الاستدلال، لأنه معلوم بالضرورة العقلية.  

وإنما ذكرته لأن بطلان الاحاديث المكذوبة التي امتلأت بها كتب الـمولد النبوي؛ لأن بعض الناس يتشبثون بها، ويعتقدون صحتها، وينكرون على من يبين حالها، ويُنبه على إثم من ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون أن العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز رواية الحديث الموضوع، ولا يجوز العمل به في الفضائل والترغيب والترهيب، وأن التساهل فيه يوجب الإثم الكبير.

/8/

_____________________________________________

بيان الأحاديث المكذوبة  

منها، وهو أشهرها حديث: (أول ما حلق الله نور نبيك، من نوره يا جابر). عرزه السيوطي في الخصائص الكبرى لمصنف عبد الرزاق، وقال عنه في الحاوي في سورة المدثر من الفتاوى القرآنية: ليس له إسناد يعتمد عليه، وهذا تساهل كبير من السيوطي، كنت أنزهه عنه.  

أما أولاً: فالحديث غير موجود في مصنف عبد الرزاق، ولا في شيء من كتب الحديث.  

وأما ثانياً: فإن الحديث لا إسناد له أصلاً.  

وأما ثالثاً: فإنه ترك بقية الحديث، وهي مذكورة في تاريخ الخميس للديار بكري، ومن قرأها يجزم بأن الحديث مكذوب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وجاء شخص موريتاني فيلالي من ذرية الشيخ محمد بن ناصر الدرعي، فألف كتاباً سماه: (التوجيه والاعتبار إلى معرفة القدر والمقدار) وموضوعه الكلام على النور المحمدي، أتى فيه بطامة كبرى، حيث قال في أوله: ومن أدلة تسبيقته وأصليته حديث الإمام عبد الرزاق في مصنفه الشهير، عن سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم أحد أعلام المدينة عن محمد بن المنكدر -شيخ الزهري -عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال : قلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال: "يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره"، وذكر بقية الحديث. 

/9/

_____________________________________________

وقد تعجب من وقاحة هذا الشخص وجرأته، حيث صنع هذا الإسناد الصحيح لحديثٍ لا يوجد في مصنف عبد الرزاق ولا غيره من كتب الحديث المسندة، وهذه جرأة غريبة تشبه جرأة الخوارج في وضعهم أحاديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وهو يقول: (من كذب علي فليتبوأ مقعده في جهنم). 

فأجاب : نحن لا نكذب عليه ولكن تكذب له؟! 

ولعل هذا الموريتاني يعتقد أنه كذب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد استند صاحب البردة إلى هذا الحديث المكذوب حين قال:  

فإن من جودك الدنيا وضرتها …  ومن علومك اللوح والقلم  

وهذا غلو مذموم، لا أصل له، ولا دليل عليه. 

وقد أصلحته بقولي:  

فإن جودك في الدنيا وضرَّتها … وفي كتابك علم اللوح والقلم  

وهو أجود ولد أدم، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. 

/10/

_____________________________________________

وجوده في الآخرة بشفاعته العظمى، وشفاعاته المتعددة. 

وكتابه القرآن الكريم، فيه علوم الأولى والآخرين.  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا 

حديث: (كنت نوراً بين يدي ربي قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام). وقد نسب هذا الحديث لرواية علي زين العابدين عن أبيه عن جده، وهو كذب مركب.  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا 

حديث: (يا عمر، أتدري من أنا، أنا الذي خلق الله عز وجل نوري أول كل شيء، فسجد لله، وبقي في سجوده سبعمائة عام ولا فخر، يا عمر أتدري من أنا؟ أنا الذي خلق الله القلم واللوح والعرش والكرسي والعقل الأول ونور الإيمان من نورى).  

وكلمة العقل، نزعة فلسفية واضحة.

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا 

حديث: (لولاك ما خلقت الأفلاك)، وهذا كذب على الله تعالى أيضاً.  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا 

حديث: (أوحى الله إلي أني حرمتُ النار على صُلبٍ أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك).

/11/

_____________________________________________

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا 

(أن النبي -صلى الله عليه وسلم -حين ولد أتته الملائكة وطافت به المشرق والمغرب ثم ردته).  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا  

(أنه ولد مختوناً)، وهذا كذب، وإنما ختنه جده عبدالمطلب يوم سابع ولادته .  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا  

حديث: (المعرفة رأس مالي، والحب أساسي، والذكر أنيسي، والشوق مرك، والعلم سلاحي، والزهد حرفتي، والحزن رفيقي، والعجز فخري، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، واليقين قوتي، والطاعة حسبي).  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا  

حديث: (كنتُ نبياً وآدم بين الماء والطين).  

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا  

حديث: (سألت جبريل عن عمره؟ قال : لا أدري، غير أن نجماً يظهر في السماء الرابعة، مرة في كل سبعين ألف سنة، رأيته سبعين ألف مرة، قلتُ وربي أنا ذلك النجم).  

/12/

_____________________________________________

ومـــــــنــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا  

ما ذكروا: (أن أمه حين جاءها الطلق، حضرت آسية امرأة فرعون وأم موسى وأم عيسى). والعجب أن السيوطي ذكر في الخصائص الكبرى ثلاثة آثار في ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرة الوضع، وعقب عليها، بقوله : فيها نكارة شديدة، ولم أورد في  كتابي هذا أشد نكارة منها، ولم تكن نفسي لتطيب بإيرادها، لكني تبعت الحافظ أبا نعيم في ذلك. اهـ.  

وفي هذا نظرٌ من وجوه:  

أحدها: أن تلك الآثار، وهي أثر عمرو بن قتيبة، عن أبيه، وأثر ابن عباس، وأثر العباس بن عبد المطلب، كذبها واضح، ووصفها بالنكارة الشديدة تساهل شديد.  

ثانياً: أنه ذكر في كتاب الخصائص الكبرى أخباراً موضوعة، سوى هذه الآثار التي أشرنا إليها.  

ثالثها: أن اتباعه لأبي نعيم عذر غير مقبول أبداً، لأن أبا نعيم لم يلتزم الصحة فيما روى، ولأن الطبراني وأبا نعيم وغيرهما ممن يروون الحديث بإسناده، يعتقدون أنهم برئوا من عهدته، بإحالتهم على إسناده، والسيوطي لا يروي بالإسناد، فيجب عليه تجنب الاحبار الموضوعة، ولا يجوز له أن يتبع أبا نعيم وأمثاله.  

والحقيقة أن السيوطي كثيرُ التساهل إلى حدٍ كبير، يورد أحاديث في الخصائص أو في الجامع الصغير، نص على وضعها في اللآلي المصنوعة أو في ذيل اللآلي، ولا أدري ما عذره في ذلك؟ إلا أن يكون عنده شره وشغف بجمع الأحاديث كيفما كان حالها؟ وهذا هو الظاهر، والله يسامحه ويغفر له. 

/13/

_____________________________________________

ومن الأكاذيب القبيحة التي تؤدي إلى كفر معتقدها:  

قول بعض جهلة المتصوفة: كان جبريل يتلقى الوحي من وراء حجاب، وكشف له الحجاب مرة فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم -يلقى إليه الوحي، فقال: منك وإليك. 

وهذا يرده قول الله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}. ومن الكذب القبيح أيضاً في المعراج قولهم : أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم، راكباً على البراق وجبريل عليه السلام آخذ بركابه، وهذا قبيح، وسوء أدب في حق ملك كريم، مدحه الله تعالى بقوله: {إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند العرش مكين مطاع ثم أمين}، وجبريل عليه السلام كان راكباً على البراق والنبي -صلى الله عليه وسلم -خلفه.  

وقالوا أيضاً: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، لما وصل إلى سدرة المنتهى، تأخر جبريل عليه السلام، وقال: لو تقدمت لاحترقت، وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما انفرد في سدرة المنتهى استوحش فسمع صوت أبى بكر فاستأنس، وهذه عدة أكاذيب لا أصل لها.

/14/

_____________________________________________

 وجبريل عليه السلام لم يفارق النبي صلى الله عليه وسلم في سدرة المنتهى، بل كان معه فيها، وفي جميع المواضع التي زارها النبي ليلة المعراج، وكان معه حين فرضت عليه الصلاة، وما فارقه حتى رجع إلى الأرض، ولم يستوحش النبي -صلى الله عليه وسلم -في سدرة المنتهى، وكيف يستوحش وهو في حضرة الخالق ويأنس بصوت المخلوق؟!!  

ويقولون أيضاً: كان جبريل خادماً للنبي -صلى الله عليه وسلم، وهذه قلة أدب، في حق رسول عظيم، قد فضله بعض العلماء على النبي، والواجب أن يكون كلام المسلم عن الأنبياء والملائكة، في غاية الأدب والاحترام، ولا ياتي بكلمة فيها جفوة أو  نقص، مثل هذه الكلمة، ومثل قول صاحب البردة:  

وقدمتك جمع الأنبياء بها ... والرسل تقديم مخدومٍ على خدم  

وهذا قبيح، والانبياء إخوة، ليس فيهم خادم ومخدوم، والنبي -صلى الله عليه وسلم -يقول: (الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد). وملا عرج الى السماء كان كل نبي لقيه في السموات، محييه بقوله: مرحباً بالنبيِّ الصالح والأخ الصالح. 

وقد أصلحت هذا البيت بقولي :  

وقدمتك جميع الأنبياء بها … وأكرموك لفضل فيك من قدم  

/15/

_____________________________________________

تــــــــــــنــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــيــــــــــــــــــه

جاء في الخصائص الكبرى، تحت باب ذكره في التوراة والإنجيل ج (1) ص (33) طبع دار الكتب الحديثة بمصر ما نصه : وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوحى الله إلى موسى نبي بنى إسرائيل، أنه من لقيني وهو جاحد بأحمد أدخلته النار، قال يا رب ومن أحمد؟ قال ما  خلقت خلقاً أكرم عليَّ منه، كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السموات والأرض، إن الجنة محرمة عل جميع خلقى حتى يدخلها هو وأمته. 

قال ومن أمته؟ قال: الحمادون يحمدون صعوداً وهبوطاً، وعلى كل حال، يشدون أوساطهم، ويطهرون أطرافهم، صائمون بالنهار، رهبان بالليل، أقبل منهم اليسير، وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله، قال: اجعلني نبي تلك الأمة، قال نبيها منها، قال : اجعلني من أمة ذلك النبي، قال : استقدمت واستأخر، ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال". 

وإيراد السيوطي لهذا الحديث أحد الأدلة الكثيرة على شدة تساهله الذي لا يعذر فيه، وقد ذكر السيوطي نفسه هذا الحديث في الموضوعات، ثم هو لا يوجد في الحلية!!

/16/

_____________________________________________

وحديثٌ آخر موضوع، ذكره في الخصائص تحت ترجمة: باب ذكره في الأذان على عهد آدم، وهو حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل آدم بالهند واستوحش، فنزل جبريل عليه السلام، فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله مرتين، أشهد أن محمداً رسول الله مرتين، قال: محمد؟ قال: آخر ولدك من الأنبياء. 

وذكر في هذا الباب حديثا موضوعاً أيضاً، وهو حديث علي عليه السلام، قال: لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان، أتاه جبريل عليه السلام بدابة يقال لها البراق فذهب يركبها فاستصعب؛ فقال لها جبريل: اسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم، فركبها حتى أتى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى، فبينا هو كذلك، إذ خرج ملك من الحجاب، فقال رسول الله: يا جبريل من هذا؟ قال : والذي بعثك بالحق، إني لأقرب الخلق مكاناً، وإن هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي هذه، فقال الملك : الله اكبر الله أكبر، فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر، مما قال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله، فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي لا إله إلا أنا، فقال الملك: أشهد أن عمدا رسول الله فقيل له من وراء الحجاب : صدق عبدي أنا أرسلت محمداً، قال الملك: حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة، ثم قال: الله أكبر، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر.  

/17/

_____________________________________________

ثم أخذ الملك يد محمد فقدمه فأم أهل السماء فيهم آدم ونوح، وقد اختصر منه السيوطي، وهو حديث موضوع في سنده راوٍ كذاب، تفرد به كما يقول البزار، وهذا لا يخفى على السيوطي، فلا أدري ما أقول؟ وقد قلدناه في بعض الأحاديث ثقة به، واعتمدناها، ثم تبين لنا أنها موضوعة، وصرح هو نفسه بوضعها في ذيل اللآلئ، فتأسفنا غاية الأسف، والأمر لله. 

ويمكن أن يكون ثلث الأحاديث الموجودة في الخصائص بين واهٍ وموضوع، والبقية فيها ضعيف كثير. 

وطالما دافعنا عنه، ولكن أعيانا أمره، ونسأل الله أن يغفر لنا وله.

/18/

_____________________________________________

خاتمة في ذكر أحاديث لا أصل لها، أو موضوعة

١.الدين المعاملة، لا أصل له.

٢. من عرف نفسه عرف ربه، كلام يحيى بن معاذ الرازي الصوفي.

٣.اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.

٤.من تعلم لغة قومٍ أمن مكرهم.

٥. كلوا وتكلموا واهدموا الحدود وخالفوا اليهود.

٦. تحدثوا عن الطعام ولو بثمن أسلحتكم.

٧. من اعتصم بعد النبيِّ كفر.

٨. جاءكم الطهور.

٩.الوضوء سلاح المؤمن.

١٠. الوضوء على الوضوء نور على نور.

١١. من أكل طعام أخيه ليسره لم يضره.

١٢.الناس على دين ملوكهم.

١٣.لا تُسيدوني في الصلاة

١٤. اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً.

/19/

_____________________________________________

١٥. ليس منا من لم يتعاظم بالعلم.

١٦.إذا وقفتم في الصلاة فلا تقبضوا أيديكم، فإن ذلك تكفير اليهود.

١٧.لكل بلد رؤيته.

١٨.من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم.

١٩.توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم.

٢٠. الولد سرُّ أبيه.

٢١.الأدب من الأب والصلاح من الله.

٢٢. أمرتُ أن أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.

٢٣. حب الوطن من الإيمان.

٣٤.الدنيا جيفة، وطلابها كلاب.

٢٥. الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس.

٢٦. لا تكرهوا الفتن، فإن فيها حصاد المنافقين.

٢٧. تركت فيكم الأمرين: ناطق وصامت.

٢٨. جذبةٌ من جذبات الحق، توازي عمل الثقلين.

٢٩. الحمد لله رداء الرحمن.

٣٠. الحي أفضل من الميت.

٣١. خذوا شطر دينكم عن الحميراء.

٣٢. خير تجارتكم البز، وخير صناعتكم الخبز.

٣٣. القلب بيت الرب.

٣٤. قلب المؤمن دليله.

٣٥. كل طويل اللحية قليل العقل.

/20/