أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أبريل 2021

عز الدين القسَّام (١٨٨٣- ١٩٣٥ م) "شيخ المجاهدين في فلسطين" تأليف الشيخ محمد محمد حسن شراب بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

عز الدين القسَّام 

(١٨٨٣- ١٩٣٥ م)

"شيخ المجاهدين في فلسطين"

تأليف الشيخ محمد محمد حسن شراب

بقلم: أ. محمد ناهض عبد السلام حنونة

تمهيد/ لقد كانت فلسطيننا -ولا زالت -مقبرةً للغُزاة، وجامعةً عريقة تخرَّج منها ملايين المجاهدين والمقاتلين الذين قضوا في معارك ضارية دفاعاً عن الإسلام والمسلمين، وخير دليل على ذلك أن أسماء أولئك الرجال الأبطال، ظلت محفورةً في كتب التاريخ، ترددها الأجيال، وتترنم بذكرها الأبطال، ولا زالت مواقفهم المشرِّفة مشرقةً في سماء الجهاد والتضحية، ولا زالت سير أبطالنا في العلم والزُّهدِ والعبادةِ والتضحية عاطرةً طيِّبة، وكان في طليعة هؤلاء المجاهدين الشيخ العالم المجاهد عزِّ الدين القسَّام، والذي كان أحد شموس العلم وأئمة الهُدى، 

ولا تزال فلسطيننا تُلقي بفلذات أكبادها، وخيرة شبابها، فداءً لهذا الدين، يُدافعون عن أبناء الأمة، ويحمون البيضة، ويثخنون في أعداء الله، ويذيقونه الويلات والآلام.

وهذا الكتاب النفيس نقف فيه على سيرة رجلٍ عظيم، مُزيَّنةٍ بالحُسن والبهاء، ومرّصَّعةٍ بالعزِّ والفَخار؛ لأحد أعلام الجهاد والتضحية في فلسطين، نرى فيه سلفيته التي تقاوم البدع، وتدحض الشبهات، وتبثُّ العلم بين أبناء هذا الجيل، ونرى فيه جهاده وتضحيته وعلمه وعمله، وسيدور كلامنا في هذا الكتاب على ثلاث محاور رئيسية:

المحور الأول: نبذة عامة عن الشيخ القسام.

المحور الثاني: القسّام الإمام السَّلفي الكبير.

المحور الثالث:  كيف ربَّى القسَّام أتباعه.

  • المحور الأول: نبذة عن الشيخ عز الدين القسام (رحمه الله تعالى):

هو الشَّيخُ الامام والجبَلِ الهُمَام مُحَمَّد عزِّ الدِّين بنِ عبۡدِ القادرِ القَسَّام (١٨٨٣- ١٩٣٥):
كان متبحراً في علم أصول الفقه؛ الذي تُعَدُّ معرفته شرطاً من شروط الاجتهاد والفتوى. وواسعَ الإطِّلاع على كتب تفسير القرآن الكريم وعلومه. بالإضافة إلى كونه متمكناً من اللغة العربية وعلومها. وله نظرٌ ثاقبٌ في المذاهب الفقهية. ومعرفة واسعة بالحديث وعلومه؛ فلم يكن حاطبَ ليلٍ يُقَمِّش ولا يفتش، بل كان ذا فهمٍ ثاقبٍ في الحديث فيُميِّز الصحيح منه والضعيف.

ولما سئل القسام عن رأيه في اساليب الزعماء المعتمدة على محاورة الانكليز ، فأجاب : "من جرَّب المجرب فعقله مخَرَّب!"(١) وقال: "هو خائن!".

ولما وجَّه المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة "امين الحسيني!" سياسته المالية إلى تزيين المساجد وبناء الفنادق قال: "يجبُ ان تتحول الجواهر والزينة في المساجد إلى أسلحة فإذا خسرتم أرضكم؛ فإن الزينة لن تنفعكم وهي على الجدران!!".. وقد قيل فيه:

اتته الزعامة منقادةً ... إليه تُجرر أذيالها

فلم تكُ تصلح إلا له ... ولم يك يصلح إلا لها

....................................................................
(١) وهو اول من اطلق هذه العبارة. انظر: حياة القسام (ص ١٤٧- ١٤٩)

....................................................................

  • المحور الثاني: القسام الإمام السَّلفي الكبير:

١. لقد كان عز الدين القسام منذ هجرته إلى فلسطين واستقراره (بحيفا)، يخطط لمرحلة جهادية قادمة، منطلقا من الإسلام وتشريعاته.

ورأى أن يبدأ بمرحلة الدعوة والتعليم؛ لتربية جيل يؤمن بربه، ويتمسك بسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم).

٢. وإلى جانب دعوته وجهاده؛ فقد كان يوجه طاقته إلى محاربة البدع، ونبذها، ويدعو الناس إلى ذلك، ومن هنا بدا الصراع بين أنصار البدع والتقاليد الموروثة، وبين المذهب السني السلفي الذي جدده القسام.

٣. ومن ذلك إنكاره حج النساء إلى ما يسمونه "مقام الخضر"، على سفوح جبل الكرمل؛ لذبح الأضاحي شكرا على شفاء من مرض، او نجاح في مدرسة. وكان النساء -بعد تقديم الأضحية- يرقصن حول المقام الموهوم.. 

فدعا القسام الناس عامة إلى أن يتوجهوا بنذورهم، أضاحيهم إلى الله تعالى وحده؛ لأنه لا يملك النفع والضر احد سوى الله.

٤. وأنكر القسام قراءة "المولد النبوي" بالغناء والتمطيط، والمبالغة بتوقعيه على ألحان الموسيقى، لأنه أشبه شيء بالتراتيل الكنسية، وبحفلات عيد الميلاد النصرانية، وكان يصحب ذلك شرب الدخان (التوتون والتنباك) !!..  بل قد راى القسام من يشرب الخمر أثناء عمل المولد..!!

ودعا الشيخ القسام إلى العناية بأحوال النبي (صلى الله عليه وسلم) وشمائله، والسنة العملية من سيرته؛ لتكون نبراسا يستضاء به.

٥. وقد ألف الإمام القسام رسالة "النقد والبيان"، هو والشيخ محمد كامل القصاب[١]، والشيخ الزنكلوني [٢]، وقد أنكروا فيها كل البدع والمحدثات ، والتي منها ما يتصل بتشييع الجنائز، وقراءة القرآن على القبور، والتغني بالموالد، والأناشيد التي تقال في الأيام الأخيرة من رمضان، او ما تسمى "بالتوحيش"؛ لقولهم: "لا أوحش الله منك يا رمضان!"، وغيرها من البدع والخرافات.

٦. وعارضه في ذلك الشيخ عبد الله الجزار [٣]، ولكنه لم يقوى على أدلة القسام وحججه؛ فانتصر له "رئيس الكتبة في المحكمة الشرعية بعكا" محمد صبري خزيران، وألف كتابا في الرد على القسام وإخوانه سماها "فصل الخطاب في الرد على الزنكلوني والقسام والقصاب!!"[٤].

٧. وكان القسام ينهى عن رفع الصوت بالتكبير أثناء السير في الجنازة، وكان يفتي بحرمته، وصار له تلامذة كثيرون، يأخذون برأيه، وينفذون موكب الجنازة كما جاء في السنة النبوية، وحدثت يوما مشادة بين أحد أنصار القسام وبين آخرين أثناء السير بجنازة احد الموتى، فكتبت جريدة (اليرموك) آنذاك تتهم الشيخ القسام بأنه السبب فيما حدث من خلاف في المدينة، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض للشيخ، وكتب رئيس تحرير الجريدة (كمال عباس) مقالا هاجم فيه القسام، واتهمه بالسعي وراء المناصب والشهرة !![٥].

٨. وقد كتب القسام مقالا يبين فيه موقفه من هذه الخرافات، وأرسله إلى الجريدة، فلم تنشره، فأرسله إلى جريدة (الكرمل) في حيفا فنشرته..
وقد اتضح لمن قرأ المقالة يومئذ أت الذين أثاروا المشكلة هم بعض المنتفعين الذين اتخذوا ذكر الله تعالى وقراءة القرآن على القبور تجارة لهم، وهم الذين أثاروا الضجة عليه بسبب فتوى له يحرم فيها أخذ الاجرة على قراءة القرآن عند المقابر[٦].

٩. وأرادوا منعه من الخطابة والتدريس في جامع الاستقلال -وكان إمامه وخطيبه- بمساعدة من بعض الذين أرادوا الحد من نفوذه ومكانته عند الناس -أعني مفتي عكا-.

١٠. وأراد الحاج "عبد الواحد الحسن" نائب رئيس (الجمعية الخيرية) بحيفا إنهاء الخلاف، بين القصاب والقسام من جهة وبين الجزار من جهة أخرى، فأرسل سؤالاً إلى الأزهر مفاده: "ما قول أهل العلم الحق في الصياح والتهليل والتكبير وغيره أما الجنائز ؟"؛ 
فأجاب عن ذلك الشيخين الازهريين (الشيخ محمود محمد خطاب السبكي، والشيخ علي سرور الزنكلوني)؛ فجاءت فتوى الشيخين موافقة لما قاله القسام والقصاب...
فثار لذلك مفتي عكا، والف خزيران رسالته في الرد عليهما.. عندئذ قام القسام والقصاب بتأليف رسالة "النقد والبيان في دفع أوهام خزيران"؛ وفندا أقواله التي وردت في رسالته.

١١. ولم يكتف القسام بتاليف هذه الرسالة حتى وثقها بأقوال العلماء القدامى؛ وصدقها بتقريظ جمع من كبار العلماء المعاصرين؛ من شتى المذاهب الإسلامية (احناف ومالكية، وشافعية، وحنابلة) ومن أقاليم متعددة: كمصر، والعراق، وبيروت، ودمشق، ومن هؤلاء:
- أشهر علماء الشام الشيخ: محمد بهجة البيطار.
- والشيخ العالم: عبد القادر بدران.
- ومفتي دوما الشيخ: مصطفى الشطي.
- والمدرس بالجامع الأموي الشيخ : صالح نجم الدين التونسي المالكي.
- والشيخ : محمد جميل الشطي النائب الحنبلي بدمشق.
- والشيخ العلامة: محمد توفيق الغزي العامري المفتي الشافعي بدمشق.
- ومن العراق العالم الكبير: محمد بهجة الأثري.
- والعالم البيروتي وخريج الأزهر: محمد راغب القباني الحسيني.
- والعالم المصري: محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية.
- والازهريان النحريران: الزنكلوني، والشيخ السبكي.

١٢. وروى بعض المؤرخين أن القسام كان يطرد قادريو العراق الذين يأتون لزيارة قبر جده "مصطفى"؛ وينهاهم عن ذلك، وكانوا يريدون ان يبنوا عليه قبة فرفض ذلك اشد الرفض !.

١٣. وقد وصم "الجزار"، وتلميذه "خيزران" القسام بالوهابية؛ وكذلك يفعل أهل الأهواء في العلماء الراسخين الذين يدعون إلى الاستقامة في الدين والمنهج ! [٧]. 

١٤. إن الجدل الذي أثاره "خيزران" حول قضايا محسومة، في وقت تكالب فيه الانكليز على بلادنا، يشبه جدال البيزنطيين حول ايهما اقدم "البيضة ام الدجاجة" في الوقت الذي كانت جيوش محمد الفاتح تحاصر عاصمة بيزنطة.

١٥. إن ما فعله القسام في ذلك الوقت، ليس للتسلية، وملء الفراغ، ولا لاشغال الناس عن قضايا الامة الاساسية في مقارعة المحتل؛ وجدله لا يمكن ان يكون "بيزنطيا"؛ لانه جدله يقوم على منهج يؤدي إلى الانتصار، وبعث العقيدة الصحيحة يولد قوة لا تبارى في الامة.

١٦. إن القسام لم يغفل عن الأعداء لحظة، ولكنه أراد وضع حجر الأساس المتين الذي تنطلق منه الامة لقتال الاعداء، والامة الضعيفة التي تعيش على الأوهام والخرافة والدجل لا يمكن أن تصنع النصر.

١٧. إن البدعة لا بد ان تصنع جيلا خاوي القلب، خائر الأركان، واهي الصلة بينه وبين شريعته ودينه، والمستفيد الوحيد هو من يجني المال من وراء المعتقدات الباطلة، وكان منهج القسام ان تذهب تلك الاموال لشراء الاسلحة والعتاد للمجاهدين بدلا من بذلها في تزيين الاضرحة وتشييد القبور.
..............................................................
[١] محمد كامل القصاب، دمشقي المولد والنشاة، هاجر إلى فلسطين، بعد احتلال الفرنسيين سورية.
[٢] هو الشيخ علي سرور الزنكلوني من علماء الأزهر بمصر، ومن سكانها.
[٣] هو قاضي عكا ومفتيها منذ العصر التركي وحتى سنة ١٩٣٩م.
[٤] قلت: وهكذا يفعل الجهل بأصحابه، فإنه "خزيران" ما انتصر للشريعة قط، وإنما انتصر لأهواء شيخه "الجزار".
[٥] قلتُ (محمد): هذا لعمري في القياس بديع؛ ولم نعد ندري من يسعى وراء الشهرة: المأفون المبتدع، ام السني المتبع.. وإن كان يسعى للشهرة؛ فشهرة في الحق  خير من ألف شهرة في باطل.
[٦] وهكذا يتبين أن علاقة القسام بالصوفية علاقة متوترة، فكيف يقال بعد ذلك انه كان صوفيا !! ، إنه قول يضحك الثكلى !.
[٧] قلت: الوهابية لقب اطلقه المتصوفة والشيعة على أصحاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكانوا يعرفون (بأهل التوحيد) ، او (إخوان من أطاع الله)؛ وشاعت هذه التسمية، ودخلت المعاجم الحديثة، وأخطأ بعضهم فجعله مذهبا جديدا في الإسلام، وبيننا وبينكم كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم).
------------------------------------
* المصدر، عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين، محمد حسن شراب، (ص ١٧٢ - ١٨٨).

------------------------------------

  • المحور الثالث: كيف ربَّى القسّام أصحابه ؟

١. إن القسام هو مثال للعالم الرباني المجاهد، وقد اراد القسام ان يبني مجتمعا جديدا يقوم على منهاج النبوة، معتقدا انه "لا يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به اولها".

٢. أراد القسام أن ينشأ المجتمع الذي يطيع الله ورسوله، وولي أمر المسلمين. وكانت الخلافة العثمانية قائمة آنذاك وسلطانها "محمد رشاد"، الذي انقلب عليه العرب انتصارا لحلفائهم الانكليز، طمعا في الدولة العربية الموعودة !.

٣.  أراد القسام أن يخلص المجتمع من براثن البدع والخرافات، والدجل الديني. وتخليصه من التضليل الوطني والتاريخي، والذي ابتلي به الشعب الفلسطيني، من خلال ردع الزعامات الفاسدة، والمتعاونين مع الانكليز واليهود لأجل غايات دنيوية.

وكان إذا مات احد من هؤلاء استاجروا له فرق المهللين والمنشدين الذين يغطون على معايبه ويجعلون منه مضرب المثل في الوطنية والشرف والقيادة !!.

٤. أراد القسام أن يغرس في نفوس الشعب حب البذل والعطاء،  وان يوجه حركة الاموال إلى الجهاد والبذل في سبيل الله، حتى قام وانكر بدع الجنائز وزخرفة المساجد، بل افتى بجواز تاجيل فريضة الحج لاجل شراء السلاح والدفاع عن الارض المقدسة!.

٥. أراد القسام أن يعود للدين مجده، وللإسلام زهرته، (بسيطرة السنة ومحق البدعة)، وأن يوقف المجازفون في الملة السمحاء عند حدودهم، فلا يطمعوا بإغواء غيرهم، وأراد أن لا يلفت الناس إلى السفاسف، وان لا يعتنوا بالزعانف والقشور !.

٦. وقد قام القسام بعملية التوجيه والتعبئة الجهادية من خلال أمرين: 
  - التعليم؛ وهو تعريف الناس بالضروري من أمر الدين.
  - تقويم العلاقة ما بين المعرفة والسلوك الظاهر.

٧. أراد القسام ان يعلم أصحابه الجرأة في قول الحق، وأن لا يخافوا في ذلك أحدا، سيما إن كان الأمر متعلقا بقضية من قضايا الإسلام، فإنه لا يعرف المهادنة.

٨. وكان يعلم أصحابه "حب الجهاد" وأحكامه و"الشهادة" وفضلها؛ فكثيرا ما كان يختم خطبه بقوله: "اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك!".. وربما حمل المسدس وارتقى المنبر وقال: "من كان يحب الله ورسوله فليقتن مثل هذا".. ولما سأله أحدهم من اين ناتي بالسلاح لنقاتل، فأجابه: "اقتل وخذ السلاح من عدوك !".

٩. وكان القسام يمثل القدوة الحسنة للعالم المربي المجاهد؛ فقد باع كل املاكه واشترى بثمنه سلاحا، وقد حفظت عنه المقولة الشهيرة: "إذا كنت إماما للناس فكن امامهم"، ولما استشهد القسام في ٢٠/ ١١/ ١٩٣٥م كان يلبس عمامة وقفطانا ومعه مسدس كبير .

١٠. السرية واخذ الحيطة والحذر وحفظ اللسان، فقد كان يجتمع باصحابه سرا، ويقوم بتدريبهم على السلاح، ولم تستطع المخابرات البريطانية والصهيونية اكتشاف تنظيم القسام السري.

١١. الشورى والمشاركة وتوزيع المهام بين جماعة القسام التي ربت على الألف، وكانت تعمل في مجموعات منظمة، كل منها يؤدي وظيفته الموكلة إليه؛ ومنها:
  * جماعة شراء السلاح.
  * وفرقة الاستخبارات والتجسس على الاعداء.
  * ومهمة التدريب العسكري، التي أوكلت لبعض قيادات في الجيش العثماني سابقا.
  * وأفراد الاتصالات السياسية.
  * وجماعة توفير التمويل والمال، ومهمتها جمع المال من الأعضاء والأنصار (المساهمات الشهرية)، ورعاية أسر الشهداء والمعتقلين.

١٢. واستطاع القسام بحنكته ان يجند فرقا قسامية في العديد من قرى ومدن فلسطين ومنها: الخليل، وغزة، والناصرة، وطبرية، وعكا، وطولكرم، وجنين.

١٣. لقد تنافس قادة الفئات والأحزاب على ضم القسام إلى صفه -سيما بعد استشهاده- فتجرأ بعضهم إلى القول بأن القسام من تفكير وتخطيط الحاج "أمين الحسيني"، وزعم آخرون انه عضو في "حزب الاستقلال"[١]، أو "الحزب العربي"[٢]، حتى انه لم يفلت القسام من "نعرة الصوفية" الذين نسبوه إليهم مؤخرا... ولن أناقش أيا من الآراء السابقة، فكذبها اوضح من ان أوضحه، على ان ذلك يدل على تفوقه في ريادة المشروع الجهادي الكبير !.
١٤. وعندما خرج الانجليز لمطاردة القسام (وكانوا اربعمائة) اشاعوا في الناس انهم يطاردون لصوصا، وقدموا لذلك الشرطة العربية التي احضروها لتكون في المقدمة، وفي ظل الحصار المطبق على الشيخ، أمر أفراد عصابته( وكانوا تسعة) ألا يطلقوا النار على شرطة العرب، وان يوجهوا افواه البنادق نحو الانجليز، واستمرت معركة طاحنة بين القسام وشرطة العرب والانجليز من الصباح إلى العصر على وتيرة واحدة، وابى القساميون الفرار، وقاتلوا وقتلوا... واستشهد الإمام العلم.

١٥. وكان بإمكان القسام الهرب في معركة غير متكافئة (١/ ٤٠)، وفي ظل عذر شرعي مبيح، ولكنه أراد أن يعلم الأمة الطريق الصحيح للتحرير، ويظهر ذلك في إحدى مقولاته : "ليس المهم ان نحرر فلسطين في بضعة أشهر، بل المهم ان نعطي الدرس من انفسنا لهذه الأمة، وللأجيال القادمة"؛ وكاني به ميتاً أبلغ خطبة منه حيا.

١٦. وقد نقش على شاهد قبره، هذه الأبيات:

هذا الشهيد العالم المفضال... من كان في الإرشاد خير معين
هو شيخنا القسام أول رافع ... علم الجهاد بنا لنصر الدين
كانت شهادته بوقعة (يعبد) ... في شهر شعبان بحسن يقين

......................................
[١] هذا الحزب جمع عددا من قادة العمل الوطني وفيهم مجموعة لا باس بها من المخلصين، وفيه من أعضاء الماسون المخلصين للصهيونية العالمية، وكانت نشاطاته تقتصر على البيانات والمظاهرات السلمية.
[٢] هو حزب علماني، يقوده الشيخ المفتي الحاج "أمين الحسيني"، وتميز هذا الحزب بمشاركة مسيحية بلغت (٣١ %) مع ان نسبة المسيحيين الإجمالية كانت (١١ %)، اضف إلى ذلك ان السياسة العامة للحزب مصادقة الانجليز، واتخاذ الحلول السلمية سبيلا للخلاص من اليهود .
المصدر: عز الدين القسام، الشيخ محمد حسن شراب (ص ١٩٠- ٢١٣).



الأربعاء، 21 أبريل 2021

الأربعون للشحامي عن أربعين شيخاً من مشايخ الدين، عن أربعين نفراً من الصحب الأكرمين لأبي منصور عبد الخالق الشحامي الخشوعي (475 -549 هـ)

الأربعون للشحامي

عن أربعين شيخاً من مشايخ الدين، عن أربعين نفراً من الصحب الأكرمين

لأبي منصور عبد الخالق الشحامي الخشوعي

(475 -549 هـ)

تحقيق: أبو عبد الرحمن بن عيسى الباتني

بقلم:

أ. محمد ناهض عبد السَّلام حنّونة


تمهيد/ هذه أربعون حديثاً مخرجة عن أربعين شيخاً، عن أربعين نفراً من الصحب الكرام، كلُّ حديثٍ عن واحدٍ من الصحابة من غير تكرار، وبدأ بالعشرة المبشرين بالجنَّة تيمناً بذكرهم، وكلها من مسموعات الحافظ أبي منصور عبد الخالق بن أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان بن علي بن عبد الله بن المرزبان الشحامي، العدل.

وكان الشحامي من بيت حديث وعدالة وتزكية. روى الحديث هو وأبوه زاهر، وعمه وجيه، وأخواه: طاهر، والفضل، وجماعة من نسائهم وأولادهم. وكان صحيح السماع والأصول. وسمع منه ابن عساكر، والسمعاني، وابنه عبد الرحيم بن أبي سعد، والمؤيد الطوسي، وقاسم بن عبد الله الصفار وعدَّة. وفقد في فتنة الغز سنة تسع وأربعين وخمس مائة؛ فلا يُدرى قُتل أو هلك من البرد، وقيل: إنه أُحرق هناك.

وأما الصحابة الذين روى لهم في هذه الأربعين؛ فهم على الترتيب: [أبو بكر، عمر، عثمان، علي، طلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، عبد الرحمن بن عوف، أبو عُبيدة عامر بن الجراح، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وأبو هريرة، وسهل بن سعد، وربيعة بن كعب الأسلمي، وبُريدة بن الحصيب، والمغيرة بن شعبة، وشداد بن أوس، وأبو برزة الأسلمي، وعمران بن الحصين، وأبو الدرداء، وجابر بن عبد الله، وسلمان الفارسي، وعوف بن مالك الأشجعي، وجرير بن عبد الله البجلي، وأسامة بن زيد، وأبو قتادة، والنعمان بن بشير، وأبو موسى الأشعري، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن سمرة، والبراء بن عازب، وجُبير بن مُطعم].

وجملة ما فيه من الصحيح والحسن، واحدٌ وعشرون حديثاً، وهي ما عدا الأحاديث التالية. ومن الضعيف أحد عشر حديثاً (7، 9، 12، 14، 21، 22، 23، 25، 26، 33، 39). ومن الضعيف جداً واحد (13) ومن المنكر ثلاثة (1، 11، 28). ومن الباطل الموضوع: أربعة (2، 4، 10، 17)

وأما سبب تأليف الحافظ الشّحامي لهذا الجزء؛ فهو ما قاله: "قد سلف مني جمع أربعين حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربعين شيخا من مشايخي الذين أدركتهم وسمعت منهم ورجوت بذلك الدخول في الزمرة الذين ورد فيهم الخبر المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ أربعين حديثاً عن أمته"

وأنا أذكرها مجرَّدة من الأسانيد، مع ذكر حكم كل حديث كما ورد في تحقيق الباتني، وأشير مع ذلك إلى صفحات التخريج من الكتاب:

1.  عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة غسلت ذنوبه وخطاياه؛ فإذا راح كتب الله له بكل قدم عمل عشرين سنة، فإذا قضيت الصلاة أجيز بعمل مائتي سنة".

[منكر، وفيه بقيَّة يُدلس التسوية، وتابعه إبراهيم بن ذي حماية عند الطبراني، وفي إسناده شيخ الطبراني عبد الله بن محمد بن الأشعث، وتابعه من طريق آخر سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف. انظر تخريجه ص 23 -26].

2.عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في خطبته -سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الإيمان بالنية واللسان والهجرة بالنفس والمال".

[باطلٌ، فيه نوح بن أبي مريم: هالك، خرجه الديلمي في «الفردوس» (٣٦٩) باختلاف يسير، وعبدالخالق بن زاهر الشحامي في «الأربعين» كما في «الجامع الصغير» للسيوطي (٣١٠٣) واللفظ له، والحديث المحفوظ بهذا الإسناد عن يحيى بن سعيد، هو: إنما الأعمال بالنيات انظر ص 27].

3.عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أدخل الله الجنة رجلا كان سمحا بائعا ومشترياً، وقاضياً ومقضياً".

[صحيح، أخرجه أحمد ١ /٥٨، ٦٧، ٧٠، والبخاري في الكبير ٣/ ٢/ ٤٦٧، وابن ماجه ٢/ ٧٤٢/ ٢٢٠٢، والنسائي ٧/ ٣١٨ -٣٢٩/ ٤٦٩٦، والبغوي في شرح السنة، رقم: ٢٠٤٥، من طريق يونس بن عُبيد، عن عطاء بن فروخ، عن عثمان مرفوعاً، انظر: ص 28 -31].

4. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام}. و{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب}. هن مشفعات، ما بينهن وبين الله حجاب فقلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك ؟ قال الله تعالى: بي حلفت لا يقرأهن أحدٌ من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلتُ الجنة مأواه على ما كان فيه وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة.

[موضوع، قال الذهبيُّ في "العلو" ٧٣:  هذا حديث مشهور تفرد به الحارث وبمثل هذا الحديث المنكر نالوا منه، وقال البغويُّ في "تفسيره": البغوي ١‏/٤٢٧: رواه الحارث بن عمير وهو ضعيف، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ٢٩٧: في إسناده الحارث بن عمير وفي إسناده محمد بن زنبور, وهو مختلف فيه وفي سند الحديث انقطاع، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ٦٩٨: موضوع، انظر ص 33].

5. عن طلحة بن عبيد الله يقول: "جاء رجل من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام. فقال: "خمس صلوات في يوم وليلة" قال: هل علي غيرها ؟ قال: لا، إلا أن تطوع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وصيام شهر رمضان" قال: هل علي غيره ؟ قال: لا إلا أن تطوع، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة. قال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع قال: فأدبر الرجل، وقال: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق".

[صحيح، أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١)، وأبو داود (٣٩١)، والنسائي (٥٠٢٨) واللفظ له، وأحمد (١٣٩٠)، انظر ص 34 -36].

6. عن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أشياءهم أعطوه أو منعوه ".

[صحيح، أخرجه البخاري (١٤٧٠)، ومسلم (١٠٤٢)، والنسائي (٢٥٨٩) مختصراً، وأحمد (٧٤٩٠) واللفظ له، انظر ص 37 -38]

7. عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من السعادة المركب الصالح، والمسكن الصالح، والزوجة الصالحة، وإن من الشقاء، المركب السوء، والمسكن السوء، والزوجة السوء".

[غريبٌ مرفوعاً، أخرجه الطبراني في الأوسط ٤/ ٦٢/ ٣٦١٠، من طريق إبراهيم بن عثمان وهو أبو سعيد، عن العباس بن ذريح، وقد تفرد به إبراهيم. قال المحقق: كذا وقع أبو سعيد، والصواب أبو شيبة كما في الإسناد والتهذيب، وهو مجمعٌ على ضعفه انظر ص 39-42 ].

8. عن المغيرة بن الأخنس قال: "دخلنا على المغيرة بن شعبة وعنده سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: فدخل علقمة بن قيس فنال من علي، فقال سعيد بن زيد: ألا أراني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينال منهم وأنت ساكت ؟ إني لعشر المؤمنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمعته يقول: أبو بكر في الجنة، وعمر بن الخطاب في الجنة، وعثمان بن عفان في الجنة، وعلي بن أبي طالب في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وطلحة بن عبيد الله في الجنة، وذكر التاسع آخر قال: قلنا من هو ؟ قال: فسكت. قال: قلنا من هو سعيد بن زيد ؟ قال: فأرسل دموعه رضي الله عنهم أجمعين ".

[صحيح، أخرجه الطبراني في "الأوسط" 9489، انظر ص 43 -45].

9.عن عبد الرحمن بن عوف قال: "دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من المسجد فأتبعته أمشي وراءه ولا يشعر بي، ثم دخل نخلاً فاستقبل القبلة فسجد فأطال السجود وأنا وراءه حتى ظننت أن الله عز وجل توفاه، فأقبلت أمشي حتى جئته فطأطأت رأسي أنظر في وجهه فرفع رأسه؛ فقال: "مالك يا عبد الرحمن ؟" فقلت: لما أطلت السجود يا رسول الله خشيت أن يكون الله عز وجل توفا نفسك، فجئت أنظرُ. فقال: "إني لما رأيتني دخلت النخل لقيت جبريل عليه السلام فقال: أبشرك أن الله عز وجل يقول: من سلم عليك سلمت عليه ومن صلى عليك صليت عليه ".

[إسناده ضعيف، وهو حسنٌ لغيره بالطرق والشواهد، أخرجه أحمد (١٦٦٢) واللفظ له، وعبد بن حميد (١٥٧)، وأبو يعلى (٨٦٩)، انظر ص 46 -49]

10.عن أبي عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى وأوسطها، وفوقها عرش الرحمن، ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس ".

[إسناده ضعيفٌ جداً، ومحمد بن عمر، هو الواقدي، متهمٌ، وأبو شجرة محمد بن شجرة لم أجده، والحديث صحيح، أخرجه الترمذي (٢٥٣٠) واللفظ له، وابن ماجه (٤٣٣١) مختصراً، وأحمد (٢٢٠٨٧) باختلاف يسير، انظر ص 50 -54].

11. عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله سبحانه وتعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة يقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ". عمرو هو عمرو بن حكام".

[إسناده منكر، فيه عمرو بن حكام، وقد ضعفوه شديداً، والحديث جيّد، أخرجه أحمد (٧٠٨٩) واللفظ له، والطبراني (١٣/٦٠٤) (١٤٥٢٢)، انظر ص 55 -60].

12.عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم جلوس: "مالكم لا تتكلمون ؟ من قال سبحان الله وبحمده كتب الله له عشر حسنات، ومن قالها عشراً كتب الله له مئة حسنة، ومن قالها مئة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن اتهم بريئاً صيره الله إلى طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة".

[إسناده ضعيف، وهو من طريق أبي الحسن محمد بن الحسين كما عند المصنف، وفي الإسناد محمد بن الحسن الشرقي، أبو محمد، وهو أخو الحافظ أبي حامد، فيه كلام. وصفوان بن صالح يُدلس التسوية. وسعيد بن بشير الأزدي ضعيف، انظر ص 61 -66].

13.عن عبد الله بن عباس، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل على صاحبكم دين ؟ قال قلنا: نعم. قال: دونكم صاحبكم قال فقال علي بن أبي طالب: إلي دينه يا رسول الله هو بريء منه قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه قال فقال: فك الله رهانك يا علي كما فككت رهان أخيك قال فقال رجل وأصحابه: يا رسول الله ألعلي خاصة ؟ قال بل للمسلمين عامة ".

[إسناده ضعيفٌ جداً، في إسناد المصنف عبد الله بن سمعان، وهو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، أتهمه جماعةٌ بالكذب، وبعضهم ضَّعفه شديداً، فلا كرامة، والحديث صحيح، ص 67 -72].



14. عن أنس بن مالك قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير؛ فقال: استغفروا فاستغفرنا، فقال: أتموها سبعين مرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد ولا أمة يستغفر الله كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبع مئة ذنب، وقد خاب عبدٌ أو أمة عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب".

[ضعيف، أخرجه ابن بشران في «أماليه» (٢٠١)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٦٥٢)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٦/٣٩٢)، انظر ص 73 -74].

15.عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني كأني قد دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي، وإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما "

[صحيح،  أخرجه الترمذي (٣٧٨٨)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٨١٤٨)، وأحمد (١٩٣١٣) باختلاف يسير، انظر ص 75 -77].

16. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتج آدم وموسى؛ فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسكنك الجنة، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة، وفعلت ما فعلت ! قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاه الله بكلامه، تلومني على شيء خلقه الله قبل أن يخلق السموات والأرض ! قال: فحج آدم موسى ".

[صحيح، أخرجه البخاري (٤٧٣٦)، ومسلم (٢٦٥٢)، وأبو داود (٤٧٠١)، والنسائي في «السنن الكبرى» (١٠٩٨٦)، وابن ماجه (٨٠)، وأحمد (٩٩٨٩) واللفظ له، انظر ص 78].

17.عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكم في كل جمعة حجة وعمرة: فأما الحجة فالتهجير إلى الجمعة، وأما العمرة فانتظار صلاة العصر بعد الجمعة".

[باطلٌ موضوع، قال الذهبيُّ في ميزان الاعتدال ٣‏/٣٧٢: موضوع باطل، انظر ص 79 -80].

18.عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: "كنت آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه وحاجته فقال: سلني قلت: مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك ؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود".

[صحيح، أخرجه مسلم: ٤٨٩، وأبو داود: ١٣٢٠، والنسائي ١١٣٧، انظر ص 81 ].

19.عن بُريدة، قال: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الإنسان ثلاث مئة وستون مفصلاً، على كل مفصل منها صدقة، قيل: يا رسول الله ومن يستطيع ذلك ؟ قال: أليس ينحي أحدكم الأذى عن الطريق، ويبزق في المسجد ويدفنها؛ فإن لم يفعل فإن ركعتي الضحى تجزيه ".

[غريب، وقال الحافظ ابن حجر في الإمتاع ١‏/١٢٦: حسن صحيح. خرجه أبو داود (٥٢٤٢)، وأحمد (٢٣٠٣٧) باختلاف يسير، انظر ص 82].

20.عن وراد قال: "أملى علي المغيرة بن شعبة كتاباً: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى الصلاة، قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الله، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

[صحيح، صحيح البخاري ٦٦١٥، انظر ص 83].

21. عن شداد بن أوس: أنه دخل عليه وهو في مصلاه يبكي؛ فقيل له: مايبكيك ؟ فقال: حديثٌ ذكرته سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: وما هو ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني أتخوف على أمتي من بعدي الشرك والشهوة الخفية"، فقلت: يا رسول الله أو تشرك أمتك من بعدك ؟ قال: "يا شداد إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً، ولكنهم يراءون بأعمالهم". قلت: يا رسول الله وما الشهوة الخفية ؟ قال: "يصبح أحدهم صائماً، فتعرض له شهوة من شهواته فيواقع ويدع صومه".

[إسناده ضعيف، أخرجه ابن ماجه (٤٢٠٥) باختلاف يسير مختصراً، وأحمد (١٧١٢٠) واللفظ له، انظر ص 84 -89].

22. عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ما صنع فيه، وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه".

[ضعيف، أخرجه الترمذي (٢٤١٧)، والدارمي (٥٣٧) باختلاف يسير، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (٤٩٤) واللفظ له، انظر ص 90 -97].

23.عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم، فالصوم لي وأنا أجزي به. وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة يوم القيامة، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

[إسناده ضعيف، وهو حديث صحيح، وفيه عمرو بن مجمع ضعف ابن معين، والدارقطني، وأحمد، أخرجه النسائي (٢٢١٢)، وأحمد (٤٢٥٦) واللفظ له، انظر ص 98 -102].

24.عن عمران بن الحصين، قال: قام شابان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: "يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس فيه: أفي أمر جرت به المقادير، فجفت به الأقلام، أم في أمر نستأنفه؟ قال: بل في أمر جرت به المقادير وجفت به الأقلام. قالا: ففيم العمل يا رسول الله ؟ قال: اعملوا فكل ميسرٌ لما خلق له. قالا: الآن نجد ونعمل".

[صحيح، أخرجه مسلم (٢٦٥٠)، وابن حبان (٦١٨٢)، وغيرهما، انظر ص 103 -104].

25.عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أنا أول من يؤذن له برفع رأسه فأنظر بين يدي، فأعرف أمتي من بين الأمم، وأنظر عن يميني فأعرف أمتي من بين الأمم، وأنظر عن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم، وأنظر خلفي فأعرف أمتي من بين الأمم. قال رجل: يا نبي الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك ؟ قال: نحن غرٌّ محجلون من آثار الوضوء، ولا يكون أحد من بين الأمم كذلك غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنور يسعى بين أيديهم".

[ضعيف، في إٍسناد المصنف محمد بن عمر الواقدي: متروك، انظر ص 105 -107].

26.عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبيٌّ قبلي: 

أما واحدة: فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا. 

     وأما الثانية: فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك. 

وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم. 

وأما الرابعة: فإن الله يأمر جنته أن استعدي وتزيني لعبادي فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى رحمتي وكرامتي. 

وأما الخامسة: فإذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعاً. 

قال: فقال قائل: هي ليلة القدر يا رسول الله ؟ قال: لا ألم تر العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا".

[إسناده ضعيف، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٣٦٠٣)، انظر ص 108 -109].

27. عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان رجل يسيء الظن بعمله فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم اذروني في الريح في يوم عاصف؛ فإنه إن قدر علي لم يغفر، قال: ففعل ذلك به فجمعه الله فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: مخافتك، قال: فغفر له".

[صحيح، أخرجه البخاري (٣٤٨١)، ومسلم (٢٧٥٦) باختلاف يسير، انظر ص 110 -112].

28. عن سلمان الفارسي، قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان؛ فقال: يا أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيامه تطوعاً، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، ومن فطر صائما كان كعتق رقبة ومغفرة لذنوبه، قيل: يا رسول الله أليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ؟ قال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن أشبع صائماً، كان له مغفرة لذنوبه، وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه أعتقه الله من النار".

[منكر، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، تكلم فيه جماعةٌ من العلماء، انظر ص 114].

29.عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -على جنازة رجل من الأنصار؛ فسمعته يقول: "اللهم صل عليه واغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم مثواه ومنقلبه، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من ذنوبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله وقه عذاب القبر.

قال عوف: لقد رأيتني أتمنى في مقامي ذلك أن أكون أنا ذلك الميت مكان ذلك الأنصاري، لما رأيت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[صحيح، وإسناد المصنف ضعيف، عصمة بن راشد مجهول، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف، أخرجه الترمذي: ١٠٢٥، وابن ماجه: ١٢٢٨، انظر ص 115 -116].

30.عن جرير بن عبد الله، قال: "كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر؛ فقال: إنكم راءون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ فافعلوا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}".

[صحيح، أخرجه البخاري ٥٥٤، ٥٧٣، ٤٨٥١، ومسلم ٦٣٣، انظر ص 117 - 118].

31. عن أبي هريرة، عن أسامة بن زيد، قال: قلت يا رسول الله أراك تصوم في شعبان ما لا تصوم في شهر ؟ قال: "شعبان بين رجب وشهر رمضان تغفل الناس عنه، ترفع فيه أعمال العباد؛ فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم". قلت أراك تصوم الاثنين والخميس لا تدعهما قال: "إن أعمال العباد ترفع فيهما، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم".

[غريب، وبعضه حسن، أخرجه النسائي (٢٣٥٧) باختلاف يسير، وأحمد (٢١٧٥٣) مطولاً، انظر ص 119  - 121 ].

32. عن كعب بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، تميلها الرياح مرة هكذا ومرة هكذا، ومثل المنافق كمثل الأرزة المجذوبة على الأرض حتى يكون انجعافها مرة".

[صحيح، أخرجه البخاري (٥٦٤٣)، ومسلم (٢٨١٠) باختلاف يسير، انظر ص 122 -123].

33. عن أبي قتادة، أنه: شهد النبي صلى الله عليه وسلم -صلى على جنازة؛ فسمعته يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، وحدث بهؤلاء الكلمات وزاد معهن: اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان".

[إسناده فيه اختلاف، والصحيح مرسل، أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (١٠٩٢٥)، وأحمد (٢٢٥٥٤) واللفظ له، انظر ص 124 -128].

34. عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إن الحلال بين والحرام بين، وإن بين ذلك أموراً متشابهات -وربما قال مشتبهة -وسأضرب لكم في ذلك مثلاً: إن الله تعالى حمى حمى وإن حمى الله محارمه، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى، وربما قال: وإنه من يخالط الريبة يوشك أن يجسر".

[صحيح، أخرجه البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩)، وابن ماجه (٣٩٨٤) مطولاً، وأبو داود (٣٣٢٩) بنحوه، والترمذي (١٢٠٥)، والنسائي (٤٤٥٣) باختلاف يسير، وأحمد (١٨٣٦٨) واللفظ له، انظر ص 129 -130].

35. عن أبي موسى الأشعريّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان في حائط بالمدينة على قفة البئر، مدلياً رجليه في البئر؛ فدق الباب أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن له وبشره بالجنة. فدخل أبو بكر فدلا رجليه في البئر. ثم إن عمر بن الخطاب دق الباب، فقال: ائذن له وبشره بالجنة ففعل ثم دق الباب.. عثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن له وبشره بالجنة وسيلقى بلاء ففعل ودخل عثمان وعيناه تذرفان".

[صحيح، أخرجه البخاري (٣٦٧٤)، ومسلم (٢٤٠٣) مطولاً، والترمذي (٣٧١٠)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٨١٣١)، وأحمد (١٩٦٥٣) واللفظ له، انظر ص 131 -132].

36.عن أبي ذر، قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في ظل الكعبة جالسٌ، فلما رآني أقبلت، قال: هلك الأكثرون ورب الكعبة! هلك الأكثرون ورب الكعبة! قال: فأخذني غم وجعلت أتنفس؛ فقلت: هذا شيء حدث. قلت: من هم فداك أبي وأمي؟ قال: الأكثرون إلا من قال في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وشماله وخلفه وقليلٌ ما هم. وما من رجل يموت فيترك إبلاً أو غنماً لم يؤد زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت حتى تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها حتى يقضى بين الناس، ثم تعود أولاها على أخراها".

[صحيح، أخرجه البخاري (6638 -فتح)، والترمذي (617) باختلاف يسير، انظر ص 133].

37.عن أبي سعيد الخدري أن أعرابياً قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: "يا رسول الله إني في غائط مضبّة، وإنه عامة طعام أهلي ؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فجعلنا نقول: عاوده فلم يجبه، ثم عاوده الثالثة فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله لعن أو غضب على قوم من بني إسرائيل، فمسخوا دواب يدبون في الأرض، ولست آكلها ولا أنهى عنها".

[صحيح، صحيح مسلم ١٩٥١، انظر ص 134].

38.عن جابر بن سمرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قالوا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف".

[صحيح، أخرجه مسلم (430) ، وأبو داود 661، وغيرهما، انظر ص 135 ].

39.عن البراء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في خدورهن قال: "يا من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته".

[ضعيف، فيه عنعنة أبي إسحاق، وهو مُدلس، وللحديث شواهد، انظر ص 136 -138].

40. عن جبير بن مطعم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الله الناس على قدمي، وأنا العاقب، والعاقب الذي ليس بعده أحد ".

[صحيح، أخرجه البخاري: ٤٨٩٦، ومسلم ٢٣٥٤، انظر ص 139 ].