صفة النفاق ونعت المنافقين
من السنن المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت ٤٢٠ هـ)
بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة
تمهيد/ هذا الكتاب هو جزء حديثي، جمع فيه الإمام أبو نعيم الأصبهاني الآيات والأحاديث المتعلقة بصفات المنافقين وعلاماتهم، والآيات المحذرة من أفعالهم، والتي أعظمها الكذب، والغدر، والخيانة، والفجور، والكبر، والرياء، وعيب الناس، والغيبة، والنميمة، والجدل بالباطل، وخذلانهم للحق، وممالأتهم للأعداء، والتدليس على الناس، وهدم الثوابت، وبث الشرور، وإفساد العقائد، وتزيين المعاصي، والغرض الأساسي من هذا الكتاب هو التحذير من هذه الصفات واجتنابها، كما قال الشاعر:
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ ولكن لتوقّيه … ومن لا يعرف الشرَّ من الخير يقع فيه
وفي ذلك يقول أبو نُعيم: ((وقد سبق للمنافقين من اللَّه تعالى الذم في غير سورة من القرآن، وَنعتهم بأتم ذم، وَوصفهم بأقبح صفة في أحوالهم كلها، وَذكر سوء مآبهم وَمنقلبهم في الآخرة، وَما يعذبون به من أنواع العذاب، وَسوى بينهم وَبين الكافرين لربوبيته، وَالمشركين بوحدانيته، فنعوذ بالله من قليل النفاق وَكثيره ظاهرًا وَباطنًا)).
وروى أبو نُعيم في هذا الكتاب (١٨١) حديثاً وأثراً بإسناده في (٦١) باباً متفرقةً، بعضها في تفسير آيةٍ نزلت، أو في بيان صفاتهم التي أطلقت، أو في بيان العذاب الواقع عليهم، ونحو ذلك.
أولاً: ترجمة الإمام أبو نعيم الأصبهاني
اسمه ونسبه:
هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني. وهو فارسي، وجده الأعلى مهران مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
ولادته، ووفاته:
ولد هذا الإمام بأصبهان سنة (٣٣٦ هـ) ست وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في العشرين من محرم سنة ثلاثين وأربعمائة (٤٢٠ هـ)، وله أربع وتسعون سنة.
نشأته وطلبه للعلم:
كان والد أبي نعيم محدثاً رحالاً، مما هيأ له بيئة علمية مناسبة لنبوغه، فلم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى كان والده قد استجاز له من جماعة من الشيوخ الكبار، وسمع هو من خلى كثير، ورحل في سبيل طلب العلم، وطوف في ذلك، وحصل ما لم يحصله كثير من حفاظ زمانه.
ثناء العلماء عليه :
بلغ أبو نعيم مرتبة كبيرة في الحفظ والإتقان، نال بها ثناء العلماء عليه، فقال الخطيب البغدادي: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو حازم العبدويي.
وقال الإمام الذهبي: كان حافظاً مبرزاً، عالي الإسناد، تفرّد في الدنيا بشيء كثير من العوالي، وهاجر إلى لُقيه الحفاظ.
وقال الحافظ ابن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، ولم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع.
وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، ولا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى منه إسناداً، ولا أحفظ منه.
وكذا أثنى عليه: ابن عساكر، وابن الجوزي، وابن النجار، والسبكي، وابن كثير، وغيرهم.
تلاميذه:
روى عنه خلق من العلماء، منهم: الخطيب البغدادي، وأبو سعد الماليني، وهبة الله بن محمد الشيرازي، والحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني المقرئ، وغيرهم.
مصنفاته:
صنف الإمام أبو نعيم مصنفات كثيرة، أربت على مائة كتاب، وقد استوعبها بالذكر الأستاذ صالح بن محمد العقيل في مقدمة تحقيقه لكتاب (فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم)، فأوصلها مائة وسبعة عشر كتاباً، ويتبين من هذه الكتب أنه كان مشاركاً في كثير من الفنون، فقد ألف في الحديث، والفقه، والتصوف، والعقيدة، والتاريخ، والتراجم، وغير ذلك، ومن أشهر كتبه: حلية الأولياء، وذكر أخبار أصبهان، ودلائل النبوة، وصفة الجنة، ومعرفة الصحابة، والمستخرج على صحيح مسلم، ومسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى الكوفي وغيرها.
انتقاد بعض معاصريه ومن بعدهم عليه:
تكلم في أبي نعيم بعض العلماء، ولكن الكلام فيه لا يؤثر، فإن الحافظ أبا نعيم قد جاوز القنطرة، ولا يلتفت في كلام من انتقده وتكلم فيه.
فممن تكلم فيه تلميذه الخطيب البغدادي، وأخذ عليه أنه كان يتساهل في رواية الحديث، وأنه كان يطلق في الإجازة (أخبرنا) ولا يبين، كما انتقده الحافظ ابن منده في معتقده، وتكلم فيه ابن الجوزي بسبب التصوف، وانتقده الإمام الذهبي لأنه كان يروي كثيراً من الأحاديث الموضوعة، ولا يبين حالها.
ولا بأس أن نرد هذه الانتقادات، فتقول:
١-أما ما تكلم فيه الخطيب البغدادي، فقد رده الإمام الذهبي في "السير" بقوله: ((هذا شيء قل أن يفعله أبو نعيم. . . ثم إطلاق الإخبار على ما هو بالإجازة مذهب معروف قد غلب استعماله على محدثي الأندلس، وتوسعوا فيه، وإذا أطلق أبو نعيم في مثل الأصم وأبي ميمون البجلي والشيوخ الذين قد علم أنه ما سمع منهم، بل له منهم إجازة، كان له سائغاً، والأحوط تجنبه)).
٢-وأما انتقاد ابن ملنه، فقد عد من كلام الأقران فلا يعبأ به، وقد حكى ذلك الذهبي في "السير"، فقال: ((قد كان أبو عبد الله بن منده يقذع في المقال في أبي نعيم لمكان الاعتقاد المتنازع فيه بين الحنابلة وأصحاب أبي الحسن الأشعري، ونال أبو نعيم أيضاً من أبي عبد الله في تاريخه، وقد عرف وهن كلام الأقران المتنافسين بعضهم في بعض)).
وقال في "الميزان: ((كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحد، لا ينجو مته إلا من عصم، وما علمت أن عصراً من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى النبيين والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم))
٣- وأما ما أورده في حقه الإمام ابن الجوزي، فقد ذكر ذلك في كتاب تلبيس إبليس، فقال: ذكر يعني في حلية الأولياء في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة، ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وسادات الصحابة"". قلت: وهذا مردود، فإن أبا نعيم صاحب رقائق وزهديات، وليس هو من غلاة الصوفية.
أما الكلام فيه بسبب إيراد الأحاديث الموضوعة، فقد انتقده الذهبـي؛ فقال: ((ما أعلم له ذنبا - -والله يعفو عنه -أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه، ثم يسكت عن توهينها!)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - وهو يذكر منهج أبي نعيم في تصانيفه: ((إن أبا نعيم روى كثيراً من الأحاديث التي هي ضعيفة بل موضوعة باتفاق علماء الحديث السنة والشيعة، وهو كان حافظاً ثقة كثير الحديث واسع الرواية، لكن روى هو عادة المحدثين.. يروون جميع ما في الباب لأجل المعرفة بذلك، وإن كان لا يحتج من ذلك إلا بعضه)).
شيوخ أبي نعيم الذين روى عنهم في هذا الكتاب:
١- إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، أبو القاسم الوادعي، لم أقف له على ترجمة، وقد روى عنه المصنف في كثير من كتبه كالمستخرج، ودلائل النبوة، وفضائل الخلفاء الأربعة وغيرها.
٢-إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر بن إسحاق، أبو إسحاق الأصبهاني، المعروف بالقصار، كان محدثا ثقة عابداً.
٣- محمد بن محمد بن حمزة، أبو إسحاق الأصبهاني، الإمام الحافظ الحجة، توفي سنة ٣٥٣ هـ.
٤- إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أبو إسحاق النيسابوري، الإمام المحدث القدوة، شيخ بلده ومحدثه، توفي سنة ٣٦٢ هـ.
٥-أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجه الأصبهاني، الإمام المحدث، توفي سنة ٣٥٣ هـ.
٦- أحمد بن بُندار بن إسحاق، أبو عبد الله الأصبهاني الشعار الظاهري، الإمام الفقيه المحدث، توفي سنة ٣٥٩ هـ.
٧- أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر القطيعي الحنبلي البغدادي، المحدث الثقة العابد المشتد، راوي مسند أحمد بن حنبل عن عبد الله، توفي سنة ٣٩٨ هـ.
٨- أحمد بن جعفر بن معبد، أبو جعفر السِّمسار الأصبهاني، محدث، توفي سنة ٣٤٦ هـ.
٩- أحمد بن علي بن الحارث المرهبي، لم أقف له على ترجمة، وقد روى عنه المصنف في فضائل الخلفاء الأربعة.
١٠ - أحمد بن القاسم بن الريان، أبو الحن المصري اللُكِّي، لزيل البصرة، كان محدثا ضعيفا، توفي سنة ٣٩٠ هـ.
١١ - أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المهرجان، أبو الحسن المعدل البغدادي، المحدث الثقة، توفي سنة ١٣٥٨"،
١٢- أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي البغدادي العطار، مسند العراق، كان ثقة، ثبتاً، وكان راوية للحارث بن أبي أسامة صاحب المسند، توفي سنة ٣٥٩ هـ.
١٣ - بشر بن محمد بن ياسين، أبو القاسم القزاز النيسابوري الفقيه، الإمام المحدث الثقة، توفي سنة ٣٧٨ هـ.
١٤ - جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي، لم أقف له على ترجمة، وقد روى عنه المصنف في بعض كتبه كالمستخرج، وفضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم
١٥ -حبيب بن الحسن بن داود القزاز البغدادي، المحدث الثقة.
١٦ - الحسن بن علّان، أبو علي الخياط البغدادي، محدث، متكلم فيه.
١٧- سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، أبو القاسم الطبراني، الامام الحافظ شيخ الإسلام، صاحب المصنفات الشهيرة، توفي سنة (٣٦٠ هـ).
١٨ - عبدالرحمن بن العباس بن عبدالرحمن البغدادي الأطروش، أبو القاسم ابن الفامي، محدث ثقة، توفي سنة (٣٥٧ هـ).
١٩-عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو محمد البغدادي، البزاز، الإمام المحدث الثقة المتقن، توفي سنة ٣٦٩ هـ.
٢٠- عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، الإمام المحدث الثقة، مًسند أصبهان، توفي سنة ٣٤٦ هـ.
٢١-محمد بن محمد بن جعفر بن حيَّان، أبو محمد الأصبهاني، المعروف بأبي الشيخ، الإمام الحافظ الثقة، صاحب المصنفات، توفي سنة ٣٦٩ هـ.
٢٢-عبد الله بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله، أبو بكر الطَّلحي، الشيخ المحدث الثقة، توفي سنة ٣٦٠ هـ.
٢٣-علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن المصّيصي، الشيخ المحدث، توفي ٣٦٤ هـ.
٢٤-علي بن هارون بن محمد بن محمد، أبو الحسن الحربي، السِّمسَار البغدادي، محدث ثقة، توفي ٣٦٥ هـ.
٢٥-فاروق بن عبد الكبير بن عمر، أبو حفص الخطَّابي البصري، المحدث الثقة، توفي سنة ٣٦١ هـ.
٢٦- محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أبو بكر ابن المقرئ الأصبهاني، الإمام المحدث الثقة، صاحب كتاب المعجم وغيره، توفي سنة ٣٨١ هـ.
٢٧- محمد بن أحمد بن حسين، أبو أحمد الغطريفي الجرجاني، الإمام الحافظ المحدث المسند العابد، توفي سنة ٣٧٧ هـ.
٢٨- محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو علي بن الصواف البغدادي، الإمام الحافظ الثقة الثبت، توفي سنة ٣٥٩ هـ.
٢٩ - محمد بن أحمد بن حمدان، أبو عمرو الحيري النيسابوري، الإمام الحافظ الثقة المتقن، توفي سنة ٣٧٦ هـ.
٣٠- محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، أبو عبد الله بن مُحرّم، الجوهري المحتسب، كان محدثا صدوقا، توفي سنة ٣٥٧ هـ، وله ثلاث وتسعون سنة.
٣١ - محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر الجرجرائي المفيد، المحدث الصدوق، العابد، توفي سنة ٣٧٨ هـ.
٣٢ - محمد بن أحمد بن معمر، لم أقف على ترجمته، وقد روى عنه أيضا في دلائل النبوة.
٣٣- محمد بن إسحاق بن أيوب، أبو العباس الصبغي النيسابوري، محدث، متكلم فيه، توفي ٣٥٤ هـ، وقد زاد على مائة سنة.
٣٤ - محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران الأنباري، الإمام المحدث الثقة، مسند العراق، توفي سنة ٣٦٠ هـ.
٣٥-محمد بن الحسن بن كوثر، أبو بحر البربهاري، البغدادي، المحدث، إلا أنه متكلم في سماعه، وكان مخلطاً، توفي سنة ٣٦٢ هـ.
٣٦-محمد بن حميد بن سهل بن إسماعيل، أبو بكر المخرمي البغدادي، كان محدثاً ثقةً، توفي سنة ٣٦١ هـ.
٣٧- محمد بن سماء، أبو بكر الحنبلي، لم أقف ترجمته، وقد جاء في مسند أبي حنيفة للمصنف: محمد بن أبي الفتح الحنبلي، ولم أعرفه أيضاً.
٣٨-محمد بن علي بن حُبيش، أبو الحسين البغدادي، المحدث الثقة الثبت.
٣٩ - محمد بن علي بن حيكان أبو عمر التستري، لم أقف له على ترجمة.
٤٠- محمد بن عمر بن محمد بن سلم، أبو بكر القاضي الجعابي البغدادي، كان محدثا كبيرا عارفا بالحديث، لكنه كان متهماً في عدالته، توفي ستة ٣٥٥ هـ.
٤١ - محمد بن عمرو بن غالب، لم أعرفه، وجاء في فضيلة العادلين: محمد بن عمر بن غالب، ولم أعرفه أيضاً .
٤٢ - محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد الحاكم النيسابوري، الإمام الحافظ الكبير محدث خراسان، صاحب كتاب الكنى وغيرها، توفي سنة ٣٧٨ هـ.
٤٣- مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل، أبو علي الفارسي الباقرحي الدقاق، المحدث الصدوق، توفي منة ٣٦٩ هـ.
٤٤- منصور بن محمد بن منصور، أبو نصر الأصبهاني الكاتب البغدادي، محدث ثقة.
٤٥-موسى بن إبراهيم بن الكفر، أبو القاسم العطار المقرئ البغدادي، المحدث الثقة، توفي سنة ٣٥٨ هـ.
٤٦ - نذير بن جناح، أبو القاسم المحاربي الكوفي القاضي، لم أقف له على ترجمة، وقد وجدت المصنف يروي عنه في كتب أخرى، مثل: مند أبي حنيفة، ومسند أبي يحيى المكتب.
٤٧-يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي، أبو يعقوب البغدادي،محدث ثقة.
إضافة: وألف الدكتور محمد لطفي الصباغ كتاباً بعنوان (أبو نعيم حياته وكتابه الحلية) وهو كتاب نافعٌ جد، .. قال المحقق: ولم يظهر لي ما يستدرك عليهم إلا في انتقاد بعض معاصريه ومن بعدهم على المصنف، وفي قائمة شيوخه الذين روى عنهم في هذا الكتاب.
ثانياً: كتاب صفة النفاق ونعت المنافقين
من السنن المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم
(محتوى الكتاب):
جمع أبو نعيم مجموعة من الأحاديث والآثار التي اتصف بها المنافقون، وذكر علاماتهم التي يعرفون بها، وأنها بادية لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان، فهم كالشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة، ولا تستقر مع إحدى الفتن، فهم واقفون بين الجمعين ينظرون أيهم أقوى وأعز قبيلاً، كما قال الله سبحانه: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} (النساء: ١٣٤)
وقال المصنف -رحمه الله -:وهو يحذر من النفاق والمنافقين، ويبين طريقته في الكتاب ومنهجه: وقد سبق للمنافقين من الله تعالى الذم في غير سورة من القران، ونعتهم بأتم ذم، ووصفهم بأقبح صفة في أحوالهم كلها، وذكر سوء مآلهم ومنقلبهم في الآخرة، وما يعذبون به من أنواع العذاب، وسوى بينهم وبين الكافرين لربوبيته، والمشركين بوحدانيته؛ فنعوذ بالله من قليل النفاق وكثيره ظاهراً وباطناً. وقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في وصف النفاق والمنافقين في الدنيا والآخرة نحو ما وصفهم الله تعالى به في كتابه.
وأنا ذاكرٌ بعون الله وتوفيقه ما في القران من ذكرهم، وما روي عن رسول الله من نعوتهم وامارتهم، وأقدم ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -التعوذ منه، والتضرع إليه في الاستعاذة منه، والاعتصام به من النفاق، ومن منكرات الأخلاق.
(ب) إثبات نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
لا شك أن هذا الكتاب من تأليف أبي نعيم، فقد ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء، في جملة مؤلفاته!
كما يستدل على ذلك أيضا بالأسانيد التي رويت في هذا الكتاب، فإنها مروية عن شيوخ أبي نعيم المشهورين، كالطبراني، وأبي الشيخ، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي بكر القطعي وغيرهم.
ومما يؤكد ذلك أن الكتاب صحيح النسبة إلى أبي نعيم أنه روى كثيراً من نصوصه في كتبه الأخرى المشهورة، مثل حلية الأولياء، والمستخرج على صحيح مسلم، ومعرفة الصحابة، وغيرها، وقد رواها بتفس الإسناد والمتن.
ويوجد سماعات للنسخة مثبتة في الورقة الأولى من المخطوط، ولكن تمزق هذه الورقة أذهب كتابة هذه السماعات، كما يوجد سماع آخر في نهاية الكتاب، وفيه إثبات بأن الكتاب، سُمع سنة عشرين وأربعمائة بقراءة الإمام أبي علي الحسن بن علي الوخشي، وهو تلميذ أبي نُعيم، فلعل السماع كان على مؤلفه، والله أعلم.
أبواب الكتاب
١-باب بيان معنى النفاق وأصله في اللغة والعرف.
٢-باب تأويل قول الله عز وجل: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
٣-باب النفاق ومحله وصفته، والتعوذ بالله منه.
٤-قول المنافقين: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}
٥-قول المنافقين: {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}.
٦-قوله عز وجل: {كأنهم خُشُبٌ مُسنَّدة}.
٧-قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ}.
٨-قوله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}.
٩-قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا}.
١٠-قوله عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}.
١١-قوله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ}.
١٢-من عظم النفاق أن القتل في سبيل الله يمحو كل الخطايا ولا يمحو النفاق قال الله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}.
١٣-باب الدعاء بطهارة القلب من النفاق.
١٤-باب عمدة النفاق وقاعدته.
١٥-قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}.
١٦-علامة للمنافق: البذاء والبيان.
١٧-علامة أخرى: الخروج من المسجد بعد النداء.
١٨-قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى}.
١٩-علامة أخرى: أنهم لا يتضلعون من زمزم.
٢٠-علامة أخرى من علامات المنافقين: أنه يألف غيره من المنافقين.
٢١-علامتان من علامات المنافقين: لا تسوؤه سيئته، وإن عمل شراً لم يخف العقوبة.
٢٢-ذكر خصال ثلاثة من علامات المنافقين: الشح، والفحش والبذاء.
٢٣-باب علامة المنافقين بغض علي بن أبي طالب -رضي الله عنه.
٢٤-باب علامة النفاق بغض أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
٢٥-علامة النفاق بغض الأنصار.
٢٦-بغض أهل البيت نفاق.
٢٧-ترك الجهاد نفاق.
٢٨-باب: حب الغناء ينبت النفاق في القلب.
٢٩-خصلتان لا تجتمعان في منافق.
٣٠-علامة المنافق: أنه يملك عينيه، يبكي متى شاء.
٣١-علامة أخرى: مداهنة الأمراء والحكام.
٣٢-علامة المنافق ترك الجمعة والجماعة.
٣٣-باب الخروج على الأمراء بغير وجه حق.
٣٤-ارتفاع المنافقون في آخر الزمان.
٣٥-ظهور النفاق في آخر الزمان.
٣٦-باب: كيف كان النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف هو بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
٣٧-باب خطر النفاق وعظمه.
٣٨-باب التهاون في النفاق.
٣٩-باب شدة شر المنافقين.
٤٠-باب غيبة المنافق المؤمن.
٤١-باب من النفاق أن تتكلم بالإسلام ولا يعمل به.
٤٢-باب قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.
٤٣-بابٌ أنه ليس في المصلين منافق.
٤٤-باب مناهي المنافق (ذو الوجهين).
٤٥- باب أربعة من الناس ثابت فيهم النفاق.
٤٦-باب جدال المنافقين بالقرآن.
٤٧-باب جدال المنافق بالعلم.
٤٨-باب التغليظ في مخاطبة المنافقين بالسؤدد.
٤٩-باب ذكر علامة أهل النفاق في الحرب، قال الله عز وجل: {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية}.
٥٠-باب صفة صلاة المنافق وصومه وصدقته وجهاده.
٥١-باب نفاق القراء.
٥٢-الاستعاذة بالله من خشوع النفاق.
٥٣-تأويل قول الله عز وجل: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}.
٥٤-باب إباحة السلام على المنافقين.
٥٥-باب غيبة المنافقين للمؤمنين.
٥٦-باب صفة قلب المنافق.
٥٧-باب المنافقين والمنافقات أتباع الدجال.
٥٨-باب من صلى ركعتين في السِّر ارتفع عنه اسم المنافق.
٥٩-باب ذكر براءة الذاكرين والمحافظين على الذكر من النفاق.
٦٠-ذكر إخراج رسول الله -صلى الله عليه وسلم -المنافقين من مسجده، والتشهير لأحوالهم، والتنويه بأسمائهم.(ليفيد) ذلك اجتنابهم ومباينتهم
٦١-خصلة أخرى من أخلاق المنافقين: وهي عدم الغيرة.