أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 يونيو 2022

الكشف المُبدي لتمويه أبي الحسن السُّبكي (تكملة الصارم المنكي) تأليف الشيخ العلامة البصير محمد بن حسين بن سليمان بن إبراهيم الفقي المصري (1304 - 1355 هـ)

الكشف المُبدي لتمويه أبي الحسن السُّبكي

(تكملة الصارم المنكي)

تأليف الشيخ العلامة البصير

 محمد بن حسين بن سليمان بن إبراهيم الفقي المصري

(1304 - 1355 هـ)

المدرس بمسجد عكاش بجدة

دراسة وتحقيق:

د. صالح بن علي المحسن، د. أبو بكر بن سالم شهال

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ هذا الكتاب النفيس جاء تتمةً وتكملة لكتاب "الصارم المنكي في الرد على السُّبكي"، لابن عبد الهادي، وقد صنَّف ابن عبد الهادي كتابه "الصارم المنكي" رداً على "شفاء السُّقام" للتقي السُّبكي، الذي احتجَّ فيه السُّبكي بالآثار المضعفة والموضوعة، وضعَّف فيه الأثار الصحيحة والمقبولة عن ظاهرها بالتأويلات المستنكرة المردودة.

يقول ابن عبد الهادي: (فلما وقفت على هذا الكتاب المذكور أحببت أن أنبه على بعض ما وقع فيه من الأمور المنكرة والأشياء المردودة، وخلط الحق بالباطل لئلا يغتر بذلك بعض من يقف عليه ممن لا خبرة له بحقائق الدين، مع أن كثيراً مما فيه من الوهم والخطأ يعرفه خلق من المبتدئين في العلم بأدنى تأمل). 

ثم أخذ ابن عبد الهادي يردُّ على كتاب السُّبكي باباً باباً، فلما بدأ الرد على الباب الخامس، وهو في تقرير كون الزيارة قربة، أدركته المنيَّة؛ فتُوفي -رحمه الله - قبل أن يُتمه وذلك سنة (744 هـ)، ولو قُدّر له أن يُتمَّ الكتاب؛ لكان فيه فائدةً عظيمة، لا سيما وأن الأبواب المتبقية من كتاب السُّبكي مهمة، منها "باب في التوسل والاستغاثة بالنبيِّ عليه الصلاة والسلام"، وبابٌ في "حياة الأنبياء في قبورهم"، وبابٌ في "الشفاعة"، وغيرها.

ومنهج الشيخ الفقي -رحمه الله -في كتابه هو: ذكر كلام السُّبكي في "شفاء السُّقام" بطوله، ويُصدره بقوله (قال المعترض)، ثُمّ يعقب عليه بقوله: انتهى، ويشرع بعد ذلك في الرد عليه>

وقد استفاد الشيخ المؤلف "الفقي" في الرد على ابن السُّبكي من كتب أهل العلم في التفسير واللغة وأهل الحديث، ويذكر من الآيات والحديث التي تنقض شبهات المخالف بالكلية.

ويورد أحياناً بعض الأسئلة التي قد تكون حجةً للمخالف (كإيرادٍ على قوله)، ويُجيب عنها سداً لكل ذريعةٍ يتذرع بها المخالف، ويُقدم في كل فصلٍ من فصوله نصائح وإرشادات لمن أراد أن يسلك طريق السلف ويسلم من البدع في كل شيء، ويختم كل مبحث وردٍّ بقوله: "وخلاصة ما تقدم"، أو "جماع القول في هذا الأمر"، وذلك تسهيلاً على القارئ، وتلخيصاً لما في الباب.

يقول صاحب كتاب جلاء العينين (ص ٣١): (أكثر المنتقدين على شيخ الإسلام من المعاصرين واشدهم في الوقوع فيه، السُبكي. وهم على أقسام: فمنهم من شنَّع لداء المعاصرة، ومنهم من شنع لشهرة كاذبة من غير تحقيق، ومنهم لمخالفة في العقيدة، ومنهم حباً في ابن عربي واتباعه، ومنهم اقتداء بشيخه المنافس له)

وكان فراغ المؤلف من هذا الكتاب في يوم السبت، الموافق 24/ شوال، سنة 1333 هـ.

  • أهمية هذا الكتاب العلمية:

تكمن أهمية هذا الكتاب العلمية في اشتماله على أمورٍ مهمة، تمثلت في بعض الاستدراكات على الحافظ ابن عبد الهادي في بعض الرواة الذين تُكلم فيهم، مثل: مسلمة بن سالم الجهني، ورده على السبكي في: إبطال أن وسيلة القربة قربة، ورده عليه في مسألة: إرادة ساكن البقعة في مسألة الزيارة.

أن المؤلف لم يكتف فيه بالرد على السُّبكي، بل أتى بالرد على كل من جرى مجراه كالهيثمي، وداود العراقي، ويوسف النبهاني، والباجوري، فصار كتاباً جمع فيه الردود على أهل الباطل المتقدمين والمتأخرين.

كثرة الكتب الذي ذكرها المؤلف ونقل عنها، وبعضها لا زال مخطوطاً.

كون الكتاب تكملةً لكتاب عظيم وهو كتاب "الصارم المنكي"؛ وهذا كالمتمم للأول، وبهما يكتمل الرد على أهل الأهواء والبدع.

موارد المؤلف في كتابه

وقد استفاد المؤلف رحمه الله في كتابه هذا من بعض الكتب في بعض المواضع، ومن هذه الكتب:

كتب شيخ الإسلام ابن تيمية عموماً، لا سيما كتابه في "الرد على الإخنائي"، و "الجواب الباهر"، وكتب تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية، ورسالة "زيارة القبور" للبركوي، و"خلق أفعال العباد" للبخاري، و"جلاء العينين"، و"الصارم المنكي" لابن عبد الهادي، و"إحياء علوم الدين" للغزالي، و"إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" للزبيدي، واستفاد منه ما يتعلق بالمشاجرات والخصومات التي تقع بين الحنفية والشافعية.

كذلك استفاد من كتب اللغة: كالقاموس، وشرحه "تاج العروس"، و"البحر المورود".

ومن كتب الفقه: كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد".

ومن كتب أصول الفقه كتاباً سماه "طرق الوصول إلى علم الأصول".

وكتب التفسير أخذ من "تفسير صديق حسن خان"، وتفسير" محمد عبده. ومن كتب الرجال: "ميزان الاعتدال" للذهبي، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر.

وكتب الحديث: مثل "صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"الترمذي" و"أبو داود"، و"النسائي"، و"ابن ماجه".

وغيرها، مثل "مجلة المنار" لرشيد رضا، وكتاب "منهاج التأسيس في الرد على داود بن جرجيس" للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، وكتاب "غاية الأماني في الرد على النبهاني"، وكتاب "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان". 

مقارنة بين منهج المؤلف وبين منهج ابن عبد الهادي في في "الصارم"

ومن خلال النظر في هذين الكتابين، تبيَّن لنا الفرق بين الكتابين، في نقاط، منها:

(1) أن ابن عبد الهادي تكلم على الأبواب الأولى من كتاب السُّبكي، وغالبها في الأحاديث التي استدلَّ بها السُّبكي على شد الرحل للزيارة، وأما المؤلف فقد ردَّ على الأبواب الأخيرة، وقد صرَّح أنه بدأ حيث وقف ابن عبد الهادي.

(2) أن ابن عبد الهادي -رحمه الله يعتني اعتناءً بالغاً في الأسانيد، وبجمع طرقها، ونقد رجالها، ونقل كلام أهل العلم فيهم معزواً إلى كتبهم، وكذلك يهتم ببيان من روى هذه الأحاديث الضعيفة، وقد أطال رحمه الله الكلام على هذه الأحاديث وفنَّدها، وقد سردها -رحمه الله -مرتبةً كما ذكرها السُّبكي في كتابه. وأما المؤلف فإنه لم يتعرض لهذه الأحاديث وعندما يتعرض لبعضها؛ فإنه لا يتكلم على أسانيدها، ويستطرد فيها، وقد نبَّه على أن ابن عبد الهادي كفاه مؤنة الكلام عليها.

(3) أن ابن عبد الهادي رحمه الله عندما يستشهد بالأحاديث؛ فإنه ينقلها بأسانيد المصنفات، بينما هذا لا يوجد في كتاب المؤلف.

(4) أن ابن عبد الهادي عندما يرد على السُّبكي؛ فإنه ينقل كلام السُّبكي بطوله بالنص، ثُم بعده يقول: انتهى ما قاله المعترض، وقد التزم هذا في كل كتابه، وأما المؤلف رحمه الله فقد أسلفنا أنه لم يلتزم هذا، فأحياناً ينقل كلام السُّبكي بالنص، وأحياناً يُجزئه، وقد يكون بالمعنى.

(5) أن ابن عبد الهادي قد التزم منهجاً موحدا؛ فهو لا يستطرد استطراداً يُخرج عن موضوع الرد، بينما نجد المؤلف رحمه الله -في بعض المواضع قد يخرج.

(6) أن ابن عبد الهادي -رحمه الله -لم يُطنب في كتابه، بعكس المؤلف، فقد أكثر من إيراد الكتب.

(7) أن المؤلف رحمه الله أحياناً قد يستدرك على ابن عبد الهادي رحمه الله -كأن يأتي بكلام لأهل العلم عن بعض الرجال؛ كاستدراكه عليه في مسلمة بن سالم الجُهني (ص 140).

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبحمده تزداد البركات، والصلاة على المبعوث رحمةً للكائنات، وعلى آله وأصحابه، الذين صحبوه، وعزروه، ونصروه في أشد المُلمات، وعلى أتباعه ممن سار على دربه إلى يوم يبعث الله الأموات.

وبعد: فبعد أن منَّ الله عليّ بدراسة وتحقيق القسم الثاني من كتاب "الكشف المُبدي لتمويه أبي الحسن السُّبكي في تكملة الصارم المنكي" فإني أحمد الله على ذلك، بأن يسر لي الأسباب، وذلل لي الصعاب، فلله الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملئ ما شاء من شيء بعد.

وبعد دراستي وتحقيقي للكتاب أضع النتيجة في هذه الأسطر، عسى أن تظهر شيئاً مما احتواه هذا السفر المبارك:

1-أن المؤلف -رحمه الله تعالى -لديه نفسٌ طويلٌ، وروحٌ عالية في معالجة مواضيع الكتاب.

2-أنه يذهب مذهب السلف في الاعتقاد والاتباع، فلقد رد على السبكي في قضية الاستغاثة بغير الله، وفي حياة الأنبياء في قبورهم، وانتقد المؤمنين بالأولياء المزعومين، الذين يخرجون من قبورهم ليقضوا حوائج الناس، وذكر عقيدته في الأسماء والصفات، وسرد أدلته على ذلك، وهي أدلة السلف الصالح من أحاديث وآيات، لخص كثيراً منها من كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

3-رد على المقلدة الجامدين الذين يُقدمون آراء الأشخاص والرجال على قول الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم -وهو ظاهر التأثر بشيخه القاسمي (ت 1332 هـ)، إذ أنه رحل إليه، ودرس لديه.

4-أن لمؤلف رحمه الله -عنده باعٌ لا بأس به في الفقه وأصوله، والحديث وعلومه، وهو سمته الظاهرة، وله في ذلك انتقادات رائعة، ولفتات باهرة، ولقد رد على ما استدل به السبكي من أحاديث بأسلوبٍ حديثي سليم، أظهر فيه علل الرجال، وبين فيه تخبط السُّبكي في الاستدلال.

5-ثم ذكر بعد أن رد على السُّبكي حديثياً، عدة نقولات ترد ما أورده من شبهات استنبطها من أحاديث ضعيفة، وتفسيرات لغوية غوية، صرف معانيها السليمة إلى معانٍ فاسدة أثيمة، فكدر بها صفو الأحاديث؛ فاغترّ بها علماء المسلمين، فضلاً عن عوامهم.

والمؤلف -رحمه الله -أسهب بهذه النقول، وعدّد المصادر، ونوّع الأسماء، وهذا أسلوب طيب متّبع، فلعله بتكرار المسائل، وتعدد النقول من عدة فحول، أن تتلاشى هذه الشُّبهات وتزول، فللأئمة أهل الفضل وقعٌ في قلوب الناس، فلعلّ آذانهم تصغى وقلوبهم تعقل.

وهذا النوع من النقول وتعدده من جمع من العلماء له ميزته في ترسيخ الحق وتكراره، يؤدي إلى اليقين، وما زال العلماء يكررون بعض المسائل بأسلوبٍ أو بآخر؛ ليصلوا بذلك إلى ترسيخ ما يريدونه في ذهن القارئ.

كما أن هذا النوع إذا اختلت فيه بعض الضوابط يُصبحُ مُملاً ممجوجاً.

ولا أظن أن المؤلف وصل إلى حد الإخلال بهذه الضوابط، وقد كان بإمكانه -رحمه الله-اختصار بعض المكررات، ليتخلص من الانتقادات، ولكن يُقال: ربما أراد إبراو الحق في صور متعددة، بمعانٍ متحدة، والله يجزيه خيراً.

6-أن المؤلف -رحمه الله -خالف منهج السلف في مسألة التوسل، واتبع في ذلك الشوكاني -جمعاً بين الأدلة فيما ظنّ.. وكذلك خالف الجمهور في قضية المقام المحمود، واتبع رأي مجاهد -رحمه الله تعالى -ولم يصح عنه كما تقدم.

وأما باقي المسائل الورادة؛ فلم يخرج بها عن منهج السلف -والعلم عند الله، وما ورد فيه من بعض المخالفات والانتقادات علقتُ عليه بما أظن أنه يلزم.

7-وكتاب المؤلف -رحمه الله -جامعٌ لعدة أبواب في الاعتقاد؛ كالاستغاثة، والزيارة، والشفاعة، وحياة الأنبياء في قبورهم، والأسماء والصفات.

8-ومن ميزة هذا الكتاب أنه تضمن الرد على عدة خرافيين غير السُّبكي -منهم: ابن حجر المكي، وإبراهيم البيجوري، وداود بن جرجيس العراقي، ويوسف النبهاني -شيخ الخرافة في العصر الأخير، فهو فعلاً وحقاً كتابٌ حافلٌ، حوى خلاصة كتب الردود على أهل البدع والجحود.

ثم إلى هنا قد انتهيت

وتم ما بجمعه عنيت (I)

قد تم تحقيقي مع الدراسة

لكشف سُبكيٍّ وأهل البدعه

أظهر فيه العالمُ الفقيه

عيوبهم، وهو الفقي النبيه

أكمل فيه الصارم المنكي وقد

نكا به السبكي علىّ لمّا حسد

أحمد (II)، فالحقُّ المُبين أبلج

والباطل الأثيم فهو اللجلج 

وكان الانتهاء في ذي القَعدة 

وفي الصيام قبله قراءتي

تمت على شيخٍ هو السَّحيمي

صان إلهي صالحاً من ضيمِ

في عام ألفٍ بعدها أربع مية

وبعدها خمس عشرةٍ هية (III)

وكملت بطيبة الميمونة

فبرزت من خَدرها مصونة (V)

فانظر إليها نظر المُستحسنِ

وحسّن الظن بها وأحسنِ

وإن تجد عباً فسُد الخللا

فجلَّ من لا عيب فيه وعلا (VI)

فالحمد لله على إتمامه 

ثم صلاة الله مع سلامه

على النبيّ وآله وصحبه

وحزبه وكلُّ مؤمنٍ به (VII)

(I) هذا البيت للشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول.

(II) هو شيخ الإسلام ابن تيمية.

(III) ما سبق من أبيات فهو من نظم المحقق.

(V) هذا البيت من أواخر ألفية العراقي في علم الحديث.

(VI) هذان البيتان من أواخر ملحة الإعراب.  

(VII) هذان البيتان من أواخر نظم الورقات للعمريطي.

وأخيراً أسال الله أن أكون قد وُفقتُ لتحقيق هذا الكتاب القيم، وأن أكون قد خدمته خدمةً تُظهر محاسنه، لتنير هذه المحاسن دياجير الجهل والظلمات. وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه. وأستغفر الله من ذلك وأعوذ به من شر الشيطان الرجيم. 

يا رب غُفراً  إن طغت أقلامنا … يا ربِّ معذرةً من الطُّغيانِ

وصلى الله على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.

 ترجمة مختصرة عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-  

قال ابن الوردي :  

ماذا يقول الواصفون له  … وصفاته جلت عن الحصر  

هو حجة لله باهرة  … هو بيننا أعجوبة الدهر  

هو آية لله ظاهرة  … أنوارها أربت على الفجر  

هو الشيخ الإمام الرباني، إمام الأئمة، وبحر العلوم، شيخ الإسلام، علامة الزمان، قامع المبتدعين، ومظهر سنة سيد الأولين، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية، الحراني، الحنبلي. 

ولد بحران ٦٦١ هـ، وقدم به والده وبأخويه عند استيلاء التتار على البلاد إلى دمشق سنة سبع وستين، فسمع الشيخ من: ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن عساكر وغيرهم. 

عني بالحديث وسمع المسند مرات، والكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، وما لا يحصى من الكتب. وقرأ بنفسه وأقبل على العلوم في صغره. 

كان آية في الفقه والأصول. قرأ العربية ونظر في كتاب سيبويه ففهمه، ونظر في علم الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله ورد على رؤسائهم وأكابرهم، وتأهل للفتوى والتدريس وهو دون العشرين، ورزقه الله سرعة الحفظ.

 قال غير واحد: لم يكن يحفظ شيئاً فينساه، وجلس يفسر سورة نوح أيام الجمع عدة سنين من حفظه. 

أثنى عليه جميع العلماء حتن مخالفيه (انظر ص ٢٢٣). قال الذهبي عنه: هو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه. 

وقال الحافظ ابن سيد الناس: ألفيته ممن أدرك من العلوم حظاً. وكان يستوعب السنن والآثار حفظا. وقال الذهبي: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية، فليس بحديث. وقال الشيخ عماد الدين الواسطي: فوالله ثم والله ثم والله لم ير تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية علماً وعملاً.  

وقال ابن دقيق العيد: رأيت رجلاً العلوم بين عينيه، يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء منها. وقال أبو الحجاج المزي: ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه، كان زاهداً في الدنيا يجيئه المال في كل سنة ما لا يكاد يحصى، فينفقه جميعاً لا يلتم منه درهماً، ولا ينفقه في حاجته؛ بل كان إذا لم يقدر يعمد إلى شيء من لباسه فيدفعه إلى السائل.  

وكان - رحمه الله -شجاعاً بالقول والفعل، يضرب المثل بشجاعته. ومن شجاعته: أنه لما وُشِيَ به إلى السلطان الملك الناصر لدين الله، وأحضره بـين يديه، قال: إنني أخبرت أنك قد أطاعك الناس وأن في نفسك أخذ الملك!. فلم يكترث الشيخ به، بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير عمن حضر : أنا أفعل ذلك!، والله إن ملكك وملك المغول لا يساوي عندي فلساً. فتبسم السلطان وقال: إنك والله لصادق، وإن الذي وشى بك إلي لكاذب. 

وقد امتحن - رحمه الله - مرات، وأوذي في الله أوقات، ومع ذلك هو كالجبل الذي لا يتزحزح شامخ بقوة إيمانه، وعزم جنانه، وكان إيذاؤهم له بسبب قصور علمهم عن علمه وبسبب حسدهم له، فاخذوا يشنعون عليه يبعض الفتاوى التي أفتى بها. ومن هذه الفتاوى: فتياه في مسالة الطلاق، وفتياه حول شد الرحال إلن زيارة قبور الأنبياء، فحبس بسببها بقلعة دمشق، وذلك أن شيخ  

الإسلام قد سئل عن حكم شد الرحال إلن قبور الأنبياء وافتنـ رحمه اللهـ وذكر قولي العلماء في المسالة، ورد عليه بعفى علماء وقته من المالكية وهو القاضي الإخنائي، فلما وقع رده بيد شيخ الإسلام الف كتابه العظيم «الرد علن الأخنائي» وكان يعرف أولاً بالإخنائية.  

وعظم الأمر وقويت الفتنة وكثر القيل والقال، وحرف كلام الشيخ الذي أفتن به، ونقل عنه ما لم يقله، وذلك أن قافي الشافعية جمال الدين بن جماعة سأل الشيخ عن مسالة الزيارة فكتب بذلك وذكر قولي العلماء، ثم حرفها ذلك القاضي وكتب محتها: (إنما المحزن جعله زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم -وقبور الأنبياء معمية بالإجماع مقطوعاً بها).  

قال ابن كثير بعد هذا: (فائظر هذا التحريف علن شيخ الإسلام، فإن جوابه في هذه المسألة ليس فيه منع زيارة قبور الأنبياء... {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} (سورة الشعراء، الآية: ٢٢٧)). 

وبقي الشيخ محبوساً في القلعة سنتين وثلاثة أشهر واياماً. ثم توفي إلى رحمة الله - ورضوانه، وما برح في هذه المدة، مكباً على العبادة والتلاوة وتصنيف الكتب والرد على المخالفين، ومنها: الرد على ابن الأخنائي قاضي المالكية بمصر .  

فرحم الله شيخ الإسلام وجزاء عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فقد جدد الله به الإسلام بعد ما كاد ينهدم بنيانه، وتتصدع أركانه، وكانت وفاته - رحمه الله- سنة ٧٢٨ هـ.  

ترجمة موجزة عن ابن عبد الهادي، والتعريف بكتابه  

هو: الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي، الفقيه الحنبلي المقرئ، المحدث الحافظ، الناقد، النحوي.

ولد في رجب سنة أريع وسبع مائة، عني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل ، وبرع في ذلك، ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية مدة وقرأ عليه. ولازم أبا الحجاج المزي، وأخذ عن الذهبي وغيره.  

قال الذهبي عنه: (ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه). 

ونقل الحافظ ابن حجر في «الدرر» عن الصلاح الصفدي أنه قال عن ابن عبد الهادي: (لو عاش كان آية، كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فيتحدر كالسيل. وكنت أراه يرافق المزي في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه). 

صنف مصتفات عظيمة. قال الذهبي في معجمه: (له عدة محفوظات وتآليف وتعاليق مفيدة، كتب عني وكتبت عنه) .  

وقد عد ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» مؤلفاته، وأوصلها إلى أكثر من ستين مصنفاً، وذكر منها: «الكلام على أحاديث الزيارة» جزء مصنف في الزيارة مجلدة، أقول: وهو المسمن «الصارم المنكي في الرد على السبكي». 

وقد ألف هذا الكتاب العظيم الذي لم يصنف في بابه مثله لما اطلع على كتاب السبكي «شفاء السقام» يقول: ((فوجدته كثابا مشتملا على تصحيح الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وفيه تمويه وتخليط)). يقول: ((فلما وقفت علن هذا الكتاب أحببت أن أنبه علن بعض ما وقع فيه من الأمور المنكرة، والأشياء المردودة، وخلط الحق بالباطل، لئلا يغتر بذلك بعض من يقف عليه ممن لا خبرة له بحقائق الدين مع أن كثيرا مما فيه من الوهم والخطا يعرفه خلقٌ من المبتدئين في العلم بأدني تأمل)). 

ثم أخذ يرد علن أبواب السبكي بابا بابا، فلما بدأ الرد على الباب الخام، وهو في (تقرير كون الزيارة قربة). ورد على أدلة السبكي أدركته المنية فتوفي - رحمه الله -. ولو قدر أن يتم الكتاب لكان فيه فائدة عظيمة، لا سيما وأن الأبواب الباقية من كتاب السبكي مهمة، منها: باب في التوسل والاستغائة بالنبي - عليه الصلاة والسلام-، وباب في حياة الأنبياء في قبورهم، وباب في الشفاعة. . . وغيرها.

توفي ابن عبد الهادي - عليه رحمة اللهـ في جمادئ الأولى سنة أريع وأربعين وسبعمائة وحضر جنازته قضاة البلد واعيان الناس من العلماء والأمراء والتجار.

عصر المرلف الفقي

الحالة السياسية: لقد ثبت أن الظروف التي تحيط بالشخص والبيئة التي يعيش فيها لهما دخل كبير في تكييف حياته. 

وقد عاش المؤلفـ رحمه الله ـ في القرن الرابع عشر من سنة ٠٤ ١٣ هـ إلى سنة ١٣٥٥هـ.  

وتعتبر هذه الفترة من أشد الفترات على المسلمين في العصر الحديث؛ إذ نشط الاستعمار الأوروبي المتحالف مع الصهيونية العالمية، من أجل مزيق شمل الأمة واقتطاع أراضيها، ونهب ثرواتها وكانت نظرة أوروبا إلى الدولة العثمانية على أنها رجل مريض، لا يكون شفاؤه إلا بالخلاص منه بسرعة. 

وكان من أهداف الدول الأوروبية أن تظل الدولة العثمانية مريضة منشغلة بالحروب الخارجية، والفتن الداخلية حتن لا تستعيد عافيتها وتعود تشكل خطراً على أوروبا.

ونستطيع أن نقول إن المؤلف - رحمه الله ـ عاصر ثلاث مراحل من الحكم:  

المرحلة الأولى: حكم آخر الدولة العثمانية المتمثل بالسلطان عبد الحميد الثاني، والذي انتهى بنهاية سلطة الدولة العثمانية على الحجاز عام ١٣٣٤هـ، تولى السلطان عبد الحميد الخلافة في وقت حفلت فـيه الدولة العثمانية بالكوارث والنكبات، فضاع بعض ممتلكات الدولة العثمانية في أوروبا. وقد تنبه السلطان عبد الحميد لكافة الأخطار المحدقة بالدولة، فحاول أن يتخلص منها بتودده إلى العرب وقام بحث الناس، وبين لهم أن زوال الحكم العثماني معناه زوال الدين الإسلامي، وأن أوروبا تريد السيطرة علن ديار المسلمين. 

وقد وفق السلطان عبدالحميدفي توحيد كلمة العرب والأتراك ضد الأطماع الأوروبية، ولكن في عام ١٣٢٧ هـ عزل السلطان عبد الحميد.  

المرحلة الثانية: الحكام الذين عاصرهم المؤلف - رحمه الله - في مصر والحجاز -والذين يُعيَّنون من قبل الدولة العثمانية، ولا سيما في الحجاز، حتن نهاية الحكم العثماني في الحجاز، وذلك عام ١٣٣٤ هـ عندما اعلن الشريف حسين الاستقلال عن الدولة العثمانية .  

أدرك المؤلف في أول حياته في مصر عهد الخديوي عباس حلمي  بن توفيق بن إسماعيل، حفيد محمد علي، أحد من حكموا مصر (ولد بالقاهرة سئة  

١٢٩١ه، وتولى بعد وفاة أبيه سنة ١٣٠٩ ه، واستمر إلى سنة ١٣٣٤ ه، ثم خلع، فتولن بعده أحمد فؤاد، وعاش بقية عمره مغترباً، وتوفي ستة  ١٣٦٣هـ، ودفن به)ا.  الـذي تولى سنة ١٣٠٩ هـ بإدارة سلطانية من الآستانة، واستمر إلى سنة ١٣٢٧ هـ.

ولما قدم المؤلف  الحجاز (كان ذلك في حدود سئة ١٣٢٠هــ) كان الوالي على مكة الشريف عون الرفيق بن محمد بن عبد المعين بن عون (ولدسة ١٢٥٦هــ، وتوفي سئة ١٣٢٣هـ)، تولى الإمارة سنة ١٢٩٩هـ، وكان جباراً طاغية (انظر: كثاب مكة في القرن الرابع عشر ص ٢٣٥)، وخافه الناس. 

ثم أتى بعده الشريف علي باشا من سنة ١٣٢٤ هـ إلى سنة ١٣٢٧ هـ، ثم خلفه في الإمارة الشريف عبد الإله باشا، وتوفي في نفى السنة (انظر: كتاب ولاة مكة بعد الفاسي، لعبد الستار الدهلوي، المطبوع بذيل شفاء الغرام ص ٣١٤).  

ثم تولى بعده الشريف حسين باشا بن علي باشا إلى سنة ١٣٤٤ هـ حين سلم الملك حسين الحجاز في أوائل جـمادى الثانية من سنة ١٣٤٤ هـ إلى الملك عبد العزيز ولم يسلم عهد الشريف حسين من بعض الحروب والمناوشات مع الملك عبد العزيز، ومن أهمها: وقعة تزبة ومنع حجاج نجد من الحج.

المرحلة الثالثة: حكم الملك عبدالعزيز للحجاز: ابتدأ بدخول الملك عبد العزيز -رحمه الله -مكة في ٧/ ٥/ ١٣٤٣ هـ، وسلم له الملك حسين حكم الحجاز في جمادى الثانية من سنة ١٣٤٤هــ، وصار خالد بن لؤي حاكم مكة من قبل عبدالعزيز [= خالد بن متصور بن لؤي: شريف من الأمراء الشجعان، كانت له ولأسلافه إمارة الخرمة وكان أولا مع الشريف حسين ثم كتب إلى الملك عبد العزيز يعرض عليه طاعته وولاه. مات سئة ١٣٥١هـ. انظر: الأعلام (٦/ ٩٩)] 

وبدخول الملك عبد العزيز الحجاز استقرت الأوضاع في المنطقة وبدات تزدهر شيئاً فشيئاً: سياسياً، وعلمياً، واقتصادياً. فلله الحمد، وله الأمر من قبل ومن بعد.  

ورغم هذه الأحداث والتغيرات، إلا أن المؤلف كان منقطعاً للعلـم لا علاقة له بأمور السياسة.  

ثانياً: الحالة العلمية في عصر المؤلف "ألفقي"

إن الاستقرار وحالة الوضع السياسي، لهما أكبر الأثر في نشاط العلم والعلماء. وتقدَّم لنا في الحالة السياسية أن الأمور كانت ليست ملائمة لانتشار التعليم، بسبب الاضطرابات والفتن، وملا كان الحجاز تحت الحكم العثماني ، لم يهتم العثمانيون بالعلم والتعليم، فكانت المدارس قليلة جدا، ولم يكن للمدرسين دخل يكفيهم، وكانت في منطقة جدة مدرسة واحدة في عام ١٣٠٥ هـ تسمى المدرسة الرشدية، وكان فيها معلمان فقط وثمانية وثلاثون طالباً، ولم يستفد من هذه المدرسة على ضعفها إلا أبناء الموظفين الأتراك (= انظر: التعليم في مكة والمدينة ص (٨٣))؛ حيث كان التعليم بهذه المدرسة، باللسان التركي وقليل من العربية، ويوجد بعضى المدارس الأهلية وبعض الكتاتيب قدرها إبراهيم رفعت بتسعة كتاتيب (= انظر: مرآة  الحرمين (١/ ٢٢))، ولم تكن هذه المدارس بالصورة المرضية وبعضها لا يدوم طويلاً؛ لأنها تعتمد في مواردها علن الأهالي، فانتشر الجهل وكثر، فكان الرجل يطوف بالأسواق فلا يجد من يقرا له الكتاب إلا بعد جهد جهيداء (=إعلام الحجاز (١/ ٢٨٠)). 

وظلت حالة التعليم حالة سيئة، وساد الناس جهل وأمية، وتغيرت الأحوال بعد ذلك لما دخل الملك عبد العزيز الحجاز وأصبح الحجاز جزءاً آمناً من الـدولة السعودية. فقد بدات بوادر الازدهار تنمو وتكبر، والاهتمام بالعلم والتعليم يفشو ويظهر، إلى ما نراه الآن من تقدم ورقي، ولكن المؤلف لم تطل به الحياة فيرى انتشار العلم وكثرة العلماء، فقد توفي عام ١٣٥٥ هـ، في بوادر هذه النهضة العلمية .

موضوعات الكتاب:


مقدمة المؤلف في كتابه 55

سبب تأليف ابن عبد الهادي كتاب الصارم المنكي 56

تقسيم المعترض "السبكي" زيارة القبور إلى أربعة أقسام 57 -58

جواب المؤلف على تقسيم السكبي للقبور 59

بيان زيارة القبور الشرعية 60 -61

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في زيارة القبور 62 -63

بعض ما يفعله عُبّاد القبور عند قبورهم 64

ذكر العلماء الذين ألفوا في الزيارة الشرعية والبدعية 65 -68

أحوال من جاء بعد السُّبكي ممن وافق قوله 69

بعض المصائب التي تحصل بسبب التعصب للأئمة 70 -72

من سمُّوا أنفسهم علماء الفقه والفروع 73 -87

بيان أن السلف لم يختلفوا في العقائد وإن اختلفوا في الفروع الفقهية 88

بيان التفرق والاختلاف المذموم 88 -90

أمثلة لما قدم فيه قول الإمام على الحديث الصحيح 91 -94

جزاء من ترك الكتاب والسنة 95 -99

الرد على الصوفية 100 -102

ذكر من مدح الصوفية ودافع عنهم 103

الرد على من تنقص الكتاب والسنة، وزعم أنهما لا يفيان اليوم بحال الناس 104- 106

بيان أن الله تعالى تكفل بحفظ دينه 107 -110

الطريق لمن أراد نهج النبيِّ والصحابة 111

الحكمة من زيارة القبور ومعنى التبرك 116 -118

حقيقة الخلاف بين شيخ الإسلام والسبكي 119

الرد على السبكي في أن قبور الأنبياء تُزار للتبرك بها 120 -122

أدلة السبكي على أن السفر لزيارة القبور قُربة 123 -124

الرد على قول السبكي في أن زيارة القبور قُربة 125 -132

خلاصة الكلام في قوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} الآية 133- 134

نقض استدلال السبكي بحديث: "من زار قبري" 135 -138

أقوال أهل العلم في مسلم بن سالم الجهني 139 -142

بيان بعض المفاسد التي تحصل بسبب الأحاديث الضعيفة 143 -145

ذكر بعض الكتب التي لم يتحاش مؤلفوها من أراد الأحاديث الضعيفة فيها 146 -149

خلاصة القول في زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم 150 -151

نقض دليل القياس الذي توهمه المعترض "السبكي" 152 -156

الرد على المعترض "السبكي" في حكاية الإجماع، وأن الناس لا يسافرون إلا لزيارة قبر الرسول 157 -163

تقسيم المؤلف السفر وشد الرحل إلى ثلاثة أقسام 164 -165

السبب الذي أدَّى شيخ الإسلام للكلام على مسألة شدّ الرحل 167 -168

الجواب على قول السبكي: إن الناس لا يقصدون بسفرهم إلا زيارة القبر فقط 169 -172

مناقشة المؤلف ابن الصلاح في قوله: لا يجوز تقليد غير الأئمة الأربعة 173 

الجواب عن الأصل الخامس الذي ذكره السُّبكي، وهو وسيلة القُربة قُربة 174

الفرق بين قبر الرسول وقبر غيره 178 -179

كلام شيخ الإسلام في الزيارة 180

لم يكن السفر إلى القبور موجوداً في القرون الثلاثة 181

الكلام على أحاديث: "من زارني"، و"من زارني وزار أبي" 181

إبطال القياس في أن زيارة الميت كزيارة الحي 182

بيان أن عامة الأدلة التي استدل بها السُّبكي قد أخذها من القاضي الإخنائي 183

كلام شيخ الإسلام في إبطال قياس زيارة الميت على زيارة الحي 184

الكلام على رجال الحديث: "من زارني بعد مماتي" 185 -186

بيان بعض ما يفعله الجهال عند قبر الرسول 187 -188

لا يمكن زيارة قبر الرسول لعامة الناس كما تُزار القبور 189 -193

افتراء السُّبكي على شيخ الإسلام وأنه يمنع من زيارة القبور عموماً 194

السُّبكي يُجوّز التبرك بالموتى 195 -196

كلام العلامة البركوي في زيارة القبور 197 -198

شرح المؤلف لحديث: "لا تُشد الرحال" 199

كلام المؤلف على أقسام السفر 200 -204

دفاع المؤلف عن ابن بطة العكبري الذي شنع عليه السُّبكي 205 -207

قصر المؤلف للخلاف في شد الرحال على الصلاة في المسجد 208

سبب قيام العلماء على شيخ الإسلام 209 -213

أمثلة لبعض جنايات السبي وأمثاله على كتاب الله 214 -215

مناقشة المؤلف لمنافاة علو الله من خلال حديث الجارية 216 -218

جناية أرباب الحيل على الشرع 219 -221

وصية المؤلف لمن يريد السعادة في الدنيا والآخرة 222 -223

ذم ابن حجر الهيثمي لشيخ الإسلام 224

بعض الكتب التي ترجمت لشيخ الإسلام 224 -226

رد المؤلف القيم على ابن حجر الهيتمي 227

افتراء ابن بطوطة على شيخ الإسلام في وصفه لنزول الله عز وجل 237

رد المؤلف على ابن بطوطة 238

بيان أن ما عليه أهل النفي والتعطيل ليس هو مذهب الأشعري 241 -242

ادعاء السبكي أن الاستغاثة والتوسل والتشفع من الأمور الحسنة، والجواب عن ذلك 243

توسل عمر بالعباس دليلٌ على عدم جواز التوسل بالرسول بعد موته 243 -244

حديث الأعمى في التوسل والكلام حوله 245

الكلام على الحديث الأول مما استدل به السبكي 246

توسل آدم بالنبيِّ لما اقترف الخطيئة 246 -248

تخريج هذا الحديث وكلام أهل الفن فيه، وموقفهم من تصحيح الحاكم 249

ذكر ما رود في تفسير الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام 250 -252

الكلام في عبد الرحمن بن زيد بن أسلم راوي حديث توسل آدم 253 -255

شرع من قبلنا وكلام ابن تيمية في ذلك 256 -258

الكلام على الحديث الثاني مما استدلَّ به السبكي 259

تعصب ابن حجر المكي على ابن تيمية ورميه بالتشبيه، ودفاع ملا علي القاري عنه 259

الفرق بين الاستغاثة والتوسل، وبيان خطأ من ادَّعى أنهما بمعنى واحد 260

فصلٌ: في معنى حديث الأعمة، نقلٌ عن الألوسي 261 -262

لفظ التوسل فيه إجمال واشتراك -بيان ذلك من كلام ابن تيمية 263

اختيار المصنف في قضية التوسل وبيان خطئه 264

فتوى الشيخ محمد عبده في التوسل -وبيان أنه ممنوع 265 -266

فصلٌ في قصة عثمان بن حنيف مع الأعمة وبيان ضعفها 267 -268

فصلٌ في كلام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ من رده على العراقي والقبورية 269

قولهم: إنهم وسائل لا أنهم فاعلون حقيقة -والرد على ذلك من وجوه 269

الوجه الأول: أن الله خلقنا لعبادته وتوحيده 269

الوجه الثاني: قولهم: إنهم مجرد وسائط هو قول المشركين 270

الوجه الثالث: أمر الله بالالتجاء إليه وحده 271 -272

الوجه الرابع: أن الله دعا الناس إلى عبادته بعدما قررهم بربوبيته 273

الوحه الخامس: أنه لا فلاح ولا سعادة إلا باتخاذ الله رباً وإلهاً 274

الوجه السادس: أن الشريعة جاءت بسد الذرائع، وشنعت على الشرك الأصغر، فمن باب أولى الشرك الأكبر 275

الوجه السابع: النهي عن الغلو 277

الوجه الثامن: الالتجاء إلى غير الله سوء ظن بالله 278 -279

المخالفون في الأسماء والصفات لم يقدروا الله حق قدره 280 -284

الوجه التاسع: أن القول بجواز الاستغاثة بغير الله تقوُّلٌ على الله بغير علم 285 -289

الموتى لا يعلمون بحال من يسألهم 290 -293

أفعال العباد حقيقة وليست مجازية 294

الاستغاثة بغير الله فيما يقدر عليه جائزة اتفاقاُ 294 -300

فصلٌ في الفروق بين بعض الألفاظ المشتبهة 301

مقالات بعض الغلاة في الاستغاثة بغير الله 301

قول البوصيري وغيره 301

نقل من كلام الشيخ الألوسي من رده على النبهاني 301 -303

من شُبه القبورية: أنهم لا يعتقدون في الأموات الخلق والإيجاد، بل هم وسطاء وشفعاء 304 -306

نقل أقوال الحنفية في التوسل 307

حديث: "اللهم إني أسألك بحق السائلين" وبيان ضعفه، وتوجيهه 307

تعريف العبادة لغةً واصطلاحاً 309

أصل العبادة، ومراتب العبودية، وأنواعها 311

الواجب توحيد الله بالقلب والجوارح 312 -314

رسالة الدر النضيد للشوكاني 315

معنى الاستغاثة 316

معنى الاستعانة والتشفع 317

رأي العز بن عبد السلام في التوسل 320

قول الشوكاني بجواز التوسل -وبيان خطئه 320

اعتقاد العوام بأهل القبور 322

جاءت الشريعة بالمنع من الشرك الأصغر، فما بالكم بالشرك الأكبر؟ 322

الرقى والتمائم 323 -325

الذبح لغير الله 326

الحلف بغير الله والتفصيل في هذه القضية 327 -328

النهي عن اتخاذ القبور مساجد 330 -331

بيان ضعف النهي عن اتخاذ السرج على المساجد، وتوضيح أن منهي عنه بأصول الشريعة 332

قصة فيها بيان أن الغلو يورث الشرك 333

شرك قوم نوح سببه الغلو في الصالحين 333

إتيان الكهان والعرافين 334

النهي عن قول مُطرنا بنوء كذا 335 

النهي عن قول ما شاء وشئت 336

تفسير قوله تعالة: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} 336

النهي عن تصوير ذوات الأرواح 338

النهي عن رفع القبور 339

النهي عن الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم 339

المشركون أقروا بخلق الله وتدبيره وأشركوا بالعبادة 340 -341

بيان اشتراك المشركين والقبوريين في الفعل، وشُبه تعليلهم واحدة 342

الدعاء هو العبادة 343 -347

الواجب على من رأى أُناساً يدعون غير الله 348 -349

طلب الدعاء من الحي جائز 350

شُبه القبورية 350

نماذج لما وقع فيه الغُلاة من الالتجاء لغير الله 351 -352

من أسباب الوقوع في الشرك إطباق الناس وتوارث الأجيال 353

التقليد للأئمة يورث الغلو فيهم والعصمة لهم 354 -355

مناظرة الغافلين 356 

ما نُسب للصنعاني من أنه رجع عن مدحه للشيخ ابن عبد الوهاب وبيان ضعف وبطلانه 357

شبهة وجوابها: هل دعاء الأموات شرك اعتقادي أم عملي؟ 358

الرد على ما نُسب للصنعاني من شُبه 358

تقسيم ابن القيم الكفر إلى: عملي واعتقادي 359 -363

الشرك الأكبر 364 -365

الشرك الأصغر 366

كلام الأئمة في التحذير من دعاء غير الله 367

كلام ابن تيمية وابن عقيل الحنبلي 367

كلام ابن القيم، وقاسم ابن قطلوبغا الحنفي 367

قول النووي وابن حجر المكي 368

نقل عن ابن تيمية 368 -371

سورة الفاتحة كل آية فيها تُفيد التوحيد والإخلاص 372 -373

حكم زيارة القبور وشد الرحل إليها 374 -375

الدعاء عند القبر 376

أنواع الزائرين للقبور 377 

باب في حياة الأنبياء في قبورهم 378

الرد على السبكي في إيراده لهذا الباب في كتابه 378

الرد عليه في نوع الحياة التي نثبتها للأنبياء 380

نقل من نونية ابن القيم بحياة الأنبياء 384

مراد السبكي من القول بحياة الأنبياء في قبورهم 385 -386

فصل: فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور 387

فصلٌ: الجواب عما احتجوا به 388 -392

نوع الحياة التي نثبتها للأنبياء 393

عرض الأعمال على الرسول وعلى الأقارب 394

أمور الغيب لا تُعلم إلا بالنصوص 395

الأرواح مخلوقة 396

القبوريون يزعمون خروج أوليائهم من القبور وقضائهم حاجات الناس 396 -397

باب الشفاعة: الشفاعة المثبتة والمنفية 398

المقام المحمود -ورأي المؤلف فيه 399 -400

فصلٌ: في عقيدة المؤلف في الأسماء والصفات 401

الكتاب والسنة هما الحجة في العقائد وغيرها 401

أدلة الصفات من الكتاب -دليل الاستواء 402

أدلة العلو وأن الله في السماء 403

صفة الإتيان والمجيء والصوت 403

صفة النفس واليدين والساف 404

صفة الرحمة والحب والرضى والغضب 405

صفة التعجب والسخط والرأفة 405 -406

أدلة الصفات من السنة 407

الدليل على أن الله في السماء من السنة 407 -409

صفة الأصابع 410

صفة اليد والنزول والضحك 410

صفة الفرح 411

صفة الغيرة 412

صفة العين والمناداة 413

أهم المراجع في عقيدة السلف 413

أحاديث أخرى فيها بعض الفات 415

صفة الحب والكلام لله تعالى 415 -416

فصلٌ في أقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين 417

قول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه 417

فصلٌ: في ذكر أقوال الأئمة الأربعة 418 -419

فصلٌ في قول ملك والمالكية 420 -422

فصلٌ في قول الشافعي وأتباعه 423 -424

فصلٌ في قول أحمد بن حنبل وأصحابه 425 -427

فصلٌ في أقول المفسرين 428

فصلٌ في أقوال الصوفية: قول عبد القادر الجيلاني 429

فصلٌ: حكم من جحد الصفات 430

فصلٌ: كثيرٌ من المتأخرين على غير عقيدة السلف 431

فتوى ابن حجر المكي الهيتمي في معتقد عقيدة السلف 431 -432

ذكر بعض من رجع عن علم الكلام 433 

ذكر بعض ما قاله الأشعري 434 -435

الإمام اليافعي يرد على السُّبكي شعراً 436 -437

فصلٌ: في ذم التأويل 438

دعاء بالهداية والختام 439

الخاتمة 441



الأحد، 12 يونيو 2022

الأرواح النوافخ لآثار إيثار الآباء على المشايخ للعلامة صالح بن مهدي المقبلي

الأرواح النوافخ لآثار إيثار الآباء على المشايخ

للعلامة صالح بن مهدي المقبلي

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة


تمهيد/ لقد صرّح كثيرٌ من العلماء كالشاطبي وغيره بذم التقليد الأعمى، وهو أخذ القول من غير معرفة الحجة عليه، وبينوا أنه لا يُسمى علماً، وأن المقلد المحض جاهلٌ كالأعمى، ولك أن تتصور حال أمةٍ ومآلها إذا كان علماؤها معطلين لعقولهم، وقادتها في الدين عُمياناً أمام النصوص؟ فكيف يكون حالها، وكيف تنجح في مسعاها لنشر العلم والدين والتسامح، وكيف تتقدم في دروب المعرفة والتقدم والحضارة؟ 

وقد أخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم -عن هذه الحالة -أي التقليد الأعمى -التي عدّها من علامات الساعة؛ فقال: (إنَّ اللهَ لا يقبِضُ العِلمَ بأنْ ينتزِعَهُ انتزاعًا، ولكنْ يقبِضُهُ بقَبضِ العُلماءِ حتى إذا لمْ يُبقِ عالمًا، اتَّخَذ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، سُئِلوا فأفتَوْا بغيْرِ عِلْمٍ، فضَلُّوا وأضلُّوا).

ومن العجيب والغريب أن هذه الحال الشنيعة والخطيرة، يدعو إليها وإلى استمرارها الآن بعض من ينتسبون إلى العلم، ويتزيون بزي الدين، فيحرمون على الناس الأكفاء الاجتهاد، ويزعمون أن بابه قد أُغلق، ويسمحون لأنفسهم أن يُلقنوا الناس هرطقاتهم وكذبهم وشنشناتهم، ويزعمون أنه ليس أمام الناس جميعاً إلا تقليدهم.

وما درى هؤلاء المساكين أنهم بذلك يضللون الناس، ويزجون بضعفاء العقول منهم إلى هذه الأعمال المزرية، بل أوصلوا بعضهم إليها فعلاً، رغبةً منهم في إبقاءهم عليها، ولذلك ما وراءه من الدسائس السياسية والاستعمارية والعلمانية المعروفة، هذا مع أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم -جعل التقليد بصورته الحالية من الكُرَب العظام والبلايا الجسام، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ونهود إلى موضوع كتابنا هذا (الأرواح النوافخ)؛ فنقول: لما سكن المقبلي مكة، وقف البرزنجي محمد بن عبد الرسول المدني على "العلم الشامخ في الرد على الآباء والمشايخ"، فكتب عليه اعتراضات، فرد عليه العلامة المقبلي، بمؤلف سماه: "الأرواح النوافخ".

وقد أشار المؤلف المقبلي إلى هذا الجزء (ص ٥٢٣، ٥٢٩ -٥٣١)؛ فكان ذلك سبب الإنكار عليه من علماء مكة، ونسبوه إلى الزندقة بسبب عدم التقليد، والاعتراض على أسلافهم، ثم رفعوا الأمر إلى سلطان الروم (أي: السلطان العثماني)، فأرسل بعض علماء حضرته لاختباره، فلم ير منه إلا الجميل، وسلك مسلكه.

وتكمن فائدة هذا الكتاب وأصله: بيان حقيقة الزيدية، ودرجتهم في العلوم الدينية، ومعرفة حقيقة مذهب المعتزلة والزيدية، والتنفير الشديد من تعادي المسلمين لاختلاف مذاهبهم، وتحقيق الكلام في كثير من مسائل الأصول والفروع والعقائد، وإن كان قد يُخالف في بعضها.

ترجمة العلامة المقبلي

من كتاب "فوائد الارتحال ونتائج السفر في أخبار القرن الحادي عشر" (4/ 203 -204)،  لمصطفى بن فتح الله الحموي:

صالح بن المهدي المقبلي الکوکباني". نزيل مکة، طود علم راسخ، وأمير معارف تسير أمراء المعارف تحت علمه الشامخ، قرأ ببلاده على أفاضل عصره؛ كالسيد العلامة محمد بن إبراهيم، وبه تخرج، وأخذ عن القاضي الحسن بن احمد الخيمي، وکثير، ثم لازم دروس الامام المتوکل علي الله اسماعيل، واشتهر ذکره بين الفضلاء، إلى أن نُسبت إليه أبيات:

قبح الإله مُفرّقاً  … بين القرابة والصحابة

من كان ذلك دينه … فهو السفيه بلا استرابة

الجمع بين ولائهم … يا طالبا عين الإصابة
ما إن قرنت به الدعاء … إلا توقعت الاجابه

إذ كان في عصرنا … متجاوزاً حد الغرابة

وقام عليه بعض غلاة الزيدية، وأوغروا صدر الإمام المتوكل على الله عليه، فکان ذلك سبب مهاجرته إلى حرم الله، معتزلاً للأوطان والأوطار، ورغب في جوار الله، ولا بدع لجار الله إذا اعتزل وسار، وأقام بمكة على خير وفي خير، مقبلاً على شأنه، وسكن بجبل أبي قبيس مدة.

وكان ملازماً لإقراء العلم ودرسه، وبيني وبينه مودة أکيدة، وصار له بمكة منزلة علية عند ملوكها الأشراف الحسنيين، وله حاشية على (الكشاف)، و(الأبحاث المسددة في فنون متعددة)، ومؤلف سماه: (العلم الشامخ في منع تقليد الآباء والمشايخ)، و(حاشية عليه) أخذه من كتاب (إيثار الحق) للسيد محمد بن عبدالله الوزير - رحمه الله -، وتتبع شيخنا السيد العلامة محمد البرزنجي كتابه هذا، ورد عليه كثيراً منه، ووقف على رد شيخنا عليه، فتعب کثيراً، ولم يستطع الجواب.

موضوعات هذا الكتاب حسب ترتيبها

خبر لا في كلمة التوحيد 514

التقليد والهوى في الدين 515

أساليب القرآن في بيان المقاصد 516

بحث: بعض القرآن أبلغ من بعض 517

ابتاع العلماء هوى الملوك -أئمة آل البيت وغيرهم 518

الزيدية وتعصب الجمهور للملوك الأقوياء 519

الأحاديث في الاعتصام بالعترة -الزيدية والرفض 520

حال العلم بمكة في القرن الحادي عشر 521

مفاسد كتب المتأخرين، وإضاعتها للعلم 522

قصة المصنف مع البرزنجي 523

إشكالان في مسألة الحسن والقبح -ومسألة الكسب 524

نفي التعليل نفيٌ لحجية المعجزة 525

الكسب والجبر -أبو الهذيل واليهودي 526 -527

بحث: في الشاذروان من الكعبة 528

قصة المصنف مع البرزنجي 529 -531

القول بإيمان فرعون -ومسألة الغرانيق 532

الحكمة الإلهية المرجحة -ومسألة التحسين والتقبيح 533

البدع الحسنة الظاهرة -وأصل عبادة الأصنام 534

سبب عبادة: الأحجار -المسيح -المذاهب 535

العبرة الكبرى بترك السنة بقصة ابن أبي السرح 536

نفي الحكم من المدينة وردّه وتشعب الفتن 537

عاقبة مخالفة الشريعة -حكمة خلق المخلوقات 538

الحامل على العبادة والإحسان 539

العدول عن الحقيقة إلى المجاز من غير ملجئ 540

تنزيل قول الأسلاف منزلة الضروريات 541

الإيمان وعدم نفعه عند طلوع الشمس من مغربها 542

إيمان أهل الكتاب بعيسى قبل موته 543

كون الجزاء: بالرحمة والعمل 544

حكمته تعالى بالرحمة والعذاب: وكون رحمته سبقت غضبه 545

الأشعرية المعتزلة تُحولان القرآن إلى مذاهبهما 546 -547

نفي اختيار الباري على قواعد الأشعرية وابن عربي 548

توهم المقلدين أن جمهور علمائهم لا يخطئون 549

مسخ المصنفات وتغييرها 550

مسخ البيضاوي للكشاف بسرقته إياه -سنان باشا وغصبه الثواب 551

النسخ عند المتقدمين والمتأخرين 552

الوجوب على الله، أو له -والتفضل منه تعالى 553

الكبائر والصغائر من الذنوب 554

الكبائر ومنها السبع الموبقات 555

الأحاديث في الكبائر 556 -557

مباحث في معنى الكبير 558

تعذر تحديد معنى الكبيرة 559

الحسنات والسيئات رجحانها وتساويها 560

معنى كون اجتناب الكبائر مكفراً لغيرها 561

المغفرة للصحابة وللمعتقين 562

كثرة الإشكال في الخطأ دون الصواب 563

رد قول المعتزلة: القصاص بالعوص 564

تقديم الأسلاف على الحق 565

الخطأ في تفسير الرفض والنصب بحب آل البيت والأصحاب 566

الوليد بن عقبة 567 -568

بسر بن أرطأة -وإكراهه الناس على بيعة معاوية 569 -571

معاوية وجوره -ومن يقدسه من أهل السنة 572

الرحمة والعدل عمومها وخصوصها -والجزاء 573

شدة العذاب وسعة الرحمة 574

مضاعفة الحسنات والسيئات 575

نكتة: نفي كونه تعالى ظلاماً 576

مضاعفة الجزاء 577

أحاديث الشفاعة 578 -580

مضاعفة الجزاء -وحسنات الحرم 581

اختلاف الجزاء باختلاف الأزمنة والأمكنة والصفات 582

السيئات في الحرمين أقبح 583

الثواب والعقاب بالحكمة والفضل أعم 584

المعاصي تقتضي العقاب 585

العقاب لازم عقلي للمعصية -أو بحسب تأثيرها في النفس 586

الثواب والعقاب بالحكمة 587

معنى الهداية والإضلال مع بقاء الحجة على المكلف 588

الإضلال والهداية بمشيئة الله واختيار العيد 589

الثواب والعقاب بالحكمة والفضل أعم 590

معنى همزة التعدية في "أضله" و"أقامه" 591

تكليف من علم أنه لا يؤمن 592

تفسير الهداية والاهتداء 593

الهداية والضلال والاختيار 594

الفعل المطاوع -المشيئة لا تقتضي الجبر 595

رد قول المعتزلة بالإلجاء 596

هل الظلم محال على الله أو جائز 597

الاستثناء بالمشيئة 598

نفاة الصفات من المعتزلة ومرادهم به 599

كون الصفات شؤوناً -مسألة الجهة 600

كيف نفهم الصفات مع التنزيه 601

المسلمات والفلسلفة الباطلة في الإلهيات 602

ظلم العقول بإضافة الفلسفة الباطلة في الإلهيات إليها 603

معنى "متكلم" 604

الاصطلاح في تسمية الصفة نفسية ومعنوية 605

رد علماء العربية بعضهم على بعض 606

خطأ تكفير المشبهة مطلقاً، والتقليد والتأويل 607

مذهب السلف في الصفات، وما يكتفي به العامة 608

ما يقول المرء عند الوسوسة في الباري تعالى 609

الوسوسة لا تنافي الإيمان 610

مد الزمان، وطي المسافة، والبركة في الأشياء وعدمها 611

الحديث المطول الغريب في الحساب ودرجات المؤمنين 612 -613

الحديث المطول الغريب وأدنى من يدخل الجنة 614

ما يُعطاه أدنى أهل الجنة منزلة 615

تعليل أفعال الباري تعالى 616

تعليل الأشاعرة لأفعال وأحكام الباري 617

تحليل وتحريم أهل المذاهب -ومسألة العينة 618

مسألة العينة والربا 619

تحليل المطلقة 620 -621

التمسك بظواهر الألفاظ وإن لم تدل على المراد 622

تهافت البيضاوي في الحكمة والغرض والتعليل 623

خسران النفس بالتقليد واطراح الفطرة 624

تساوي أنصار التقليد في الضلال 625

تهافت الأشعرية في الغرض والحكمة 626

مقاربة السعد في إثبات الحكمة ومغالطة العضد الإيجي 627

تعليل أفعال الباري تعالى وتهافت نفاته 628

معنى كونه تعالى مختاراً 629

الإرادة لا تنافي الحكمة 630

الحكمة والكسب والاختيار عند الأشعرية 631

تناقض الأشعرية 632

نفي الأشعرية للحقائق المعنوية 633

التحسين والتقبيح 634

جعل الأشعرية تعليلات القرآن مجازية 635

مناقشة قول البيضاوي: في قوله جرت عادة الله بكذا 636

تنظير لبطلان قولهم: جرت عادة الله 637

غرائب اتباع العادة والتعليل بها 638

قراقوش -اللوازم الشنيعة لنفي الحكمة 639

ما يدركه العقل -وما لا يدركه إلا بالشرع 640

اضطراب العضد في نفي الكذب عن الله 641

زعم بعض الأشعرية أن المعتزلة أنكروا الحي 642

وجه حكم الكذب -وحكم المعاريض 643

كون التعريض بالكذب حسناً جائزاً 644

حسن الأخبار بالظن -والعمل به شرعاًوعقلاً 645

الإخبار بالظني على أنه ظني إخبار بمعلوم 646

البصيرة كالبصر في مدركاتها 647 -648

الحكمة الإلهية بترجيح الراجح حتماً 649

الحاجة إلى الفاعل والباعث دليلاً على القدرة والحكمة 650

براعة الأشعرية في الفنون دون علم الكلام 651

اختراع النكت على أهل حمص 652

الاختلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في معنى الاختيار 653

رد قولهم دلالة المعجزة عادية 654

ما يكتب للجدل غير ما يكتب للإرشاد 655

التكليف المحال وبالمحل 656

حماقة من يحاول منع ما أخبر أنه سيقع 657

التفرقة بين البيع والربا بالحل والحرمة 658

جواز أو حكمة المغفرة للكفار -لا فعل إلا لداعٍ 659

كون الأصل الحقيقة -دلالة الاسم على الدوام والفعل على التجدد 660

العبرة في استحقاق الخنثى المشكل 661

اختيار القادر -تحريف التوراة والإنجيل بالتأويل 662

بحث خلق الأفعال 663

عزو المتمذهبين بدعتهم إلى أئمة مذاهبهم 664

إرادة الله بنا اليسر دون العسر -والواقع منها 665

الوعد والوعيد مشروطان ببقاء سببهما 666

قولهم: الاسم عين المُسمى 667

الخير والشر واختلاف الاعتبار فيهما 668

كون الزنا قبيحاً -نسبة الشر إلى الباري 669

إنما ينسب إلى الله ما يُسمى سيئة وشراً على سبيل المقابلة 670

الانتقاد على إمام الحرمين 671

دليل التمانع 672

العلم اليقيني ليس شرطاً لمطلق الفعل 673

بحث الكسب -الانتقاد على العضد 674

الكسب والأثر لمؤثرين 675

موافقة بعض الأشعرية للمعتزلة في المعنى 676

اعتراف الأشعرية بأن كسبهم لا يُعقل 677

إبطال الباطنية العقل لإبطال الشرع 678

الجبر بالقول بوجوب الفعل عند اكتمال الشرائط 679

إبطال صاحب الطوالع لكسب الأشعرية 680

التقدير تابعٌ للمقدار المعلوم أزلاً 681

اثبات التفتازاني الجبر في معرض الإثبات للكسب 682

تخطئة التفتازاني في رمي المعتزلة بالقدر 683

المفعول المقدر -وبحث العموم والخصوص فيه 684

بحث الكلام في الخلاف 685

الخلاف في الدين إيمان وكفر 686

الخطأ في تعريف الصحابي 687

دعوى الصحبة لبسر ومروان والوليد 688

المجاهيل من الرواة 689

سؤال النبيّ في النوم عن الصحيحين 690

الحديث الضعيف والخلاف في تعريفه 691

رد رواية المبتدع -قول الرافضة بالتقية 692

طعن الزيدية على الصحابة -وإلحاقهم بالرافضة 693

موافقة بعض الأشعرية للجبرية في كسبهم المموه 694

شيء من نبأ أهل الكوفة في قصة الحسين 695

الحديث في فضائل أهل اليمن 696

ملك زيدية اليمن من الثالث، وتشيعهم من الأول 697

الغلو منشأ الرفض والنصب 698

حط الذهبي من كرامة آل البيت والمعتزلة 699

تعصب الذهبي على الشيعة كالشيعة والمروانية 700

التفضيل بين الصحابة بالأمارة خطأ 701

اجتهاد الصحابة في اختيار الأمراء 702

مسائل في الزكاة والدية عند الزيدية 703

اختلاف المذاهب في مسائل أبوية 704

الربوي المخلوط بغيره لا يلزم فيه التساوي 705

متابعة ابن حجر الحنفية في التكفير باللازم 706

الخلاف بين الأشعرية والمعتزلة في الصفات 707

زعم الأشعرية أن المعتزلة أنكروا الجن 708

الرد على من زعموا إنكار المعتزلة للجن 709

لم تجتمع الأمة على ترك الجهاد 710

فرض الكفاية يسقط بواحد -عهود الشعراني 711

بحث مُفيد في الاجتهاد والتقليد 712 -713

الربا وعلته 714

تضييق الفقهاء على الأمة بالتوسع في الربا 715

الربا الثابت في النص وحكمته 716 -719

بحث في كون الماء لا ينجس وتشديد الفقهاء 720

خطأ الفقهاء في بحث الماء الطهور والنجاسة 721

خطأ الفقهاء في بحث كثرة الماء وقلته (القلتين) 722

خطأ الفقهاء في الماء المستعمل والغُسالة 723

خلافهم في الماء المستعمل إذا اختلط بغيره 724

تخطئة الشافعية في نية الاغتراف 725

تخطئة الفقهاء في بحث توقيت الصلاة 726

إبطال قول الفقهاء بالجمع بين الصلاتين 727

إبطال قول الفقهاء: صلاة الحائض 728 -729

الخلاف في الطلقات الثلاث -خبر البرزنجي مع المؤلف 730

براءة المؤلف من وشاية البرزنجي 731

اتباع المسلمين لأهل الكتاب بترك القرآن 732

تفريق صلاة الجماعة -من هو الإمام الأعظم من الأمراء المتغلبين 733

طاعة السلطان بتفريق المسلمين بالصلاة 734

لا إجماع ولا فتيا مع انقطاع الاجتهاد 735

الغلو في علي -الخلافة والملك العضوض 736

حديث من سبَّ علياً -الكشف ليس بحجة 737

علل الحديث ومعرفة الرجال 738

الأخذ بتصحيح المحدثين والتقليد 739

خبر العدل يلزمه الظن 740

كتب الحديث المتواترة 741

بحث اشتراط مقابلة الكتب على أصولها 742

الوجادة والتواتر والإجازة في الحديث 743

المناولة والقراءة على الشيخ 744

ترك الأمر بالمعروف لتعذره 745

كون من لم يروا النبيّ أفضل إيماناً 746

الروايات فيمن آمن بالنبيّ ولم يره 747

لكل شيء حكم، ومنه عدم الحكم 748

من هم أولوا الأمر 749

الرجوع إلى الكتاب والسنة على الحكام كغيرهم 750 -751

وجوب التزام المفتي أو القاضي للنص -العمل بالظن 752

زعم أن التقليد ضرورة وليس بقاعدة تتبع 753

الحكم على الظاهر ما لم يتيقن خلافه 754

قضاء المقلد وإفتاؤه غير صحيح 755

وجود المجتهدين في كل حين وإنكارهم الاجتهاد بالقول تقية 756

تولية الجهال القضاء كتولية الجبابرة الخلافة 757

دعوى الإجماع على انقضاء زمن الاجتهاد: تهافت 758

مذاهب غير الأربعة أسلم نقلاً -الأئمة والمجتهدون من الزيدية 759

دعوى انقطاع الاجتهاد دسيسة من الحكام المستبدين 760

بقاء الاجتهاد في أهل البيت لأجل الإمامة 761

عصمة النبيّ في تبليغ وما قيل في اجتهاده 762

تقصير المجتهد 763

سبب الخطأ في الاجتهاد وتشعبه 764

الخليفة الحق من يعمل بهدي الشرع 765

اعتزال أمر العامة والحكام في آخر الزمان 766

بقاء طائفة من الأمة على الحق 767

جمع الجماهير بين الجبر ودعوى التصرف في الكون 768

زعم أن الحق محسوس والخلق معقول 769

رد زعم عدم تحقق الصفات بدون متعلقها 770

دعوى إثبات وحدة الوجود بالكتاب والسنة 771

معنى وحدة الوجود عند ابن عربي وأضرابه 772

تصريح ابن عربي بقدم العالم 773